الهدف آراء حرة
عبدالله رزق أبوسيمازه
أعلن الاتحاد الإفريقي، يوم الأربعاء، تكوين لجنة رفيعة المستوى لمعالجة الأزمة السودانية، في خطوة استباقية، مساعى السلام، وملء فراغ المبادرات، المتوقع نشوءه، نتيجة فشل الإيقاد، للمرة الثانية، بعد قمتها الطارئة في جيبوتي، في جمع الجنرال محمد حمدان دقلو، حميدتي، قائد قوات الدعم السريع، والجنرال عبدالفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة، على هامش قمتها، التي استضافتها يوم أمس، العاصمة اليوغندية، كمبالا، لإقرار اتفاق بوقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات، بجانب تعثر منبر جدة في تحقيق تقدم ملموس في هذا الخصوص.

ومع ذلك أصدرت قمة كمبالا، نداء لقيادتي طرفي الحرب، للقاء، مجددا، بعد أسبوعين. وهو أمر يتوقع أن يستجيب له حميدتي، ويتجاهله البرهان، لأن الاخير مسير ولا يملك قراره.
يعود هذا الفشل لتخلف الجنرال البرهان عن حضور القمة، بعد بيان أصدرته الخارجية بقرار لما أسمته حكومة السودان، بتعليق تعاونها مع المنظمة الإقليمية، بخصوص الأزمة، مما يجعل الوضع المأزوم، ينفتح على شتى الاحتمالات، بما في ذلك التصعيد العسكري، في جبهات القتال، بما يحمله من مخاطر ومعاناة متجددة للمدنيين.
قد لايأبه البرهان لما ينطوي عليه موقفه من خسران سياسي وديبلوماسي، مقابل كسب حميدتي، لكنه قد لايتجاهل، على الأرجح، حقيقة أن استمرار الحرب غير مقبول إقليميًا ودوليا.إذ أن أضرارها لا تقتصر على السودان وحده، وإنما تتعداه، إلى ماوراء الحدود. ولا تقف، بالضرورة عند جيران السودان الأقربين. فقد أعلنت واشنطن، على سبيل المثال، في وقت سابق، أن الوضع المتفجر بالسودان يؤثر على الأمن القومي الأمريكي .
لذلك لا يتوقع أن يقف العالم الخارجي مكتوف الأيدي يتفرج على عبثية " يا كملناهم، يا كملونا !"، كما أنه لن يتجاهل المأساة الإنسانية، التي تسببها الحرب، ويفاقمها استمرارها، ولن يتسامح مع تصاعد استهداف المدنيين، الذي يسم التصعيد الجاري، الذي يشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية .
لا تخلو نهاية مبادرة إيغاد، التي تقدح في جدوى المنظمة الشرق- إفريقية، في معالجة مشكلات عضويتها، بسبب افتقارها لآليات التنفيذ المناسبة، وفق ما ذهب إليه وزير الخارجية الأسبق، إبراهيم طه أيوب، في حديث لراديو دبنقا، من مغزى يتخطى حدودها الإقليمية. فهي تتفق مع ما انتهت إليه جهود منظمة ايكواس، في غربي القارة، في مواجهة الأزمة نفسها، باستعادة الحكم المدني والديموقراطية، الأمر الذي يعيد وضع الكرة في مرمى الاتحاد الإفريقي. إذ لا يقتصر الأمر على مواجهة الانقلابات العسكرية، التي تنحو لأن تكون تحديا قاريا، يستلزم استجابة قارية، حسب، وإنما يتقتضي كذلك، مواجهة سيناريوات تقويض مبدأ التداول السلمي للسلطة، بتأبيد الحكام الأفارقة عبر دورات تفويض رئاسية غير محدودة، وتوريث الحكم في الجمهوريات، التي تتحول إلى قيصريات وكسرويات.  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

حميدتي يقر بانسحاب قواته من الخرطوم والبرهان يستبعد التفاوض

اعترف قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) للمرة الأولى، اليوم الأحد، بانسحاب قواته من الخرطوم التي استعاد الجيش السوداني السيطرة عليها بالكامل، فيما جدد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان استبعاد التفاوض مع تلك القوات باستثناء من يلقي السلاح منهم.

وفي كلمة موجهة إلى قواته تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، قال حميدتي "في الأيام السابقة حصل انسحاب لتموضع القوات في أم درمان، في قرار وافقت عليه القيادة وإدارة العمليات".

