مركز الشباب بيئة شبابية ديناميكية لتنمية القدرات واكتشاف المواهب

دعوة إلى تأسيس منصة شبابية متكاملة في المحافظات تتبنى الرؤى والمقترحات

تعزيز ثقافة التواصل المباشر وإيجاد مجتمع متماسك مرتبط بالثقافة العمانية الأصيلة

تسليط الضوء على الشباب المنجز لتعظيم الاستفادة من خبرتهم ونجاحهم

إن الاهتمام بالشباب يشكل ضمانا للمستقبل ويعزز مشاركتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية في صنع المستقبل هذا ما أكدت عليه رؤية عُمان 2040، حيث أدركت الحكومة أهمية الشباب ودورهم في بناء الحاضر والمستقبل وضرورة التوسع في مجالات تمكين وتعزيز قدراتهم ومهاراتهم، لذا عملت على إشراكهم وضمان توعيتهم بدورهم الكبير في وضع السياسات والاقتصادات والعمل المجتمعي.

إن الاهتمام بملف الباحثين عن عمل، وتأهيل الشباب واقترانه بترجمة حقيقية لأفكارهم على أرض الواقع والمشاركة في صنع القرار وإيجاد منصة تتسم بالشفافية في المحافظات؛ لنقل صوتهم وأفكارهم التطويرية ناهيك عن التوسع في الاستثمار بالتعليم والصحة والثقافة، أهم المقترحات التي ينادي بها الشباب اليوم و أبرز التطلعات التي يأملون تحقيقها مع مواصلة النجاحات والإنجازات على كافة الأصعدة.

وعلى صعيد تعزيز فاعلية التواصل مع الشباب والتعرف على دورهم في المجتمع وتطلعاتهم وما حققوه من إنجازات، استطلعت «عمان» آراء مجموعة من الشباب، كانت البداية مع محمد بن ناصر اللمكي مشرف برامج بمركز الشباب حيث قال:

«إن الشباب هم ثروة الأمم وموردها الذي لا ينضب، وسواعدها التي تبني حاضر الأمة ومستقبلها، وسوف نحرص على الاستماع لهم وتلمُّس احتياجاتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم، ولا شك أنها ستجد العناية التي تستحقها»، كما أن الخطاب السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- جاء ليؤكد دور الشباب العماني ومساهمتهم الفاعلة في خدمة الوطن، وعليه تفضّل صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب فأعلن عن إنشاء مركز الشباب تأكيدا على أهمية دور الشباب في بناء الوطن؛ ليكون المركز حاضنة لتنمية قدرات الشباب واكتشاف مواهبهم ورعاية إبداعاتهم، ويعمل المركز على توفير بيئة شبابية ديناميكية تعمل على تعزيز ثقافة التواصل المباشر وإيجاد مجتمع شبابي متماسك مرتبط بالثقافة العمانية الأصيلة التي تعزز التعاون بين الشباب، وتشجع على التعليم والإبداع والابتكار، وجعل الاستفادة عظيمة من خلال مشاركة الخبرات في مختلف المجالات؛ لاستثمار أوقات فراغهم والمساهمة في توسيع مداركهم الإبداعية من خلال المشاركة والبحث والحوار.

ويضيف الوهيبي: يؤكد التوجيه على أن الشباب في سلّم الاهتمام الحكومي مع أهمية إيجاد وصلات وقنوات للاستماع لمتطلبات الشباب كالبرامج التي تم توفيرها، فعلى سبيل المثال برنامج «حوار المحافظات» وبرنامج «مع الشباب» بالتعاون مع وزارة الإعلام الذي يهدف إلى ربط الشباب بالمسؤولين أصحاب القرار في القطاع الخاص أو العام عبر جلسات حوارية في شتى المجالات.

وأبدى الوهيبي رأيه حول ما يمكن للشباب المساهمة به في بناء الوطن قائلا: يتطلع الشباب إلى المشاركة بأفكارهم الإبداعية في مختلف المجالات، حيث إن للشباب إنجازات كبيرة عام 2023 سواء كانت محلية أو إقليمية أو دولية كما أن للشباب دورًا كبيرًا في بناء الوطن؛ فهم يمثّلون نسبة كبيرة من التركيبة السكانية، ويملك الشاب العماني الفكر الإبداعي والريادي؛ فالمجتمع الشبابي العماني قادر على المشاركة بفاعلية وكفاءة؛ لتحقيق أهداف رؤية عُمان 2040. وتمنّى الوهيبي أن ينظر في ملف الباحثين عن عمل الذي يعد من أهم الملفات التي تشغل الشباب في الفترة الحالية وإيجاد الحلول المناسبة.

