حققت دولة الإمارات نجاحاً استثنائياً، وحضوراً دولياً بارزاً، من خلال مشاركتها في الدورة الـ 53 لاجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2024، التي اختتمت أعمالها، الجمعة، في دافوس بسويسرا واستمرت على مدار 5 أيام، حيث تميزت مشاركة الدولة، التي ضمت أكثر من 100 شخصية من رؤساء الشركات والقطاع الخاص والمسؤولين الحكوميين، بأنها ثالث أكبر مشاركة دولية في «دافوس»، والأكبر في تاريخ مشاركة الدولة بالمنتدى.


وتميزت مشاركة الإمارات في المنتدى، بحضور استثنائي لكبرى الشركات الوطنية، والقطاع الخاص، حيث شكلت نحو 80% من حجم المشاركة الإماراتية في المنتدى الذي يمثل منصّة عالمية تجمع سنوياً أكثر من 3000 شخصية من القادة وصُنّاع القرار وكبار الشخصيات من مختلف أنحاء العالم، كما يجمع أكبر عدد على الإطلاق من مسؤولي الشركات، حيث تسهم مخرجاته في بناء الشراكات، في مختلف القطاعات الاقتصادية والتنموية، ودعم التنمية المستدامة، وصياغة حلول لأبرز التحديات الإنمائية على الصعيد الدولي.
وجسدت مشاركة الإمارات الناجحة في هذا الحدث الأبرز عالمياً، تعاظم دور الدولة المؤثر وتزايد الثقة الدولية بقدراتها وبكفاءاتها الوطنية، وحرصها على المشاركة والحضور الفاعل في مختلف الفعاليات الدولية الهامة، ترجمة لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله.
ونجحت الإمارات من خلال الاتفاقيات التي وقعتها على هامش أعمال المنتدى، والمبادرات النوعية التي أطلقتها، ومشاركاتها في مختلف الفعاليات والجلسات، في أن ترسّخ دورها الريادي عالمياً، بما يخدم رسالتها في تعزيز التعاون والشراكات الدولية الهادفة إلى تحقيق الاستقرار والتنمية والازدهار للجميع، ويدعم توجهاتها وأولوياتها الوطنية في بناء الاقتصاد الأقوى والأسرع نمواً، والارتقاء بتنافسيتها في كل القطاعات. دور فاعل وأكد محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، إن دولة الإمارات أصبحت عضواً دولياً رئيسياً في رسم توجهات المستقبل وإيجاد حلول جديدة وغير تقليدية للتحديات العالمية، بما رسخته لها قيادتها من مكانة استثنائية ودور فاعل، بفضل رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حيث باتت الإمارات تتميز برؤيتها الاستباقية، ونموذجها التنموي والاقتصادي المتفرد، ومساهماتها غير المسبوقة في توطيد التعاون الدولي، الأمر الذي ضاعف مصداقيتها والثقة الدولية بدورها الإيجابي المؤثر في مختلف القضايا، الإقليمية والعالمية.
وقال: «تعطي الإمارات لاجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي أهمية خاصة، وعملت مع شركائها الدوليين على طرح تصورات جديدة ومسارات لحلول مستدامة للتحديات العالمية المتزايدة، وبناء حوارات هادفة نحو وضع أطر اقتصادية مبتكرة تدعم استدامة النمو وازدهار المجتمعات، كما أن الاتفاقيات التي وقعتها الإمارات والمبادرات التي أطلقتها خلال فعاليات المنتدى، ميّزت مشاركتها وجهودها النوعية على المستوى الدولي في هذا الشأن وحرصها على توثيق الشراكات الدولية الهادفة لتمكين المجتمعات الإنسانية كافة».
وأضاف: «واصلت الإمارات من خلال أجندة حافلة عرض تجاربها وخبراتها الناجحة في مختلف القطاعات والمجالات، والتي تشكل إلهاماً لتعزيز التنمية الشاملة والمستدامة للدول والمجتمعات، إضافة إلى انفتاح الدولة على الاستفادة من التجارب والخبرات الدولية المتميزة من خلال التعاون المشترك وبناء الشراكات الناجحة في كل القطاعات».
وشاركت الدولة بجناح خاص تحت شعار «لا شيء مستحيل»، للعام الثاني على التوالي، واستطاعت من خلال الجناح إبراز تجربتها التنموية الملهمة وعرض إنجازاتها في هذا المحفل الأبرز على المستوى الدولي، كما شاركت أفضل الخبرات والممارسات في مجال التنمية المستدامة ودعم جاهزية الحكومات للمستقبل، بما يسهم في تحسين حياة المجتمعات. حياة المجتمعات وقعت الإمارات اتفاقيات عدة، من شأنها أن ترسخ دور الدولة كشريك موثوق ومركز للتغيير الإيجابي عالمياً، في مختلف المجالات، وشملت هذه الاتفاقيات تقديم مساعدات إنسانية وتعهدات لدعم برامج المنظمات الدولية في تحسين شروط الحياة لمختلف المجتمعات.
وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، أعلنت مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، عن مِنح وتعهدات دعماً لسكان غزة، وتحسين حياة الفئات الضعيفة ومكافحة الجوع حول العالم بقيمة نحو 121 مليون درهم، عبر اتفاقيات وقعتها مع منظمات وبرامج الأمم المتحدة، فقد أعلنت المؤسسة عن تقديم منحة بقيمة 43 مليون درهم لتوفير الدعم الغذائي المباشر لسكان قطاع غزة، بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي التابع لمنظمة الأمم المتحدة.
كما أبرمت مؤسسة المبادرات اتفاقية ثانية مع برنامج الأغذية العالمي من أجل تنفيذ مشاريع غذائية مستدامة في العالم، وتعهدت بتقديم نحو 37 مليون درهم لدعم القطاع الصحي في غزة، لمساعدته على توفير المستلزمات الطبية الأساسية للسكان، ضمن خطاب نوايا وقعته مع منظمة الصحة العالمية.
وأعلنت مؤسسة المبادرات أيضاً، عن تقديم نحو 30 مليون درهم، لدعم برامج منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، حيث وقعت المؤسسة التزام شراكة مع «اليونيسيف»، بهدف تحسين شروط الحياة وتوفير شبكة أمان غذائي للفئات الضعيفة من الأطفال والنساء في دول عدة حول العالم، ويستفيد من المبادرة 270 ألف امرأة وطفل.
كما أعلنت عن إطلاق برنامج منح بقيمة 11 مليون درهم، بالتعاون مع منصة (UpLink)، التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي، بهدف المساهمة في الجهود الدولية لمكافحة الجوع، وتعزيز مرونة واستدامة وصحة أنظمة الغذاء والماء. التخطيط الاستراتيجي أطلقت دولة الإمارات خلال مشاركتها في أعمال المنتدى، عدداً من المبادرات النوعية التي تسهم في تمكين المجتمعات النامية وتعزيز التنمية والازدهار العالمي، إضافة إلى دعم إيجاد حلول مبتكرة للتحديات الاقتصادية الناشئة، وشملت هذه المبادرات مبادرة «إيكومارك» التي تعد أول إطار اعتماد للاستدامة مكرّس للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة حول العالم، جرى تصميمه لدعم تنافسية هذه المؤسسات في قطاعات الاقتصاد الأخضر عن طريق تبسيط وتوحيد العمليات التنظيمية المرتبطة بوضع معايير للاستدامة في أنحاء العالم، وستتضمن المبادرة مجموعة متكاملة من الموارد لمساعدة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على بلوغ درجة «إيكومارك».
ووقعت حكومة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي، اتفاقية شراكة استراتيجية معرفية لتطوير منصة «نحن الإمارات للذكاء الاستراتيجي 2031»، التي تمثل نموذجاً رقمياً مدعوماً بالذكاء الاصطناعي، يضم أفضل المصادر المعرفية العالمية، ونخبة الخبراء العالميين المتخصصين في مختلف القطاعات، وتهدف إلى دعم شبكة صناع السياسات والاستراتيجيات وقيادات حكومة دولة الإمارات بقاعدة معرفية استراتيجية متخصصة في القطاعات ذات الأولوية التي تشملها محاور رؤية نحن الإمارات 2031، عبر الاستفادة من البيانات والمعلومات التي يقدمها أكثر من 2500 خبير دولي، وأكثر من 450 مصدراً عالمياً. التبادل المعرفي كما أعلن مركز الثورة الصناعية الرابعة في الإمارات، عن إطلاق برنامج التبادل المعرفي في قطاع الذكاء الاصطناعي، وتم توقيع اتفاقية شراكة بين مركزي الثورة الصناعية الرابعة في الإمارات ورواندا، لتفعيل هذا البرنامج وتحقيق مستهدفاته المستقبلية والتي تركز بشكل رئيسي على تعزيز التعاون بين القادة والمبتكرين والخبراء في مجالات الذكاء الاصطناعي حول العالم لتوظيف إمكاناته الواعدة في تحفيز مسيرة التقدم العالمي. صدارة في الجاهزية أطلقت مؤسسة نيوزويك فانتج العالمية، ومجموعة هورايزن السويسرية للأبحاث، خلال فعالية أقيمت في جناح الدولة، نتائج النسخة الأولى من تقرير «المؤشر العالمي للفرص المستقبلية» لعام 2024 المبني على الشراكة التي تم إطلاقها، العام الماضي، بين حكومة دولة الإمارات والمؤسستين العالميتين، وحققت الإمارات المركز الأول عالمياً في 20 من مؤشرات ممكنات الجاهزية لفرص المستقبل ضمن التقرير. مبادرة رائدة اختار المنتدى الاقتصادي العالمي مبادرة حكومة دولة الإمارات «جاهز»، المنصة الرقمية الوطنية الذكية لتمكين المواهب الحكومية الاتحادية بمهارات المستقبل، ضمن أفضل 9 مشاريع عالمية في تقريره العالمي «بناء الجاهزية للغد»، من بين أكثر من 1000 مؤسسة حكومية وخاصة، من كل أنحاء العالم ومختلف القطاعات.

