كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أنه خلال المناقشات التي جرت بالمجلس السياسي الأمني ​​الإسرائيلي، تم عرض الخطوط العريضة للوزراء، التي تخص تحويل الأموال المخصصة لغزة إلى دولة ثالثة، من أجل حل القضية والسماح للسلطة الفلسطينية بأخذ بقية الأموال.

ما هي الدولة؟ 

الاقتراح الذي طرح في مجلس الوزراء، جاء بناء على طلب الأمريكيين الذين اعتبروه بالغ الأهمية، خاصة بعدما قررت السلطة الفلسطينية عدم أخذ الأموال على الإطلاق احتجاجا على موازنة الأموال المخصصة للقطاع - حوالي 200 مليون شيكل شهريا؛ ليدرس تحويلها إلى دولة ثالثة، واسم الدولة التي تم طرحها خلال المناقشة، هي النرويج.

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، أنه تم إبلاغ وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بأن طلب تحويل الأموال جاء بناء على طلب أمريكي حاسم، يهدف إلى حل المشكلة التي نشأت والسماح للسلطة الفلسطينية بأخذ بقية الأموال، التي رفضت قبولها احتجاجا على تعويض الأموال المخصصة لغزة.

تفاصيل الطلب محل النقاش  

واعترض إيتمار بن جابر، وزير الأمن الوطني، على القرار مدعيا أنه لم يتم تقديم ضمانات بأن الأموال لن تصل إلى غزة بشكل مباشر أو غير مباشر.

كما ناقش بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، ورون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية، وبتسلئيل سموتريش، وزير المالية، تفاصيل المخطط، ولكن في النهاية لم يتم طرحه للتصويت، إلا أن نتنياهو وسموتريتش اتفقا على أن يقوما بدور سلفه. 

وأموال التصرف هي في الواقع مستردات ضرائب على عمل العمال وحركة البضائع، التي تحولها إسرائيل كل شهر إلى السلطة الفلسطينية، وتشكل 65% من ميزانيتها السنوية.

وتتراوح المبالغ ما بين 750 إلى 800 مليون شيكل، منها حوالي 120 مليون شيكل مخصصة لقطاع غزة، ومن المفترض أن يستخدم رئيس السلطة الفلسطينية معظم المبلغ لدفع رواتب موظفي السلطة، مع التركيز على أعضاء الآليات الأمنية البالغ عددهم 32 ألف فرد. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة الولايات المتحدة إسرائيل أموال غزة

إقرأ أيضاً:

أي نموذج في الحكم سيطبقه إسلاميو سوريا بعد وصولهم إلى السلطة؟

تواجه الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع تحديات كثيرة في سعيها وتطلعاتها لإشاعة الاستقرار في ربوع سوريا، ويبرز نموذج الحكم الذي سيتم اختياره وتطبيقه كأحد التحديات الكبرى إن كان نموذجا توافقيا يحظى بموافقة كافة الأطراف والقوى والتنظيمات السورية، وينال مباركتها ورضاها، أم أنه سيكون نظاما تشكله وتفرضه التنظيمات المتغلبة بحكم سيطرتها على مفاصل الحكم بعد سقوط نظام آل الأسد؟ 

ووفقا لمراقبين فإن القوى والتنظيمات الإسلامية السورية بشقيها العسكري والسياسي، تختلف في رؤاها، وتتباين في اتجاهاتها، حتى داخل الفصيل الواحد تتواجد تيارات تتباين في رؤاها وأفكارها في كيفية إدارة الدولة، وعلاقة السلطة بالمجتمع، وحدود تدخل السلطة في فرض الأحكام على عامة الناس، وإقامة علاقات مع مختلف الدول، بين ما تقتضيه شروط الواقع ومتطلبات بناء الدولة الحديثة، وبين صرامة الأفكار والرؤى الدينية بصيغها المتشددة.

في ظل تلك الاختلافات والتباينات في الأفكار والرؤى كيف سيتعامل إسلامية سوريا مع سؤال الدولة وكيفية بنائها وإدارتها؟ وما هو النموذج الذي سيسعون لتطبيقه في ممارساتهم السياسية؟ وهل سيقاربون في نهاية المطاف مشاريع الإسلام السياسي بتبني خيار الديمقراطية والانتخابات، أم أنهم سيقدمون نموذجا جديدا متفردا ومغايرا؟

من المرجح في هذا الإطار استمرار هيئة تحرير الشام بإدارة المشهد السياسي في سوريا، والانفراد بالتعينات في الحكومة الانتقالية الحالية، فطبقا لتصريحات القائد العام للإدارة السورية الجديدة، وقائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع فلن يتم تنظيم أية انتخابات برلمانية أو رئاسية قبل 4 سنوات، وأن تعينات اللون الواحد في الحكومة الانتقالية (أي الاقتصار على تحرير الشام) "كان من ضرورات المرحلة وليس إقصاء لأحد".

