بعد ما يقرب من شهرين على الهجمات الصاروخية التي تستهدف السفن التجارية في البحر الأحمر، أصبح سعر خام برنت القياسي أقل في الواقع مما كان عليه في أوائل ديسمبر.

وتراجعت أسعار النفط، الجمعة، إذ قوبلت التوترات الجيوسياسية والاضطرابات في إنتاج النفط الأميركي جراء موجة الطقس الباردة، بمخاوف حيال تباطؤ نمو الطلب في الصين وتوقعات بزيادة المعروض.

وأثارت الاضطرابات في البحر الأحمر مخاوف شركات الشحن، التي حولت مسار سفنها بعيدا إلى رأس الرجاء الصالح، لتجنب التوترات في الممر المائي المهم.

وسلطت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية في تقرير لها، الضوء على الاضطرابات في البحر الأحمر، وأسباب عدم زعزعتها لأسواق الطاقة، رغم أن المنطقة يمر من خلالها 12 بالمئة من إمدادات العالم من النفط المنقول بحرا.

وبحسب المجلة الأميركية المتخصصة في السياسات الخارجية، فإن مضيق باب المندب جنوبي البحر الأحمر يعد مختلفا عن نظيره هرمز في الخليج.

وذكرت أن مضيق باب المندب يمثل طريقا نحو قناة السويس ومنها إلى أوروبا، لكن هناك بدائل له في حال عدم القدرة على الإبحار من خلاله، بعكس هرمز الذي يمثل المنفذ الوحيد لمياه الخليج نحو العالم.

مخاوف من السيناريو الأسوأ .. كيف تؤثر هجمات الحوثيين على سوق الطاقة؟ أثارت الأعمال العسكرية التي يشهدها البحر الأحمر، أحد أكثر الممرات المائية ازدحاما في العالم، مخاوف من ارتفاع أسعار النفط والغاز، ما ستكون له تبعات على معدلات التضخم المرتفعة بالفعل حول العالم

ويعد مضيق هرمز ممرا استراتيجيا في الخليج، إذ يمر عبره ثلث النفط المنقول بحرا في العالم.

علاوة على ذلك، فإن هجمات الحوثيين، رغم أنها مدمرة لخطوط الشحن التجارية، مثل "ميرسك" التي تبحر الآن سفنها باتجاه جنوب أفريقيا لتجنب الصواريخ، فإنها لم تستهدف - حتى الآن - ناقلات النفط أو منشآت إنتاج النفط. 

ووفق المجلة، فإن "جزءا من ذلك يرجع إلى الهدنة بين السعودية وإيران، التي أبقت بعض أهم المنشآت النفطية في العالم خارج خط النار، على عكس عام 2019، عندما ضربت طائرات بدون طيار منشأتين رئيسيتين في السعودية".

وقال كيفن بوك، المدير الإداري لشركة "كلير فيو إنيرجي بارتنرز"، وهي شركة استشارية بمجال الطاقة في واشنطن: "هذه تهديدات للنقل الإقليمي، وليس للإنتاج".

وأضاف أنه "كان من الممكن أن يكون الإنتاج في خطر" لولا "التقارب" السعودي الإيراني، مردفا: "لكننا في مكان مختلف، على الأقل في الوقت الحالي". 

وفي حين أن بعض شركات الطاقة، مثل "شل" و"بي بي"، قامت بإعادة توجيه ناقلاتها لتجنب البحر الأحمر، فإن ذلك يزيد فقط من وقت التسليم وتكاليف الشحن، ولا يؤدي إلى إخراج النفط من السوق.

وقال بوك: "إن التأخر في التسليم يختلف عن عدم وجود تلك الطاقة".

وفي أقل من أسبوع، شن الجيش الأميركي 4 ضربات في اليمن على مواقع عسكرية للحوثيين المدعومين من إيران، آخرها استهدف، فجر الخميس، صواريخ كانت معدة لإطلاقها على خطوط الملاحة البحرية. وشاركت القوات البريطانية في الضربات الأولى فقط فجر الجمعة الماضي.

ويأتي ذلك ردا على عشرات الهجمات التي نفذها الحوثيون في الأسابيع الماضية على سفن تجارية في البحر الأحمر، يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إليها، دعما لقطاع غزة حيث تدور حرب بين حركة حماس وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر.

ويحرص المتمردون الحوثيون في اليمن - حتى الآن - على عدم مهاجمة ناقلات النفط، والتي في حال تعرضت لضربات، فإن ذلك قد يؤدي إلى كارثة بيئية ضخمة، وفقا لـ"فورين بوليسي".

أزمات الشرق الأوسط.. كيف ستؤثر على أسعار النفط في 2024؟ مع التصعيد العسكري الذي يشهده الشرق الأوسط يتخوف البعض من تأثر أسعار النفط بما يؤدي إلى زيادة مستويات الأسعار في وقت تكافح فيه الدول لضبط معدلات التضخم.

وقال مات ريد، نائب رئيس "فورين ريبورتس"، وهي شركة استشارات بمجال الطاقة في واشنطن تركز على الشرق الأوسط، إن "معظم السفن المستهدفة هي ناقلات البضائع السائبة الجافة وسفن الشحن، وليست ناقلات النفط". 

