صور| 80 صورة في رحلة البريطاني "ساندرز" للبحث عن النور
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
يحتضن مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء»، الأعمال الفنّية المصورة للفنان البريطاني العالمي بيتر ساندرز، عبر معرض ”البحث عن النور“، الذي تم افتتاحه موخراً ويضم أكثر من 80 صورة حصرية وأعمال فريدة تُعرض لأول مرة داخل مقر المركز بمدينة الظهرن.رحلة المعرضويقدِّم المعرض الذي يستمر حتَّى الشهر السادس من العام الحالي 2024م، ثمانين صورة تمثل جزءًا من رحلة نصف قرن للفنان البريطاني الذي ناهزَ الثَّمانين من العمر، وتستكشف سردًا قصصيًّا بلغة بصريَّة تُحاكي رغبة المتلقِّي وذائقتِهِ الفنيَّةِ، لاسيَّما أنَّ فضاءات المعرض تعود لذاكرة الماضي، وتلوِّح بأفق المستقبل.
معرض ”البحث عن النور“ - اليوم var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });التطور قبل وبعد اعتناق الإسلاموبدأت رحلةُ الفنَّان «بيتر ساندرز» مع تصوير مشاهير موسيقيِّين استطاع التقاط صورهم بشغفِهِ الفنيِّ وحسِّه الإبداعيِّ، وذلك قبل أنْ يُعلن إسلامَهُ، إلى أنْ دخل في مرحلةٍ جديدةٍ وهي مرحلةُ ما بعد الإسلام عام 1971م، فكان من أوائل المصوِّرين العالميِّين الذي حظي بفرصة تصوير شعائر الحجِّ من قلب مكَّة المكرَّمة، ليستمر أكثر من 40 عامًا بين السَّفر والتِّرحال داخل مدن وعواصم عربيَّة إسلاميَّة بمحاولةٍ منه لجمع تاريخ الحضارة الإسلاميَّة حول العالم، ملتقطًا أكثر من 500 ألف صورة، يوثِّق من خلالها ارتباطًا عميقًا بين مرحلتين بمكوِّنات مختلفة.
أخبار متعلقة كيف طورت منصة أبشر خدمة إصدار التقارير؟قاتل بنسبة 100٪.. لماذا طور علماء صينيون نسخة فتاكة من كورونا؟من جهتها أفادت رئيسة متحف إثراء فرح أبو شليح، بأن معرض ”البحث عن النور“، يأتي استكمالًا لدور إثراء المتمثل في نشر الثقافات وتبادلها بوصفه وجهة للإلهام، حيث يقدم من خلال المعرض نظرة عميقة للعالم الإسلامي والحضارات المعاصرة لفنان يبحث عن النور، وجاب مختلف المعالم العريقة على مستوى العالم، ليروي قصصًا مُلهمة ليست على هيئة كتاب وإنما بتسلسل بصري مُدهش، مشيرةً إلى أن المعرض يضم صوراً تُعرض لأول مرة لفنان عالمي اشتهر بتسليط الضوء على الإرث الثقاقي من خلال صور تُبرز الجماليات العريقة المعاصرة مستوحاة من البعد التاريخي للمكان.الافتتاح وأهم أعمال المعرضواستهل المعرض حفل افتتاحه مطلع الأسبوع الحالي بعمل فني تحت عنوان ”تحت ظل الشجرة“ والذي يتمحور حول حكمة النبي ﷺ؛ ومنه إلى أعمال أخرى منها ”علامات الخوف“ و”علامات الأمل“، موثقًا النقلة الثقافية في ستينات القرن الماضي ويتبعها بسلسلة من الأعمال التي تسّلط الضوء على مجموعة من الموسيقيين منهم بوب ديلان، ورولينج ستونز، وذا هو، وإريك كلابتون، وجيمس تايلور قبل الانتقال إلى شريحة من الأعمال التي امتدت لعقود من الزمن استكشف فيها ساندرز العالم الإسلامي لتشمل أعمال أبرزها: ”مكان الإسراء“، ”ليلة التأمل“، ”الخيط الفضي بين الطالب والمعلم“ وغيرها.أقسام المعرضالجدير بالذكر أن المعرض ينقسم إلى 5 أقسام: البدايات، رحلة البحث، وثبة الإيمان، استكتشاف العالم، الشكر والإمتنان، كما يشكل رحلة ثرية توثق حالة التحوّل في مسيرة الفنان التي انتقل بها من تصوير مشاهير عالميين تركوا إرثًا موسيقيًا إلى شعائر وأماكن ذات سبغة مغايرة تكشف عُمق العلاقة المكانية والمفاهيم والتصويرية.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: الظهران البحث عن النور معرض فني عن النور
