في ذكرى رحيل فيلسوف الكوميديا.. محطات من مشوار وحيد سيف المسرحي
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
تحتفي الأوساط الفنية اليوم الجمعة، بذكرى وفاة الفنان الراحل وحيد سيف، أحد أبرز نجوم الكوميديا في الوطن العربي، وصاحب مدرسة فنية كوميدية في المسرح، ونجم شباك التذاكر في السينما حتى لو لم يكن البطل الرئيسي في العمل السينمائي ذاته، فعندما تجد اسمه على أفيش أي عمل فني يؤكد للمشاهد نجاح العمل وبقوة.
عشق الفن منذ الصغر، فانضم لفريق التمثيل بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وكون مع الفنان سمير غانم فريق ثلاثي أضواء المسرح مع الفنان عادل نصيف، وقدموا أول عمل بها تحت عنوان "إخوان غانم"، ولكنه لم يستمر بها كثيرا، وقرر البقاء في مدينة الإسكندرية نظرا لارتباطه بعمله بها.
شارك في العديد من الأعمال بمختلف القنوات الفنية سواء في السينما، والمسرح، والتليفزيون، والتي حققت نجاحا كبيرا جماهيريا ونقديا، وفي السطور التالية نستعرض أبرز أعماله المسرحية.
شارع محمد علي
تعد مسرحية "شارع محمد علي" التي قدمت في العام 1991، من أشهر أعمال وحيد سيف التي علقت في أذهان الجمهور المصري، وتدور أحداثها في شارع محمد علي من خلال فرقة موسيقية واستعراضية، وترتبط بطلتها بقصة حب مع جارها، فهل ستحقق حلمها في النجومية والحب.
العمل من بطولة الفنانين: فريد شوقي، وشريهان، والمنتصر بالله، وهشام سليم، وسهير الباروني، وأخرون، ومن تأليف بهجت قمر، وإخراج محمد عبدالعزيز.
روبابيكيا
إحدى روائع الكاتب والمخرج فايز حلاوة المسرحية، التي حققت نجاحا كبيرا، وتتناول بعض مظاهر الفساد بأجهزة الإعلام في الحياة الثقافية، حيث يأخذ أحد الكتاب المبتدئين بعض الأوراق المدون بها رواية من بائعة روبابيكيا ويضع اسمه عليها، وتتولى أداة الدعاية المنحرفة عمل الدعاية اللازمة، فتكون رواية "البرسيم يناديكى يا خضرة" وهي قمة العمل الأدبى، وتقوم ممثلة مدعية بكل مؤهلاتها هي جمالها الممنوح للمنتجين والمخرجين، ببطولتها، ثم يظهر مؤلفها الحقيقى المغمور محمد الحيوان، لتحدث بعض المفارقات، وتتوالى الأحداث.
المسرحيو من بطولة الفنانين: وحيد سيف، وصلاح ذوالفقار، وتحية كاريوكا، ونبيلة عبيد، وفايز حلاوة، وبدرالدين جمجوم، وحسن حسين، وسامية، محسن، ومن تألبف وإخراج فايز حلاوة.
ربنا يخلي جمعة
تعد مسرحية "ربنا يخلي جمعة" التي قدمت في العام 2004، من أبزر أعمال وحيد سيف الكوميدية التي جمعته بالفنان أحمد آدام، ولاقت استحسان الجمهور، والتي تدور أحداثها حول "جمعة" الإنسان البسيط والفقير، وتهبط عليه ثروة من أحد أقربائه في الخارج من دون أن يعلم بها، وعندما يعلم بهذه الثروة يحاول منتج تليفزيوني بالغ الثراء استمالته من خلال وسيلة رخيصة.
