حل سهل ورخيص لتحسين النوم وتعزيز صحة الدماغ
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
اكد باحثون إن الضوء الخافت الذي يشق طريقه نحو شبكية العين خلال النوم، يمكن أن يكون له تأثيرات سلبية مضرة بصحة الدماغ. وأشار تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، إلى أن غرفة النوم ربما لا تكون مظلمة كما ينبغي، وبالتالي قد يتمكن ضوء التلفاز أو الردهة أو ما إلى ذلك من الوصول إلى عينيك، وترك تأثيرات فسيولوجية عميقة، ربما تشمل زيادة معدل ضربات القلب.
كما يرتبط التعرض للضوء ليلا عند كبار السن، بزيادة معدلات السمنة والسكري، وفق الصحيفة، التي تحدثت عن حل بسيط لهذه المشكلة يباع بمبلغ زهيد، وهو قناع العين.
فيفيانا غريكو، المتخصصة في علم الأعصاب، وتعمل حاليا في منظمة "نيوروناتش" غير الربحية، أجرت دراسة حول الموضوع، وقالت إن ارتداء قناع العين خلال النوم "أمر محوري ويمكن أن تكون له فوائد كثيرة".
من جانبها، قالت طبيبة الأعصاب بكلية فاينرغ بجامعة نورث ويسترن، فيليس زي، والتي لم تشارك في الدراسة، إن "الضوء في الليل ينبئ الدماغ بوجود خطر، لأن الدماغ لا يتوقع ذلك"، مشيرة إلى أن هذا الضوء "ربما يتسبب في تنشيط نظام (القتال أو الهروب) اللاإرادي في الدماغ، مما يجعل من الصعب الحصول على نوم عميق".
وأوضحت أنه نظرا لعمل الكثير من الأشخاص في أماكن مغلقة، فإنهم لا يتعرضون للضوء الساطع بشكل كبير خلال النهار، مما يجعل الشخص أكثر حساسية للضوء في الليل.
كما كشفت دراسة نشرتها مجلة "Sleep" أن ارتداء قناع العين ليلا "يمكنه تحسين الذاكرة وعملية الاستيقاظ في الصباح".
وخلال الدراسة، نام 89 مشاركا تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة، مستخدمين قناع عين، وذلك لمدة أسبوعين متتالين في الصيف، عنما تشرق الشمس في وقت مبكر من الساعة 5 صباحا.
وعلى مدار أسبوع، ارتدوا قناع العين الذي يحجب الضوء، بينما في الأسبوع الثاني ارتدوا قناعا به فتحات عند العينين، ما يسمح بدخول الضوء.
ودخل المشاركون للنوم كل ليلة في نفس الموعد، مع فتح ستائر غرفهم، ومنعوا من تناول المشروبات الكحولية وممارسة التمارين الرياضية المجهدة. والأهم من ذلك أن أيا منهم لم ينم بقناع عين من قبل.
ولفتت زي إلى أن الدراسة توضح بشكل كبير تأثير الضوء على النوم، مضيفة أن قناع العين "أمر ضروري لغير القادرين على النوم في بيئة مظلمة"، كما هو حال عند وجود أطفال أو أضواء ليلية أو إنارة في الشوارع.
ونصح تقرير "واشنطن بوست"، بتنظيم مسألة عدم التعرض للضوء خلال النوم، باختيار قناع عين مناسب ومريح، بجانب إغلاق الأضواء في غرفة النوم والابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية، ومحاولة تغيير الستائر في المنزل لتكون قاتمة تمنع دخول الضوء بشكل كبير، بجانب الحصول على أكبر قدر ممكن من الضوء خلال النهار.
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
عيد عبدالحليم يكتب: أهمية أن تفتح نافذة للضوء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
«أدب ونقد» خطوة أولى على طريق الإبداع.. في عدد واحد قدمت المجلة عام 1993 ملفاً، ضم ثلاثة وثلاثين شاعراً جديداً أصبح معظمهم الآن من شعراء الصف الأول.
يظل الإبداع الجيد رهين الفرصة حتى يظهر للنور، ولعبت الصحافة الثقافية دوراً مهماً عبر تاريخها الطويل في إبراز المواهب الإبداعية من مختلف الأشكال والتيارات الفنية، من خلال المجلات الثقافية المتعددة، ومنها مجلة «الرسالة» لأحمد حسن الزيات في أربعينيات القرن الماضي، ومجلة «الآداب» البيروتية في الخمسينيات والتي ظهرت من خلالها أسماء رواد حركة التجديد الإبداعي والنقدي في العالم العربي أمثال صلاح عبدالصبور وأحمد عبدالمعطي حجازي وبدر شاكر السياب ونازك الملائكة ومحمود درويش ويوسف إدريس ورجاء النقاش ومحمد الفيتوري وعبدالعزيز المقالح وساعدي يوسف وإلياس خوري وغيرهم.