إقرأ أيضاً:
صناعة الجمال والسينما العربية … محاولة للبحث عن المثالية
مارس 18, 2025آخر تحديث: مارس 18, 2025
عبدالكريم ابراهيم
يلعب الجمال دوراً بارزاً في جذب الانسان إليه، ولعل وراء هذا الرغبة بواعث غريزية تتفاعل فيها مؤثرات فلسجية تسهم في جموح وتهيج المشاعر الإنسانية . صانعو السينما اكثر من غيرهم دراية في كسب هذا التوجه والعمل على استمالته بما يحقق أرباحا معنوية ومادية، لذا عمل هؤلاء إلى العناية الدقيقة في اختيار نجوم السينما، وجندوا افضل وسائل الدعاية في سبيل أن يحظى الممثلون بمكانة اجتماعية مهمة ، بل وصل الامر إلى زجهم في عالم السياسة والجاسوسية وغيرها من أساليب المخابرات العالمية التي سعت إلى تجنيد بعض النجوم لغايات معينة. وأهم سلاح يمكن أن يخرق مكنونات المتلقي، ويؤثر فيه هو الجمال الفتان الذي تعد جواز مرور أي نجم إلى عالم تتحكم فيه الاذواق والرغبات، ولكنها تتوحد وتخرس أمام الجمال الخارق حيث لا خلاف على هذه الحقيقة الواضحة التي يتفقد عليها الجميع بعيداً عن الأيدولوجيات المتحكمة بالفرد.
أولى صناع المحتوى الفني عناية فائقة في كيفية جذب المشاهد بعوامل مشوقة تهيج المشاعر، وتدخل السرور إلى الافئدة. فلم يجدوا غير انصياع لنظرية الجمال كوسيلة كسب مشروع يمكن أن تحقق مكاسب متنوعة على جميع الصُعد.
السينما العربية لم تكن بعيدة عما يجري في دهاليز زميلتها العالمية، بل درست بعض التجارب واكتسبت منها خبرات في كيفية توظيف الجمال في محله، فكانت البدايات الأولى وضع قواعد الأساس لما بعد هذه المرحلة. فظهر نجوم السينما العربية من كلا الجنسين بصور ابطال خارقين من ليالي الف ليلة وليلة.
ربما كان التركيز على الجنس الناعم اكثر من غيره؛ لان الوسامة عند مفهومها الذكور في عقلية المتلقي العربي هي الرجولة والبطولة . المشاهدون يرمون إلى تحقيق بواعث كامنة يمكن إن توجد في شخصية البطل : فهو شجاع مثل عنترة العبسي ، كريم كحاتم الطائي ، وسيم كوضاح اليمن، فيلسوف كابن الرشد. وهنا وجد المتلقي العربي بعض ضالته التي فقدها في حياته العامة في شخصيات بعض نجوم السينما الذين شكلوا حلم ظل يراود بين خيالات الماضي السحيق. فحكايات أبي زيد الهلالي مازالت رغبة تلاحق أحلام الكثيرين، ولكن من الصعوبة تحقيقها على ارض الواقع الا من خلال السينما ونجومها. فكانت أفلام إعادة بعض البطولات العربية بشكل يلبي الرغبة العربية الجامحة، ومحاولة لاسترداد بعض ملاحم المجد المفقود عندما سادت الحضارة العربية العالم، وادن لها الجميع بالسيادة المطلقة في المجالات كافة. فكانت سلسلة أفلام إعادة صناعة الابطال التاريخين كما في بعض افلام بدايات السينما العربية.
