أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الجمعة، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يبدي استعداداً للتعاون مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، من أجل قطع الطريق على حركة "حماس" في محور فيلادلفيا. 

 

وبحسب الصحيفة، فإن محور فيلادلفيا هو شريان الحياة لحركة "حماس"، وطالما أنها "تستطيع تهريب الأسلحة والمال والأشخاص من خلاله، فستبقى تسيطر على غزة وستبقى على قيد الحياة"، ولذلك فإن إسرائيل بحاجة إلى مصر التي تعتبر المفتاح لوضع حد لذلك.

 

 

وأفاد الكاتب والصحافي السياسي الإسرائيلي ناحوم برنيع، بأن السيسي "مستعد ليس فقط لقبول عمليات إسرائيل على الحدود من جهة غزة، ولكنه مستعد للقيام بأعمال من جهته، من أجل إنشاء منطقة عازلة موازية على الجانب المصري، فيلادلفيا مصر". 

 

ولكن، السيسي يشترط لذلك، بحسب الصحيفة العبرية "التزاماً إسرائيلياً لإشراك السلطة الفلسطينية في غزة في اليوم التالي (للحرب)"، لكن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض الالتزام بذلك. كما أنه يرفض مناقشة الأمر، ويقوم منذ أسابيع بكل المراوغات الممكنة لتأجيل المناقشة". 

 

ولفت الكاتب إلى أنه "بغض النظر عن دوافع رفض نتنياهو، فليس الدافع هو المهم، بل النتائج"، والنتيجة أن إسرائيل عالقة في قطاع غزة. 

 

وتابع: "نحن عالقون"، مضيفاً أن "عالقين" هو المصطلح الذي يهيمن على الخطاب الداخلي في الجيش الإسرائيلي اليوم، وأن رفض مناقشة اليوم التالي واتخاذ قرار، يقوّض الأهداف التي حققها الجيش، و"يعرّض الإنجازات للخطر". 

 

ولفتت الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال أعرب عن أمله في أن يتخذ المستوى السياسي الإسرائيلي إجراءات بشأن ثلاث قضايا حاسمة، الأولى محور فيلادلفيا ومصر، والثانية اتخاذ قرار بشأن إدارة قطاع غزة في "اليوم التالي" للحرب، والقضية الثالثة، تنفيذ القرار 1701 في جنوب لبنان. 

وأضافت أن الإدارة الأميركية تعمل منذ بداية الحرب على خطة لليوم التالي للحرب، والتي تبدأ في غزة وتنتهي بالتطبيع بين إسرائيل والسعودية. 

 

وتقوم الفكرة الأساسية للخطة على إقامة قوة متعددة الجنسيات أو من دول عربية عدة تسيطر على قطاع غزة لفترة تتراوح بين نصف السنة والسنة، وتدريجياً تستبدل من قبل أجهزة فلسطينية محلية في إطار سلطة فلسطينية متجددة. 

في الصحيفة نفسها، كتب الصحافي والمعلّق نداف إيال، أن هناك مبادرة مصرية، يرى رئيس "جهاز الأمن العام – الشاباك" رونين بار، أنه يتوجب على إسرائيل النظر فيها، وهذا ما أخبره لأصحاب القرار الإسرائيليين. 

 

وأضاف الصحافي في "يديعوت أحرونوت"، أن المبادرة تدريجية، وطويلة، ومعقّدة، وغير ناضجة بعد، وأن جهاز "الشاباك" يرغب بتطويرها "من أجل نقل الثقل مجدداً إلى القاهرة، وخلق عرض إضافي لعرض قطر". 

 

وأشار إلى أن المصريين سبق أن قالوا علناً، إنهم يسعون في نهاية المطاف لإنهاء الحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة. 

 

ولفت الكاتب إلى غضب الوزيرين بيني غانتس وغادي أيزنكوت من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، خاصة في الأسبوع والنصف الماضيين، ليس بسبب رفض نتنياهو التقدّم في صفقة جديدة لإعادة المحتجزين الإسرائيليين، كونه لا صفقة مطروحة الآن، ولكن الغضب ناجم بسبب عدم استعداده لتقديم عرض مقابل للقاهرة، وبشكل عام عدم مبادرته لخلق خط خلاق أكثر، من قبيل صفقة جزئية بثمن باهظ جداً بالنسبة لإسرائيل، أو إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين كبار السن والذين تتضاءل فرص بقائهم على قيد الحياة. 

 

لكن الكاتب أشار في الوقت ذاته إلى أن نتنياهو يدرك أن أي نقاش مع مصر حتى لو كان أولياً، بشأن وضع حد للحرب، سيكون بمثابة "سم سياسي بالنسبة له". 

