مجوهرات من النفايات..هكذا تُستخرج الفضة من الأشعة السينية
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عند النظر إلى فيلم الأشعة السينية، قد تكتشف عظامًا مكسورة أو حتى أجسامًا غريبة، لكن ثمة كمية صغيرة من الفضة مخبأة داخل الصورة عينها. وراهنًا، تستخدم "رويال مينت"، أقدم شركة في المملكة المتحدة والصانع الرسمي للعملات المعدنية البريطانية، هذه الفضة لصنع المجوهرات.
ومن أجل الحصول على الفضة، تعاونت مع شركة "Betts Metals" التي تأخذ من برمنغهام في إنجلترا مقرّا لها، والتي استخرجت المعادن الثمينة من النفايات لأكثر من 250 عامًا.
وأوضح تشارلي بيتس، المدير الإداري للشركة، أن الشركة تقوم بجمع أفلام الأشعة السينية المستخدمة التي لم تعد المستشفيات بحاجة لها، والتي سترسل إلى مكب النفايات أو يتم حرقها.
ويمر الفيلم عبر آلة تقطّعه إلى قطع صغيرة، قبل أن يتم استخدام المعالجة الكيميائية لفصل الفضة. بعد ذلك، يتم صهرها ونقلها إلى موقع آخر، حيث يتم تكريرها إلى درجة نقاء تصل إلى 99.9%، تمامًا مثل أي مصدر آخر للفضة النقية.
وتتلقى المستشفيات القيمة النقدية للفضة المستصلحة. وأشار بيتس إلى أن كمية الفضة قد تتباين بشكل كبير بين أفلام الأشعة السينية، موضحًا أن هناك حاجة لأطنان عديدة من الأفلام لجعل عملية استردادها فعالة من حيث الكلفة.
جيدة مثل الذهبيستخدم تجار مجوهرات آخرين الفضة الموجودة بأفلام الأشعة السينية التي استعادتها بيتس، ضمنًا "أنغراد" ومقرها لندن، لكن "رويال مينت" تستخرج أيضًا الذهب من النفايات الإلكترونية. وتستخدم "الكيمياء الأولى على مستوى العالم" من شركة "Excir" الكندية التي تقول إنها قادرة على استعادة أكثر من 99٪ من المعادن الثمينة خلال دقائق من النفايات الإلكترونية (المعروفة باسم e-waste) مثل لوحات دوائر الكمبيوتر المحمول، والهواتف المحمولة.
وينتج سنويًا أكثر من 50 مليون طن متري من النفايات الإلكترونية على مستوى العالم. يتم إعادة تدوير أقل من 20% منها في جميع أنحاء العالم، ما يؤدي إلى التخلص من المعادن الثمينة التي تقدر قيمتها بنحو 57 مليار دولار، أو نسيانها عوض إعادة استخدامها. ويذهب بعضها إلى مكب النفايات، وقد ينتهي بها الأمر كمادة ملوثة للتربة والتسرب إلى المياه الجوفية. كما يتم إعادة تدوير الكثير منها على نحو غير رسمي في الدول النامية، حيث يمكن أن يتعرض العمال للمعادن السامة. وقد يؤدي تعدين المعادن الثمينة الجديدة أيضًا إلى تلويث مصادر المياه، فضلاً عن إلحاق الضرر بالمناظر الطبيعية البكر.
هذا العام، من المقرر أن تفتتح "رويال مينت" مصنعًا جديدًا لاستعادة المعادن الثمينة، والذي سيكون قادرًا على معالجة 4000 طن متري من النفايات الإلكترونية في المملكة المتحدة سنويًا، وفقًا لما ذكره شون ميلارد، كبير مسؤولي النمو في الشركة.
وقال ميلارد: "توفر مشاريعنا الخاصة بالفضة بالأشعة السينية والنفايات الإلكترونية الذهبية مصدرًا لمعادننا الثمينة. هذه خطوة مهمة لتقليل اعتماد رويال مينت على المواد المستخرجة".
استخدمت الفضة المستخرجة من الأشعة السينية وذهب النفايات الإلكترونية في مجموعة مجوهرات "886" التابعة لـ"رويال مينت"، ولها الأداء المماثل عينه للمعادن التي يتم استخراجها، وفقًا لما ذكره دومينيك جونز، المدير الإبداعي لـ"886".
