دعت الهيئة الحكومية المعنية بالتنمية في إفريقيا "إيغاد" قائدي الجيش عبد الفتاح البرهان والدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" إلى الاجتماع وجها لوجه خلال 14 يوما.

وقالت "إيغاد" في ختام قمة عقدتها بالعاصمة الأوغندية كمبالا الخميس إنها "سنستخدم جميع الوسائل والقدرات لضمان حل النزاع في السودان سلميا".

وغاب البرهان عن القمة بعد أن أعلن السودان الإثنين تجميد الانخراط مع الجهود التي تبذلها "إيغاد"، لوقف الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل، ما أثار تكهنات عديدة باقتراب السودان من العودة للبند السابع وسط تساؤلات عديدة حول ما يمكن أن تذهب إليه الأزمة الحالية التي أدت إلى مقتل أكثر من 12 ألف شخص وتشريد قرابة 8 ملايين وأحدثت دمارا هائلا في العاصمة وعدد من مدن البلاد.



وأشار خبراء ومراقبون استطلع موقع "سكاي نيوز عربية" آراءهم إلى أن سياسة "حرق المنابر" لن تقود إلا إلى تدخل دولي صريح يقطع الطريق أمام خطر إطالة أمد الحرب ومفاقمة الخسائر البشرية والمادية والمعاناة الإنسانية التي يواجهها أكثر من 40 مليون سوداني.

ويرى للمحلل السياسي شوقي عبد العظيم أن موقف السودان الأخير هذا جاء بعد تناقض كبير لازم بيانات الخارجية السودانية خلال الأيام التي تلت قمة "إيغاد" السابقة في جيبوتي.

وأوضح عبد العظيم: "في حين رفضت الخارجية السودانية في بيان صدر عقب ساعات من قمة جيبوتي مخرجات القمة وطالب بتعديل فقرات من بينها تلك المتعلقة بموافقة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان على لقاء قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو، إلا أن البيان الجديد الصادر عن الخارجية السودانية الإثنين تناقض مع الأول حيث أشار إلى أن سبب تجميد الانخراط هو دعوة حميدتي للقمة وعدم تنفيذ مخرجات قمة جيبوتي التي نصت صراحة على التزام البرهان وحميدتي بالاجتماع مع بعضهما وجها لوجه".

وبرزت خلال الساعات الماضية العديد من المؤشرات التي ترجح الذهاب في اتجاه التدويل حيث تصاعدت اللهجة الإقليمية والدولية الغاضبة بشكل كبير.

أعلن الاتحاد الإفريقي عن تشكيل لجنة ثلاثية رفيعة المستوى، تضم محمد شمباس الممثل السامي للاتحاد الإفريقي لمبادرة "إسكات البنادق"، وسيمبيوسا وانديرا نائب رئيس أوغندا الأسبق، وفرانسيسكو وانديرا الممثل الخاص السابق للاتحاد الإفريقي إلى الصومال، كلفت بالعمل مع جميع الأطراف من أجل استعادة السلام والاستقرار في السودان.

ووفقا لأحمد التجاني سيد أحمد الخبير الأممي والمدير المشارك للشراكة والتنمية بجامعة كالفورنيا فإن تجميد انخراط السودان في جهود "الإيغاد" الرامية لوقف الحرب الحالية بسبب عدم تعاون السلطة العسكرية سيؤدي إلى رفع ملف الأزمة إلى مجلس الأمن والسلم الإفريقي وبالتالي التحول إلى البند السابع الذي يتوقع أن تدخل بموجبه إما قوات دولية هجينة أو قوات شرق إفريقيا "إيساف" التي أعلن الاتحاد الإفريقي في يونيو الماضي نيته نشرها في السودان للفصل بين المجموعات المتقاتلة وتأمين وصول الإمدادات الإنسانية للسكان المتضررين.

وأوضح سيد احمد لموقع "سكاي نيوز عربية" أن "التناقضات التي ظهرت بوضوح في الطريقة التي تدير بها وزارة خارجية الأزمة يشير إلى خلل كبير في ملف إدارة الأزمة لدي السلطة المتواجدة في مدينة بورتسودان".

قناعات دولية

في مؤشر آخر يعزز فرضية التدخل الدولي، بدا أن هنالك قناعة تبلورت للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بضرورة حسم الأزمة بأسرع ما يمكن من أجل وقف التدهور الأمني والإنساني المريع في بلد فقد فيه أكثر من 20 مليون من السكان مقومات الحياة بحسب أحدث تقرير للأمم المتحدة.

وهذا ما عبّر عنه رمطان العمامرة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورضوان نويصر الخبير الأممي المعني بحقوق الانسان في السودان، حيث أكد العمامرة خطورة الأوضاع في السودان، في حين قال نويصر إنه لا يبدو أن هنالك حل في الأفق رغم المبادرات الإقليمية والدولية المتعددة، مشيرا إلى انتهاكات كبيرة للقانون الدولي والإنساني ارتكبها طرفا القتال.

