هكذا خسرت أوكرانيا الدعم الغربي وتبخرت الوعود
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
شمسان بوست / المصدر : تاس
بدأت كييف تفقد الدعم الغربي الذي كانت تتلقاه من الدول الغربية، كما فقدت الثقة في الوعود الغربية، خاصة بعد عجزها عن تحقيق أي اختراق على الجبهة وتكبدها خسائر فادحة.
ويشهد الكونغرس الأمريكي مناقشات منذ عدة اشهر حول إقرار موازنة السنة المالية 2024، والتي بدأت في البلاد في الأول من أكتوبر.
ولتجنب الإغلاق (تعليق عمل الحكومة الفيدرالية)، اعتمد أعضاء الكونغرس مرتين مشاريع لتوسيع تطاق تمويلها مؤقتا.
ومن أجل تجنب الإغلاق الحكومي مرة أخرى، وافق أعضاء الكونغرس على مشروع قانون جديد لتمديد التمويل لبعض الهياكل الحكومية حتى الأول من مارس، والبعض الآخر حتى 8 مارس.
ولم تتضمن مشاريع القوانين التي تم التوصل إليها بين الجمهوريين والديمقراطيين مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا.
ورغم أن البيت الأبيض يواصل مناشدة أعضاء الكونغرس تزويد كييف بالأسلحة معلنا الحاجة “الماسة والعاجلة” لدعم كييف، فإن الولايات المتحدة ليست لديها حتى الآن إجابة واضحة لأوكرانيا. وقد بات مصير أوكرانيا اليوم يعتمد على كيفية حل مشكلة المهاجرين على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة. وبالإضافة إلى ذلك، يطالب أعضاء الكونغرس بإجابات “على أسئلة بالغة الأهمية” وشرح الهدف النهائي واستراتيجية واشنطن بالنسبة لأوكرانيا.
اشتداد الخلافات بين كييف وحلفائها الغربيين
تراجع اهتمام الدول الغربية بأوكرانيا من جانب الولايات المتحدة على خلفية الخلافات بين كييف وشركائها الغربيين.
وقد كشفت تقارير إعلامية غربية عن وجود تناقضات بينهما منذ عدة أشهر، وكتبت وكالة “بلومبرغ” عدة مرات عن هذه الخلافات وكانت آخر مرة في 11 يناير، وهو نفس اليوم الذي أصبح معروفا فيه أن الولايات المتحدة توقفت عن توريد الأسلحة إلى أوكرانيا.
وكشفت الوكالة أن الجهود التي تبذلها واشنطن “تشير إلى وجود احتكاك بين أوكرانيا وأقرب حلفائها”، وقد برز ذلك من حقيقة أن الهجوم المضاد الذي دعمته الدول الغربية “لم يؤد إلى اختراق كبير”.
وبحسب الوكالة، يشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق أيضا بشأن الخلافات بين الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي والقائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني، والتي “تعرقل تطوير استراتيجية جديدة” لكييف.
كذلك أفادت صحيفة “الإيكونوميست” نقلا عن مصدر رفيع المستوى في الحكومة الأوكرانية، أن الخلافات بينهما تحولت إلى مواجهة مفتوحة بسبب فشل الهجوم المضاد للجيش الأوكراني.
وكشفت التقارير الإعلامية منذ فترة عن “تصدع” العلاقات بين واشنطن وكييف، وفي مارس الماضي، ذكرت صحيفة “بوليتيكو” أنه بعد أكثر من عام من الصراع المسلح، تزايدت خلف الكواليس الخلافات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا حول أهداف القتال وكانت نقاط التوتر المحتملة تلوح في الأفق حول مسألة كيف ومتى سينتهي الصراع.
وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن كانت غير راضية عن مطالبة أوكرانيا المستمرة بإمدادات جديدة. وعلى الرغم من أن الإدارة تفهمت “رغبة كييف اليائسة في حماية نفسها”، إلا أن البيت الأبيض لا يزال غير راض عن عدم إظهار زيلينسكي الامتنان الواجب.
الفساد ينخر نظام كييف
بالإضافة إلى ذلك فإن أحد العوائق الرئيسية في علاقات كييف مع الدول الغربية هو الفساد في أوكرانيا، والنظام في كييف مطالب بتحقيق نتائج حقيقية في مكافحة الفساد، وهذا على وجه الخصوص، يحدد مدى السرعة في قدرة الدولة على تلقي المساعدة الغربية.
لكن حتى الآن تتلقى كييف تقييمات لأنشطتها منخفضة للغاية، وكتبت صحيفة “بوليتيكو” أن الاتحاد الأوروبي، على وجه الخصوص، يصف أوكرانيا بأنها “دولة فاسدة للغاية”.
المصدر: تاس
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: الولایات المتحدة أعضاء الکونغرس الدول الغربیة الخلافات بین
إقرأ أيضاً:
انتقادات ألمانية لاتفاق واشنطن وموسكو حول أوكرانيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أثار الاتفاق بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشأن تعليق الهجمات المتبادلة على منشآت الطاقة في أوكرانيا لمدة 30 يومًا، انتقادات حادة من وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، الذي وصفه بأنه "محصلته صفر"، مشككًا في جدواه وتأثيره الفعلي على مسار الحرب.
في تصريحاته لمحطة "زد دي إف" الألمانية، أشار بيستوريوس إلى أن البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا تتمتع بالفعل بحماية قوية، مما يجعل الاتفاق بلا معنى فعليًا، خاصة أن الهجمات الروسية على المنشآت المدنية لم تتوقف بعد المحادثة بين ترامب وبوتين.
كما عبّر عن اعتقاده بأن الرئيس الأمريكي لن يبقى في موقف المتفرج لفترة طويلة، مرجحًا أن يكون الرد الأمريكي قادمًا، حفاظًا على قوة الولايات المتحدة وسمعتها الدولية.
من منظور أوسع، يرى بيستوريوس أن شروط بوتين لوقف إطلاق النار تهدف أساسًا إلى استغلال الهدنة لإضعاف أوكرانيا، ومنح روسيا فرصة لإعادة التسلح وتعزيز قواتها على الحدود أو في المناطق المحتلة، في خطوة قد تمهد لتصعيد عسكري جديد مستقبلاً.
وعقب الاتصال بين ترامب وبوتين، أعلن الكرملين أن روسيا وضعت عددًا من المطالب، أبرزها وقف تزويد أوكرانيا بالأسلحة والمعلومات الاستخباراتية من قبل الغرب.
في المقابل، صرّح ترامب لقناة "فوكس نيوز" بأن بوتين لم يطالب بوقف فوري للمساعدات لأوكرانيا، دون توضيح ما إذا كان يشير إلى الدعم العسكري أو المالي أو الإنساني.
يأتي هذا الجدل وسط تصاعد التوترات بشأن مستقبل الدعم الغربي لكييف، حيث تتباين المواقف بين القوى الدولية حول كيفية التعامل مع الحرب المستمرة. وبينما تسعى موسكو لاستغلال أي هدنة لتعزيز موقفها العسكري، يبقى موقف واشنطن وحلفائها الأوروبيين محورًا رئيسيًا في تحديد ملامح المرحلة القادمة من الصراع.