الشارقة: «الخليج»
افتتحت دائرة الشؤون الإسلامية بالشارقة مسجد «التراحم» بمنطقة كشيشة 2 في ضاحية الرحمانية، حيث يتسع لـ 2500 مصلٍ من الرجال والنساء، وذلك ضمن خطة الدائرة للعام الجاري لافتتاح 45 مسجداً بمدن وضواحي الإمارة، استمراراً للنهج الذي تسير عليه إمارة الشارقة وفق رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لتسهيل وصول قاطني الإمارة إلى بيوت الله.


شهد الافتتاح عبدالله خليفة يعروف السبوسي، رئيس الدائرة يرافقه المتبرع ببناء المسجد وذووه، وعدد من المسؤولين، وأهالي الضاحية، حيث أدوا صلاة الظهر، ثم استمعوا إلى كلمة وعظية حول فضل بناء المساجد.
كما تجول الحضور في أرجاء المسجد واستمعوا إلى شرح حول مرافقه التي شيدت وفق الطراز الإسلامي الممزوج بالطابع الفاطمي، حيث تتوسطه قبة رئيسية دائرية الشكل، إضافة إلى 8 قباب صغيرة، كما تعلوه منارتان بارتفاع 45 متراً، وقد روعي استخدام أفضل المعايير التي تسهم في الحفاظ على البيئة، حيث يعمل بأنظمة لترشيد استهلاك الطاقة والمياه.
وبني المسجد على مساحة إجمالية تبلغ 11821 متراً مربعاً، تضم المصلى ومرافقه الخدمية من الميضأة ودورات المياه ومواقف للسيارات، وسقيا ماء، وسكن للإمام وآخر للمؤذن، ومكتبة عامة للقراءة، ويتسع المصلى لـ 2500 مصلٍ، منها 210 لمصلى النساء.
ولفت عبدالله السبوسي، إلى تميز إمارة الشارقة وتفردها في المساجد التي تنتشر في ربوعها؛ بفضل الله ثم اهتمام ودعم صاحب السمو حاكم الشارقة، ومتابعته الحثيثة لمشاريع بناء المساجد مع الدائرة، حيث يولي المساجد جل اهتمامه ومتابعته الشخصية.
وأشاد بجهود أهل الخير والإحسان وما يقدمونه من أجل تشييد المساجد ورعايتها، وأشار إلى أن مسجد التراحم يعد منارةً تضاف إلى منارات الشارقة العامرة بمساجدها ومآذنها، مؤكداً أن الدائرة ستفتتح خلال العام الجاري 45 مسجداً موزعة على مدن الإمارة؛ لتوفير الأجواء الإيمانية خاصة مع اقتراب شهر رمضان الفضيل.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الشارقة

إقرأ أيضاً:

«عبق رمضان بحي السيدة عائشة بالقاهرة»

تمتلئ مدينة القاهرة وبخاصة في أحيائها التراثية والشعبية بالكثير من المساجد التاريخية التي بُنيت عبر التاريخ الإسلامي.

وتتميز القاهرة عن غيرها من العواصم العربية والإسلامية في هذا الخصوص، إذ يحتوي البعض من مساجدها التاريخية على رفات الصحابة وآل البيت وأولياء الله الصالحين من جهة، والعلماء والأمراء والسلاطين ورموز مصر من عهود إسلامية مختلفة من جهة أخرى.

حيث تم دفنهم في أضرحة متميزة أقيم على معظمها الكثير من المساجد الإسلامية التاريخية التي تشكل في مجملها طابعًا معماريًا فريدًا ومتميزًا مازال شامخًا إلى الآن، إضافة إلى أن هذه المساجد قد حققت لنفسها الشهرة الكبيرة من خلال التعلُّق بها من قِبل زوارها ومصليها من مصر وسائر الدول الإسلامية والأجنبية.

وخلال شهر رمضان الكريم تمتلئ تلك المساجد بالمصلين وبخاصة أثناء صلاة العشاء والتراويح وصلاة الفجر، حيث تأتي الجماهير لإقامة الفرائض والشعائر الدينية وقراءة الفاتحة لآل البيت وإقامة الذكر والمديح وقراءة القرآن حتى تصبح تلك المساجد بالقاهرة ومحيطها جزءًا لا يتجزأ ولا ينفصل عن شهر رمضان الكريم بسبب مظاهرها الاحتفالية الجميلة التي تُكسب تلك الأماكن قداسة وروحانية خاصة.

ومن هذه المساجد مسجد السيدة عائشة ابنة الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين رضي الله عنهم.

وقد دُفنت في ضريحها بالقاهرة سنة 145 هجرية، وتسمى المنطقة التي يقع فيها المرقد بحي السيدة عائشة بميدان القلعة في طريق الإمام الشافعي رضي الله عنه بحي الخليفة.