في هذا الإطار قال الأمين العام الأسبق لحزب جبهة العمل الإسلامي بالأردن زكي بني ارشيد أنه "ليس لدى الإسلاميين السوريين خيارات واسعة، وليس أمامهم نموذجا للحكم صالحا للتطبيق" مبديا آمله "بأن لا يكتفوا باستنساخ تجربة إدارة إدلب حتى لو كانت مقبولة وناجحة، لأن التجارب الناجحة في الحكم يستفاد منها ولا تستنسخ، باعتبار خصوصية كل دولة، وخاصية كل تجربة".

وأضاف في تصريحاته لـ"عربي21" "فمهمة الحكم الجديد في سوريا هو نحت مقاربتهم الخاصة بهم، مع الأخذ بالاعتبار ضرورة تحقيق قواعد الحكم الدستوري وأساسها النظر إلى الدولة بوصفها دولة المواطنة والحرية والتعددية والتشاركية، وحقوق الإنسان، ودولة القانون والمؤسسات، وأن تكون الأمة مصدر السلطات".


               زكي بني ارشيد.. الأمين العام الأسبق لحزب جبهة العمل الإسلامي بالأردن

وتابع "هذه المبادئ في الأصل هي مبادئ النظام السياسي في الإسلام، والعنوان الأبرز هو عدم الإكراه في الدين ولا في التفكير ولا في التعبير، ولا في فرض نمط الحياة باستخدام السلطة والإكراه" مشددا على أن "هذه المبادئ والمعاني هي ضرورة موضوعية، وليس من أجل تقديم أوراق اعتماد للآخرين" على حد قوله.

ونبَّه بني ارشيد على أن "هذا لا يعني سيولة الحالة والانفلات الجامح، لكن لا بد من المحددات والضوابط المتمثلة بسلطة القانون الناتج عن انتخابات حقيقية، وثمة ملاحظة مهمة بشأن الحالة السورية الخارجة من معاناة الحكم الشمولي وألم الاستبداد والاستحواذ والاحتكار فهي تحتاج إلى نظام برلماني وليس نظاما رئاسيا للحيلولة دون تجميع السلطات والنفوذ بيد شخص كائنا من يكون تجنبا للوقوع في مهلكة (السلطة المطلقة)".

من جانبه رأى الأكاديمي والباحث السوري، عرابي عبد الحي العرابي أن "من السابق لأوانه بحث مثل هذه القضايا، لأن الإجابة عنها لا تعدو أن تكون ضربا من التحليل والتخمين"، مضيفا "أما بخصوص نموذج الدولة المتوقع فوفقا لما يقوله الأخوة في القيادة الحالية فإنهم سيستعينون بالخبراء والفقهاء الدستوريين لكتابة الدستور".

وأضاف: "ومن المرجح أن تستغرق كتابة الدستور وقتا طويلا، وهو على الأغلب سيتضمن قيما إسلامية، لكن شكل الدولة سيبقى ـ على الأغلب ـ جمهورية ورئاسة وانتخابات وما إلى ذلك".. أما فيما يتعلق بالعلاقة بين السلطة والمجتمع، فالقيادة الحالية – فيما أرى - لديها رؤية متقدمة جدا عن كوادرها (الصف الثاني والثالث)".


                                 عرابي عبد الحي العرابي أكاديمي وباحث سوري

وتابع العرابي في حديثه لـ"عربي21”: “والسلطة حينما تنخرط في إدارة شؤون الدولة، وشؤون المجتمع فإنها ستقترب أكثر من مشاكل الناس وهمومهم، بقطاعاتهم المختلفة، تجار وصناعيين ومستثمرين، وهو ما يفرض عليها الاجتهاد في تلبية متطلباتهم، وقد يستدعي ذلك قدرا من المرونة في التعامل مع ذلك كله، وقدرا على تغيير الأفكار بما يتناسب مع الواقع الجديد، لا سيما وأن الإدارة الحالية لديها تجربة وخبرة سابقة في هذا المجال".

ولفت عرابي إلى أنه "يستبعد وقوع أية اصطدامات بين السلطة والمجتمع، أو بين الاثنيات المختلفة، أو بين التوجهات الفكرية المتعددة، كالاتجاهات الليبرالية واليسارية".

وعلى صعيد متصل فإن "سؤال الدولة (شكل الدولة) هو السؤال الأول الذي يُطرح على كل تغيير (ثورة/انتفاضة)، ويراد به اختبار توجهات القادم: هل يؤمن بالدولة القومية الحديثة والمسلمات التي قامت عليها؟ ويراد به ـ أيضا ـ محاكمة القادم للحكم لقوالب السائد عالميا (المنظومة الغربية)" وفق الكاتب والباحث السياسي المصري، الدكتور محمد جلال القصاص.