وتابع: "أعتقد أن هذا متعمد. إذا ضربوا ناقلة (نفط) وتسببوا في كارثة بيئية، فسيغضب العالم".

وبالإضافة إلى ذلك، أدى إنتاج النفط الأميركي المتزايد، الذي يبلغ حاليا أكثر من 13 مليون برميل يوميا، إلى "تغيير الأهمية النسبية لما كان في السابق شريان الحياة لأوروبا والولايات المتحدة، ومؤخرا آسيا".

وقال ريتشارد برونز، المؤسس الشريك في "إنيرجي أسبكيتس"، وهي شركة استشارية بحثية مقرها لندن: "إن القواعد الأساسية الموجودة لدينا منذ 30 عاما ليست أطرا مفيدة لكيفية استجابة السوق اليوم". 

وأضاف: "هناك شعور أقل بالاعتماد على النفط المستورد".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر أسعار النفط

إقرأ أيضاً:

تعرف على أسعار النفط بالأسواق العالمية اليوم الخميس

شهدت أسعار النفط، حالة من الاستقرار النسبي  خلال تعاملات اليوم الخميس 30-1-2025، مع ترقب المتعاملين لاجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة في مجموعة "أوبك+" المقرر في الثالث من فبراير المقبل.

استقرار سعر النفط مع انتظار تطبيق رسوم ترامب الجمركية على كندا والمكسيك انخفاض ملحوظ في أسعار النفط مع ارتفاع مخزونات الخام الأميركية أسعار النفط تتراجع اليوم وبرنت يسجل 77.31 دولار للبرميل النفط يستقر مع تقييم المستثمرين لتأثير الرسوم الجمركية على الواردات الكندية والمكسيكية

 

وزادت العقود الآجلة لخام برنت سبعة سنتات، أو 0.1 %، إلى 76.71 دولار للبرميل، وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس، الوسيط الأمريكي، 17 سنتًا، أو 0.2 %، إلى 72.79 دولار وذلك وفقا لوكالة الأنباء العمانية.

وعلى صعيد الطلب، أظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس الأربعاء، ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بواقع 3.46 مليون برميل الأسبوع الماضي، مع تراجع استهلاك المصافي للأسبوع الثالث على التوالي.

وأبقى مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأمريكي" أسعار الفائدة دون تغيير أمس، ولم يقدم البنك أي تفاصيل عن موعد خفض تكاليف الاقتراض، وهو ما قد يعزز النشاط الاقتصادي والطلب على الخام.

ويترقب المتعاملون اجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة في مجموعة "أوبك+" المقرر في الثالث من فبراير المقبل، حيث تعتزم المجموعة زيادة الإنتاج اعتبارًا من أبريل.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، للصحفيين الثلاثاء إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يزال يخطط للوفاء بوعده بفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك يوم السبت.

وقال مرشح ترامب لمنصب وزارة التجارة، هوارد لوتنيك، أمس الأربعاء إن بوسع كندا والمكسيك تجنب الرسوم الجمركية إذا تحركتا بسرعة لإغلاق حدودهما أمام الفنتانيل.

وعلى صعيد الطلب، أظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية أمس الأربعاء ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بواقع 3.46 مليون برميل الأسبوع الماضي مع تراجع استهلاك المصافي للأسبوع الثالث على التوالي.

وكان محللون توقعوا في استطلاع لرويترز زيادة قدرها 3.19 مليون برميل.

وأبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة دون تغيير، الأربعاء، ولم يقدم البنك أي تفاصيل عن موعد خفض تكاليف الاقتراض، وهو ما قد يعزز النشاط الاقتصادي والطلب على الخام.

ويترقب المتعاملون أيضا اجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة في مجموعة أوبك+ المقرر في الثالث من فبراير. وتعتزم المجموعة التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا زيادة الإنتاج اعتبارا من أبريل.

ودعا ترامب الأسبوع الماضي أوبك+ إلى خفض أسعار النفط. ولم ترد المجموعة بعد، لكن مندوبين منها قالوا إنه ليس مرجحا تغيير سياسة الإنتاج في اجتماع فبراير، بحسب وكالة "رويترز".

مقالات مشابهة

  • تعرف على أسعار النفط بالأسواق العالمية اليوم الخميس
  • البحرية الأمريكية: مررنا باختبار حقيقي في البحر الأحمر
  • ضباط أمريكيون: المواجهة البحرية مع اليمن الأكثر تعقيدًا وخطورة منذ الحرب العالمية الثانية
  • ضباط أمريكيون: المعركة البحرية مع اليمن أكثر كثافة وخطورة منذ الحرب العالمية الثانية
  • انضمام فرقاطة إيطالية للأسطول الأوروبي ''أسبيدس'' في البحر الأحمر
  • وزير الطاقة السعودي يبحث مع نظراء في أوبك+ استقرار الأسواق العالمية
  • تراجع المخاوف من الإمدادات يُخفّض أسعار النفط.. واستقرار أسواق الذهب
  • انضمام فرقاطة إيطالية لمهمة "أسبيدس" لحماية الملاحة في البحر الأحمر
  • رسوم ترامب تهز أسواق النفط.. والصين تعمّق الأزمة!
  • لماذا ارتفع سعر الذهب الآن في مصر؟.. ابحث عن الزيادة العالمية الجديدة