والسيدة عائشة رضي الله عنها تُعتبر بحسب الروايات التاريخية الصحيحة من العابدات القانتات المجاهدات والتي كانت معروفة بالزهد والاجتهاد في العبادة والاعتكاف والبُعد عن الحياة وما بها من أعباء وملذات فانية طلبًا للآخرة وما بها من الفوز بالجنة ونعيمها بعد رضا الله.

ويُؤْثر عنها أنها كانت تقرأ مخاطبة الله عز وجل: وعزتك وجلالك لئن أدخلتني النار لآخذنَّ توحيدي بيدي وأطوف به علي أهل النار وأقول 'وحَّدته فعذبني'، وقد توفيت رحمة الله تعالى عليها سنة 145 هجرية، وكان على القبر لوح رخامي مكتوب عليه، هذا قبر السيدة الشريفة من أولاد جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر ابن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وظل قبرها مزارًا بسيطًا حتى القرن السادس الهجري.

قبر السيدة عائشة

ويتكون القبر من حجرة مربعة تعلوها قبة ترتكز على صفين من المقرنصات، وفي العصر الأيوبي أُنشئ بجوار القبة مدرسة، وعند بناء سور القاهرة فُصلتِ المدرسة عن القبر، وفُتح في السور باب يقال له باب السيدة عائشة، أو باب القرافة، وقد أعاد بناء هذا المسجد الأمير عبد الرحمن كتخدا في القرن الثامن عشر الميلادي، حيث تكوَّن المسجد في حينه من مربع يتوسطه صحن وتحيط به الأروقة.

وعند بناء كوبري السيدة عائشة هُدم باب القرافة، وقامتِ السيدة الفضلى فايدة كامل رحمها الله بتجديد المسجد بصورة جميلة وهي الصورة الحالية له الآن والتي أصبحت أجمل بكثير من عمارته في عهد المغفور له الأمير كتخدا. ويقع المسجد في حي الخليفة عند الطريق المؤدي إلى عين الصيرة وفم الخليج بداية الطريق إلى حي المقطم، حيث يظهر مسجد السيدة عائشة الذي يُعتبر ملجأ لكل زاهد عندما نراه شامخًا وسط المحال التجارية والمطاعم الشعبية إضافة إلى سوق السيدة عائشة، ومعه ما يسمى بسوق الإمام الذي يقام كل يوم جمعة، ويُعتبر من أشهر الأسواق الشعبية بالعالم. ليصبح المسجد بضريحه مرحبًا بكل زائر متعبد، أو معتكف يريد التقرب لآل البيت رضوان الله عليهم أجمعين.

ورغم أن المسجد يُعتبر عامرًا طوال العام بالزوار والمصلين، إلا أنه يكتسي رونقًا وقداسة وعبقًا خاصًا في شهر رمضان، حيث تُعلَّق الزينات ويتوافد عليه أهل الحي وغيرهم من أحباء السيدة عائشة، والزائرين الوافدين من أحياء ومدن مصرية أخرى لإقامة صلاة العشاء وصلاة القيام المميزة بالمسجد، حيث تتم قراءة جزء كامل من القرآن يوميًا، ليتم ختم القرآن به ليلة السابع والعشرين من رمضان ناهيك عن إقامة موائد الرحمن وحلقات الذكر والإنشاد وأماكن الخلوات الخاصة بالزاهدين والمعتكفين لعبادة الله سبحانه وتعالى وتقربًا للسيدة الكريمة التي ضربت مثالًا يُحتذى في الزهد والتعبد.

مقالات مشابهة

  • مشروع الأمير محمد بن سلمان يجدد مسجد الحزيمي بالأفلاج
  • «إسلامية الشارقة» تفتتح مسجدين في الحمرية والسيوح
  • إسلامية الشارقة تفتتح مسجدين بالحمرية والسيوح
  • شخصيات إسلامية: عَبْدُاللهِ بْنُ مَسْعُودِ.. أول من جهر بالقرآن
  • «عبق رمضان بحي السيدة عائشة بالقاهرة»
  • «أوقاف الشارقة» تنتهي من بناء مسجد ومدرسة في بنغلاديش
  • ترميم مسجد الدويد التاريخي ضمن جهود تطوير التراث بالسعودية
  • مشروع الأمير محمد بن سلمان يطور مسجدًا تاريخياً عمره 100 عام
  • ثقافة وسياحة أبوظبي تستعرض مبادراتها في بورصة السياحة العالمية في برلين
  • ثقافة وسياحة أبوظبي تشارك في معرض بورصة السياحة العالمية ببرلين