ريادة الأعمال

ومن جانبها قالت صفاء بنت صالح البريكية حول تطلعات الشباب وما حققته من إنجازات: أشعر بالرضا التام عن الإنجازات الباهرة التي حققتها عام 2023م والتي من المؤكد أنها ساهمت في تعزيز قدراتي في مجال ريادة الأعمال، حيث أدت الخبرات والمهارات التي اكتسبتها خلال العام إلى إعادة تشكيل أهدافي التي أطمح إلى تحقيقها عام ٢٠٢٤، ومع بداية العام الجديد أتطلع بتفاؤل إلى التوسع في مجال المجوهرات وإيصال تصاميمي إلى مختلف أنحاء العالم من خلال مشاركة أعمالي في المعارض الدولية. وانطلاقًا من اهتمامي وشغفي بفن صناعة وتصميم المجوهرات، أطمح إلى اكتساب المعارف التي تعزز مهاراتي والتي تساعدني على تقديم أعمال تتميز بالدقة والابتكار والتفرد.

وتابعت: أدرك أن تحقيق كل ذلك يتطلب المواظبة والاستمرار بشحذ الهمم وتنمية مهاراتي في ريادة الأعمال والتنمية الذاتية، وذلك ما تتطلبه استمرارية نجاح أي مشروع. ونأمل أن تعمل الجهات على تكثيف برامج تدريب الكوادر الشبابية، والتوسع في الفرص المقدمة بمجال ريادة الأعمال و كيفية إدارتها.

وذكرت البريكية: شاركت في برامج حوارية مثل حوار «مع الشباب» أو «حوار المحافظات» وهي تجربة استثنائية وملهمة، حيث قامت هذه المنصات بتوفير بيئة ملائمة للشباب لمشاركة آرائهم والتعبير عن أفكارهم وتطلعاتهم. وأتاحت لنا هذه الحوارات فرصة إبداء آرائنا وتقارب الفكر، وهذا ما منحنا شعورا بالثقة والإيمان بقدراتنا، أؤمن شخصيًا أن التواصل المستمر مع الشباب، وأخذ احتياجاتهم وتطلعاتهم بعين الاعتبار، يمثّل جزءا مهما لضمان مشاركتهم الملموسة في بناء المجتمع والمساهمة بشكل فعال في مستقبلهم ومستقبل الوطن.

وأضافت: يمكن أن يساهم الشباب في بناء الوطن في رأيي الشخصي، بداية من خلال الثقة والإيمان بقدرات الشباب ومن ثم توفير الدعم اللازم وتشجيعهم على التحلي بالمسؤولية والعطاء تجاه المجتمع. ويمكن تحقيق ذلك من خلال مد العون للأسر المحتاجة والمؤسسات الخيرية والأنشطة التعاونية لإيجاد بيئات صحية وإيجابية، إضافة إلى الاستثمار في التعليم وتطوير الذات الذي بدوره يؤدي إلى التمكين وبناء الأسس التي تؤهل الفرد للإسهام في ازدهار المجتمع. من الضروري أيضًا التركيز على الصحة والاهتمام بتطوير القطاع الرياضي والثقافي؛ لتوليد بيئة متنوعة من الاهتمامات والمواهب والخبرات الضرورية لازدهار الوطن.

وحول التجارب الجديدة التي تسعى إلى تجربتها، أفادت البريكية: أطمح في تطوير مهاراتي القيادية وتطبيقها في المجال التطوعي والريادي من خلال خوض تجارب جديدة في مجالي، بالإضافة إلى اكتساب مهارات في العلاقات الدولية لتعزيز التعاون الدولي الثقافي. واستنادًا إلى شغفي بعالم المجوهرات وتنوّعها، أطمح إلى إنشاء بيئة للحرفيين العمانيين لتدريبهم في مجالاتهم للوصول إلى مستوى عالمي بهدف تعريف العالم على جمال وأصالة التراث العماني.

