عربي21:
2025-01-01@12:13:30 GMT

من دونكيرك إلى غزة.. أين مراكب العرب؟

تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT

الحدث الذي غير عالمنا

في شهر أيار/ مايو عام 1940 كانت قوات ألمانيا النازية تتقدم بسرعة كبيرة نحو الأراضي الفرنسية لإتمام عملية غزو أوروبا والسيطرة على ما تبقى منها من بلدان بعد السيطرة على بولندا وبلجيكا وهولندا، وصلت القوات الألمانية إلى فرنسا وحاصرت ما تبقى من قوات فرنسية برفقة قوات بريطانية في مدينة فرنسية صغيرة تقع على الساحل تسمى دونكيرك.



آلاف الجنود البريطانيين محاصرون دون طعام أو شراب يتعرضون للقصف الألماني العنيف، يموت منهم المئات كل ساعة، ولكن الخبر السيئ أنهم لا يبعدون كثيرا عن سواحل المملكة المتحدة.

في الجهة المقابلة لدونكيرك تقع مدينة دوفر البريطانية والمطلة مباشرة على القنال الإنجليزي الفاصل بين فرنسا وبريطانيا. داخل قلعة دوفر كان يجلس جنرال بريطاني يبحث خطة انسحاب جنوده وإنقاذهم من الحصار.

في العاصمة لندن، كان رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشيرشل يبحث عن أي وسيلة لإنقاذ حياة جنوده، لم تعد الفكرة هي الحرب ولم تعد القضية هي الانتصار او الهزيمة أمام ألمانيا، وإنما تحولت القضية لكيفية إنقاذ حياة الجنود البريطانيين المحاصرين في دونكيرك.

وصف رئيس الوزراء البريطاني تشرشل الموقف بـ"الكارثة العسكرية الجسيمة"، ووسط تقدم القوات الألمانية بسرعة البرق نحو دونكيرك، لم يعد أمام تشيرشل إلا تنفيذ خطة عسكرية سريعة لانسحاب قواته، وهو ما أعلنه بالفعل وأمر البحرية الملكية البريطانية بالتحرك فورا لفك الحصار وإنقاذ الجنود.

تحركت المدمرات البريطانية البحرية وعددها 39 برفقة أربع مدمرات بحرية كندية وثلاث مدمرات بحرية فرنسية يوم السادس والعشرين من أيار/ مايو عام 1940، ليفاجأ الجميع بأن الطيران الألماني قد قصف ميناء دونكيرك ودمره بشكل كامل، فلم يعد هناك أي مجال للمدمرات البحرية الضخمة أن ترسو على مرفأ الميناء.

صنعت المدمرات الضخمة ما يعرف بكاسر الأمواج من أجل توفير ممر داخل المياه للجنود للوصول إليها داخل البحر، وبالفعل نجحوا في إنقاذ سبعة آلاف جندي في اليوم الأول وهو ثلث العدد الذي وضعه تشيرشل كهدف للإنقاذ.

ولكن الكارثة كانت أكبر بكثير من سبعة آلاف أو عشرين ألفا، كان هناك مئات الآلاف من الجنود البريطانيين المحاصرين والمعرضين للقتل إما بالقصف أو بالجوع نتيجة الحصار.

هنا حدثت معجزة دونكيرك كما أطلق عليها تشيرشل في خطابه الشهير في الرابع من حزيران/ يونيو عام 1940 أمام مجلس العموم البريطاني.

الأمل سلاح والنجاة انتصار

كان هذا هو الشعار الذي رفعه آلاف المدنيين من أبناء الشعب البريطاني الذين هبّوا لإنقاذ حياة ذويهم المحاصرين في دونكيرك.

ملحمة حقيقية، أكثر من 750 قاربا من قوارب الصيد والتنزه والتجارة والترفيه يمتلكها مدنيون يعيشون على السواحل البريطانية، تحركوا بها في رحلة بحرية لإنقاذ جنودهم المحاصرين وهو ما تم بالفعل.

في غضون أيام استطاع المدنيون بقواربهم الصغيرة أن ينقذوا 336 ألف جندي بريطاني من الموت في دونكيرك، في عملية انسحاب تاريخية حركتهم فيها الإنسانية وحرصهم على إنقاذ حياة أبنائهم المحاصرين.

غزة "أمة محاصرة بلا قوارب"

في غزة يعيش أكثر من مليوني شخص تحت حصار مستمر، يعانون من مجاعة غير مسبوقة، في غزة يتعرض أكثر من نصف مليون فلسطيني جلهم من النساء والأطفال للموت جوعا في غضون أيام بعد استنفادهم لكل أسباب التكيف مع الجوع القارص.

من بين كل 5 جائعين في العالم 4 موجودون في غزة، وفقا لتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، هناك خمسين ألف امرأة حامل في مراكز الإيواء بلا ماء أو دواء أو رعاية صحية، وما يقارب 95 في المئة من أطفال غزة لا يتوفر لهم الحليب والمواد الغذائية وأصبحوا يعانون من سوء التغذية؛ ما أدى لوفاة عدد كبير منهم نتيجة انخفاض درجة حرارة الجسم.