وفيما يخص الشأن السوري يرى القصاص "إننا أمام نموذج مختلف عن نماذج الحكم التي خاضتها التجارب الإسلامية السابقة في السودان وماليزيا وتونس ومصر، فتلك النماذج حاولت إدارة الدولة القومية الحديثة بأدواتها (المؤسسات، والمجتمع المدني)، لكنها لم تستطع، وقاومهم النموذج (الرؤية والمؤسسات والمجتمع المدني) بمعاونة أوليائه في الإقليم وفي النظام العالمي".

وواصل حديثه لـ"عربي21" بالقول "فإن القيادة الحالية تعمد ـ فيما أرى ـ إلى تغيير شكل الدولة السورية، ومن شواهد ذلك: ما استحدثوه في التجنيد (إلغاء التجنيد الإجباري)؛ ورفعهم شعار بني أمية، وهي دولة ممتدة، ونموذج بعيد كلية عن نموذج الدولة الحديثة، وذات هوية إسلامية عروبية واضحة، بمعنى أن مظلة بني أمية مشروع ممتد وليس دولة قومية.. ونداء على الأقربين ليستعدوا لرايات بني أمية حين تأتيهم".

وأضاف "ومن الشواهد ـ أيضا ـ سعيهم للسيطرة على أدوات الفعل، وأهمها: الجغرافيا (بفك دولة الأكراد في الشمال الشرقي) والسعي لاحتواء الدروز في الجنوب (مع أنهم أرسلوا عسكرهم بالفعل لحدود الدروز في الجنوب)، وبناء حاضنة مجتمعية ذات هوية إسلامية من خلال تلبية حاجات الجماهير، لا من خلال الشعارات كما كانت تفعل المعارضة (إسلامية وغير إسلامية)، وفي العمق يخاطبون جماهير الأمة بنموذجهم لتستقبلهم إن أتوها مستقبلا، أو لتقلدهم، ويبدو أنهم قادرون على تفعيل القدرات الكامنة في المجتمع".


                                           محمد جلال القصاص كاتب وباحث سياسي مصري

وتابع "وكذلك من خلال الحفاظ على القدرات الكامنة في المجتمع (الأبنية، والناس) بتقديم الحلم والتوافق، وهذا منحى شديد الفاعلية في تفعيل القدرات الكامنة، فالحليم الكريم يسود، وكذلك رفض الحديث عن المحاصصة، بل وفرض نخبتهم بدعوى (التجانس) في الإدارة".

وختم القصاص حديثه بالإشارة إلى أن "الرهان يبقى على القدرة، بمعنى فرض التغيير واقعيا، عبر صياغة واقع جديد، وهو أمر ممكن، لخبرتهم السابقة في ممارسة السلطة من قبل (تجربة إدلب)، وامتلاكهم لعصبة تدعمهم (مقاتلون)، وبسبب انهيار الدولة القديمة (دولة آل الأسد)، وانهيار القوة الإقليمية (إيران)، وما قد يتبعه من ضعف وانهيار العراق، وقد ينضم شماله – أو كله – إليهم بما في ذلك الأكراد، ومعاونة القوة الإقليمية الصاعدة (تركيا)، وقوة إقليمية أخرى تتقاطع مصالحها معهم وإن كان ذلك مؤقتا (الخليج)".

مقالات مشابهة

  • الناطق باسم «فتح»: لا بد أن تمارس السلطة الفلسطينية واجباتها تجاه قطاع غزة
  • موظفو السلطة الفلسطينية سيستلمون معابر غزة
  • إسماعيل: يجب تحويل المؤسسة الليبية للإستثمار إلى جهة سيادية قبل سيطرتها على الأموال المجمدة
  • الشؤون تعلن بدء تحويل المساعدات ضمن برنامج البدل النقدي للأشخاص ذوي الاعاقة
  • أي نموذج في الحكم سيطبقه إسلاميو سوريا بعد وصولهم إلى السلطة؟
  • وجدة... توقيف مشتبه في إضرامه النار بوكالة تحويل أموال قبل سرقتها
  • لصوص يقتحمون منزل أمريكي في مصر ويجبرونه على تحويل أموال
  • الداخلية تضبط قضية غسل أموال جديدة بـ50 مليون جنيه
  • الولايات المتحدة تكشف عدد شاحنات المساعدات التي ستدخلها لغزة
  • رئيس وزراء فلسطين: نرفض الفصل بين غزة والضفة ولن يحكمها غير السلطة الفلسطينية