سواليف:
2024-06-29@23:10:41 GMT

لينينغراد وغزّة : نموذج لإرادة الصمود . . !

تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT

لينينغراد وغزّة : نموذج لإرادة الصمود . . !
#موسى_العدوان

مدينة #لينينغراد السوفيتية، اكتسبت اسمها من اسم زعيمها الماركسي #لينين ( 1870 – 1924 )، مؤسس دولة الاتحاد السوفيتي السابقة، وهو أيضا مؤسس المذهب اللينيني السياسي رافعا شعار : ” الأرض والخبز والسلام “.

وكانت هذه المدينة تعتبر أكبر مدينة في #الاتحاد_السوفيتي بعد موسكو، في أوائل الأربعينات من القرن الماضي، إذ يبلغ عدد سكانها حوالي 3 ملايين نسمة.

وفي وقت لاحق تم استبدال هذا الاسم باسم ( سانت بطرس بيرغ ).

اجتاحت القوات الألمانية الأراضي السوفيتية، خلال الحرب العالمية الثانية، بعملية غزو عسكرية أطلق عليها اسم ( بربروسا )، منتهكة بذلك معاهدة عدم الاعتداء، المعقودة بين الطرفين. فحشد الألمان حوالي 3 ملايين جندي، وتقدموا بهجوم كاسح على الاتحاد السوفيتي من خلال ثلاثة محاور.

مقالات ذات صلة الشيخ كمال الخطيب يكتب .. عيش العزّ والشرف لا عيش الرزّ والعلف 2024/01/19

تركز خلاها جيشا الوسط والجنوب على محورين في مناطق موسكو وأوكرانيا. وتركز هجوم جيش الشمال على لينينغراد، حيث يتواجد بها أسطول #البلطيق، إضافة لاحتوائها على مئات المصانع، باعتبارها المنطقة التي ستضعف الاتحاد السوفيتي، ويؤدي إلى انهيار البلاد إذا جرى احتلالها.

في هذا المقال سأركز حديثي على جيش الشمال دون التطرق للجيوش الأخرى. فأقد فشل هذا الجيش في احتلاله مدينة لينينغراد، بعد أن تصدت له القوات السوفيتية المدافعة بتعاون وثيق مع الأهالي ومنع أي اختراق لها، ضمن حركة بطولية للدفاع عن المدينة.

ونتيجة لذلك، أمر هتلر في 8 سبتمبر1941 قائد جيش الشمال، بفرض #حصار كامل على المدينة، في محاولة لإجبارها على الاستسلام. في اليوم التالي باشر قائد الجيش الألماني بشن حملة قصف جوي ومدفعي مكثف ومتواصل ، تمكن خلاله من تدمير مخازن الغذاء والوقود، إضافة للبنى التحتية في المدينة.

لم يجد الشعب في المدينة ما يأكله، نتيجة لتدمير مخازن الغذاء والحصار المفروض عليهم، فاضطروا لاستخراج حبوب الشعير من روث الخيل، ونزع مادة الغراء من ورق الجدران، لطحنها وأكلها بدلا من الخبز. استمر الحصار والقصف المتواصل لمدة 900 يوم، من 9 سبتمبر 1941 وحتى 18 يناير 1943، ألقيت خلاله 75 ألف قذيفة على المدينة. ولكن سكانها أبدوا صمودا منقطع النظير، ورفضوا الرضوخ والاستسلام للقوات الغازية، رغم أن خسائرهم البشرية تجاوزت المليون قتيل.

وهنا أرغب أن أذكر القصة التالية :
في عام 1977 كنت عضوا في وفد لزيارة الاتحاد السوفيتي، برئاسة القائد العام للقوات المسلحة الأردنية آنذاك، الشريف زيد بن شاكر عليه رحمة الله. كانت هذه الزيارة التي تجري لأول مرة في تاريخ الجيش الأردني إلى دولة شرقية، وكانت غايتها البحث مع وزارة الدفاع السوفيتية، شراء منظومة دفاع جوي، نستكمل بها أحدى الثغرات في أنظمة تسليح قواتنا المسلحة.

