وافق البرلمان الألماني على سلسلة إجراءات من شأنها تشديد سياسة الهجرة في البلاد وتسهيل ترحيل اللاجئين، في حين دعا رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك مجلس اللوردات لإقرار مشروع القانون المثير للجدل الذي طرحه حول الهجرة والذي ينص على ترحيل المهاجرين الوافدين بصورة غير قانونية إلى البلاد إلى رواندا.

وتمنح الإجراءات التي أقرها البرلمان أمس الخميس، الشرطة الألمانية صلاحيات جديدة تسهل البحث عن اللاجئين الذين تصدر بحقهم قرارات ترحيل من ألمانيا، كما تنص على أن الحد الأقصى لمدة الاحتجاز قبل الترحيل هو 28 يوما بعد أن كان 10 أيام فقط، لمنح السلطات الوقت الكافي لعملية الترحيل.

وتشير تقديرات الحكومة الألمانية إلى أن حزمة الإجراءات هذه ستزيد عمليات ترحيل طالبي اللجوء من ألمانيا بنحو 600 عملية إبعاد إضافية سنويا.

وفي تصريحات أدلت بها بهذا الشأن، قالت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر الخميس إن الإجراءات الجديدة ترمي لتسهيل ترحيل اللاجئين غير الشرعيين بسرعة وفعالية أكبر، وأضافت "سنحرص على إرغام الأشخاص الذين لا يحق لهم البقاء في بلادنا على مغادرتها بسرعة أكبر".

وأشارت فيزر إلى أن تطبيق السياسة الحالية المتعلقة بالهجرة بصرامة أكبر أدى إلى زيادة عمليات ترحيل طالبي اللجوء العام الماضي بنسبة 27%، حيث تم ترحيل 16 ألفا و430 من المهاجرين غير الشرعيين من البلاد.

وأكدت فيزر ضرورة ترحيل المزيد من اللاجئين والمهاجرين الذين رفضت السلطات الألمانية طلبات اللجوء التي تقدموا بها، إلى بلدانهم الأم، الأمر الذي ترى أن من شأنه أن يفسح المجال لتأمين موارد للذين يجب استقبالهم في ألمانيا، وفق تعبيرها.

وفي إشارة إلى أن الإجراءات الجديدة قد لا تستهدف الفارين من البلدان التي تمزقها الحرب، أوضحت فيزر " أقول لأولئك الذين يفرون من الحرب والإرهاب، يمكنهم الاعتماد على دعمنا".

وانتقدت جمعيات حقوقية الإجراءات الجديدة التي أقرها البرلمان الألماني، وقالت منظمة تدعى "إس أو إس هيومانيتي"، تعنى بإنقاذ اللاجئين الذين تتعطل قواربهم في عرض البحر، إن تعرض اللاجئين الفارين من الحرب، والمنظمات التي تمد لهم يد المساعدة لعقوبة السجن أمر مروع.

وتسعى ألمانيا لتقليص عدد اللاجئين إليها، بعد تسجيل زيادة في عدد طالبي اللجوء والهجرة تجاوزت 50% العام الماضي، إضافة لاستقبالها مليون لاجئ أوكراني، الأمر الذي تقول السلطات المعنية إنه يشكل معضلة ويحد من قدرتها على استيعاب اللاجئين.

سوناك يدعو لإقرار قانون مثير للجدل ببريطانيا

وفي سياق القوانين الرامية للحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا، حث رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك -أمس الخميس- مجلس اللوردات على إقرار مشروع القانون المثير للجدل الذي طرحه بشأن الهجرة والذي ينص على ترحيل اللاجئين الوافدين إلى بريطانيا بطرق تعتبرها السلطات غير قانونية إلى رواندا.

وقال سوناك خلال مؤتمر صحفي إن إقرار مشروع القانون يشكل "أولوية وطنية ملحة"، ودعا اللوردات إلى إقراره "بأسرع وقت ممكن، حتى نتمكن من الشروع في إرسال طائرات" إلى رواندا.

وكان مجلس العموم البريطاني قد أقر مشروع القانون المثير للجدل بأغلبية مريحة، بعد نقاشات عاصفة وانقسام داخل حزب المحافظين، وسط ضغوط مارسها تيار اليمين في الحزب لتمرير مشروع القانون أدت لاستقالة عدد من قادة الحزب.

وأحيل مشروع القانون، الذي يعتبر رواندا بلدا آمنا يمكن ترحيل طالبي اللجوء إليه، على مجلس اللوردات للتصويت عليه، وسط ارتفاع الأصوات المنتقدة له والمطالبة بعدم إقراره.