شباب المحافظات

وتعبّر عن رأيها أسماء بنت خلفان الغدانية، قائلة: وجود وزارة بمسمى وزارة الثقافة والرياضة والشباب تحمل اسم الشباب يؤكد وجود خطط مستقبلية لدعم الشباب بما يتلاءم مع تطلعات الفئات المستهدفة ويلبّي احتياجاتهم المتعددة والمتنوعة.. كما نتطلع إلى تعزيز مجالات الرعاية والاهتمام بالشباب، حيث أقترح تشكيل لجان بالمحافظات برئاسة شباب ذي كفاءة وفعالية في مختلف المجالات لتكون هي صوت المطالبات والمناشدات وهي الجهة المسؤولة والمرتكز المختص بفئة الشباب حتى يسهم ويفعّل الدور المأمول من الشباب في التنمية الشاملة والمستدامة، لما تسهم به في رعاية الشباب وتحفيز نجاحاتهم نتيجة هذا التواصل المباشر مع الجمهور والمجتمع كافة عبر وسائل الإعلام سواء المشاريع أو المواهب باعتبارهم قدوة لغيرهم. كما لابد من تسخير الإمكانيات لتأهيل الشباب الباحثين عن العمل من خلال دورات وبرامج لتطوير الذات أو ممارسة التخصص إلى حين الحصول على وظيفة ثابتة.

احتواء الشباب

أما أميرة بنت محمد البلوشية فتؤكد أن الحكومة الفترة الأخيرة اهتمت بشكل واسع في إشراك الشباب في التخطيط ووضع الرؤى والأهداف إلى جانب الاستماع لأفكار الشباب عبر مختلف المختبرات والمبادرات والحوارات التي كانت تنفذ في الأعوام الماضية عن طريق الجهات الحكومية، ولعل برنامج حوار الشباب ولقاءات الشباب مع المسؤولين من مختلف القطاعات مثل لقاء رؤى المستقبل الذي كان مع وزير الإسكان ولقاءات رؤية عُمان 2040، والتي تعد فرصة لاحتواء الشباب، وأفكارهم وتطلعاتهم.

وفي السياق ذاته قالت سامية بنت مراد البلوشية مؤسسة مبادرة «سين» ومهتمة بالعمل الشبابي وريادة الأعمال المجتمعية: عام 2023م كان عامًا مليئا بالإنجازات حصلت فيه مبادرة «سين» الشبابية على جائزة الإجادة بعد تنفيذ العديد من المبادرات لإيجاد مجتمع شبابي متمكّن معرفيا ومهاريا، وفيها استطعنا أن نصل إلى أكبر شريحة من الجمهور، كما أصبح لدينا في الولاية منصة لمشاركة الآراء والتطلعات والتحديات في الشارع الشبابي، ومع العام الجديد نتمنى أن يتمكن الشباب من التأثير في مجتمعهم وأن يفكروا أكثر في تنمية محافظاتهم والمساهمة في أهداف تتعدى الفرد وأن تزيد الشفافية والحوار بين صنّاع القرار والمجتمع.

وتابعت حديثها: نشعر بالتفاؤل مع ما نراه من حراك واضح في هذا الشأن، ونتمنى أن تترجم آمال الشباب وتطلعاتهم وأفكارهم في مختلف المحافل على أرض الواقع وأن يتاح لهم المشاركة في صنع القرار بالتوازي مع باقي الفئات، وتأتي أهمية الاستماع لمتطلبات الشباب في هذه المرحلة مهم جدًا عبر إيجاد منصة تتسم بالشفافية وتركز أكثر على المحافظات والولايات عبر لقاءات دورية تهتم بمحاور محددة وأهداف واضحة و يتم فيها متابعة ما تحقق وقياس مستوى الأداء.

وعن سؤال كيف يمكن أن يساهم الشباب في بناء الوطن؟ أجابت: «سؤال يحتاج لصفحات لكن يمكن إيجازه بشعور الشاب بالمسؤولية أولًا تجاه وطنه وأمته وتعزيز قيم المواطنة والانتماء فبدون ذلك لا يمكن أن تتولد لديهم الرغبة في بناء الوطن، من الضروري أيضًا تقدير مساهمات الشباب حتى يشعروا بأن جهدهم مقدر وصوتهم مسموع؛ فيكون ذلك حافزا للبذل بشكل أكبر، والوسائل والطرق متعددة كلٌ حسب مجاله ونطاق عمله وعلمه ولا يمكن حصرها في هذا المقام فإذا وُجد الدافع ستُخلق الوسيلة».