وبعد الاطلاع على الأسلحة والمعدات المطلوبة ومشاهدة فعاليتها عمليا في الميدان، قمنا بزيارة لمدينة لينينغراد الشهيرة. وعلى قمة جبل مرتفع يطل على المدينة، استمعنا لإيجاز من أحد الضباط السوفييت، شرح لنا من خلاله الصمود الأسطوري للمدينة، في وجه القوات الألمانية، في الحرب العالمية الثانية. كما شاهدنا في مكان قريب حولنا على قمة الجبل، لوحة كبيرة من حجر الجرانيت، مثبته على الأرض، ومكتوب عليها بعض الكلمات باللغة الروسية. سألنا ضابط الإيجاز عن معنى تلك الكلمات:

فأجابنا بأن حجر الجرانيت الذي يعتبر أصلب أنواع الحجر، يناجي أهل لينينغراد قائلا : ” أتمنى أن أكون بصلابتكم يا أهل لينينغراد “، تعبيرا عن صمودهم في وجه الغزاة الألمان، وردهم على أعقابهم خاسرين، بعد حصارهم الطويل للمدينة، ورفضها للاستسلام خلال الحرب العالمية الثانية.

ومقارنة مع #صمود أهل #غزة، على الحصار الاقتصادي، الذي فرضه عليهم العدو الإسرائيلي، لما يزيد على 17 عاما حتى الآن، تلاه معجزة ” طوفان الأقصى ” العظيمة، التي أذلت العدو الإسرائيلي في عقر داره، ومواصلة الصمود الأسطوري لأهل غزة وكتائب القسام الباسلة، في القتال والصمود أمام أكبر قوة عسكرية في المنطقة، مزودة بأحدث الأسلحة والتكنولوجيا، لما يزيد على ثلاثة أشهر ونصف حتى الآن، وما زالوا يشقون طريقهم بقوة إلى النصر بعون الله، فإنهم بفعلهم هذا، يجسّدون صورة الصمود العظيمة لأهالي لينينغراد ضد المعتدين الألمان، قبل ما يزيد على ثمانية عقود.

ورغم الفارق الكبير في الديموغرافيا والجغرافيا، بين المدينتين لينينغراد وغزة، إلاّ أنه يشكل نموذجا متماثلا، لانتصار إرادة الصمود والمقاومة في وجه عدو حاقد، يشن حرب إبادة على السكان المدنيين العُزّل، فيدمر المنازل فوق رؤوس أصحابها، ويهدم المشافي ودور العبادة، ويمنع كل أسباب الحياة البشرية.

وهنا يحق لأهل غزة، بعد نهاية هذه الحرب الظالمة عليهم، وفرض سلام المنتصرين الغزاويين، أن ينصبوا لوحة من الجرانيت، في أعلى قمة من مدينة غزة، لتقف شاهدة على صمودهم وتضحياتهم، في الدفاع عن وطنهم، ونيابة عن الأمة العربية أمام الأجيال اللاحقة، على أن يُكتب عليها بأحرف بارزة :

” أتمنى أن أكون بصلابتكم يا أهل غزة العزة “.

التاريخ : 19 / 1 / 2024

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: موسى العدوان لينينغراد لينين الاتحاد السوفيتي البلطيق حصار صمود غزة الاتحاد السوفیتی

إقرأ أيضاً:

محج قلعة.. عاصمة داغستان وحصن إسلامي داخل روسيا

محج قلعة (أو مخاتشكالا) مدينة تقع جنوب الاتحاد الفدرالي الروسي على الساحل الغربي لبحر قزوين بين جبل تاركي تاو والبحر، تعد إحدى كبرى مدن شمال القوقاز، وهي عاصمة جمهورية داغستان ومركز اقتصادي وعلمي وثقافي للمنطقة، كانت عبارة عن حصن عسكري عام 1844 خلال الحملة الفارسية للإمبراطور بطرس الأول، وتغير اسمها على مر العصور.

