سودانايل:
2025-03-18@02:51:21 GMT

في مزايا الصلع ومناقب الرجل الصليع

تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT

nagar_88@yahoo.com

بسم الله الرحمن الرحيم

سرف المداد

هزل خالص

د.الطيب النقر

إن الحقيقة التي لا تحتاج إلى حدس أو ظن، أو اعمال خيال، أن الكثير من الاختراعات الخطيرة، التي وضعت الانسانية في ركب التطور، جاءت من رجال "جرد"، لم يخضعوا قط لسطوة" الشعر"، أو يطمعوا في نمائه، فأشد ما يمقتوه، ويزدروه، هو كثافة "الشعر" وغزاراته، فالصلعة مستقرة عندهم، ممعنة في الاستقرار، وهي باستقراها ذلك، انحرفت عن عوامل التحول والتطور أشد الانحراف، فالشعر الذي كان يقبع في فروتها، يصور أجيالا مختلفة من العصور والبيئات، بعض هذه العصور تحث خطاها نحو التطور وتوغل فيه، والبعض الآخر مؤثرا للثبات، وحريص عليه، والسودان مثل" شعور رأسنا"، شديد الاتصال بمعاني الثبات والاستقرار، لذا لم يشهد طوال قرنه المنصرم، أي تحولا أو انتقال، ولعل الأحداث وتتابع الخطوب، هي التي جعلته يأنف من مواكبة الحضارة المادية الحديثة، واستعارة النظم والقيم الجمالية، التي ينظر الناس إليها في الخارج، نظرة حب ورضا واكبار، فشبابه من غير شك، إذا سعوا لتتبع هذه القيم والموضات المتعابقة التي لا حصر لها، والتي تزداد انتشارا وتغلغلا، في طبقات الفئات العمرية الأقل سنا داخل قطرنا المهترئ وخارجه، أضحوا عرضة لأصحاب الاصلاح الاجتماعي، أو عبث بهم ألسنة قاسية في عبثها، وفي الحق هذه الفئات، ترى أن الحياة القديمة التي عاشها أبائهم، قد انقضت أيامها، لأجل ذلك هم يتبرمون منها، ويثورون بها، ويخرجون عليها، وجيلنا يشهد أطوار هذا الانتقال، ويقبله على كره، ويغض منه على استحياء، فمن أهم مزايا شباب اليوم، أنهم مأخوذين بحميا حياتهم الجديدة، بعد أن تداعت مثلنا العليا في حناياهم، فهم لا يعترفون بها، ولا يحرصون عليها، بل يضيقون بها أشد الضيق وأعنفه، ولعل كل فرد منا، يذكر تلك الخصومات العنيفة، التي وقعت بينه وبين ابنه، أو بينه وبين ابن أخته، في "قصة شعر" عمد إليها هذا الغر تأسيا بأخدانه، وهو يجهل أن هذه "الحلاقة" من شأنها أن تعيبه، وتجعل الناس على سعتهم وضحالتهم، وعلى تنوعهم واختلافهم، يتحدثون عنه في ايجاز واطناب، ويحوطون "قصة شعره" تلك بالرعاية والعناية، ووالده الذي لا يستطيع أن يدفع العاديات عن ولده، تطاله جلسات الغيبة التي ترتفع عنها كل رقابة، وتسقط دونها كل خشية، سيعرض الابن والده فعلا لمحنة قاسية، وسيجد الوالد نفسه بين اثنتين، أن يدع فتاه الذي يخطر في مطارف الشباب، يفعل بشعره ما يشاء، يقصة ويرجله، بالصورة التي تروق له، ويتحمل هو الأذى في سبيل هذه الحرية التي منحها لولده، أو يكبح هذه النظم والظواهر على انتشارها وشيوعها، ويؤثر ابتعادها عن "خاصته" غير حافل برضاهم أو سخطهم.


