صحف عالمية: عهد نتنياهو انتهى وانفجار سياسي إسرائيلي قريبا
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
تواصل الصحافة العالمية تسليط الضوء على تطورات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتداعياتها على المشهد الإقليمي، فضلا عن مدى حاجة تل أبيب للمساعدات العسكرية الأميركية.
وفي هذا الإطار، قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتهى، ونقلت -استنادا إلى مصادرها- أن هناك اعتقادا متزايدا بأن أيام نتنياهو على رأس حزب الليكود أصبحت معدودة رغم محاولة تشكيل جبهة لدعمه.
وأشارت الصحيفة إلى أن "قاعدة الحزب تعتقد أن نتنياهو لن يفي بوعوده بتدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، واستعادة جميع الرهائن (الأسرى)".
وكشف أن أعضاء من حزب الليكود في الكنيست يعملون خلف الكواليس مع خلفاء محتملين لنتنياهو، مشيرة إلى أن "الانفجار السياسي" أقرب للسطح مما يبدو، ويمكن أن يحدث في غضون أسبوعين إلى شهرين.
بدورها قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن الحرب ضد حماس كشفت عن حاجة إسرائيل أكثر من أي وقت مضى إلى المساعدات الأميركية، وكشفت فجوة كبيرة في الإنتاج الإسرائيلي للأسلحة، محذّرة من أن حربا أخرى مع حزب الله اللبناني تعني حاجتها للمزيد من الدعم العسكري الأميركي.
وبينما لا يمكن تدارك هذا النقص في وقت قريب -تقول الصحيفة- يخاطر الاعتماد على واشنطن، بمنحها مساحة أوسع للتدخل في سير الصراع، ويضع إسرائيل في منافسة مع دول أخرى؛ مثل: أوكرانيا لتأمين القدر الكافي من الأسلحة والذخيرة.
معاناة الغزيين
أما صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية فتناولت في تقرير لها، أزمة الاتصالات في قطاع غزة في ظل الحرب المستمرة وأثرها في مفاقمة معاناة السكان.
وأشارت إلى أن الانقطاعات المتكررة في شبكة الهاتف تعيق تنسيق عمليات الإجلاء المعقدة أصلا، وتزيد من تحديات مَن يسعون للاطمئنان على أقاربهم ومعارفهم بأي وسيلة أو تأمين بعض حاجياتهم، في وقت يجد الصحفيون صعوبة في محاولاتهم إطلاع العالم بحجم المعاناة داخل القطاع.
وسلطت صحيفة "غارديان" البريطانية، الضوء على تقرير للجنة حماية الصحفيين وضَع إسرائيل ضمن قائمة "أسوأ سجّاني الصحفيين"، ويذكر أن الاعتقال عينة من المخاطر التي تتهدد الصحفيين الفلسطينيين في غزة.
وحسب الصحيفة، يضع التصنيف إسرائيل مع مجموعة سيئة السمعة من الدول الاستبدادية التي لها تاريخ في سجن الصحفيين، وذلك بسبب احتجازها صحفيين فلسطينيين دون محاكمتهم منذ بداية الحرب في غزة.
أزمة البحر الأحمربدوره، استبعد تقرير في مجلة "إيكونوميست" البريطانية، أن تؤدي العقوبات الأميركية إلى تغيير سلوك جماعة أنصار الله الحوثيين في البحر الأحمر، ويعدّها أداة ضعيفة أثبتت إخفاقها خلال السنوات الماضية في الضغط عليهم.
وأشار التقرير إلى أن للحوثيين أن يلتفُّوا على العقوبات ويحصلوا على الموارد الضرورية، وحتى تأمين حصولهم على المزيد من الأسلحة، وعزّز التقرير طرحه بالقول إن المسؤولين الأميركيين يعترفون سرا بأن تهديد الحوثيين للشحن البحري سيظل قائما.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
قوات أوروبية بأوكرانيا.. تعكير للمفاوضات الأميركية الروسية أم للضغط على موسكو؟
موسكو- حصل المقترح الأوروبي بنشر 30 ألف جندي في أوكرانيا على زخم جديد بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تأييده الكامل للفكرة، مع التشديد على أن قوات بلاده لن تشارك فيها.
ويأتي الموقف الأميريكي بعد يوم واحد من انعقاد اجتماع غير رسمي للقادة الأوربيين في باريس، دعا إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقال إنه لبحث ملف الأمن الأوروبي المشترك وتحفيز التخطيط للدعم الأوروبي لكييف والتوصل إلى إجماع بشأن نشر محتمل للقوات هناك، وسط خلافات بين دول القارة حول هذا المقترح.
وكانت الولايات المتحدة طالبت في وقت سابق الزعماء الأوروبيين بتقديم ضمانات أمنية، بما في ذلك قوة عسكرية لأوكرانيا، في حال تمكنت واشنطن من التوصل لاتفاق مع موسكو حول وقف الحرب أو الهدنة مع أوكرانيا.
انزعاج أوروبيلكن رد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بأن نشر قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوكرانيا يُعتبر أمرا غير مقبول لبلاده ويشكل تهديدا لسيادتها، يطرح تساؤلات حول سيناريوهات المرحلة المقبلة من المفاوضات الروسية الأميركية بخصوص الحرب، وكيف سيكون موقف الكرملين في حال تم بالفعل إرسال قوات أوروبية إلى هناك.