الموقع والمساحة

تقع محج قلعة على الساحل الغربي لبحر قزوين بين جبل تاركي تاو والبحر، تعد مدينة رئيسية في منطقة شمال القوقاز في روسيا، وهي واحدة من كبرى المدن في شمال القوقاز بالقرب من جبال القوقاز الكبرى.

تبلغ مساحة محج قلعة نحو 46 ألفا و823 هكتارا، وبلغ عدد سكانها عام 2017 نحو 726 ألفا و654 نسمة، معظمهم مسلمون.

المناخ

تقع "محج قلعة" في منطقة ذات مناخ قاري معتدل، صيفها دافئ معتدل، وشتاؤها شديد البرودة، إذ سجلت أدنى درجة حرارة فيه 26 درجة مئوية تحت الصفر.

ينخفض مستوى هطول الأمطار فيها خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب، كما يصل متوسط سرعة الرياح نحو 4 أمتار في الثانية.

محج قلعة أصبحت عاصمة داغستان عام 1921 (غيتي) التاريخ

يعود تاريخ مدينة محج قلعة إلى عام 1844، عندما أُنشئ حصن بتروفسكوي الخاص بالإمبراطور بطرس الأول خلال حملته الفارسية.

يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول 1857، وقّع الإمبراطور ألكسندر الثاني مرسوما لإنشاء مدينة بتروفسك الساحلية، وسميت بهذا الاسم نسبة للإمبراطور بطرس الأول وتخليدا لذكرى إقامته المعسكر على أرضها.

وأوكلت الإدارة المدنية لقائد القوات ومدير الوحدة المدنية في منطقة قزوين، وتحول الحصن إلى مدينة بتروفسك التي تعد اللبنة الأولى لمدينة محج قلعة لاحقا.

عام 1869 أُنشئ حاجز أمواج وميناء، مما أدى لزيادة أهمية المدينة تدريجيا، إذ أصبحت مركزا للنقل، وأطلق عليها اسم بورت بتروفسك، وبدأت عملية نقل القطن والنفط والمنتجات النفطية والصوف والمواد الخام الجلدية والفواكه المجففة عبر الميناء، إضافة للأسماك ومنتجات الحبوب والمنسوجات ومنتجات الحديد والإسمنت. وتمثلت عناصر التصدير بشكل رئيسي في المنسوجات والإسمنت والحديد ومنتجات المصانع الأخرى.

محج قلعة كانت عام 1844 عبارة عن حصن في أثناء الحملة الفارسية (غيتي)

يوم 14 مايو/أيار 1921، تغير اسم المدينة ليصبح محج قلعة، وتنطق محليا ماخاتشكالا، تخليدا لذكرى الثوري مخاتش داخادييف، أحد أقطاب الصراع على السلطة في داغستان، ثم أصبحت عاصمة جمهورية داغستان بأمر اللجنة الثورية الداغستانية.

وخلال فترة الاتحاد السوفياتي، بدأت عاصمة داغستان في التطور بسرعة، وفي بداية الثلاثينيات من القرن العشرين، بدأ بناء المدارس والمؤسسات الثانوية المتخصصة، وافتتحت أول مؤسسة للتعليم العالي، وهي معهد داغستان التربوي الحكومي، عام 1931.

أنشئ عام 1932 معهد زراعي وطبي، وفي العام التالي بُني مستشفى كبير، وفي عام 1937 أنشئت المكتبة الجمهورية.

في خمسينيات القرن الـ20، احتلت محج قلعة المرتبة الأولى في الإنتاج الصناعي بين مدن داغستان، إذ قدمت أكثر من ثلث إجمالي الإنتاج الصناعي.

أما في الستينيات والسبعينيات، فقد حدثت تغييرات كبيرة في جميع المجالات، وازدادت وتيرة تطور البناء المدني، إضافة لازدياد المنشآت الصناعية الكبيرة.