أما فنانات السينما فهن أكثر من غيرهن علاقة في موضوع صناعة الجمال ، لذا تم اعطاءه عناية كبيرة بحيث يكون من نوع المبهر الاخاذ للعقول. وأصبحت نجمات السينما حلم كل فتى عربي، ولعل بساطة الجمال واقترابه من الطبيعي ؛ هو الذي جعل فاتنات السينما العربية حتى يومنا هذا تحظى بمكانة مميزة مقارنة الأجيال المعاصرة التي ركزت على الموهبة ، وتركت باب الجمال موصداً مما ولد بعض النفور لاجيال متعصبة ترى في نجوم السينما يجب أن يكونوا خارقين فوق العادة حتى في الجمال كي يصبحوا نموذجاً يحتذى به في الوصف والمقارنة والتماثل أحيانا عنصر للتباهي بين الناس انفسهم في أيهم اقرب شبها لهذا الممثل أو لتلك الممثلة، حتى الشباب الباحثين عن فتيات أحلامهم فأنهم وجدوا في عيون ورشاقة نجمات السينما ما يطفئ عطشهم وشوقهم المكنون في اقتران بأقرب شكلا بالممثلات الجميلات.
وأصبحت شخصية كالفنان احمد رمزي نموذجاً حي لطموح أغلب الفتيات الباحثات عن الوسامة المقرونة بقوة العضلات أي ان تجمع الرجولة بالشكل في صورة واحدة . في حين نالت ايقونات السينما الكثير من الاطراء والمبالغة في عدم تكرار جمالهن رغم مرور سنوات طويلة من الظهور كزبيدة ثروت ، مريم فخر الدين ،هند رستم ، سهير رمزي ، شمس البارودي وليلى علوي لدرجة ان بعض المتحمسين والمتعصبين لجمالهن يقولون ” أنهن نساء خلقن من حليب وبسكويت”، وبعيداً عن هذا الرأي المتطرف والمبالغة فيه، نجد اليوم أن مقايس الجمال اختلفت عن ذي قبل بعدما امتدت يد مبضع جراح التجميل ليعيد رسم بعض الملاحم الطبيعية في محاولة للتمرد على النواميس الفطرية، وفقد المشاهد العربي لذة الجمال الحقيقي هو يتفرس بعض الوجه الجديدة كي يعرف الصناعي مما هو رباني، وأصبح المتذوق يعيش في ضبابية بعدما اختلطت عليه الأمور في معرفة مكامن الجمال الحقيقي عن المصنوع، وعزاء المتلقي العربي اليوم العودة إلى الماضي بنوع من الخشوع بعدما انتهكت ثوابت الجمال المتعارفة والمتوارثة من جيل إلى جيل، واستبدلت بقوالب جامدة لا تشع منها رائحة الانوثة، بل جعلت المتعطشين للجمال الحقيقي يعيشون في سنوات الماضي القريب ولا يريدون أن يغادرونه .
وبعد سنوات من الثقافة التراكمية التي أسست قواعد للجمال، بدأت هذا الأساس تنهار بعدما حاول بعضهم أن يغيروا قواعد الاختيار المتوارثة السابقة التي جاءت بنماذج بقيت محافظة على أثرها في نفوس الناس، وعززت مفهوم الجمال المبهر الذي أريد لهُ أن يتعرش الشاشة العربية سنوات طويلة اسعد الجميع وخلق روح المثالية في أن يكون عنصر الجمال من مؤثرات التي تسهم في إيجاد حالة من التشويق الحسي الذي يبحث عنه المشاهد العربي فضلا عن التعويض عن الفراغ النفسي الذي طالما شعر به البعض في يكون الجمال هو من يزرع بوادر الامل بعدما عجزت بعض السياسات الحاكمة في كسب المواطن العربي اليها. وربما يعد هذا الأسلوب في توظيف الجمال نوعاً من الانهزامية المحببة التي يشعر بها الكثير بحالة التعويض المفقودة التي تعطي بعض الاستقرار النفسي والمجتمعي وتصالح مع الذات الباحثة عما يبث فيها بعض الامل وينشلها من حالة الضياع المجاني التي تعيشه بعض المجتمعات .