«يجذب المعادن ويحب الكلاب».. مجموعة قصصية جديدة لمحمد البرمي عن «الكتب خان»
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
صدر حديثا عن دار الكتب خان مجموعة قصصية للكاتب والصحفي محمد البرمي بعنوان " يجذب المعادن ويحب الكلاب". في خمس عشرة قصة تتميز بالبساطة، يأخذنا فيها البرمي إلى عالمه، المليء بالعفوية والسلاسة.
ومن خلال خمس عشرة قصة، منسوجة في عالم يضج بالصراع الإنساني والبحث الدؤوب عن معنى للحياة، يأخذنا محمد البرمي إلى عالمه، المليء بالعفوية والسلاسة والسيناريوهات البديلة للحظات الفقد والحزن والوحدة التي يقدم لها جانبًا شيقًا في مجموعته الأحدث " يجذب المعادن ويحب الكلاب".
في هذه المجموعة نجد رجلا يريد أن يصبح " ماركيز"، ويتمنى لو كانت زوجته التقليدية هي " مرسيديس" لكنه يفيق على عبثية الواقع، هناك الحب المنسي لفتاة تشبه المغنية الأمريكية " إيمي واينهاوس"، العائلة التي تعلق آمالها على الابن، الحذاء الذي يقود البطل للحظة تدمر حياته، يحكي عن نفسه وبحثه الدؤوب عن شخص يشبهه، وعن الكلاب التي تحاوطه والمعادن التي يجذبها جسده في لحظة عبث مكتملة الأركان.
هذه المجموعة عن العلاقات المتشابكة، والمسكوت عنها، عن البنوة والأبوة الطاغية، عن بشر يتلمسون العيش، الشراكة الإنسانية في عالم الاغتراب، عن الذكريات التي تعيد الإنسان لجذوره العائلية، عن الحب وأشياء أخرى.
محمد البرمي، كاتب صحفي وقاص مصري، عمل مديرًا لتحرير موقع «المصري اليوم»، ومدير تحرير صحيفة «عاجل» السعودية، هذا إلى عمله في عدد من الصحف والقنوات المصرية والعربية، إلى جانب عمله في جريدة «الرؤية» بسلطنة عمان، وحصل على جائزة ساويرس الثقافية 2022 في القصة عن مجموعته القصصية «للمحبين والأوغاد وقطاع الطرق»، وصدر له كتاب ينتمى لـ«أدب كرة قدم» بعنوان «كل شئ أو لا شئ - عن الكرة وأحلام غرف الملابس».
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: محمد البرمي يجذب المعادن ويحب الكلاب دار الكتب جائزة ساويرس الثقافية
إقرأ أيضاً:
لا أحد مَوْصُوفٌ بِحُبِّ مثلُ النَّبِيِّ الكرِيم!
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تيقَّنت بعد قراءتي لكتاب المفكر الكبير عباس محمود العقاد “عبقرية محمد”، أن هذا المفكر العملاق ازداد حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا محمد بعد كتابته لهذا المؤلف الهام، ليس لأن قرأ بفهم فى سيرة النبي الكريم أو فكر بعمق او لأن مشاعره راقية وحسه بديع، ولكن حبه لشخصية خير خلق الله أجمعين كان حبا من مفكر دارس وباحث مدقق، وسجل ذلك فى كثير فى فصول كتابه إعجابا وتقديرا، فمثلا عندما أراد أن يتكلم عنه كرجل عظيم،لَهِج بمداد حب وبكلمات صادقة ورؤية صائبة فقال:
عاش في العصور الماضية كثير من العظماء الذين تواترت الأنباء بأوصافهم السماعية، وأوصافهم المرسومة في الصور والتماثيل، غير أننا لا نعرف أحدا من هؤلاء العظماء تمت صورته السماعية أو المنقولة كما تمت صورة محمد عليه السلام من رواية أصحابه ومعاصريه، فنحن نعرفه بالوصف خيرا من معرفتنا لبعض المخلدين بصورهم وتماثيلهم التي نقلت عنهم الحكاية والمطابقة، لأن هذه الصور والتماثيل قد تحكي للناظرين ملامح أصحابها ومعارفهم الظاهرة، وقد تحكي للمتفرسين شيئا من طبائعهم التي تنم عليها سيماهم، إلا أنها لا تحفظهم لنا كما حفظت الروايات المتواترة أوصاف النبي في كل حالة من حالاته، وكل لمحة من لمحاته: في سيماه وفي هندامه، وفي شرابه وطعامه، وصلاته وصيامه، وحله ومقامه، وسكوته وكلامه، لأن الذين وصفوه وأحبوه وأحبوا أن يقتدوا به فتحرجوا في وصفه كما يتحرج المرء في الاقتداء بصفات النجاة والأخذ بأسباب السلامة، فكانت أمانة الوصف هنا مزيجا من العطف والتدين، وضربا من اتباع السنن وقضاء الفروض...!
