هل نفذ السيسي طلبا أمريكيا بتوقيف ملياردير سوداني بحجة دعم المقاومة؟
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
أثار توقيف أجهزة الأمن المصرية الاثنين، لرجل الأعمال السوداني عبد الباسط حمزة، والذي تتهمه أمريكا بدعم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الاتهامات لرئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، بتنفيذ أوامر أمريكية إسرائيلية بالقبض على الملياردير السوداني، ما وصفه نشطاء بـ"الفضيحة".
وربط مراقبون بين الإجراء الأمني للسلطات المصرية، وبين قرار وزارة الخزانة الأمريكية، الشهر الماضي، بفرض عقوبات ضد حمزة، ضابط الجيش السوداني السابق، ضمن قائمة شملت 10 أعضاء بـ"حماس"، بزعم تقديم التسهيلات المالية لها.
"تحريض أمريكي إسرائيلي"
واشنطن، كانت زعمت أن حمزة القيادي بالحركة الإسلامية وحزب "المؤتمر الوطني" السوداني، قدم التمويل لحماس، عبر شركات له متمركزة بالسودان، مدعية أنه حول نحو 20 مليون دولار إلى الحركة المقاومة للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وفق اتهاماتها.
الإدارات الأمريكية المتعاقبة التي تستخدم سلاح فرض العقوبات والوصم بالإرهاب واتهامات التمويل لجماعات مسلحة وإرهابية إلى جانب الوضع على لائحة الإرهاب للانتقام من جماعات وأشخاص، رصدت وفي 4 كانون الثاني/ يناير الجاري، 10 ملايين دولار مقابل معلومات عن 5 من ممولي حماس، بينهم حمزة.
ويأتي التوقيف المصري، لحمزة العسكري السوداني السابق، من قلب القاهرة التي يقطنها منذ الانقلاب على الرئيس السوداني السابق عمر البشير، إثر تحريض من الإعلام الإسرائيلي على وقف أدواره في تمويل ودعم المقاومة، وفق مزاعم إسرائيلية.
وعلى سبيل المثل، وفي 20 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، كتب موقع i24news"" العبري، تحقيقا عن حمزة، زاعما أنه "مموّل" حماس، ومحرضا عليه بالقول إن "تركه يعمل بحرية حتى 7 أكتوبر الماضي؛ هو فشل للموساد".
وبرغم أن السلطات المصرية لم تعلن رسميا عن توقيف حمزة، إلا مواقع مقربة من جهات أمنية اعترفت بصحة الخبر الذي نشرته مواقع صحفية سودانية.
لكن المثير، أن موقع "القاهرة24"، المحلي المصري، ربط بين توقيف عبدالباسط حمزة، وقبض السلطات المصرية على رجل الأعمال المصري روماني عيسى، الملقب بـ"إمبراطور الذهب"، مشيرا إلى "تساؤلات كبيرة حول علاقته بعمليات مشبوهة، وتجارة غير مشروعة في مجال الذهب".
"الفضيحة الثانية في أسبوع"
لكن في المقابل رأى نشطاء في توقيف نظام القاهرة لحمزة، تنفيذا لطلب أمريكي إسرائيلي واصفين الأمر بـ"الفضيحة"، فيما أشار بعضهم إلى أن اعتقال الملياردير السوداني، يأتي بعد 5 أيام من اتهامات إسرائيلية لمصر في محكمة العدل الدولية بأنها المسؤولة عن منع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، من عبر معبر رفح البري.
نظام #السيسي يعتقل رجل الأعمال السوداني، عبد الباسط حمزة، الذي اتهمه الموساد الإسرائيلي ووزارة الخزانة الأميركية بتقديم دعم مالي لحركة #حماس.
الخبر يشير إلى أن دعم النظام للعدوان على الشعب الفلسطيني يتجاوز حماية حدود #مصر مع #غزة إلى قمع أي دعم للصمود الفلسطيني في مواجهة آلة… أحمد بن راشد بن سعيّد on Twitter / X
">
أحمد بن راشد بن سعيّد on Twitter / X
— أحمد بن راشد بن سعيّد (@loveliberty_2) January 17, 2024
من جانبه، قال الأكاديمي العماني الدكتور حمود النوفلي، أن اعتقال حمزة، في القاهرة، "بناء على طلب أمريكا التي وضعته في قائمة المطلوبين لدعمه حركة حماس"، فيما أطلق هاشتاغ بعنوان "#اطلقوا_سراح_عبدالباسط".
