الابتلاء سنة الحياة.. خطيب المسجد النبوي: في أوج المحن يأتي الفرج ويمتد اللطف
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
قال الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي، إمام وخطيب المسجد النبوي ، إن الابتلاء سنة الحياة ، فقد ابتليت الصدّيقة مريم، فقد تنحّت واعتزلت عن قومها لتتفرغ للعبادة.
الابتلاء سنة الحياةوأضاف "الثبيتي" خلال خطبة الجمعة الأولى في رجب من المسجد النبوي بالمدينة المنورة ، أنه أرسل الله إليها جبريل فتمثّل لها في صورة رجل تام الخِلقة، بحسن فائق، وجمال رائق، فظهر منها الورع والعفاف.
وتابع: قالت إني استجير بالرحمن منك أن تنالني بسوء إن كنتَ تقياً، فقال لها، إنما أن رسول ربك لأهب لك غلاماً من غير أبٍ، علامة للناس تدل على قدرة الله تعالى، وقد أثنى الله عليها بقوله سبحانه: (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا).
ونبه إلى أنه في أوج المواقف العصيبة والمحن يأتي الفرج ويمتد اللطف، لقول الله سبحانه: "فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ".
إفك وإيذاء بالغواستطرد: فنتصوّر حالها وقد وقع الأمر عليها أن تصبح حاملاً بلا زوج ولا مساس من رجل، حتى اضطرتها شدة الحال إلى تمني الموت "يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا".
وحذر من اتهام الناس في أعراضهم وتصدير سوء الظن، وإصدار الأحكام قبل التثبّت، مبيناً أن ذلك إفكٌ وإيذاء بالغٌ، وبهتان محرّم، فقال تعالى " إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ".
وأشار إلى أن قصة مريم في موقفها العصيب تعلمنا درساً تاريخياً أن الصمت في بعض الأحيان أبلغ من الكلام، وأن السكوت أولى من النطق، وتعلمنا كراهة مجادلة السفهاء، فالسكون عن السفيه واجب، ومن أذلّ الناس، سفيهٌ لم يجد مسافهاً.
وأكد أن من كان مع الله لا يحزن، ومن حفظه الله لا يقلق، ومن أقبل على الله قرّت عينه، ومن عاش في رحاب الدين حماه الله، وضمن له السلامة وهناء العيش، فلا ترهق نفسك بالتفكير، فالله عنده حسن التدبير، ولا تحمل همّ المستقبل، فالأمر كله بيد الله سبحانه وتعالى .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إمام و خطيب المسجد النبوي خطيب المسجد النبوي
إقرأ أيضاً:
الجندي: حياة سيدنا النبي تعلمنا دروس عظيمة في الصبر والرضا |فيديو
أكد الدكتور أسامة فخري الجندي، رئيس الإدارة المركزية لشؤون المساجد والقرآن الكريم، أن النبي صلى الله عليه وسلم استوفى الكمال المطلق في الأخلاق، سواء قبل أو بعد الرسالة، مضيفًا أن من أبرز هذه الأخلاق التي يجب أن نقتدي بها هي الصبر، والرضا، والأخذ بالأسباب، والتوجه إلى الله سبحانه وتعالى.
وأوضح الجندي خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أن هناك ارتباطًا عجيبًا بين نهايات السور وبداياتها في القرآن الكريم، حيث يمكننا أن نجد دروسًا قيمة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال الجندي: "كان في حياة النبي ثلاثة أشياء تمثل حماية له وتخفيفًا عليه في أوقات الشدة: أولًا، فقد النبي صلى الله عليه وسلم الحماية التي كان يحصل عليها من عمه أبي طالب، ثانيًا، فقد الأنيس الذي كان يعينه في مصابه، وهو السيدة خديجة رضي الله عنها، وثالثًا، كان يتعرض للنقد والايذاء من أهل قريش، وهو ما أضاف إلى معاناته."
وأضاف الجندي: "ولكن على الرغم من فقدان النبي صلى الله عليه وسلم للنصير والمعين والأنيس على الأرض، كان الله سبحانه وتعالى يحيط به برعايته وعنايته، وهو ما يظهر في قوله تعالى: 'فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا'، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى كان يعوضه في السماوات ما فقده على الأرض".
وخلص الجندي إلى أن الله سبحانه وتعالى يلخص هذا المعنى في قوله: "إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ"، مشددًا على أن المؤمن التقي يجب أن يثق دائمًا في عناية الله به، حتى في أصعب الظروف وأشدها، وعليه أن يتحلى بالصبر والرضا، ويعلم يقينًا أن الله سبحانه وتعالى معه، وأنه سيمنحه الفرج والنجاح مهما كانت الصعاب.
ودعا الدكتور أسامة فخري الجندي المسلمين إلى الاقتداء بنبيهم صلى الله عليه وسلم في الأخلاق، والصبر على المحن، والتوكل على الله، وأن يكونوا على يقين بأن الله سبحانه وتعالى معهم في كل خطوة.
اقرأ أيضاًمدير أوقاف الفيوم يناقش جاهزية المساجد لاستقبال شهر رمضان المبارك
المنيا تشهد طفرة في عمارة المساجد.. الأوقاف تستثمر 7 مليارات جنيه في عام واحد