ويميل عدد من المراقبين الروس للاعتقاد بوجود انزعاج أوروبي متزايد من مقاربة واشنطن لوقف الحرب في أوكرانيا، تقوم على أن أولويات الأمن الأميركية باتت تكمن في مكان آخر، ولذلك ينبغي التصرف دون التعويل على المشاركة الأميركية المباشرة.
إعلانوما يعزز من هذا الاعتقاد -وفق هؤلاء- هو استبعاد واشنطن لأوروبا وكييف من مفاوضات الرياض التي تجريها مع موسكو، وتقييم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإيجابي لها وإعلانه بأنه مستعد للقاء نظيره ترامب.
تباينيرى الباحث في السياسات الدولية، ديمتري كيم، أن سبب القلق الأوروبي، والتعبير عنه بمقترح إرسال قوات إلى أوكرانيا، جاء ردا على عزم الولايات المتحدة التحرك بـ"سرعة كبيرة" لوقف الحرب، في وقت تشعر فيه أوروبا بالتهميش في مفاوضات قد تهدد نهاية المطاف -حسب مفهومها- التوازن الأمني في القارة لسنوات قادمة.
ويوضح للجزيرة نت أن الحديث يدور عن إرسال قوات أوروبية لكنها لن تكون مشمولة بضمانة أمنية من الناتو بسبب الموقف الأميركي، مما يعني أن هذه البلدان ستضطر إلى الدفاع عن نفسها لوحدها في حال اندلع صراع جديد مع روسيا.
ومن هنا -يتابع الباحث- ستعتمد القرارات اللاحقة بهذا الخصوص على نوع الدعم الذي ستقدمه الولايات المتحدة، إن وجد، وكذلك في حال تم التوصل إلى اتفاق بخصوص الحرب في أوكرانيا، وهو ما يزال سؤالا مفتوحا.
وباعتقاده، فإن فرض تسوية سلمية مستقبلية بين واشنطن وموسكو بات يشكل كابوسا لدى عواصم أوروبية خاصة لندن وباريس، وسط تباين في "حماسة" مجموعة أخرى منها تجاه نشر وحدات عسكرية بأوكرانيا، مثل السويد المترددة، وألمانيا التي تواجه انتخابات هذا الأسبوع، وبولندا "الخصم التاريخي" لكييف، وهو ما يمكن اعتباره ضربة للجهود المتعددة الجنسيات الناشئة.
خطة بديلةمن جهته، يعتبر خبير الشؤون العسكرية قسطنطين سوسلوف أنه رغم أن نهاية الحرب، التي باتت على مقربة من دخول عامها الثالت، كانت تُعتبر بعيدة المنال، إلا أن إعلان ترامب عن استعداده للتحدث مع روسيا والاجتماع مع بوتين أدى إلى "تدافع" القادة الأوروبيين للرد والمسارعة في وضع خطة بديلة للإبقاء على التوازن في القارة العجوز.
إعلانووفق تصريحه للجزيرة نت، فإنه من الناحية النظرية توجد عدة مستويات من القوات التي يمكن نشرها بعد وقف إطلاق النار في أوكرانيا هي:
الأول: قوة ردع برية كبيرة قادرة من الناحية النظرية على القتال إذا تجددت الحرب بين روسيا وأوكرانيا مرة أخرى، وتتكون من 100 إلى 150 ألف جندي. لكنه يتساءل ما إذا كانت أوروبا قادرة على توفير مثل هذا العدد، مع استبعاد مشاركة الولايات المتحدة. الثاني: قوة تتألف من عشرات آلاف الجنود الأوروبيين تنتشر على أجزاء من خط المواجهة، من شأنها أن تشكل مساعدة أكثر محدودية. ولكن قد يعني ذلك أنه إذا تجددت المواجهة بين روسيا أوكرانيا مرة أخرى فإن الدول الأوروبية سوف تنجر إلى الصراع. الثالث: النموذج الأكثر محدودية، وفق الخبير سوسلوف، ويتمثل في قوة تدريب كبيرة تشكل رادعا لأن القوات الأوروبية سوف تكون متمركزة بأوكرانيا وقادرة على القتال وتقديم الدعم في أزمة عسكرية. ويلفت أن ذلك لن يكون سوى مساعدة محدودة لأوكرانيا التي تواجه نحو 600 ألف جندي روسي على طول جبهة نشطة يبلغ طولها 950 كيلومترا على الأقل.وحسب ما يقول، فإن العملية العسكرية الروسية -التي انطلقت في فبراير/شباط 2022- كان من أبرز أهدافها منع أوكرانيا من أن تصبح جزءا من الغرب، بما في ذلك الانضمام إلى حلف الناتو، فضلا عن نزع سلاحها. لذلك ستعارض موسكو بالتأكيد وجود أي قوات أوروبية داخل أوكرانيا.
ويستعبد الخبير سوسلوف خطر اندلاع صراع أوسع بين أوروبا وروسيا، معتبرا أن السيناريو الأكثر ترجيحا هو أن الدول الأوروبية سوف تضطر لتقديم ضمانات أمنية كاملة لأوكرانيا.