ومع ظهور مجلة «المجلة» برئاسة يحيي حقي في الستينيات بدأت تظهر أسماء من أمثال جمال الغيطاني وإبراهيم أصلان وسعيد الكفراوي وصنع الله إبراهيم، بالتوازي مع الدور المهم للصفحة الأدبية لجريدة «المساء» والتي كان يشرف عليها وقتها الرائع عبدالفتاح الجمل الذي أفرد الصفحة للمواهب الجديدة وكان له دور مهم في تقديم مجموعة من الأسماء التي أصبحت فيما بعد هي نجوم الحركة الثقافية المصرية، وحمل الراية من بعده محمد جبريل.
ومع تأسيس حزب التجمع في منتصف السبعينيات، بدأ التفكير في المشاركة الفعالة من الحزب برئاسة الزعيم خالد محيي الدين في الفعل الثقافي، فكان تأسيس اللجنة الثقافية في الحزب برئاسة الكاتبة والناقدة فريدة النقاش وبمشاركة رموز الحركة الثقافية والفنية وقتها أمثال يوسف شاهين وصلاح أبوسيف وماجدة موريس وغيرهم.
وتأكد هذا الدور بعد ذلك بتأسيس اللجنة القومية للدفاع عن الثقافة الوطنية برئاسة د. لطيفة الزيات كلجنة جبهوية تتسع لكل الوطنيين بصرف النظر عن عدم عضويتهم بالحزب، وكان أمينها العام الراحل حلمي شعراوي، يعاونه محمود حامد، وكانت تضم في عضويتها كثيراً من المثقفين المصريين من أجيال مختلفة، ودافعت عن الهوية المصرية وكان لها مواقف ثابتة من رفض كافة أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني.
وفي عام 1984 وتحديداً في شهر يناير صدر العدد الأول من مجلة «أدب ونقد»، والتي واصلت مسيرتها حتى الآن في ثبات وثقة، وتجاوزت أعدادها 440 عدداً لتصبح أكثر المجلات الأدبية المصرية المتخصصة إصداراً من حيث العدد ومن حيث التأثير أيضاً، وقد تولى رئاسة تحريرها عبر سنواتها الأربعين كلٌ من د. الطاهر مكي والناقدة فريدة النقاش والشاعر الراحل حلمي سالم، وكاتب هذه السطور (عيد عبدالحليم)، وعبر هذه المراحل ومع تغير إدارة التحرير ظل هناك هدف واحد وأصيل للمجلة وهو تقديم المواهب الجديدة في الإبداع الشعري والقصصي والروائي والمسرحي والنقدي أيضاً.
وقدمت «أدب ونقد» عبر تاريخها مئات الأسماء والتي أصبحت الآن هي متن الثقافة العربية، نذكر منهم شيرين أبوالنجا وإيمان مرسال وحسين حمودة وإبراهيم داود وموسى حوامدة وعبدالناصر صالح وسيف الرحبي وقاسم حداد وعزمي عبدالوهاب ومي التلمساني وعمر نجم وإبراهيم عبدالفتاح وعباس بيضون ووديع سعادة ويوسف المحيميد وغادة نبيل وعلي منصور ومايسة زكي ود. شاكر عبدالحميد وطاهر البرمبالي ود. سامح مهران ومحمد الشربيني وغيرهم، كما نشرت «أدب ونقد» أول رواية طليعية في جيل التسعينيات وهي «ورود سامة لصقر» لأحمد زغلول الشبكي نشرتها كاملة بمقدم لفريدة النقاش، وكانت هذه الرواية هي بداية ثورة جديدة في الكتابة الروائية المصرية، في تسعينيات القرن الماضي.
كما حفلت المجلة بتقديم ملفات عن الشعر الجديد، ففي عدد واحد عام ١٩٩٣ قدمت ملفاً ضم ثلاثة وثلاثين شاعراً جديداً أصبح معظمهم الآن من شعراء الصف الأول.
وعبر باب «الديوان الصغير» قدمت المجلة نماذج من الإبداع العالمي مما ساهم في تطوير ذائقة المبدعين الجدد.
كما ساهمت المجلة من خلال ندوتها الأسبوعية، والتي كان لى شرف الإشراف عليها على مدار ٢٥ عاماً، في مناقشة مئات الأعمال الإبداعية لشباب المبدعين من المحافظات كافة.