وشاركهما البطولة كلا من: هالة فاخر، ورانيا فريد شوقي، وريكو، وتامر عبدالمنعم، وآخرون، ومن تأليف أحمد الإبياري، وإخراج حسن عبدالسلام.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: وحيد سيف نجوم الكوميديا جامعة الإسكندرية كلية الآداب سمير غانم شارع محمد على شارع محمد وحید سیف
إقرأ أيضاً:
وحيد شاوريه: شاعر فلسطين في المهجر وصوت النضال في تشيلي
في تشيلي، بات مصطلح "تشيليستينيان" دارجاً لكثرة ما في هذا البلد من فلسطينيين.. وبات لديهم مؤسسات كبرى وأندية اجتماعية ورياضية، ومهرجان تراثي سنوي بعنوان "مقلوبة"، وروابط سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية، كما أفادني الصديق الإعلامي زياد العالول..
على المستوى الثقافي، تأسست الندوة الأدبية العربية بتوافق بين عدد من أدباء العربية وشعرائها، وعلى رأسهم الشاعر وحيد شاوريه.
هذا الشاعر الذي اكتملت ثقافته العربية والقومية والوطنية في فلسطين، ونهضت وانتكبت قبل سفره إلى تشيلي، كما سنرى من سيرته الذاتية. فهو لم يهاجر باكراً كما هاجرت العائلة، وفق وثائق مؤسسة "هوية" للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية، التي أفادتني عند السؤال، أن هجرة عائلة شاوريه، وتحديداً عبد الله شاوريه، وهو من جيل شاعرنا، بدأت في مطلع القرن العشرين، غير أن شاعرنا لم يهاجر معهم. وفضل الاستمرار في فلسطين التي كانت تستبطن تغييرات مصيرية في تلك الفترة.
ترجمته
وحيد شاوريه، كاتب وصحفي وشاعر فلسطيني، ولد في بيت جالا قرب القدس عام 1890 وتعلم في مدرستها الابتدائية فيها، ثم تلقى معارفه وعلومه في كلية النهضة، والمدرسة الدستورية التي أسسها الأديب والتربوي الكبير خليل السكاكيني في القدس إثر إعلان الدستور العثماني عام 1908.
بعد تخرجه من المدرسة الدستورية عمل معلماً في فلسطين، وتنقل بين مدارسها.. ولا يخفى أن هذه الفترة شهدت نهضة شعرية وثقافية في فلسطين قادها شاعر فلسطين إبراهيم طوقان، ومعه الشاعر عبد الرحيم محمود والشاعر عبد الكريم الكرمي "أبو سلمى".. فكانت الساحة الفلسطينية في تلك الفترة تضج بالحراك الثقافي الذي كان مركّزاً بين نابلس والقدس، ويمتد أحياناً إلى صفد والجليل.
انكبّ شاعرنا على العمل الصحفي (وفي معظمه عمل ثقافي) في عدد من الصحف الفلسطينية مثل "المهماز" الأسبوعية الساخرة (حيفا 1946) و"الغد" السياسية الاشتراكية (رابطة المثقفين 1945 -1947) و"الأديب" الأدبية اللبنانية (1942 – 1983).
هاجر إلى دمشق بعد النكبة عام 1948، وهناك عمل في الصحافة عدة سنوات، ثم هاجر بعدها إلى تشيلي حيث مارس بعض الأعمال الحرة.. لكنه لم يترك العمل الوطني والأدبي، فكان من مؤسسي الندوة الأدبية العربية في تشيلي.
توفي شاعرنا في العاصمة التشيلية سانتياغو عام 1961.
إنتاجه الأدبي
للشاعر وحيد شاوريه عدد من المؤلفات منها:
ـ "دراسة عن برنارد شو".
ـ "المهاجر العربي".
ـ "نكبة فلسطين"، بالاشتراك مع الكاتب الموسوعي عارف العارف.
ـ قصص قصيرة نشرها في صحيفتي "المهماز" و"الغد"، منها قصة ذاع صيتها اسمها "مورينا.. من الأندلس".
ـ تعريب كتاب "ثمار الأرض" لأندريه جيد عن الإنجليزية.