  

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: قطاع غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

يديعوت أحرونوت: ترامب يقود تحالفا للبلطجية وإسرائيل قد تتعرض للخيانة

وصف المحلل العسكري الإسرائيلي ناحوم برنياع في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه يقود "تحالفا للبلطجية" يضم إلى جانبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ، إذ يعمل الثلاثة على إعادة رسم مناطق النفوذ العالمية وفق رؤية قائمة على القوة والتوسع بعيدا عن القيم الديمقراطية التقليدية.

واعتبر برنياع أن الحكومة الإسرائيلية تجد نفسها جزءا من هذا التحالف، إذ تستفيد من النهج الذي يعتمده ترامب في إدارة السياسة الدولية، لكنه حذر في المقابل من أن إسرائيل قد تتعرض للخيانة بسبب سلوك ترامب المتقلب.

ترامب وتحالف القوة

ويقول برنياع إن ما يجري في الولايات المتحدة منذ الانتخابات الأخيرة هو "ثورة" غير مسبوقة في السياسة الأميركية، إذ يعيد ترامب ترتيب الأولويات والقيم والسياسات، متجاوزا القواعد التقليدية في العلاقات الداخلية والخارجية.

ويشير إلى أن المؤسسة السياسية الأميركية وكذلك المجتمع الدولي في حالة صدمة بسبب نهجه غير المسبوق.

ويطرح المحلل العسكري نظريتين لتفسير سلوك الرئيس الأميركي، إذ يرى البعض أن تحركاته الصاخبة ما هي إلا تكتيك تفاوضي للحصول على صفقات أفضل، في حين يعتقد آخرون أنه يقود أميركا والعالم إلى كارثة، وربما إلى حرب عالمية ثالثة.

إعلان

ويستشهد برنياع بلقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بترامب في البيت الأبيض، والذي اعتبره إهانة مدبرة، فبحسب ما نقلته "سي إن إن" عندما خرج زيلينسكي من سيارته مرتديا زيه العسكري المعتاد علق ترامب ساخرا أمام الصحفيين "انظروا إليه، لقد جاء متنكرا".

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، إذ وُجهت إليه أسئلة استهزائية عن ملابسه، ثم تعرض للإهانة من قبل ترامب ونائبه جي دي فانس، قبل أن يُطرد من البيت الأبيض، ويتم استبعاده بشكل مفاجئ من مأدبة الغداء التي كانت مقررة.

ووفقا للنظريتين اللتين طرحهما، يحاول المحلل العسكري تفسير النتائج المترتبة على موقف ترامب من زيلينسكي، ويقول "بالنسبة للبعض، كان رد فعل الرئيس الأوكراني -الذي سارع إلى إصدار بيان متودد لترامب والعمل على خطة جديدة لوقف إطلاق النار- دليلا على أن كل شيء مجرد تكتيك تفاوضي".

لكن بالنسبة للآخرين كانت هذه الواقعة إشارة واضحة إلى خيانة ترامب حلفاءه التقليديين، مما أدى إلى قلق في أوروبا وفرحة في موسكو.

ويشير برنياع إلى أن الملياردير إيلون ماسك تبنى تغريدة تدعو إلى تفكيك حلف الناتو، متسائلا "عندما تكون أميركا وروسيا متفقتين فمن يحتاج إلى الناتو؟".

ويعتبر برنياع أن طريقة التعامل مع زيلينسكي تحمل رسالة واضحة لحلفاء واشنطن "الدعم الأميركي ليس مضمون، ويمكن أن يتبخر في أي لحظة".

وأوضح أن هذا التصرف لا ينفصل عن نهج ترامب في إدارة السياسة الخارجية، إذ يسعى إلى فرض نفسه كمحور رئيسي في تحديد مستقبل التحالفات الدولية.

إسرائيل ضمن تحالف البلطجية

ويتبنى برنياع نظرية تقوم على أن ترامب يسعى إلى تشكيل "تحالف بلطجية" يضم الولايات المتحدة وروسيا والصين، بحيث يتم تقاسم مناطق النفوذ في العالم وفق معادلة القوة وليس القانون الدولي.

ووفقا لهذه الرؤية "سيحصل بوتين على أوكرانيا وربما دول البلطيق، وسيجتاح الرئيس الصيني تايوان، في حين قد يسعى ترامب إلى السيطرة على غرينلاند".

إعلان

كما تنبأ بأن الاتحاد الأوروبي "سيتقلص أو ينهار، وستسيطر الأحزاب اليمينية المتطرفة على أوروبا، مما يجعل من السهل على ترامب وبوتين تقاسم الهيمنة عليها، وهو سيناريو مخيف لدول مثل ألمانيا وفرنسا التي لا تزال تتمسك بمبادئ الاتحاد الأوروبي التقليدية".