#عاجل
السلطات المصرية تعتقل رجل الاعمال السوداني عبدالباسط حمزة في القاهرة،بناء على طلب أمريكا التي وضعته في قائمة المطلوبين لدعمه حركة حماس!
غردوا على وسم#اطلقوا_سراح_عبدالباسط
لأن اعتقال من يدعم حماس وبناء على طلب أمريكا أمر لايقبله ديننا ولاعروبتنا ولا إنسانيتنا.#ابو_عبيدة د.حمود النوفلي on Twitter / X
">
د.حمود النوفلي on Twitter / X
— د.حمود النوفلي (@hamoodalnoofli) January 17, 2024
وفي تقديره للموقف، أكد الصحفي والإعلامي المصري قطب العربي، إن اعتقال حمزة المتهم من وزارة المالية الأمريكية بدعم حماس، "هو دليل جديد على المشاركة في حصار غزة الذي تنفيه أبواق السيسي باستمرار".
وأضاف: "كان بإمكان السلطات المصرية أن تطلب منه مغادرة مصر، إن لم تكن قادرة على حمايته؛ لكنها ربما لم تنتظر طلبا من واشنطن، بل سارعت إلى ذلك كجزء من موقفها"، الذي وصفه بـ"الفضيحة".
اعتقال القاهرة لرجل الأعمال السوداني عبد الباسط حمزة المتهم من وزارة المالية الأمريكية بدعم حماس هو دليل جديد على المشاركة في حصار غزة الذي تنفيه أبواق السيسي باستمرار ..كان بإمكان السلطات المصرية أن تطلب منه مغادرة مصر إن لم تكن قادرة على حمايته..لكنها ربما لم تنتظر طلبا من… kotb elaraby on Twitter / X — kotb elaraby (@kotbelaraby) January 17, 2024
واعتبر الناشط الأمريكي سام يوسف، أن اعتقال نظام السيسي لحمزة، "هدية جديدة للسيسي، يقدمها إلى الكيان الصهيوني، الذي يعتمد على السيسي، وأمثاله، للبقاء على رقعة الأمم العربية لحماية مصالحه"، معلقا بقوله: "شيء محزن فعلا".
عاجل️: نظام السيسي يعتقل رجل أعمال سودانى تتهمه اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية بتمويل حماس وهو رجل الأعمال السوداني عبد الباسط حمزة!!
هذه هدية جديدة للسيسي يقدمها إلى الكيان الصهيوني الذى يعتمد على السيسي و أمثاله للبقاء على رقعة الأمم العربية لحماية مصالحه!! شيء محزن… Dr.Sam Youssef Ph.D.,M.Sc.,DPT. on Twitter / X — Dr.Sam Youssef Ph.D.,M.Sc.,DPT. (@drhossamsamy65) January 17, 2024
ولفت الناشط المصري الدكتور هشام صبري، إلى عرض واشنطن مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لتسليم عبدالباسط حمزة لأمريكا، ساخرا بقوله: "تفتكروا السيسي، ممكن يفوت المكافأة".
#عبدالباسط_حمزة
- تفتكروا السيسي ممكن يفوت مكافأة ال10 مليون دولار لتسليم عبدالباسط حمزة الحسن محمد خير لأمريكا، الراجل في عرض 50 دولار مش 10 مليون.
- عبدالباسط أمله الوحيد إنه يدفع للسيسي مبلغ لا يقل عن 500 مليون دولار (ميزانيته تسمح) وهو يسيبه يغافل الحرس ويهرب عادي خالص.… Hesham Sabry هشام صبري on Twitter / X — Hesham Sabry هشام صبري (@heshamsabry01) January 18, 2024
وقالت بعض الحسابات إن "السيسي لا يستطيع رفض طلب الموساد فاعتقله".
اعتقال السيسي رجل الأعمال السوداني عبدالباسط حمزة لأن الموساد الإسرائيلي اتهمه بتقديم دعم مالي لحـ ـمـ اس !