في الشعر
أورد كتاب "الناطقون بالضاد في أمريكا الجنوبية" للشاعر وحيد شاوريه قصيدة واحدة، وهي ما أتيح من شعره، ونشرها أيضاً معجم البابطين الذي وصفها بأنها "طويلة نسبياً (48 بيتاً في اثنتي عشرة رباعية، من مجزوء الكامل مختلفة القوافي) عبّر من خلالها عن هموم وطنه فلسطين وحلمه في الاستقلال ونيل الحرية، وقد ضمنها حنينه إلى الأهل في القدس ونابلس وبيت جالا، وأرض فلسطين، وعرّض من خلالها بالخانعين من مستبيحي الحمى، وبائعي الأوطان. اتّسمت لغته بقوة في العبارة، وجهارة في الصوت، ونشاط في الخيال".
مختارات من قصيدة "نَسترجعُنَّ الدارَ"
قسماً بقدسك ـ موطني ـ وببحر يافا الزاخرِ
وببيت جالا والجبال وبالربيع الزاهر
قسماً بزهر البرتقال وبالشقيق الناضر
قسماً بتربتك الخصيبة، والجمال الساحر
قسماً بوالديَ الذي خلّفْتُهُ بالقريةِ
وبأميَ الطهر التي واريتُها بالتربة
قسماً بإخوتيَ الألى أفدي بحبّة مقلتي
وبأهلي اللائي أحبهمُ وتهوى مهجتي
قسماً بخلاّنٍ لفرقتهم أنوحُ وأصطلي
قسماً بأحرارِ الحِمى، بحُماةِ أقدسِ معقلِ
وبتربةٍ مرويّةٍ بدِما الشبابِ الأجللِ
قسماً بأبطالٍ بمثلهمُ النِّسا لم تحبلِ
نَسترجعُنَّ الدارَ، والوطنَ الذبيحَ المثخنا
وكرامةً دِيسَتْ، وأعراضاً، ومجداً كامِنا
ولنثأرنَّ من الألى باعوا الديارَ، وأرضَنا
ولَنمحُوَنَّ العارَ ألصقَهُ الألى غدروا بنا
البائعون ضميرَهم، والهازئونَ بوخزتِهْ
الساخرونَ بشعبِهِم، والشامتونَ ببلوتِهْ
مَن فضَّلوا الحكمَ الوضيعَ على كرامةِ وَثْبتِهْ
وجثَوْا على قَدَمِ الغَشومِ يطالبونَ بمنحتِهْ
الشاربونَ دمَ الشبابِ، وسالبو أعمارِهِم
البائعونَ نساءَهُم، ومفاخرونَ بعارِهِم
المُستبيحونَ الحِمى للأجنبِيْ أمَّارِهِم
مُستبدِلو العيشَ الرخيصَ بعِرضِهِم وذِمارِهِم
دخَلوا فِلسطينَ الحبيبةَ يومَ كانتْ لاهِبَه
النارُ فيها والدماءُ - دماءُ شعبي - الصاخبَه
لهبُ التحرُّرِ والنضالِ مشعِّلاتٍ لاغِبَه
أهلُ الحِمى حَطبٌ لثورتِهم، وأرضٌ خاضِبَه
حِممٌ بنابلسٍ وبركانٌ بيافا الباسلَهْ
ولَظى الكِفاحِ بقُدسِ عيسى كالصواعقِ شاعِلَهْ
شُعلُ النضالِ، على الجبالِ، تنير حيفا الثاكِلَهْ
وَطنٌ شَوَتهُ النارُ، وانقضَّتْ عليهِ النازلَهْ
دخلوا فلسطيناً، وقد هَزَّ الورى زلزالُها
حربٌ وثوراتٌ يفجِّرُها بِها أشبالُها
إمّا انعتاقُ الحُرِّ أو تؤتَى الفنا أطلالُها
إمّا انتصارُ الحقِّ أو تذوي لها آمالُها
أُجَراءُ للمستعمرينَ، وللأجانبِ هم عبيدْ
سنُعَلِّمُ التاريخَ كيف ذُرا القلاعِ بهم تبيدْ
ويُحقَّقُ الأملُ البعيدُ! ويُصرَعُ الخصمُ العنيدْ
ويحرَّرُ الشعبُ الأبيُّ، ويُحكمُ الجيلُ الجديدْ