أنا أرى من الأفضل أن يلائم بين هذا كله، ويستخلص من وأد شعر ابنه هذا الرحيق الذي تقدمه أشعة الشمس الحارقة للعقول، فهي تجلو الأفهام، وتدفع الأسقام، كما أن"الصلعة" لا تحوجك إلى هذا الجدال والمراء العقيم، حتى تقنع ابنك بنجاعة الاحتفاظ بأصولك القديمة، وستدروء عنك دون أدنى شك مرارة الاخفاق، أو اتخاذ العلل والأسباب لنبذ كل ما هو طارف، ولدك حتما، سيبذل من الجهود الهائلة المضنية، لقطع الصلة بينه وبين أصولك التقليدية، وسيتهافت على الجديد الذي لا تستسيغه أنت وتبرأ منه.
الحل يكمن في اقناع ولدك بمزايا وسحر "الصلعة" التي لم يسمع عنها قليلا أو كثيرا، وقد يبلغ الغلو بالغر أقصاه، فينكر هذه المزايا، ويجحد هذا السحر، ما عليك إلا أن تتحلى بالصبر حينها، وأن تخبره بلغة حانية، وأسلوب لين، أنه ما من عالم ثبت، أو أديب يتخير اللفظ الجزل، أو كاتب محافظا يغالي في المحافظة، إلا وكان "أجهى" وصليعا فاحش الصلع، كما أن أكثر أقطار الأرض المتحضرة، لا تغالي شعوبها في العناية بشعر رؤوسهم، فقد زاروها من هم في سني، ودرسوا في جامعاتها، ونقلوا إلينا الكثير من أنبائها، فالدول الأوربية والغربية، تحتفي حقا بالرجل "الأقرع" وتباهي به لداته وأنداده، لأنه بفكره الثاقب المتقد، فتح الأبواب على مصاريعها، حتى تتقدم البشرية وتتطور، هنا في السودان، ودعنا نواجه الحقائق كما هي، أصحاب الشعور الكثيفة المرسلة، في ثورتهم الظافرة قبل عدة أعوام، ماذا جلبوا لنا غير هذا التغيير المهلك، والعناء الذي لا يضاهيه عناء، لقد طالت هذه الحرب وثقلت وطئتها، وحتى نخمد ثائرتها، ونستعد لنأخذ بأسباب الحضارة من كل وجه، علينا أن نكبر "الصلعة" و"المصلعين" وأن يسعد المرء في هذه الديار بمقدار اتساع "جلحته"، ولعمري إذا تحقق لطائفة أهل "الفروة الجرداء" ما يشرئبون إليه، إذا تحقق فعلا "للملط"هذا التغيير الذي ينفعنا وينفع الناس، لن يفسد اليأس علينا أمرنا، في اتخاذ كاعب حسناء، زوجة وخليلة، نجدد بها شباب قد أزف على الرحيل، ونحتفل بمظاهر هذه الثورة الظافرة التي أهديت إلينا.

د.الطيب النقر  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

رنا رئيس تحتفل بعقد قرانها فى حفل عائلي

احتفلت الفنانة رنا رئيس بعقد قرانها اليوم فى حفل عائلي وسط حضور الأهل والأقارب.

وفى هذا السياق نشرت الفنانة دنيا عبد العزيز عبر حسابها بموقع انستجرام عبر خاصية الإستوري العديد من صور الحفل .

وفاجأت رنا رئيس جمهورها بهذه الخطوة بعد أن صرحت خلال حلولها على برنامج “حبر سري” خلال الأيام الماضية بأنها شعرت وقت خطوبتها بالحسد ، معلقًا: “حسيت لازم نفرمل شوية مفهمتش اللى حصل وحسيت بحاجة غريبة ودى كانت أكتر المواقف اللى حسيت فيها بالحسد”.

رنا رئيس: أحب الرجل اللذيذ اللي يضحكني.. ولا اتقبل البخيل
أكدت الفنانة رنا رئيس، أنها لم تكن تمتلك مواصفات محددة لفتى أحلامها، وكانت تستغرب ذلك، خاصة أن معظم الفتيات في عمرها لديهن تصور واضح عن شريك حياتهن المثالي، لكنها كانت على عكس صديقاتها.

وأوضحت "رئيس"، خلال حوارها مع الإعلامية أسما إبراهيم، ببرنامج "حبر سري"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، أنها تحب الرجل اللذيذ وخفيف الظل، قائلة: "بحب الشخص اللي يضحك وراجل شهم.. لو كده هحبه عادي"، مشيرة إلى أن خطيبها السابق كان يتمتع بصفات تحبها كثيرًا، حيث قضت معه فترة طويلة قبل انتهاء العلاقة.

وتابعت: البخل أكثر صفة لا يمكن أن اتقبلها وارفضها بشدة، موضحة أن الرجل البخيل ليس بخيلًا بالمال فقط، بل يكون بخيلًا في المشاعر والحب وحتى على نفسه، قائلة: "بكره البخيل، استحمل أي حاجة إلا البخل.. بقشعر من البخل"، مضيفة: "لا يمكن أن أحب شخصًا "ملون" أو لونه أصفر"

مقالات مشابهة

  • وزيرة التضامن: تنسيق كامل بين مزايا برامج التأمينات والمساعدات الاجتماعية
  • وزيرة التضامن: تنسيق كامل بين مزايا برامج التأمينات الاجتماعية والمساعدات
  • بنك مسقط يقدم مزايا لحاملي بطاقات الائتمان
  • البطاقات الائتمانية من ظفار الإسلامي تقدم مزايا متنوعة
  • رجل يعود إلى الحياة في مشرحة بأذربيجان
  • شذى حسون: معنديش عقده من الرجال.. بس مش بثق فيهم
  • ما الاختلاف الذي لمسه السوريون في أول رمضان بدون الأسد؟
  • رنا رئيس تحتفل بعقد قرانها فى حفل عائلي
  • تعرف على مزايا التحالف الوطني للعمل الأهلي وفقاً القانون
  • دراسة توضح.. عمر النساء أطول من عمر الرجال لهذا السبب