العميل السيسي لا يستطيع رفض طلب الموساد فاعتقله! نحو الحرية on Twitter / X — نحو الحرية (@hureyaksa) January 18, 2024
وفي 12 كانون الثاني/ يناير الجاري، قال محامي إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية كريستوفر ستاكر، إن "الوصول إلى قطاع غزة عبر معبر رفح تسيطر عليه مصر، وليس على إسرائيل أي التزام في ذلك بموجب القانون الدولي".
وذلك على غير ما كشف عنه في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، البرلماني والباحث المصري سمير غطاس، خلال لقاء بفضائية "إم بي سي مصر"، من تحكم إسرائيل في معبر رفح، وأن القاهرة تنفذ تعليمات إسرائيل بشأن عبر المعبر من عدمه.
ومنذ عملية "طوفان الأقصى التي خاضتها المقاومة الفلسطينية في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بمواجهة جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين ومقدساتهم، وبدا الموقف المصري والعربي والإسلامي في أشد حالات الضعف إزاء جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها الآلة العسكرية للاحتلال التي قتلت أكثر من 24 ألف فلسطيني حتى 18 كانون الثاني/ يناير الجاري.
وهو ما دفع الكاتب عبدالله العمادي، للقول في مقال له بموقع "الشرق" القطرية: "إن مسلسل الإحراجات لهذه الأمة، بعربها وعجمها، مستمر منذ أحداث غزة التي بدأت بطوفان الأقصى المبارك، فمنذ ذلك التاريخ والأمة المسلمة تواجه مشاهد من الإحراج كثيرة، بل لا أظن أن هذا المسلسل له نهاية قريبة".
ولهذا يجدر التساؤل، حول ما يكشفه قرار اعتقال نظام السيسي لرجل الأعمال السوداني الداعم للمقاومة الفلسطينية –بحسب الادعاءات الأمريكية الإسرائيلية- عن تنفيذ القاهرة لتعليمات واشنطن وتل أبيب، في فرض الحصار الاقتصادي والمالي على غزة، وتجفيف منابع الدعم للمقاومة الفلسطينية.
وهو الأمر الذي أجاب عنه سياسيون في حديثهم لـ"عربي21"، متطرقين لأسباب تنفيذ نظام السيسي الأوامر برغم ما يسببه ذلك له ولنظامه من حرج دولي وعربي ومحلي، ومشيرين إلى الثمن الذي قد يحصل عليه نظام السيسي مقابل تنفيذ تلك التعليمات.
وفي تقديره، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير الدكتور عبدالله الأشعل: "الآن حدث انفصال بين كرسي الحكم في كل الدول العربية وبين الأوطان، حتى أصبحت مصالح الأوطان بلا قيمة مقابل مصالح الأنظمة فهي الأساس لدى الحاكم".
وفي حديثه لـ"عربي21"، أوضح "أن المسافة الفاصلة بين كرسي الحكم ومصالح الوطن كبيرة جدا، لهذا كل نظم الحكم العربية بلا استثناء ضد المقاومة، لأنها تهدد إسرائيل ونظم الحكم العميلة التي اختارت الكرسي المسنود من أمريكا وإسرائيل على مصالح الوطن".
وأضاف: "وعلى سبيل المثال، فإن مصلحة الوطن المصري في دعم المقاومة ضد إسرائيل، لكن مصلحة النظام هي ضرب المقاومة لأجل خاطر تل أبيب، التي أصبحت الوكيل الحصري لواشنطن بالمنطقة، والتي قال رئيسها جو بايدن، عندما جاء للبيت الأبيض: لو لم توجد إسرائيل لاخترعناها".
وخلص السياسي المصري، للقول: "إذا ملحمة غزة كانت كاشفة جدا، بأن كل النظم العربية تبين أنها عميلة لأمريكا، وأن معيار خدمتها لإسرائيل هو الذي يقرب أو يبعد عن واشنطن، ولا أستثني نظاما عربيا من هذا".