اجتماعات ثنائية رفيعة المستوى

شاركت دولة الإمارات خلال دورة هذا العام من المنتدى في العديد من الجلسات الرئيسة والاجتماعات الخاصة والفعاليات الجانبية، إضافة إلى سلسلة اللقاءات المهمة والجلسات العامة، واللقاءات الإعلامية التي استضافها جناح الدولة، وشهدت حضوراً بارزاً لرؤساء الشركات الوطنية الكبرى والمسؤولين في القطاع الخاص والمسؤولين الحكوميين، فضلاً عن الاجتماعات الثنائية رفيعة المستوى، والتي ضمت نخبة من كبار الشخصيات في سياق استعراض التجارب الإماراتية الناجحة، وتبادل الخبرات الدولية، وعقد الحوارات البناءة مع الجهات الدولية المشاركة.
وضمن أجندة مشاركة الإمارات جلسات في عدد من المجالات منها مجال التعليم، حيث شاركت الدولة في مناقشة الفرص والتحديات التي تحملها تطورات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لقطاع التعليم، وكيفية تكيف المنظمات والحكومات مع معطياته، وتعظيم الاستفادة من ثماره، وأبرز آليات تطوير مهارات التعلم، وآفاق وفرص التعاون بين القطاعين، العام والخاص، لتطوير نماذج وتجارب تعليم خلّاقة ومثمرة.
كما شاركت الدولة في جلسات ناقشت عدداً من التطورات السياسية، الإقليمية والدولية، منها تأثير الصراع في الشرق الأوسط ومساراته، وكيفية تحقيق التوازن بين الديناميكيات الجيوسياسية الأساسية، والعمل على تجاوز التحديات التي تعيق الاستقرار والتعاون الدولي.
كما شهد المنتدى مشاركة فاعلة للإمارات في الفعاليات ذات الصلة بقطاعات الاقتصاد والتجارة الخارجية والاستثمار والبيئة، وشملت جلسات حول مجموعة «بريكس» وآفاق نموه، وتأثيره في الواقع الاقتصادي العالمي، والمشهد الجيوسياسي والاقتصادي، وتأثير التكنولوجيا في تطور التجارة والاستثمار العالميين، ومستقبل التجارة العالمية والاستثمار الأجنبي المباشر، وآفاق النظام التجاري العالمي الجديد، إضافة إلى مناقشات حول التجارة كأداة للنمو الاقتصادي، وسبل جعل المشهد التجاري العالمي أكثر شمولية ومسؤولية بيئياً، وأسس تطبيق التقنيات الجديدة في الأعمال التجارية، إضافة إلى الجلسات والاجتماعات الخاصة بمعالجة العوائق الرئيسية أمام جهود الرقمنة العالمية، وتمويل الشمول الرقمي، والحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات دافوس المنتدى الاقتصادی العالمی صاحب السمو الشیخ محمد بن مشارکة الإمارات مختلف القطاعات دولة الإمارات محمد بن راشد ملیون درهم حول العالم الناجحة فی إضافة إلى فی مختلف من خلال أکثر من

إقرأ أيضاً:

