الكرملين: لا يوجد احتمال لإحياء اتفاق البحر الأسود للحبوب
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
قال الكرملين، الجمعة، إنه لا يوجد احتمال لإحياء اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، وإن الطرق البديلة لشحن الحبوب الأوكرانية تنطوي على مخاطر كبيرة.
وكان سفير أوكرانيا لدى تركيا، فاسيل بودنار، قد أعلن الخميس، إن مفاوضات تجري حاليا بشأن مبادرة تصدير الحبوب التي توسطت فيها الأمم المتحدة، بين كييف وموسكو، وتوقفت في صيف 2023.
وذكر في إحاطة عبر الإنترنت: "مع الأسف، هذه المبادرة للحبوب لا تعمل في الوقت الراهن، رغم أن بعض المفاوضات تجري لإيجاد صيغة لمساعدة محتملة من الشركاء الدوليين لأوكرانيا".
وانتهى الاتفاق الأصلي، الذي سهل تصدير الحبوب بشكل آمن من أوكرانيا عبر البحر الأسود، العام الماضي بعد أن رفضت موسكو تجديده، قائلة إنه جرى تجاهل مصالحها الخاصة.
وزعمت موسكو أن "صادراتها من الغذاء والأسمدة تواجه عقبات، وأن الحبوب الأوكرانية لا تصل بكميات كافية للبلدان المعوزة".
وسمح الاتفاق لأوكرانيا بتصدير 33 مليون طن من الحبوب عبر موانئ البحر الأسود، وأدى إلى تراجع أسعار المواد الغذائية في العالم.
لكن سفن الشحن المغادرة من أوكرانيا عبر البحر الأسود أصبحت مضطرة للبحث عن طرق بديلة لنقل الحبوب على وجه الخصوص، نظراً إلى أن خطر التعرض للقصف جعل تأمينها أمراً شبه مستحيل.
وحالياً، تغادر معظم صادرات الحبوب الأوكرانية التي كانت تُنقل بحراً، عبر نهر "الدانوب" أو بالقطارات.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الحبوب موسكو أوكرانيا الكرملين البحر الأسود حبوب البحر الأسود موانئ البحر الأسود اتفاق البحر الأسود مبادرة البحر الأسود الحبوب موسكو أوكرانيا أخبار روسيا البحر الأسود
إقرأ أيضاً:
مهندس تونسي يهجر التدريس الأكاديمي لإحياء صناعة البلاط الأندلسي
اختار المهندس التونسي سمير دغفوس أن يترك التدريس الأكاديمي وينحاز إلى حرفة صناعة البلاط الأندلسي، تلك الحرفة التي كانت تحظى بتقدير فني كبير لكنها تعرضت للتهميش على مدى عقود بسبب ضعف الاهتمام ونقص الأيدي العاملة الماهرة.
ورغم الانتقادات التي واجهها من زملائه وبعض المحيطين به، فإن دغفوس أصر على هذا القرار المصيري، مدفوعًا بشغفه بالفن اليدوي ورغبته في إعادة إحياء أحد عناصر التراث المعماري المهددة بالاندثار.
حرفة بروح التاريخبدأت قصة دغفوس مع البلاط الأندلسي، أو كما يُعرف في تونس بـ"الجليز العربي"، عندما احتاج إلى هذا النوع الفريد من البلاط لإنجاز أحد مشاريعه، لكنه لم يجده في الأسواق المحلية. كانت تلك اللحظة نقطة تحول دفعته إلى التفكير في تأسيس ورشة متخصصة لإنتاجه.
يقول دغفوس، الذي تخرج في كلية الهندسة المعمارية بميلانو عام 1991، إنه تعمّق خلال دراسته الأكاديمية في كل ما يتعلق بالتراث والتاريخ المعماري، وهو ما زاد ارتباطه بالأصالة والتصاميم التقليدية. وبعد عودته إلى تونس، تخصص في ترميم المباني القديمة، وهو المجال الذي عزز رغبته في إحياء تقنيات البناء التقليدية، ومنها صناعة الجليز العربي.