وأكد أن "مصر في هذا الخط منذ عام 1979، خلال عهد الرئيس أنور السادات، حيث أصبحت المسافة الفاصلة كبيرة جدا بين مصلحة الوطن ومصلحة النظام، الذي يستمد شرعيته من إسرائيل وأمريكا، وهي معادلة للحكم على جميع النظم العربية".
ويرى أنه "ولهذا فإن دعم المقاومة يعد ضد النظم العربية، بل إن المقاومة ذاتها عدو لهم"، مذكرا بوصم محكمة القضاء المستعجل المصرية حركة حماس بأنها حركة إرهابية عام 2015، ووصم الجامعة العربية المقاومة اللبنانية (حزب الله اللبناني) بالإرهاب عام 2016، وهذا بناء على طلب إسرائيل وأمريكا".
وقال الأشعل، "لهذا ليس مستغربا توقيف السلطات المصرية لأي مؤيد للمقاومة سواء كان مليارديرا أو حتى من أفقر عناصر الأمة، لهذا فالمعادلة تقول إن المسافة الفاصلة في أي دولة عربية بين مصلحة النظام وبين مصالح الوطن كبيرة جدا وخصوصا في هذه الأيام".
ويرى أنه "كلما تأسدت إسرائيل كلما بعدت هذه المسافة بين مصالح الوطن ومصالح النظام، الذي هو قولا واحدا موال لإسرائيل وأمريكا أما الوطن فهو معادي لإسرائيل وأمريكا اللتين تتمنيان حرق مصر".
وأوضح أنه "لو النظام وطني ويفكر جيدا ولا يستمد شرعيته من رضاهما لكان عرف أن دعم المقاومة لصالح الوطن، وأن تأسد إسرائيل ضد المقاومة يؤدي إلى أن مصر ستكون اللقمة الثانية لإسرائيل بعد المقاومة".
وختم الأشعل، بالقول: "انتصار المقاومة على إسرائيل يعني زوال كل العملاء في المنطقة، ولا أبرئ أحدا من الحكام العرب، طالما أنه بقى عميلا لأمريكا وفي خدمة إسرائيل".
"تنسيق أمريكي مصري"
وفي تعليقه قال الكاتب والمحلل السياسي السوداني، وائل نصر الدين، إن "اعتقال حمزة، كان مسألة وقت منذ خروج المذكرة الأمريكية باعتقاله، وبعد إعلان وزارة الخزانة الأمريكية بأنه يمول حماس".
وفي حديثه لـ"عربي21"، لفت الخبير السوداني في شؤون الجماعات الإسلامية "إلى أنه منذ أن بدأت القنوات الإسرائيلية الناطقة بالعربية والإنجليزية أيضا في شيطنة حمزة، كان واضحا أنه تم اتخاذ قرار باعتقاله".
وأكد أنه "وحتى قبل أن تتوجه الاتهامات الأمريكية لحمزة، بشكل رسمي، كانت وبشكل غير رسمي جهات أمريكية تحرض من كانوا يديرون المرحلة الانتقالية في السودان على اعتقاله والسيطرة على أمواله".
وختم بالقول إن "الأمريكيين ليسوا غافلين عن هذه الشخصية، وأعتقد أن الاعتقال تم بالتنسيق مع السلطات المصرية لتسليمه إلى واشنطن".
"غضب وانتقادات"
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، تبارى نشطاء مصريون وعرب في توجيه اللوم والاتهامات للنظام المصري.
واعتبر الأكاديمي السعودي أحمد بن راشد بن سعيّد، اعتقال نظام السيسي، لحمزة، الذي اتهمه الموساد الإسرائيلي ووزارة الخزانة الأمريكية بتقديم دعم مالي لحركة حماس، كاشفا عن أدوار نظام القاهرة بمنع الدعم للمقاومة الفلسطينية.