وتعهد حميدتي، في رسالة صوتية نشرت على تليغرام، بأن تعود قواته إلى العاصمة الخرطوم أقوى من ذي قبل. وقال "أنا أؤكد لكم أننا خرجنا من الخرطوم ولكن بإذن الله سنعود إليها".

وفي إشارة إلى الجيش السوداني الذي تخوض قوات الدعم السريع حربا ضده منذ أبريل/نيسان 2023 قال حميدتي "إن أي شخص يعتقد أن هناك تفاوضا أو اتفاقا مع هذه الحركة الشيطانية مخطئ، وليس لدينا أي اتفاق أو نقاش معهم.. فقط لغة البندقية".

البرهان: الحرب لن تنتهي حتى تضع قوات الدعم السريع أسلحتها (مواقع التواصل الاجتماعي) إصرار البرهان

وكان البرهان تعهد مساء أمس السبت بمناسبة عيد الفطر المبارك بأن قواته ستقاتل حتى النصر، مؤكدا أن الحرب لن تنتهي حتى تضع قوات الدعم السريع أسلحتها.

إعلان

وقال البرهان، في أول خطاب متلفز له منذ سيطرة الجيش على الخرطوم، "إن الحرب التي دخلت عامها الثالث في السودان قد فعلت بالوطن والمواطن أسوأ ما في الحروب"، وأكد أن "فرحة النصر لن تكتمل إلا بالقضاء على التمرد في آخر بقعة من أرض البلاد".

وأضاف "لا تراجع عن هزيمة وسحق مليشيا الدعم السريع التي ارتكبت أشد الانتهاكات فظاعة بحق الشعب السوداني"، وشدد على أنه "لا تراجع ولا مساومة ولا تفاوض" مع قوات الدعم.

وقال البرهان إن الجيش السوداني "لن يفرط في تضحيات الشهداء"، وأكد أن "أبواب الوطن مفتوحة لكل من يحكّم عقله ويثوب إلى الحق ممن يحملون السلاح، والعفو عن الحق العام ومعالجة الأمر العسكري لا يزال ممكنا ومتاحا".

ومساء الأربعاء الماضي، أعلن البرهان تحرير العاصمة من قوات الدعم السريع، قبل أن يعلن الخميس سيطرته الكاملة عليها.

جانب من الأضرار التي لحقت بمستشفى الشعب التعليمي في الخرطوم (الأناضول) الجيش يتقدم

ميدانيا، قال مصدر في الجيش السوداني للجزيرة أمس إن الجيش سيطر على سوق ليبيا غربي أم درمان، واستولى على أسلحة ومعدات خلّفتها قوات الدعم السريع.

وأوضح المصدر أن سوق ليبيا كان يعدّ أكبر معاقل قوات الدعم في أم درمان منذ سيطرتها عليه في الأيام الأولى لاندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023.

وبثت عناصر من الجيش السوداني مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي توثق تجولهم داخل سوق ليبيا الذي يعد أشهر أسواق العاصمة السودانية.

وبسيطرة الجيش السوداني على سوق ليبيا، يفتح الطريق أمامه لتوسيع نطاق سيطرته في مناطق غرب أم درمان التي ما زالت تحت سيطرة قوات الدعم السريع.

وتأتي هذه التطورات في مدينة أم درمان بعد أن تمكن الجيش في اليومين الماضيين من السيطرة على معظم أجزاء الخرطوم ومدينة بحري بالكامل.

ومنذ أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم حربا دامية أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، ما تسبّب في أكبر أزمة نزوح ولجوء وجوع في العالم، حيث نزح ولجأ نحو 15 مليون سوداني، بحسب تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.

إعلان

مقالات مشابهة

  • صلاح الدين عووضه.. ميني حكاية: الرجل الذي فقد نفسه!!….
  • حميدتي يقر بانسحاب قواته من الخرطوم والبرهان يستبعد التفاوض
  • البرهان: السبيل الى وقف الحرب هو أن تضع المليشيا المتمردة السلاح أو “على الباغي ستدور الدوائر”
  • السودان.. «البرهان» يتوّعد باستمرار الحرب ويدعو الجميع لـ«تحكيم العقل»
  • حميدتي: الحرب في السودان لم تنته وسنعود إلى الخرطوم أشد قوة
  • البرهان في السعودية.. تفاصيل رحلة مهمة…!
  • البرهان: لا تراجع عن هزيمة وسحق الميليشيات
  • الجزيرة ترصد الدمار الذي لحق بمقر إقامة عبد الفتاح البرهان في الخرطوم
  • حملة دولية لمنع تهريب وبيع الآثار السودانية
  • توقف الحرب… من الذي كان وراءه