علامة على المعذبين في النار.. وسمة للمنافقين بالقرآن .. احذر مصابها
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
الترف علامة على المعذبين في النار حسبما أوردته الآية 45 من سورة الواقعة، فما معناه؟، وما وهي أسرار تلك الآية الشريفة حسبما جاء في كتب التفسير؟، هذا ما سنوضحه في السطور التالية.
علامة على المعذبين في النار وسمة المنافقينيقول تعالى : «إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُتْرَفِينَ (45)»، وجاء في بيانها بحسب تفسير الطبري، وقوله: (إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ ) يقول تعالى ذكره: إن هؤلاء الذين وصف صفتهم من أصحاب الشمال، كانوا قبل أن يصيبهم من عذاب الله ما أصابهم في الدنيا مترفين، يعني منعمين.
كما حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس (إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ ) يقول: منعمين.
ما المقصود بقوله تعالى «فاتبعوني يحببكم الله».. وكيف تكون عبادتي مقبولة؟ ما المقصود بقوله تعالى :«وإن تصبهم سيئة».. ما معنى سيئة هنا ؟ علامة على المعذبين في النار وردت بالقرآنوفي بيان لأسرار الآية 45 من سورة الواقعة يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء إن ربنا سبحانه وتعالى جعل الترف علامة على المعذّبين في النار ومن سمات الفاسقين {إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ * وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الحِنْثِ العَظِيمِ}، موضحًا أن الترف معناه الزيادة في التمتع بكل متعة حتى نتجاوز الحلال، أما الزيادة في الحلال فلا بأس بها.
واستطرد: لكن الزيادة حتى نتجاوز الحلال هذا هو الترف، فالإنسان يلتزم بالحلال فيأكل ويشرب ويسكن ويركب المواصلات والدواب الطبيعية والصناعية باحثًا عن الرفاهة، لكنه لا يجد سعادة في هذا؛ لأن السعادة الحقيقة في حقيقة الأمر إنما هي في ذكر الله «لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله» ، فهناك من يبحث عن الراحة عن الرضا عن القناعة، وهذا لا يتأتى بزيادة المأكل والمشرب، ولا زيادة الرفاهة في المسكن والمركب، بل يأتي من الصيام من الذكر من الدعاء من التربية من الرضا؛ ولذلك قال أهل الله : إننا في لذة لو عرفها الملوك – المترفون- لقاتلونا عليها بالسيوف. لذة ذكر الله، ولذة طاعة الله {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} هذا يأتي بالرضا والتسليم بأمر الله، ويأتي بأن تطيع ربك فيما أمر، وأن تنتهي عما زجر، لكن -المترف- ليس عنده هذه الفكرة ، فلما يتمادى الترف ويصل إلى السرف والإسراف يبدأ هذا الشخص يبحث عن سعادة ؛ فيبدأ بالانحراف، ولا يكتفي بما أحله الله سبحانه وتعالى، ويحاول أن يعتدي على حدود الله لعله في هذا الاعتداء يجد سعادة له، فلا يجد هذه السعادة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الترف سورة الواقعة الدكتور علي جمعة م ت ر ف ین
إقرأ أيضاً:
الإفتاء: لا حرج في تركيب طرف صناعي إذا ولد الشخص بعِلة
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الله تبارك وتعالى خلق الإنسان وأحسنه وخلقه من طين وسوَّاه ونفخ فيه من روحه، وجعل له السمع والبصر والفؤاد، قال تبارك وتعالى: ﴿الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ • ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ • ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ﴾ [السجدة: 7-9].
وأوضحت الإفتاء أن الله تبارك وتعالى يعلم ما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار؛ قال عز وجل: ﴿اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ • عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ﴾ [الرعد: 8-9].
وأضافت إذا وُلد إنسان من بطن أمه وبه علَّة بأحد أعضائه فإنه يجب معالجته كما بيَّن ذلك سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الشريف؛ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «مَا أَنْزَلَ اللهُ دَاءً إِلا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً» رواه ابن ماجه. فإذا لم يمكن علاجه لسبب أو لآخر، ولكن يمكن تركيب جهاز تعويضي للطرف المبتور أو المصاب فلا حرج في تركيبه؛ لما رُوِيَ "أن عرفجة بن أسعد رضي الله عنه أصيب يوم الكُلَاب في الجاهلية فاتخذ أنفًا من وَرِق، فأنتن عليه، فأمره سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يتخذ أنفًا من ذهب" رواه أبو داود والنسائي والترمذي.
وأكدت الإفتاء، قائلة: هو سبحانه العالم بخلقه؛ لأنه خالقهم ويخلق ما يشاء ويتصرف في خلقه كما يريد؛ قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [القصص: 68]، فيخلق الذكرَ والأنثى والصحيحَ والسقيمَ والطويلَ والقصيرَ والأبيضَ والأسودَ، وذلك لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى؛ لأنه لا يعلم الغيب إلا هو، قال تعالى: ﴿وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ [الأنعام: 59]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [لقمان: 34].