وقال إن "الخبر يشير إلى أن دعم النظام للعدوان على الشعب الفلسطيني يتجاوز حماية حدود مصر مع غزة إلى قمع أي دعم للصمود الفلسطيني في مواجهة آلة القتل الجماعي الصهيونية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية حماس اعتقال غزة الاحتلال حماس غزة الاحتلال اعتقال المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطات المصریة إسرائیل وأمریکا عبدالباسط حمزة وزارة الخزانة دعم المقاومة نظام السیسی مصالح الوطن أن اعتقال حرکة حماس على طلب إلى أن
إقرأ أيضاً:
معهد روسي: الحوثيون يبنون شبكة تحالفات خاصة بهم خارج محور المقاومة الذي تقوده طهران (ترجمة خاصة)
قال معهد روسي إن جماعة الحوثي في اليمن تعمل على تنويع تحالفاتها وتعميق قدراتها العسكرية، والاستفادة من الصراعات الإقليمية والشراكات البراجماتية لتوسيع نفوذها خارج "محور المقاومة" الذي تقوده إيران.
وأضاف "المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية" wired-gov)) في تحليل ترجم أبرز مضمونه "الموقع بوست" كلما تزايد نفوذ الحوثيين وطموحاتهم الإقليمية، كلما أصبح من الصعب على أصحاب المصلحة الإقليميين والدوليين فصل الحرب في اليمن عن أزمة الشرق الأوسط الأوسع نطاقًا.
وتابع "منذ هجمات 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل، اندمج الحوثيون في اليمن بشكل أكبر في "محور المقاومة" الذي تقوده إيران. وفي الوقت نفسه، يبني الحوثيون "شبكة المقاومة" الخاصة بهم، ويعمقون التعاون ويزرعون العلاقات مع الجهات المسلحة غير الحكومية المعارضة للولايات المتحدة وإسرائيل، وخاصة في منطقة البحر الأحمر الأوسع".
محور المقاومة المجزأ
وأردف "بالاستفادة من المكانة الإقليمية التي اكتسبوها بسبب هجماتهم ضد الشحن والأراضي الإسرائيلية، يعمل الحوثيون على توسيع التهديد الذي يشكلونه للملاحة. كما يهدفون إلى تنويع مصادرهم وطرق الحصول على الأسلحة، فضلاً عن الشركاء في التهريب والتمويل.
وأشار إلى أن الغرض الرئيسي للجماعة الشيعية الزيدية هو تعزيز استقلالية صنع القرار ونفوذها في مواجهة طهران و"محور المقاومة" المجزأ، لافتا إلى الحوثيين لديهم نسبهم الخاص وهم حلفاء، وليسوا وكلاء لإيران.
وأكد المعهد الروسي أن التحالفات الإقليمية التكميلية لـ"المحور" يمكن أن تساعدهم في تحقيق تطلعاتهم، وفي الوقت نفسه تعزيز نفوذهم السياسي في المفاوضات مع المملكة العربية السعودية لوقف إطلاق النار في اليمن.
في المسار السياسي للحوثيين، يقول المعهد تعد القدرة على التكيف أمرًا أساسيًا. فهم يستغلون السياق لتعزيز قدراتهم العسكرية، والتعلم من حلفائهم.
وقال "في عامي 2013 و2014، سمح تحالف المصلحة بين الحوثيين وكتلة القوة اليمنية التي لا تزال موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح لهم بالحصول على دعم قبلي، والحصول على أسلحة الجيش. منذ عام 2015، كان دور الحرس الثوري الإسلامي الإيراني وحزب الله اللبناني حاسمًا في تحويل الحوثيين من حرب عصابات محلية إلى جهات فاعلة إقليمية، حيث زودوهم بالتدريب والمشورة والصواريخ والطائرات بدون طيار والخبرة اللازمة لتجميع مكونات الأسلحة".
وأردف "بعد هجمات السابع من أكتوبر، كان فتح جبهة البحر الأحمر بمثابة اندماج أكبر للحوثيين في الكوكبة المسلحة الإيرانية، مع تزايد أهمية دور ممثلي الحرس الثوري الإيراني وحزب الله في هيكل القيادة والسيطرة (مجلس الجهاد). كما استهدف الحوثيون البحرية الأمريكية ونجحوا في إسقاط طائرات بدون طيار أمريكية تحلق فوق اليمن.
علامة تجارية خاصة
واستطرد "يبدو أن الجماعة اليمنية، التي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها "الوحيدة التي حققت إنجازات" في المحور، أصبحت الآن أكثر جرأة بفضل رؤيتها العالمية وشعبيتها المتزايدة بين الجماهير العربية والإسلامية بسبب هجومها البحري. "يتفق الحوثيون مع الأفق الاستراتيجي لطهران بينما يزرعون بشكل متزايد "علامتهم التجارية" الخاصة، بدعم من حملة دعائية فعالة".
