الترف علامة على المعذبين في النار حسبما أوردته الآية 45 من سورة الواقعة، فما معناه؟، وما وهي أسرار تلك الآية الشريفة حسبما جاء في كتب التفسير؟، هذا ما سنوضحه في السطور التالية.

علامة على المعذبين في النار وسمة المنافقين

يقول تعالى : «إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُتْرَفِينَ (45)»، وجاء في بيانها بحسب تفسير الطبري، وقوله: (إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ ) يقول تعالى ذكره: إن هؤلاء الذين وصف صفتهم من أصحاب الشمال، كانوا قبل أن يصيبهم من عذاب الله ما أصابهم في الدنيا مترفين، يعني منعمين.

كما حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس (إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ ) يقول: منعمين.

ما المقصود بقوله تعالى «فاتبعوني يحببكم الله».. وكيف تكون عبادتي مقبولة؟ ما المقصود بقوله تعالى :«وإن تصبهم سيئة».. ما معنى سيئة هنا ؟ علامة على المعذبين في النار وردت بالقرآن

وفي بيان لأسرار الآية 45 من سورة الواقعة يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء إن ربنا سبحانه وتعالى جعل الترف علامة على المعذّبين في النار ومن سمات الفاسقين {إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ * وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الحِنْثِ العَظِيمِ}، موضحًا أن الترف معناه الزيادة في التمتع بكل متعة حتى نتجاوز الحلال، أما الزيادة في الحلال فلا بأس بها.

واستطرد: لكن الزيادة حتى نتجاوز الحلال هذا هو الترف، فالإنسان يلتزم بالحلال فيأكل ويشرب ويسكن ويركب المواصلات والدواب الطبيعية والصناعية باحثًا عن الرفاهة، لكنه لا يجد سعادة في هذا؛ لأن السعادة الحقيقة في حقيقة الأمر إنما هي في ذكر الله «لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله» ، فهناك من يبحث عن الراحة عن الرضا عن القناعة، وهذا لا يتأتى بزيادة المأكل والمشرب، ولا زيادة الرفاهة في المسكن والمركب، بل يأتي من الصيام من الذكر من الدعاء من التربية من الرضا؛ ولذلك قال أهل الله : إننا في لذة لو عرفها الملوك – المترفون- لقاتلونا عليها بالسيوف. لذة ذكر الله، ولذة طاعة الله {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} هذا يأتي بالرضا والتسليم بأمر الله، ويأتي بأن تطيع ربك فيما أمر، وأن تنتهي عما زجر، لكن -المترف- ليس عنده هذه الفكرة ، فلما يتمادى الترف ويصل إلى السرف والإسراف يبدأ هذا الشخص يبحث عن سعادة ؛ فيبدأ بالانحراف، ولا يكتفي بما أحله الله سبحانه وتعالى، ويحاول أن يعتدي على حدود الله لعله في هذا الاعتداء يجد سعادة له، فلا يجد هذه السعادة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الترف سورة الواقعة الدكتور علي جمعة م ت ر ف ین

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: نور الإيمان هداية في الدنيا وفوز بالآخرة

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الإيمان في قلب المؤمن نور يضيء له الطريق في الدنيا، ويجعله يميز بين الطيب والخبيث، ويجعله مؤيدًا موفقا دائما في اختياراته، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك : « اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله، ثم قرأ إن في ذلك لآيات للمتوسمين» [رواه الترمذي].

وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أنه كما يكون ذلك النور مشاهدا يوم القيامة يضيء له الصراط كما أضاء له طريقه في الدنيا، يقول تعالى : ﴿يَوْمَ تَرَى المُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ اليَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ﴾ [الحديد :12].

ويقول سبحانه : ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ  ﴾ [الحديد :19].

ويقول سبحانه وتعالى : ﴿ يَوْمَ لاَ يُخْزِى اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [التحريم :8]

فإن الإيمان بأركانه وشعبه له نور وهو ثمرته في قلب المؤمن، وهذا النور يرى به المؤمن، ويظهر لكل الناس يوم القيامة، وهو ذلك النور الذي يطلب المنافقون أن يلتمسوا منه بحجة أنهم كانوا يجاورنهم بأجسادهم وقلوبهم ليس بها إيمان.

ونور الإيمان هو ذلك النور الذي جعله الله للمؤمن ليمشي به في الحياة الدنيا، قال تعالى ﴿أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِى بِهِ فِى النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِى الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام :122]. وهذا النور منحة إلهية إذا منعها الله عن أحد والعياذ بالله فهو في الظلمات يتخبط لا يأتيه النور أبدا، قال تعالى : ﴿ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ ﴾ [النور :40].

نسأل الله أن ينور قلوبنا بنور الإيمان، ويغفر لنا الزلل والخطأ والنسيان، وننتقل إلى النوع الخامس من الأنوار، وهو نور الأكوان. 

مقالات مشابهة

  • المحرمون من المغفرة في ليلة النصف من شعبان
  • أنها الرحلة الأعظم فى الوجود
  • علامة وحيدة تفرق المؤمنين عن المنافقين.. يكشفها جمعة
  • علي جمعة: نور الإيمان هداية في الدنيا وفوز بالآخرة
  • خصوصية جبل الطور حتى يتجلى الله تعالى عليه
  • حفل تكريم 1200 طالب متفوق من مدارس جيل القران في حجة
  • احذر هذا الفعل يجعل وجهك مظلمًا .. علي جمعة يوضحه
  • حكم الدعاء بعبارة "يا غارة الله" وبيان معناها
  • علي جمعة: ذكر الله عبادة يطمئن ويصلح بها القلب
  • حكم الرقية بالقرآن الكريم.. الإفتاء توضح