وللحق كل من قرأ سيرة النبي الكريم بَدْءًا من "سيرة ابن هشام" وهو وَاحِدٌ من أهم الكتب التراثية التى نقلت سيرة النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وحتى ما كُتِبَ
من مؤلفات عن سيرة النبي الكريم حتى الآن إِلَّا ويجد نفسه يزداد حُبًّا وَتَعْظِيمًا له
وفى نفسه يزداد شرفا...
ومن الكتب التى تناولت جانب الحب لحضرة النبي الكريم وأشارت إليه هو كتاب "حاكموا الحب" للدكتور على جمعة مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء وقد كتب فى مقدمته:
إن كثيرًا من دلائل الحب التي جرت في أيام النبي محمد صلى الله عليه وسلم سواء بينه وبين زوجاته أو بينه وبين أبنائه أو بينه وبين أصحابه أو بين أصحابه بعضهم مع بعض يصعب على كثير منا في هذا العصر تفسيرها أو تأويلها فضلًا عن اليقين في وقوعها، حتى أنكرها كثير من الناس ورفضوها، وذلك لأننا صرنا نعيش في عصر انتزعت منه قيم الحب الأصيلة التي كانت تحكم أحداث عصر النبوة، ولن نستطيع أبدًا أن نستوعب مثل هذه الحوادث والدلائل إلا إذا لبسنا نظارة الحب حتى نرى ونتذوق ونستمتع، حينئذ فقط يمكن فهم الأسباب والدوافع والحالة الشعورية والوجدانية التي عاشها الإنسان في هذا المكان وفي هذا الزمان، نعم كان الصحابة يعيشون حالة حب دائمة، وكان رسول الله طاقة حب ورحمة وحنان ورأفة وَرِقَّة تسري روحها في كل شيء حتى الجماد.
وأشار إلى بردة الإمام البوصيري والتى مدح فيها النبى الكريم بقوله:
فَإِنَّ فَضْلَ رَسُولِ اللهِ لَيْـسَ لَـــهُ
حَدٌّ فَيُعْرِبُ عَنْـهُ نَاطِـقٌ بِـفَـمِ
وَكَيْفَ يُدْرِكُ فِي الدُّنْيَا حَقِيقَتَهُ
قَوْمٌ نِيَامٌ تَسَلَّوْا عَنْهُ بِالْحُلُـمِ
وهذان البيتان يشتملان على حقائق عدة منها:
ـ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم شخص عظيم له حقيقة يغفل عنها كثير من المؤمنين به، فضلا عن من لم يعرفه أصلًا أو لم يؤمن به...
ـ إن هذه الحقيقة وإن كانت ظاهرة للعيان فإنه ينكرها قساة القلوب ذوو البصائر الصدئة...
ـ إن الإنسان إذا قارب الاطلاع على حقيقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو بصورة جزئية فإنه ينبهر بنورها، ويعشق جمالها، ويهاب جلالها، ويذوب في حبها، ويعيش فيها وتعيش فيه.
وهذا ما حدث بالضبط منذ أكثر من مئة عام مع الكاتب العظيم "ليو تولستوي" أحد أعظم الأدباء العالميين، والذى اشتهر برواياته الملحمية مثل "الحرب والسلام" و"آنا كارينينا" وغيرها والتي تُعتبر من روائع الأدب العالمي، فقد أحب هذا الكاتب المبدع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكتب عن بساطته وقيمه الأخلاقية...و فى كتابه "حِكَم النَّبي مُحَمَّد" والذي صدر فى بداية القرن العشرين عام ١٩١٠ كتب فى مقدم كتابه :
"لا ريب أن النبي محمد كان من أعظم المصلحين الذين خدموا الهيئة الاجتماعية خدمة جليلة، ويكفيه فخرًا أنه هدى أمته إلى نور الحق وجعلها تؤمن بالله وبالرسالة السماوية"....
الأسبوع القادم بإذن الله أكمل القراءة فى الكتاب الرائع "عبقرية محمد للمفكر الكبير عباس محمود العقاد