العالم العربي.. ولكنكم غثاء كغثاء السيل

عدد الدول الإسلامية = 57 دولة، عدد المسلمين = ملياري مسلم (قرابة خُمس العالم).

عدد الدول العربية = 22 دولة، عدد العرب = 400 مليون نسمة.

عدد سكان مصر (دولة الجوار لغزة) = 109 ملايين نسمة.

ومع ذلك لا يجد سكان غزة من ينقذهم أو حتى يُدخل لهم الطعام والمساعدات، فأين ذهبت قوارب المسلمين والعرب؟

تحرك البريطانيون في الحرب العالمية الثانية لإنقاذ حياة ذويهم المحاصرين، ويجب الآن أن تتحرك مراكب العرب والمسلمين من المدنيين لإنقاذ حياة أهل غزة من الجوع والمجاعة.

إن كانت مراكب دونكيرك قد صنعت معجزة حقيقية خلّدها التاريخ، فعلى ملايين العرب والمسلمين أن يحركوا مراكبهم الآن برا وبحرا وجوا، عليهم أن يزحفوا إلى المعابر في رفح المصرية وغيرها، عليهم أن يطلقوا سفنهم من تركيا وغيرها، عليهم أن ينزلوا مساعداتهم جوا من الأردن وغيره، عليهم أن يملأوا الشوارع والميادين بحشود بشرية لم يسبق لها مثيل.

علينا جميعا أن ننقذ غزة من الموت.

twitter.com/osgaweesh

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الحصار غزة غزة مساعدات حصار اساطيل مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لإنقاذ حیاة علیهم أن

إقرأ أيضاً:

1.40 مليون فدان.. مصر تطلق أكبر مشروع للصرف المغطى لإنقاذ الأراضي الزراعية وصيانة المنشآت المائية

تستعد وزارة الري والموارد المائية، لإطلاق مشروع قومي للصرف المغطى، الذي يهدف لإحلال وتجديد وإنشاء شبكات صرف مغطى لزمام قدره 1.40 مليون فدان.

يساهم الصرف المغطى، أحد أهم التقنيات الزراعية الحديثة، بشكل كبير في الحفاظ على جودة التربة وزيادة الإنتاج الزراعي، ويعتمد الصرف المغطى على إنشاء شبكة من الأنابيب تحت سطح الأرض لتصريف المياه الزائدة عن حاجة النبات، ما يمنع حدوث العديد من المشاكل الزراعية التي تؤثر سلبًا على الإنتاجية.

أهمية الصرف المغطى في الحفاظ على جودة التربة:

يعمل الصرف المغطى على غسل الأملاح الزائدة من التربة، مما يحافظ على خصوبتها ويمنع حدوث ظاهرة الملوحة التي تؤثر سلبًا على نمو النباتات، إضافة إلى تحسين تهوية التربة، مما يساعد على نمو الجذور بشكل أفضل وامتصاص العناصر الغذائية بكفاءة، كما يمنع تجمع المياه على سطح التربة، مما يقلل من انتشار الأمراض الفطرية والبكتيرية التي تصيب النباتات.


حماية البنية التحتية:

يمنع الصرف المغطى تدهور الطرق والمباني بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية، كما يحمي شبكات الصرف الصحي من التلف.

ومؤخرا، تلقى الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والرى تقريرا من المهندس محمد عبد السميع رئيس هيئة الصرف لاستعراض حالة منظومة الصرف الزراعي وأعمال وأنشطة الهيئة المصرية العامة لمشروعات الصرف.

استعرض التقرير حالة المناسيب بالمصارف الزراعية وإجراءات الحفاظ على المناسيب الآمنة بها ، والتنسيق القائم بين هيئة الصرف ومصلحة الميكانيكا والكهرباء فيما يخص تشغيل المحطات القائمة على المصارف الزراعية، واستعراض نتائج المرور الدوري من جانب مسئولى الصرف بمختلف المحافظات لمتابعة مناسيب وتصرفات المياه بمختلف المواقع، وإجراءات التعامل مع أى ارتفاع بمناسيب المياه بالمصارف الزراعية نتيجة للأمطار الغزيرة .


وصرح الدكتور سويلم بأن هيئة الصرف تقوم بالإشراف على تطهير عدد 4442 مصرف بأطوال إجمالية تصل إلى نحو ٢٢ ألف كيلومتر - يتم تطهير معظمها مرتين سنوياً - ، بالإضافة لإنشاء وصيانة المنشآت المائية الواقعة علي هذه المصارف .