وقال سوناك إن خطة حكومته الرامية لترحيل اللاجئين غير القانونيين ستؤتي أكلها، وأكد أن القانون يمثل "وسيلة ردع مفيدة" لثني اللاجئين والمهاجرين عن دخول بريطانيا بطريقة غير قانونية، وخاصة من خلال قوارب صغيرة عبر بحر المانش.

وتشير الأرقام الرسمية إلى أن نحو 30 ألف لاجئ دخلوا بريطانيا العام الماضي في زوارق عبرت المانش، وبلغ عدد اللاجئين رقما قياسيا في عام 2022، حيث تجاوز 45 ألف شخص. كما تشير وزارة الداخلية البريطانية إلى أن 358 لاجئا دخلوا أراضيها يوم الأربعاء الماضي وحده.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترحیل اللاجئین مشروع القانون طالبی اللجوء إلى أن

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا تسعى لاستعادة لاجئيها من ألمانيا

تعتزم الحكومة الأوكرانية تكثيف جهودها لتشجيع عودة لاجئيها المقيمين في ألمانيا. ولتحقيق هذه الغاية، جرى التخطيط لإنشاء ما يسمى بـ "مراكز الوحدة" في برلين وأماكن أخرى لاحقاً لدعم اللاجئين في العثور على فرص عمل أو سكن أو فرص تعليمية في أوكرانيا.

وقال نائب رئيس الوزراء الأوكراني أوليكسي تشيرنيشوف، الذي أعد افتتاح المراكز خلال زيارة لبرلين الأسبوع الماضي، "عدد كبير من الأوكرانيين يفكرون جدياً في العودة إلى وطنهم". ويقود تشيرنيشوف وزارة الوحدة الوطنية التي تأسست في ديسمبر (كانون الأول) الماضي خصيصاً لتسهيل عودة اللاجئين.
ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، فر أكثر من 1.1 مليون أوكراني إلى ألمانيا، أكثر من أي بلد آخر. ويبلغ حالياً عدد السكان المقيمين في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الأوكرانية 32 مليون نسمة فقط.

وفي وقت الاستقلال بعد انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، كان هناك 52 مليون أوكراني في كافة أنحاء أوكرانيا، وفقاً لبيانات الحكومة الأوكرانية. وتقدر الحكومة عدد الأوكرانيين الذين يعيشون في الخارج بما يتراوح بين 20 و25 مليوناً.
وقال تشيرنيشوف، إنه في ظل الانخفاض في عدد السكان، هناك حاجة إلى أيدي عاملة في أوكرانيا، وخاصة في إنتاج الأسلحة وقطاع الطاقة وإعادة الإعمار، واصفاً تلك المجالات بأنها "قطاعات حيوية"، موضحاً أنه سيجرى إعفاء العائدين من الخدمة العسكرية إذا عملوا هناك، وقال: "لذا إذا عملت في محطة طاقة، فلن يتم تجنيدك. لديك ضمان بذلك".
ومن المفترض أيضاً أن تدعم "مراكز الوحدة" الأوكرانيين الذين يرغبون في البقاء في ألمانيا، على سبيل المثال خلال البحث عن عمل أو المؤهلات المهنية. وقال تشيرنيشوف: "لا يجب أن يكونوا عبئاً على الحكومة الألمانية".

مقالات مشابهة

  • مشروع قانون يمنع ويجرم ارتداء النقاب في الأماكن العامة بايطاليا.. ما القصة ؟
  • قوى النواب توافق على إنهاء اتفاق العمل لعدم صلاحية المتدرج لتعلم المهنة
  • أوكرانيا تسعى لاستعادة لاجئيها من ألمانيا
  • قبل لحظات من تنصيبه.. خطة ترامب لترحيل أعداد من المهاجرين غير الشرعيين
  • برلماني يكشف عن الحد الأقصى للحبس الاحتياطي في مشروع قانون الإجراءات الجنائية
  • برلماني: مشروع قانون الإجراءات الجنائية نص على إمكانية مراقبة الاتصالات بشروط
  • برلماني يكشف عن حقيقة تشريع قانون يُتيح مراقبة الهاتف
  • "قضايا المرأة" تقيم ورشة عمل حول صياغة مشروع قانون مقترح لمناهضة العنف
  • المستفيدون من مشروع قانون الدعم النقدي بعد قرار النواب
  • تصريحات المستشار محمود فوزي خلال لقائه مع سفراء الاتحاد الأوروبي.. إنفوجراف