عُمان تجذب أنظار العالم في المنتدى الاستثماري الدولي الأول "أدفانتج عُمان"

 

 

 

◄ اليوسف: المنتدى حدث استراتيجي يستقطب صناع القرار وقادة الأعمال والمستثمرين

سلطنة عُمان تشهد نموًا ملحوظًا على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاستثمارية

3.4 % نموًا اقتصاديًا متوقعًا لعُمان في 2025

◄ البديوي: المنتدى يعكس الجهود العُمانية الحثيثة لتنويع الاقتصاد وتحسين بيئة الأعمال

◄ الرواس: القطاع الخاص العُماني شريك في تحفيز الاستثمارات

◄ العبار: عُمان تتيح فرصًا استثمارية واعدة وتمضي بخطى ثابتة نحو النمو الشامل

خبراء وقادة عالميون يثرون النقا في الجلسات الحوارية

 

◄ 5 جلسات رئيسية في اليوم الأول تناقش أبرز التوجهات الاقتصادية

◄ اليوم.. توقيع شراكات استثمارية جديدة مع عدد من رجال الأعمال

◄ عقد "طاولات مستديرة" لمناقشة الاستثمار في القطاعات ذات الأولوية

 

 

 

 

الرؤية- ريم الحامدية

تصوير/ راشد الكندي

 

 

رعى صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع، أمس، انطلاق أعمال المنتدى الاستثماري الدولي "أدفانتج عُمان" في نسخته الأولى، والذي تنظمه وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وصالة "استثمر في عُمان"، فيما تختتم اليوم الإثنين أعمال المنتدى بحضور أكثر من 250 شخصية من كبار المسؤولين وصنّاع القرار والمستثمرين الإقليميين والدوليين.

 

ويمثل المنتدى منصة استراتيجية تهدف إلى تسليط الضوء على سلطنة عُمان كوجهة استثمارية واعدة. وأكد معالي قيس بن محمد اليوسف، وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، في كلمته الافتتاحية أن تنظيم المنتدى الاستثماري الدولي يُعد الأول من نوعه في سلطنة عُمان، وحدث استراتيجي يستقطب أبرز صناع القرار والقادة ورجال الأعمال والمستثمرين من مختلف الدول وفي مختلف القطاعات الواعدة، وذلك في ظل ما شهدته وتشهده سلطنة عُمان من نمو ملحوظ على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاستثمارية مدعومًا بارتفاع في المؤشرات الدولية".


 

 

وأشار معاليه إلى أن المنتدى ينعقد في مرحلة تشهد فيها سلطنة عُمان زخمًا متزايدًا في القطاعات الاقتصادية والاستثمارية، لافتًا إلى أن سلطنة عُمان شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة بنسبة 16.2% في الربع الثالث من عام 2024 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، كما ارتفع التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان إلى BBB- مع نظرة مستقبلية مستقرة حسب تصنيف وكالة "ستاندرد آند بورز" للتصنيف الائتماني، ومن المتوقع أن يسجل الناتج المحلي الإجمالي نموًا بنسبة 3.4% خلال هذا العام، متجاوزًا أداء العديد من الاقتصادات حول العالم مما يعكس متانة الاقتصاد الوطني وثقة الأسواق العالمية.

التنويع الاقتصادي

من جهته، أعرب معالي جسام البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية- في تصريحات صحفية- عن سعادته بحضور منتدى "أدفانتج عُمان" في نسخته الأولى، مؤكدًا أن هذا المنتدى يعكس بصورة جلية وواضحة الجهود الحثيثة التي تبذلها سلطنة عُمان لتنويع اقتصادها وفتح أسواقها وتحسين بيئة العمل، إضافة إلى تقديم خدمات متميزة للشركات الاستثمارية التي تستقطبها السلطنة كموقع لاستثماراتها. وأكد معاليه أن هذه المشاركة الرفيعة المستوى، تعكس المكانة التي وصلت إليها سلطنة عُمان كبلد مستقر اقتصاديًا وسياسيًا، وكمكان تتوفر فيه جميع عناصر النجاح لأي مستثمر أجنبي يبحث عن بيئة آمنة لاستثماراته.