داخل ورشته الواقعة على أطراف مدينة نابل في شمالي شرقي تونس، يتحدث دغفوس بحماس عن حرفته قائلا "صناعة البلاط الأندلسي ليست مجرد مهنة، إنها فن يحمل روحًا وخصوصية تاريخية، وعلاقتي به تتجاوز كونه عملا، فهو يعكس شغفي العميق بالتراث".
إعلانلم يكن دغفوس وحده في هذه الرحلة، فقد دعمته زوجته، التي تعمل أيضًا مهندسة معمارية، وشاركته جميع مراحل تأسيس الورشة، مما جعل هذا المشروع العائلي أكثر قوة واستدامة.
من التدريس إلى الفن اليدويوعن تحوله من التدريس الأكاديمي إلى الصناعة الحرفية، يوضح دغفوس أن الإنسان بعد سنوات من العمل في مجال معين قد يشعر برغبة في خوض تجربة جديدة ومختلفة. ويضيف "العمل الحرفي ليس مجرد تغيير مهني، بل هو مجال يفتح أبواب الإبداع والتعبير الفني، وهذا ما وجدته في صناعة البلاط الأندلسي".
اليوم، باتت ورشته مرجعًا في مجال صناعة الجليز العربي، حيث يعمل على تصميم وإنتاج بلاط مستوحى من التصاميم الأندلسية التقليدية ليحافظ على هوية هذا الفن ويعيده إلى المشهد المعماري الحديث.
رغم الشغف الكبير الذي يدفع سمير دغفوس لإحياء صناعة البلاط الأندلسي، فإن الطريق نحو تحقيق حلمه لم يكن مفروشًا بالورود، إذ واجه عقبات كثيرة، أبرزها ندرة الأيدي العاملة الماهرة، الأمر الذي يعزوه إلى عزوف الشباب التونسي عن العمل الحرفي وابتعادهم عن الصناعات التقليدية التي تتطلب مهارة وصبرًا.
لم يكن دغفوس مستعدًا للاستسلام لهذه العقبة، فحوّل ورشته في البداية إلى مركز تدريب وتأهيل سعيًا منه لتكوين عناصر تونسية تسهم في إعادة إحياء هذه الحرفة التي اندثرت منذ سبعينيات القرن الماضي. لكن على الرغم من الجهود التي بذلها، لم يجد الإقبال المتوقع، واضطر في النهاية إلى الاستعانة بعمالة أجنبية للحفاظ على استمرارية المشروع.
ورغم التحديات، لم يتخلَ دغفوس عن حلمه مستفيدًا من مصدر دخل آخر ساعده على تمويل مشروعه وتغطية نفقاته، مما مكّنه من الاستمرار رغم الصعوبات. يستذكر تلك المرحلة الصعبة قائلا "أمضيت عامًا كاملا دون أن أبيع قطعة واحدة من البلاط، كان الأمر أشبه باختبار لصبري وإيماني بالمشروع، إلى أن جاءت فرصة المشاركة في المعارض التي كانت بمثابة دفعة قوية أعادت الأمل إلى مسيرتي".
إعلانداخل الورشة، التي تعج بألوان ورسومات البلاط الأندلسي، يجلس عزيز -الحرفي المغربي البالغ من العمر 43 عامًا- يعمل بمهارة لافتة مستخدمًا آلة حديدية قديمة جدا، في وقت ترتسم فيه على وجهه ابتسامة هادئة تعكس مدى ارتباطه بهذه الحرفة.
يقول عزيز، الذي بدأ العمل في صناعة البلاط منذ عام 1994، إنه تعلم المهنة في المغرب وأحبها بشدة حتى أصبحت جزءًا من هويته. يصف تجربته قائلاً "لم تكن مجرد مهنة بالنسبة لي، بل تحولت إلى قصة عشق ما زلت أعيشها حتى اليوم".
في ظل ندرة الحرفيين المحليين، أصبح العمال الأجانب مثل عزيز عنصرًا أساسيا في إبقاء صناعة البلاط الأندلسي على قيد الحياة، لكن دغفوس لا يزال يأمل في أن يجد جيلًا تونسيا جديدًا يحمل المشعل ويعيد لهذا الفن التقليدي مجده المفقود.