وقال إن العديد من المصادر، بما في ذلك أحدث تقرير صادر عن فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة بشأن اليمن، تسلط الضوء على شبكة الحلفاء التي يشكلها الحوثيون بشكل مباشر، دون وساطة إيران.
واستدرك "لقد دخلت العلاقات مع الجماعات المسلحة العراقية مؤخرًا فصلًا متطورًا. ففي مايو 2024، أعلن الحوثيون والمقاومة الإسلامية في العراق (تحالف من الميليشيات الشيعية بقيادة كتائب حزب الله) عن تنسيق العمليات العسكرية ضد إسرائيل، وأعلنوا بشكل مشترك مسؤوليتهم عن بعض الهجمات غير المؤكدة ضد الموانئ الإسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط. وافتتح الحوثيون مكتبًا سياسيًا في بغداد، بينما نظمت المقاومة الإسلامية في العراق حملات لجمع التبرعات لهم".
وزاد "علاوة على ذلك، يتعاون الحوثيون الآن مع الجماعات المسلحة خارج "محور المقاومة" والتي تنتمي إلى السنة، وليس الشيعة، مما يؤكد براجماتيتهم المتطرفة في صنع التحالفات". على سبيل المثال، زاد الحوثيون وحركة الشباب، الجماعة الإرهابية الصومالية التابعة لتنظيم القاعدة، من "أنشطة التهريب" التي تنطوي على الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة، مما يشير إلى وجود مورد مشترك - ألا وهو إيران. يأتي هذا في أعقاب تقارير من المخابرات الأمريكية حول محادثات بشأن تسليم طائرات بدون طيار من قبل الحوثيين إلى حركة الشباب.
وأوضح أن الحركة المتمركزة في صعدة شكلت "تحالفًا انتهازيًا" مع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في اليمن، حيث أوقفت القتال وتبادلت الأسرى. ووفقًا للأمم المتحدة، فإن "المجموعتين [كانتا تنسقان] العمليات بشكل مباشر مع بعضهما البعض" ضد الحكومة المعترف بها دوليًا منذ أوائل عام 2024.
وأكد المعهد الروسي أن التعاون مع حركة الشباب وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من شأنه أن يسمح للحوثيين بالوصول إلى بحر العرب والمحيط الهندي الغربي، مما قد يسمح لهم بتوسيع التهديد الذي يشكله بالفعل على الأمن البحري في جنوب البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.
ووفقًا للأمم المتحدة، فإن الحوثيين يجمعون بالفعل رسومًا غير قانونية من "عدد قليل من وكالات الشحن" للسماح لسفنهم بالملاحة دون التعرض للهجوم، حيث يجمعون حوالي 180 مليون دولار شهريًا.
يقول التحليل إنه إلى جانب شبكتهم من الحلفاء، يكثف الحوثيون أيضًا اتصالاتهم مع روسيا، في هذه الحالة بوساطة إيرانية مع توطيد الشراكة العسكرية بين إيران وروسيا. اجتمعت الوفود عدة مرات في عام 2024. ويتواجد أفراد الاستخبارات العسكرية الروسية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن؛ ويجري الحوثيون محادثات مع روسيا بشأن توريد الأسلحة، وخاصة الصواريخ المضادة للسفن؛ وقد شاركت موسكو بيانات الأقمار الصناعية حول الشحن مع الجماعة.
وخلص المعهد الروسي في تحليله بالقول "كلما تزايد نفوذ الحوثيين وطموحاتهم الإقليمية، كلما أصبح من الصعب على الأطراف الإقليمية والدولية فصل الحرب في اليمن عن الأزمة الأوسع في الشرق الأوسط. وعلاوة على ذلك، قد تولد شبكة ناشئة يقودها الحوثيون في منطقة البحر الأحمر، في الأمد المتوسط إلى الطويل، ديناميكية جديدة مزعزعة للاستقرار في سيناريو هش بالفعل".