وأشار البديوي إلى أن المؤشرات الاقتصادية للسلطنة تمثل مصدر فخر لجميع دول الخليج؛ حيث ارتفعت نسبة الاستثمارات المستقطبة في السلطنة خلال الربع الثالث من عام 2024 إلى 16%، ومن المتوقع أن يرتفع الناتج الإجمالي لعام 2025 بنسبة 3.4%. وأكد أن تحقيق هذه الأرقام يتطلب سياسات حكومية جيدة، وقوانين واضحة، ومناخ عمل محفز، مشيرًا إلى أن التصنيف الائتماني والمالي لسلطنة عُمان يُبشِّر بالكثير من الخير.

بيئة الاستثمار

من جانبه، قال سعادة الشيخ فيصل الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان- في تصريحات صحفية- إن انعقاد المنتدى يأتي في وقت بالغ الأهمية مع التقلبات التي يشهدها العالم والمنطقة، حيث يتساءل الكثير من المستثمرين عن البيئات الحاضنة للاستثمار، وهنا تبرز سلطنة عُمان من خلال تقديمها العديد من الحوافز الاستثمارية. وأكد الرواس أن المنتدى يمثل فرصة مميزة للتعرف على ما تقدمه السلطنة عبر مختلف القطاعات؛ سواء في السياحة أو الصناعة أو الموارد البشرية أو القطاعات التقنية وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك.

وأضاف أن القطاع الخاص شريك أساسي في هذه العملية، مشددًا على أن هذا المنتدى يمثل رسالة واضحة للمستثمرين بأن سلطنة عُمان جاهزة وترحب بجميع المستثمرين من مختلف دول العالم ومختلف القطاعات، معربًا عن أمله أن يسهم المنتدى في تعزيز صورة السلطنة كوجهة استثمارية قوية.


 

وفي السياق ذاته، قال رائد الأعمال الإماراتي ومؤسس شركة إعمار العقارية، محمد العبار إن سلطنة عُمان تشهد نموًا اقتصاديًا ملحوظًا رغم التحديات التي يشهدها العالم. وأشار العبار إلى أن سلطنة عُمان تتيح فرصًا استثمارية واعدة، مشيرًا إلى تجربته الشخصية بالاستثمار في قطاع السياحة بالسلطنة منذ أكثر من 10 سنوات، والتي وصفها بـ"التجربة المُثمِرة"، مؤكدًا أن السلطنة تسير بخطى ثابتة نحو النمو في مختلف القطاعات. وأضاف العبار- في تصريحات صحفية- أن طبيعة السلطنة المتميزة بشواطئها الجميلة، وأكلها التقليدي، وشعبها المضياف، إضافة إلى نموها الاقتصادي، تجعل منها حالة فريدة، داعيًا إلى تكثيف الجهود في مجال التسويق للتعريف أكثر بمقومات السلطنة الاستثمارية والسياحية.

جلسات حوارية

وشهد اليوم الأول من المنتدى عقد 5 جلسات رئيسية تناولت أبرز التوجهات الاقتصادية العالمية؛ حيث ناقشت الجلسة الأولى: ملامح المستقبل واستشراف التحولات الكبرى وتأثير التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، والتقنيات المناخية، والاتصال الفائق، على الاقتصاد العالمي. وقد ركزت الجلسة على ضرورة تبني الابتكار والاستدامة كركيزتين للمنافسة في عالم دائم التغير، وأدار الجلسة الإعلامي ريتشارد كويست إعلامي ومقدمبرامج بريطاني في قناة سي إن إن (CNN)، وشارك فيها معالي عبدالسلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني، ومعالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، ومحمد بن علي العبار مؤسس شركة إعمار العقارية، وميشيل كارافياس المدير الإداري ورئيسة أبحاث الصناعة في فيتش سوليوشنز، والدكتور عبدالله باعبود أستاذ كرسي دولة قطر لدراسات المنطقة الإسلامية في جامعة واسيدا باليابان.


 

أما الجلسة الثانية جاءت بعنوان "معادلة المخاطر والفرص في عالم متغير"، وتناولت أهمية اتخاذ المخاطر المحسوبة كمفتاح للنجاح المؤسسي، وأبرزت ثقافة المخاطرة، ودور السلامة النفسية، وعرضت أمثلة من مؤسسات حققت نجاحًا بقرارات جريئة في أوقات التغيير، وأدار الجلسة صاحب السمو السيد أدهم بن تركي آل سعيد أستاذ مشارك بقسم الاقتصاد بجامعة السلطان قابوس؛ بمشاركة معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والإتصالات وتقنية المعلومات وسعادة عزان بن قاسم البوسعيدي وكيل وزارة التراث والسياحة، وكريون بتلر مدير برنامج الاقتصاد العالمي والتمويل والمعهد الملكي للشؤون الدولية.