ويعتبر برنياع أن إسرائيل يمكن أن تندمج بسهولة في هذا "العالم الجديد"، فقال "ترامب يحترم القوة، وهي حاليا في أيدي إسرائيل، ويحترم السيطرة على الأراضي، وهي أيضا بحوزتها، كما أنه يحتقر القيم الديمقراطية التقليدية وحقوق الإنسان والعدالة، وهو ما بات أيضا جزءا من نهج الحكومة الإسرائيلية".

ويؤكد المحلل العسكري أن حكومة إسرائيل تتصرف اليوم بجرأة غير مسبوقة متجاوزة الخطوط الحمراء التي كانت قائمة خلال فترات حكم الرؤساء الأميركيين السابقين، سواء كانوا جمهوريين أو ديمقراطيين.

ويشير المقال إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو تستغل الدعم غير المشروط من إدارة ترامب في هذه المرحلة لفرض حقائق على الأرض، وهي كالتالي:

خرق الاتفاقات التي أبرمتها إسرائيل في إطار صفقات تبادل الأسرى. الإبقاء على مواقع عسكرية داخل الأراضي السورية والتصريح علنا بأنها ستبقى هناك إلى الأبد. تهديد إسرائيل بالتدخل في النزاع بين النظام السوري والطائفة الدرزية في جرمانا رغم أن كلا الطرفين رفض التدخل الإسرائيلي. إبقاء مواقع عسكرية في لبنان رغم اتفاق وقف إطلاق النار. طرد آلاف الفلسطينيين من مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، بما في ذلك مناطق تقع ضمن السلطة الفلسطينية "المنطقة أ". منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة. التخلي عن المرحلة الثانية من مفاوضات صفقة تبادل الأسرى، مما أدى إلى التخلي عن 59 أسيرا بين أحياء وأموات. دعم غير مضمون

ورغم أن هذا النهج يبدو مفيدا لإسرائيل في المدى القريب فإن برنياع يحذر من أن "الدعم الذي يقدمه ترامب ليس مضمونا على الإطلاق"، مشيرا إلى أن "زيلينسكي كان يظن أنه يحظى بدعم ترامب، لكنه اكتشف أن هذا الدعم يمكن أن يتحول إلى إذلال فجائي".

إعلان

وأضاف أن "نتنياهو تابع ما جرى للرئيس الأوكراني، وربما شعر بالقلق لأن الوضع قد يتكرر معه في أي لحظة، ولذلك يسارع إلى فرض المزيد من الحقائق على الأرض في غزة والضفة وسوريا ولبنان تحسبا لتغير موقف ترامب".

ويتساءل برنياع عما إذا كانت إسرائيل قد وضعت كل بيضها في سلة واحدة بمراهنة كاملة على ترامب، محذرا من أن أي تغيير مفاجئ في مزاجه السياسي قد يترك تل أبيب في مواجهة معضلة غير متوقعة.

ويشير إلى أن "غياب القيم المشتركة بين الحلفاء يجعل الخيانة مسألة وقت"، مؤكدا أن "نتنياهو يدرك جيدا أن مزاج صديقه الأكبر قد يتغير في أي لحظة، مما يدفعه إلى تسريع خطواته الاستباقية قبل فوات الأوان".

وبينما يؤكد أن التاريخ أثبت أن التحالفات القائمة على المصالح قصيرة الأمد غالبا ما تنهار عند أول اختبار جدي فإنه يحذر من أن "إسرائيل لا تدري ما هو مزاج أعظم صديق لها غدا".

مقالات مشابهة

  • يديعوت احرونوت: استقالة رئيس شعبة العمليات بالجيش الإسرائيلي
  • يديعوت أحرونوت: ترامب يقود تحالفا للبلطجية وإسرائيل قد تتعرض للخيانة
  • معاذ أبو شمالة: اليوم التالي للحرب لن يكون إلا فلسطينيًا خالصًا
  • يديعوت أحرونوت: هل يواجه نتنياهو مصير زيلينسكي أمام ترامب؟
  • يديعوت أحرونوت: نتنياهو يريد بقاء روسيا في سوريا لمواجهة تركيا
  • حماس: اليوم التالي للحرب يجب أن يكون فلسطينياً
  • حركة حماس: اليوم التالي للحرب يجب أن يكون فلسطينياً خالصاً
  • حماس توجه رسالة للقمة العربية.. تناولت اليوم التالي للحرب في غزة
  • رسالة للقمة العربية.. حماس: اليوم التالي للحرب يجب أن يكون فلسطينيًا خالصًا
  • يديعوت أحرونوت: حماس أدركت جهوزيتها لهجوم أكتوبر منذ نهاية 2022