وفي هذا السياق ترى الكاتبة صباح محمد الحسن أن واحدا من أهم الاسباب التي أدت إلى تعقيد الأزمة هو تبني الخارجية السودانية مواقف سالبة أسهمت في توسيع رقعة العداء بين السودان ومحيطه الإقليمي والدولي.

ولفتت الحسن في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية" إلى أن المجتمع الدولي "سيعمل على تجاوز عقبة الخارجية بدعم قرارات دولية تساهم في الضغط الذي يحجم من دورها السلبي في عرقلة السلام. هذه القرارات التي عندما يتم التوصل إليها ستحظى بإجماع دولي من الإيغاد والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، لذلك أعتقد أن الأقرب في ظل الأوضاع الحالية هو اللجوء لقرار بدخول قوات لحفظ السلام".
كمبالا - سكاي نيوز عربية  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الخارجیة السودانیة سکای نیوز عربیة فی السودان

إقرأ أيضاً:

مجلة أمريكية: علينا ان نستذكر “المرة الوحيدة” التي أوقف فيها “الحوثيون” هجماتهم في البحر 

 

الجديد برس|

 

ابرز تقرير لمجلة “نيوز ويك” الأمريكية ، الصراع القائم بين الولايات المتحدة وقوات “صنعاء” منتقداً سلسلة القرارات التي اتخذها الرئيس الأمريكي ترامب في تصعيد هذه المواجهة.

 

وانتقد كاتب التقرير “دانيال ر. ديبيتريس” حديث مسؤولي الدفاع الأمريكيين عن انها ستكون حربًا لا نهاية لها أن إيقافها يرتبط بإيقاف استهداف سفن “إسرائيل” في البحر الأحمر.

 

وفيما يبدو ان الحملة الامريكية لا تحقق أيّاً من أهدافها إلا ان وزارة الحرب الأمريكية تسير في نفق مظلم بمزيد من التصعيد غير المدروس ومن ذلك إرسال حاملة طائرات أمريكية ثانية إلى الشرق الأوسط، بالإضافة إلى المزيد من الطائرات المقاتلة ونظام دفاع صاروخي عالي الارتفاع.

 

ونوهت المجلة إلى أن الإدارة الحالية تقصف اليمن بشكل أوسع مما فعلته القوات الأمريكية في عهد الرئيس السابق بايدن، بما في ذلك أحياء المدن التي كانت محظورةً في السابق.

 

وعلى الرغم من ذلك فإن هذا القصف يفتقد الى استراتيجية واضحة الملامح فهي فاستراتيجية ترامب فعلياً تشبه إلى حد كبير استراتيجية بايدن التي تعتمد على نفس الافتراض، وهو المزيد من الضغطٍ العسكريٍّ بالنيابة عن “إسرائيل”

 

وقال التقرير المطول للمجلة الامريكية ان هذا الافتراض كان خاطئًا من قبل، ولا يزال خاطئًا حتى اليوم، ولا تزال الهجمات في البحر مستمرة وتعد مصدر قلق لأمريكا وإسرائيل بل وتأخذ هجمات قوات صنعاء مساراً تصاعدياً .

 

وبينت المجلة أن الاعتقاد بأن الولايات المتحدة يمكن أن تحقق نتيجة مختلفة عن ما حققته السعودية هو اعتقاد كارث وخاطئ .

 

أخيرًا، سلطت المجلة الامريكية الضوء على زاوية قالت انها في غاية الأهمية وهي ان على القادة العسكريين في واشنطن أن يتذكروا ان المرة الوحيدة التي أوقف فيها الحوثيون إطلاق النار كانت عندما أوقفت “إسرائيل” عملياتها العسكرية في غزة؛ حيث ربطت قوات صنعاء عملياتها في البحر الأحمر بما يحدث في غزة، وكانت رسالتها ثابتة طوال الوقت والتزمت بها حتى اللحظة الأخيرة .

 

مقالات مشابهة

  • ما هي الورقة التي حذر “الحوثي” من تفعيلها ان مضت واشنطن في حماقتها 
  • الصليب الأحمر يكشف عن أعمال عنف جنسي في السودان ويذكر بتعهدات جدة
  • مطار الملك خالد الدولي يحقق المركز 24 في قائمة «سكاي تراكس» 2025
  • خبير أممي يقر بتضارب أرقام المفقودين في حرب السودان ويدعو لحماية المدنيين
  • مطار الملك خالد الدولي يحقق المركز 24 في قائمة “سكاي تراكس 2025”
  • مجلة أمريكية: علينا ان نستذكر “المرة الوحيدة” التي أوقف فيها “الحوثيون” هجماتهم في البحر 
  • الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قراراً بالتوافق حول “دور الماس في تأجيج النزاع” بقيادة دولة الإمارات
  • الخارجية تعلن عن وظائف شاغرة بـ«مفوضية الاتحاد الإفريقي»
  • أزمة التكاليف تطال “السميت” في تركيا.. وطلب رسمي لرفع سعره
  • “أوقفوا التنافس في المشاريع”.. نوّاب يطلقون نداءً لحل الأزمة الاقتصادية