وأضاف وزير الري أن هيئة الصرف تقوم بتنفيذ العديد من أعمال إحلال وصيانة المنشآت المائية الواقعة على المصارف الزراعية بما يحقق الإدارة المثلى لمنظومة الصرف الزراعى فى مصر ، حيث تم إنهاء عملية إحلال وتجديد سحارة ك ٢.٦٥٠ على مصرف حجازة بمحافظة قنا ، وإنهاء عملية تأهيل وتدعيم سحارة ك ١٧.٢٠٠ على مصرف نجع حمادى بمحافظة قنا ، وإنهاء إحلال وتجديد سحارة وصلة حاجر إدفو بمحافظة أسوان ، وإنهاء إنشاء سحارة ك ٧.٢٠٠ على مصرف المحيط الغربي بمحافظة بني سويف ، وإنهاء عملية توسعة حوض مجرى الطرد لماكينات الطوارىء لمحطة رفع قلابشو وزيان بالدقهلية .

إنشاء سحارة بديلة لسحارة مصرف إطسا

كما يجرى تنفيذ عملية إنشاء بربخ مصرف بلبيس بمحافظة الشرقية بطول ١١٥ متر ، وتنفيذ عملية تدعيم سحارة مصب مصرف كومير بمحافظة الأقصر ، وتنفيذ عملية حماية ميول مصرف المحسمة الجديد بطول 700 متر من البرين بالاسماعيلية ، وجارى تجهيز الموقع لتنفيذ عملية إنشاء سحارة بديلة لسحارة مصرف إطسا ك ٢.٠٠ على مصرف المحيط أسفل ترعة الإبراهيمية بالمنيا ، مع تنفيذ تكاسي دبش على مصرف سحالي بطول ٣٠٠ متر بالبر الأيسر ، وحماية جسر مصرف دفشو بطول ٧٠٠ متر بالبر الأيسر ، وحماية الجسر المشترك لمصرفي عموم البحيره الاسفل وعبد الرحمن بالستائر الخرسانية بطول ٤٠٠ متر بمحافظة الدقهلية ، كما يجرى تنفيذ عملية إعادة تأهيل شبكه الصرف العام بمنطقه وادى الصعايدة ، وتنفيذ عملية إنشاء سحارة ك ٠.٧٢٠٠ على مصرف المحيط الغربي ببني سويف ، وعملية تأهيل مصرف الزنيقة ٢ بمحافظة قنا .


كما يتم تنفيذ اعمال إحلال وتجديد للعديد من الكبارى الواقعة على المصارف مثل ( الصالحية و راجح و الجمعية بمحافظة الشرقية - الطويل القبلي وكفر الروك والهوابر والاتربي بمحافظة الدقهلية - المحسمة بمحافظة الاسماعيلية - سيدي سالم بمحافظة كفر الشيخ - الرويسات وخليج العويري بمحافظة الاسكندرية – دنفيق و القاطع بمحافظة قنا ) .

توسيع وتعميق المصارف المكشوفة

جدير بالذكر أنه يجرى تنفيذ البرنامج القومى الثالث للصرف، الذي يستهدف إنشاء وإحلال وتجديد شبكات الصرف المغطى في زمام ٥٢٨ ألف فدان ، وتوسيع وتعميق المصارف المكشوفة والعامة وإحلال وتجديد بعض المنشآت الصناعية في زمام ٩٠ ألف فدان ، حيث تم حتى تاريخه إحلال وتجديد شبكات الصرف المغطى في زمام ٤١٨ ألف فدان ، وتوسيع المصارف وإحلال المنشآت الصناعية فى زمام ٦٧ ألف فدان ، كما يجرى التنسيق لاطلاق "المشروع القومى الرابع للصرف" والذى يهدف لإحلال وتجديد وإنشاء شبكات صرف مغطى لزمام وقدره ١.٤٠ مليون فدان .

مقالات مشابهة

  • 1.40 مليون فدان.. مصر تطلق أكبر مشروع للصرف المغطى لإنقاذ الأراضي الزراعية..ونواب: يحسن من التربة وسيكون في صالح الفلاح
  • غياب الاحتفالات برأس السنة في بورتوريكو البريطانية لهذا السبب
  • 1.40 مليون فدان.. مصر تطلق أكبر مشروع للصرف المغطى لإنقاذ الأراضي الزراعية وصيانة المنشآت المائية
  • الأمطار تغرق خيام النازحين في غزة ومناشدات لإنقاذ الأطفال وسط كارثة إنسانية 
  • إيزي جيت البريطانية تتخلى عن مسافريها بمطار مراكش (صور)
  • طارق صالح يتحرك لإنقاذ 17 صيادًا يمنيًا بعد معاناة طويلة في السودان
  • تغييرات مفاجئة في عادات الإنفاق البريطانية
  • هوكشتاين في لبنان لإنقاذ هيبة واشنطن
  • الشرطة البريطانية تبحث عن لص سرق مجوهرات بقيمة 12 مليون دولار من منزل
  • بريطانيا تمنع دخول أسماء الأسد الحاملة للجنسية البريطانية لتلقي العلاج