محج قلعة مركز اقتصادي وتعليمي وعلمي وثقافي مهم في شمال القوقاز (غيتي) مقاطعات المدينة مقاطعة كيروفسكي: تتكون من عدة قرى: لينينكنت وشامخال وسولاك وسيمندر وقرى كراسنوارمي وبوغاتيريفكا وشامخال ترمان وجزيرة الشيشان. مقاطعة لينينسكي: وقراها هي نوفي كياهولاي وتالجي ونوفي خوشيت. المنطقة السوفياتية: والقرى المكونة لها هي تاركي والبوريكنت وكجاهولاي. معالم السكة الحديدية

بدأ العمل عام 1892على وصل خط سكة حديد مدينة فلاديكافكاز إلى غروزني وبتروفسك وديربنت وباكو، ولعب دورا كبيرا في تطور مدينة بتروفسك، التي أصبحت محج قلعة لاحقا.

يوم 18 مايو/أيار 1894، بدأت حركة الركاب إلى مدينة بتروفسك رسميا، ووصل أول قطار منها إلى مدينة ديربنت يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول 1899.

افتتحت حركة المرور الدائمة في قسم سكة حديد المدينة في الأول من أبريل/نيسان 1900.

زادت أهمية المدينة باعتبارها مركزا للنقل، الأمر الذي أثر على نمو حركة التجارة، وأنشئت عديد من الفنادق فيها.

مسجد "يوسف بي" هو المسجد الرئيسي لجمهورية داغستان الذي يصفه أهل المدينة بـ"لؤلؤة داغستان" (غيتي) مسجد "يوسف بي"

ويسمى أيضا "مسجد الجمعة المركزي" بدأ بناؤه عام 1996، بمشاركة بعض العمال الأتراك الحرفيين الذين اتخذوا من الجامع الأزرق "جامع السلطان أحمد" في إسطنبول نموذجا له ولكن باستخدام ألوان خارجية بيضاء، الأمر الذي أضفى عليه ضوءا إضافيا.

افتتح المسجد عام 1997، ويعد من أضخم المباني الإسلامية في بلدان الاتحاد السوفياتي السابق، يضم المسجد مركزا لتعليم الشريعة والقرآن، ويعد ثاني أكبر مسجد في أوروبا، يصفه أهل المدينة بـ"لؤلؤة داغستان".

تتميز جدران المسجد بكتابات منقوشة من القرآن الكريم، وتزينه الأنماط الزخرفية الأقواس والأعمدة والقباب، إضافة للأعمال الفنية والثريات الدمشقية.

كانت قاعة المسجد تتسع لنحو 8 آلاف شخص، وبدأت عملية توسيعه وتحسين المنطقة المجاورة له عام 2005 واستمرت عامين، أضيفت إليه خلالها بعض الأجنحة. وفي يوليو/تموز 2007 أصبح يتسع لنحو 15 ألف شخص.

مقالات مشابهة

  • قوات الاحتلال تجبر فلسطينياً على هدم منزله في القدس المحتلة
  • إنقاذ 57 مصطافًا من الغرق في رأس البر بدمياط
  • خبير: الاتحاد الأوروبي يثق في قدرة الاقتصاد المصري على الصمود أمام التحديات
  • المفتي يهنئ الرئيس السيسي بذكرى «30 يونيو»: استجابة طبيعية لإرادة الشعب
  • غوتيريش: روسيا العنصر الأساسي لعمل الأمم المتحدة
  • خبير عسكري يحذر من سقوط مدينة تعز بيد الحوثيين ويؤكد وصول مجامع حوثية إلى المدينة
  • الاحتلال يكشف تفاصيل جديدة حول كمين جنين
  • محج قلعة.. عاصمة داغستان وحصن إسلامي داخل روسيا
  • إصابة شاب برصاص الاحتلال في جنين
  • أدوية الأمراض المزمنة متوفرة وبإمكانها الصمود 6 أشهر