وعن التجارب الجديدة التي تسعى إلى تجربتها، أوضحت: كثيرة هي التجارب التي أتطلع لها هذا العام، منها أن أنفتح على العالم أكثر وأنقل تأثيري خارج نطاقي الجغرافي، أن أُلهِم وأُلهَم أكثر، أن أمكّن أكبر عدد من الناس وأن يتسع تأثيرهم لدوائر أكبر.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ریادة الأعمال فی بناء الوطن مع الشباب الشباب فی فی مختلف من خلال

إقرأ أيضاً:

الوزير بنسعيد يتعهد بإعادة فتح كافة دور الشباب المغلقة بحلول العام المقبل

أفاد وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، اليوم الأربعاء بمجلس النواب، بأنه ستتم إعادة فتح كل مؤسسات دور الشباب المغلقة إما عن طريق الشراكة مع الجماعات الترابية أو النسيج الجمعوي، وذلك بحلول سنة 2025.

وأوضح بنسعيد في عرض قدمه خلال اجتماع لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، أن 146 دار شباب، كانت مغلقة لأسباب مختلفة في سنة 2021، وفي سنة 2024 تقلص العدد إلى 75 دار شباب، من مجموع 762 مؤسسة، منها 52 جرى إغلاقها بسبب نقص الموارد البشرية، مشيرا إلى أن 43 في المائة من مجموع هذه المؤسسات يوجد بالوسط القروي، و121 منها ذات طابع رياضي وتربوي وثقافي مشترك.

وأبرز أن الأنشطة الأساسية بمؤسسات دور الشباب تهم مجموعة من المجالات من قبيل، المسرح، والموسيقى، والفنون التشكيلية، والسينما، والقراءة، لافتا في هذا الإطار إلى أنه تم تنويع أنشطة مؤسسات دور الشباب من خلال إحداث أندية للألعاب الإلكترونية، والتي ستصل إلى 200 نادي بنهاية 2024، وذلك تفعيلا لاتفاقية الشراكة بين الجامعة الملكية للألعاب الإلكترونية والوزارة.

وقال إن الوزارة قامت بتعزيز وتنويع العرض التنشيطي للشباب من خلال أنشطة التكوين وتنمية القدرات، والأنشطة الأساسية والبرامج الوطنية، فضلا عن أنشطة الجمعيات، مشيرا إلى أن هذه العروض التنشيطية الموجهة للشباب تهدف إلى تعزيز إدماجهم السوسيو – اقتصادي عبر عقد شراكات مع خبراء ومؤسسات، من أجل التدريب والتكوين في مختلف المجالات المرتبطة بتطوير المهارات وإنشاء المشاريع والتوجيه الشخصي.

وأضاف أن الوزارة قامت بإطلاق برنامج شامل لإعادة تأهيل وتجهيز مراكز الاستقبال لتحسين جودة الخدمات المقدمة، واعتماد هندسة داخلية وخارجية ذات جاذبية، وكذا تسهيل استفادة الشباب من خدمات مراكز الاستقبال عن طريق تطبيق جواز الشباب.

وبخصوص السياحة الثقافية الخاصة بالشباب، أوضح السيد بنسعيد، أنه جرى استقبال 11 وفدا شبابيا وإرسال 6 وفود في إطار برنامج التبادل الثقافي للشباب مع الدول الصديقة، وتنظيم 12 حلقة في إطار برنامج « حلقات معرفة المغرب » استفاد منها 600 شاب، واستفادة 1200 شاب من برنامج المقامات اللغوية والثقافية، فضلا عن برمجة، طيلة السنة، رحلات السياحة الثقافية المحلية لفائدة رواد مؤسسات الشباب.

كلمات دلالية المغرب برلمان ثقافة حكومة شباب

مقالات مشابهة

  • الوزير بنسعيد يتعهد بإعادة فتح كافة دور الشباب المغلقة بحلول العام المقبل
  • «بنكمل بعض».. وكيل وزارة الشباب بالقليوبية يتفقد ملعب مركز شباب بلتان
  • الأحزاب والسياسيون يهنئون الحكومة.. قادرون على بناء الجمهورية الجديدة
  • الرئيس المشاط يعزي في وفاة رئيس مكون الحراك الجنوبي المناضل خالد باراس
  • وزير الإنتاج الحربي: نسعى لتحقيق المزيد من الإنجازات ودعم الوطن والمواطن
  • تفاصيل مبادرة «ابدأ» لتطوير الصناعات الوطنية ودعم الشباب
  • «حماة الوطن»: على الحكومة الجديدة ترتيب أولوياتها لتحقيق مطالب المواطنين
  • رئيس الوزراء: قادرون على جذب ضعف عدد السائحين خلال الفترة المقبلة
  • تمكين الشباب بعد 30 يونيو.. إنجازات ملموسة وآفاق واسعة
  • تمكين الشباب بعد 30 يونيو.. إنجازات ملموسة وآفاق واسعة (فيديو)