وجاءت الجلسة الثالثة بعنوان "قرارات في عالم الأعمال.. التحديات البيئية والمسؤولية المؤسسية"، وناقشت الجلسة مسؤولية الشركات تجاه التغير المناخي وفقدان التنوع البيولوجي، وطرحت حلولًا مثل الاقتصاد الدائري والتقنيات الخضراء، مؤكدة على أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص للحفاظ على البيئة.

وأدارت الجلسة نجلاء بنت زهير الجمالية الرئيسة التنفيذية لقطاع الطاقة البديلة في شركة أوكيو، بمشاركة معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن، وسعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة، ومعالي لويجي دي مايو الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج، وحلمي بانيجورو الرئيس والمدير في شركة ميدكو إنرجي.

فيما استعرضت الجلسة الرابعة "القيادة الإبداعية في عالم متغير ومتسارع"، وكيف يمكن للقيادة أن تتجاوز الأساليب التقليدية من خلال تبني عقلية الفنان الجريئة وغير الخطية، مع أمثلة حقيقية لمنظمات أعادت ابتكار نفسها عبر الإبداع، وأدار الجلسة الدكتور فلوريان كلين بمشاركة معالي الدكتور سعيد بن محمد الصقري وزير الاقتصاد، ومعالي عبدالله بن طوق المري، ومحمد بن محفوظ العارضي، ويوسف علي.

وناقشت الجلسة الخامسة "أهمية السرد القصصي في بناء الثقة والولاء للعلامة التجارية"، وكيف يمكن للمؤسسات تحويل البيانات والقيم إلى روايات تصل للجمهور وتترك أثرًا دائمًا. وشارك فيها محمد بن علي البرواني رجل أعمال ومؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة البرواني القابضة، ودوشيانت ثاكور نائب المدير التنفيذي في الرابطة العالمية لوكالات ترويج الاستثمار (WAIPA)، وجوناثان ماكلوري باحث مشارك من كلية هيرتفورد بجامعة أكسفورد، وأدارها الإعلامي ريتشارد كويست.

شراكات استراتيجية

إلى ذلك، تتضمن جلسات اليوم الثاني (اليوم الإثنين) من المنتدى، عقد جلسات حوارية مع صُنَّاع القرار، وفتح قنوات التواصل مع المستثمرين وبناء شراكات نوعية، وعرض قصة نجاح لمستثمر، وتوقيع شراكات استثمارية جديدة، وعقد طاولات مستديرة متخصصة في عدد من القطاعات ذات الأولوية، قطاع السياحة والقطاع اللوجستي، التعدين، الأمن الغذائي، وقطاعات الطاقة المتجددة وتقنية المعلومات.

وشهد المنتدى تغطية إعلامية دولية واسعة النطاق، وأدار الإعلامي ريتشارد كويست من شبكة "سي إن إن CNN" جلستين رئيستين، ضمن حملة إعلامية عالمية للترويج لسلطنة عُمان كمركز استثماري إقليمي ودولي.

وأكد منتدى "أدفانتج عُمان" التزام سلطنة عُمان بتعزيز بيئتها الاستثمارية؛ بما يتماشى مع رؤية "عُمان 2040"، وترسيخ مكانتها كمركز اقتصادي حيوي ومقصد استثماري واعد في المنطقة والعالم.

مقالات مشابهة

  • جمعية الكشافة تختتم مشاركتها في معرض “أسبوع البيئة 2025”
  • رئيس الدولة يستقبل المشاركين في مؤتمر العلوم السلوكية العالمي
  • شباب عُمان تبدأ غداً رحلتها الدولية السابعة أمجاد البحار
  • وزارة الشؤون الإسلامية تختتم مشاركتها في معرض الرباط الدولي للكتاب في نسخته الـ30
  • الإمارات تشارك في الأسبوع العالمي للتحصين
  • «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» تختتم مشاركتها في «الرباط للكتاب»
  • مبادرات محمد بن راشد العالمية تختتم مشاركتها في معرض الرباط للكتاب
  • عُمان تجذب أنظار العالم في المنتدى الاستثماري الدولي الأول "أدفانتج عُمان"
  • المملكة تختتم مشاركتها في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالمغرب 2025
  • منتدى أدفانتج عُمان يستعرض الفرص الاستثمارية في التحولات الاقتصادية والابتكار