كما حرصنا على إقامة ندوات لأدباء المحافظات مجمعة فمثلاً مرة عن أدباء بورسعيد ومرة عن السويس ومرة عن البحيرة ومرة عن الأقصر.. وهكذا.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل كنا نعتقد ندوات داخل المحافظات باعتبارها فرصة لاكتشاف مواهب جديدة، وفي السنوات الأخيرة عقدت المجلة برتوكول تعاون مع مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية وقت إدارة د. مصطفى الفقي لها ونشرنا خمسة ملفات في خمسة أعداد عن نتاج ورش القصة في مختبر السرديات، وفي الورشة الأخيرة ذهبت إلى المكتبة في ندوة حضرها أدباء الإسكندرية وأثمرت هذه المشاركة بالتأكيد في التعرف على ملامح الكتابة لدى كتاب القصص الجدد.
طوال تاريخ «أدب ونقد» كان يحكمنا دائماً معيار الجودة، أولاً وأخيراً بعيداً عن اسم المبدع، وكلنا في بداياتها كان هدفنا الأسمى أن ننشر في هذه المجلة العريقة، وكان النشر فيها حلماً كبيراً، ومع التعامل مع فريدة النقاش وحلمي سالم بدأ الحلم حقيقة.
وهكذا كل من طرق باب «أدب ونقد» دائماً ما يحمل الذكرى الطيبة لهذا المكان، وإذا سألت أى أديب من أدباء مصر والعالم العربي: كيف كانت بدايتك؟.. بالتأكيد ستكون إجابة الغالبية: في «أدب ونقد».
وأعتقد أن «أدب ونقد» لم تكن وليدة الصدفة بل هي جزء من منظومة كبرى من العقل العقلي والفكري والسياسي لحزب التجمع برموزه بداية من المؤسس الكبير الراحل خالد محيي الدين مروراً بالمفكر الراحل رفعت السعيد وصولاً للنائب سيد عبدالعال رئيس الحزب الحالي، الذين دعموا المجلة في مراحلها المختلفة ومنحوا من يقومون على تحريرها الثقة كاملةً إيماناً منهم بأهمية الدور الثقافي الذي تلعبه باعتبار أن حزب التجمع هو الحزب السياسي الوحيد الذي يصدر مجلة ثقافية، بل هي الآن الأكثر استمرارية في تاريخ المجلات الثقافية المتخصصة.
وقد لعبت «أدب ونقد» بجوار جريدة «الأهالي» دوراً مهماً في الحياة الفكرية والسياسية والأدبية في مصر، من خلال فتح نوافذ للفكر والإبداع المستنير. فقد أفردت «الأهالي» مساحة أسبوعية للمبدعين الجدد بعنوان «نافذة على الإبداع» أشرف عليها الأديب الراحل قاسم مسعد عليوه وكان يحرص على تقديم ملاحظاته النقدية لتطوير أداء الشباب، كما كانت «الأهالي» تصدر ملحقاً شهرياً فى أربع صفحات بعنوان «الكشكول» بإشراف حلمى سالم لنشر أعمال المبدعين وخاصةً الشباب منهم.
وعن تجربة شخصية، تعلمتُ من كل أساتذتي في «الأهالي» و«أدب ونقد».. تعلمت أن القيمة هي التي تبقى، وأن تبني المواهب هو في حد ذاته موهبة لا يقدر عليها إلا من تربى في وسط معرفي مميز، وهذا الوسط كان بالنسبة لي هو بيتي في حزب التجمع، وأهلي هم من تعلمت على أيديهم أمثال عبدالعال الباقوري وصلاح عيسى ونبيل زكي وفريدة النقاش وحلمي سالم وأمينة النقاش ومحمود حامد ومدحت الزاهد وسليمان شفيق ومصباح قطب وأحمد عز العرب وأحمد إسماعيل وحسن عثمان ومحمد سيد أحمد وغيرهم.
وأتحدث، هنا، عمن تعاملت معهم، فهناك أساتذة تمنيت العمل معهم مثل محمد عودة وفيليب جلاب ومحمود المراغي، لكن لم يسعفني الحظ بالعمل معهم.
هذه مدرسة كان عنوانها المهنية الشديدة والإخلاص والاستنارة، والبحث عن الحقيقة مع دعم كل موهبة وإبرازها للنور.
*رئيس تحرير مجلة «أدب ونقد»
د. الطاهر أحمد مكىفريدة النقاشحلمى سالم
قاسم مسعد عليوه