وأوضح جونز أن الأمر لا يقتصر على إعادة التدوير فحسب، بل يتعلق أيضًا بالحفاظ على المعادن الثمينة التي تم استخراجها بالفعل. ويقول إن 7% من إجمالي احتياطي الذهب في العالم يتم تخزينه على شكل أجهزة كمبيوتر محمولة مكسورة وهواتف محمولة قديمة.
وأوضح جونز أنّ "فكرة وجود هذه المواد غير المستخدمة، فيما ما زلنا نسعى لاستخراج مواد جديدة، لا تناسبني. الفضة بالأشعة السينية هي عينها تمامًا، هذا يشكل مصدرًا للفضة غير مستخدم في السابق ولا يزال خامدًا حتى الآن".
وتهدف شركة "رويال مينت" مستقبلًا، كي تكون جميع مجوهراتها مصنوعة من مصادر مستدامة.
ولفت جونز إلى أنّه يريد أن تدوم قطعه لأجيال عديدة، وألا تكون قطعة تصميم جميلة فحسب، بل رمزًا للاستدامة المتطورة التي تستخدم مواد تقدمية وغير ضارة بالبيئة.
وخلص جونز إلى أنّ "هذه القطع خالدة عن قصد، وهي تحف للمستقبل. الأمر مربح للجميع".
المملكة المتحدةكنداإنجلتراذهبشركاتلندنمجوهراتمعادننشر الجمعة، 19 يناير / كانون الثاني 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: المملكة المتحدة إنجلترا ذهب شركات لندن مجوهرات معادن من النفایات الإلکترونیة المعادن الثمینة الأشعة السینیة
إقرأ أيضاً:
قوانين أوروبية جديدة للحد من النفايات.. الغذاء والموضة السريعة أول المستهدفين
أعلنت الرئاسة البولندية للاتحاد الأوروبي عن تحقيق انفراجة بعد محادثات ماراثونية بشأن خفض تبذير الغذاء واتخاذ إجراءات للحد من ثقافة التخلص من الملابس بسرعة.
وقد ضع الاتحاد الأوروبي لأول مرة في تاريخه، أهدافًا ملزمة قانونيًا للدول الأعضاء لخفض تبذير الغذاء، حيث اتفق المشرعون على خفض بنسبة 30% عبر تجار التجزئة والمطاعم وشركات التموين والأسر... مع نهاية العقد الحالي.
أما بالنسبة شركات الصناعات الغذائية، فإن الهدف لعام 2030 هو خفض بنسبة 10%، مع استناد كلا الهدفين على متوسّط السنوات الثلاث حتى عام 2023، إذ تشير تقديرات الاتحاد الأوروبي إلى أن أكثر من 59 مليون طن من الأغذية يتم إلقاؤها في صناديق القمامة سنويًا، مما يمثل خسارة تبلغ 132 مليار يورو.
وتستهدف التعديلات التي أدخلت على القانون الأوروبي بشأن النفايات والتي تم الاتفاق عليها هذا الصباح بعد مفاوضات ماراثونية خلف الأبواب المغلقة بين النواب الأوروبيين ومندوبي الحكومات، قطاعَ النسيج .
وتفرض القواعد الجديدة حول مسؤولية المنتج الممتدة (EPR) على مُصَنِّعي النسيج وعلامات الأزياء دفع رسوم لدعم جمع النفايات وفرزها وإعادة تدويرها، وذلك وفقًا لمدى استدامة منتجاتهم ومراعاتها لمبادئ الاقتصاد الدائري.
كما يُخوّل الاتحاد الأوروبي الحكومات الأعضاء بتعديل هذه الرسوم بناءً على متانة الملابس، في خطوة تهدف إلى الحد من ثقافة "الموضة السريعة"، مثل الملابس الرخيصة ذات الاستخدام المحدود التي تنتشر عبر المنصات الإلكترونية.
ووفقًا للنص المتفق عليه الذي جاء فيه: "رغم ما يوفره سوق التجارة الإلكترونية سريع النمو من فرص واعدة، إلا أنه يشكّل تحديًا كبيرًا، لا سيما في مجال حماية البيئة."
ويعاقب التشريع الجديد الحملات التسويقية المكثفة التي تحثّ المستهلكين على التخلص من الملابس قبل أن تفقد قيمتها أو تتلف، وهي ممارسات يُعتقد أنها تساهم في "زيادة مفرطة في استهلاك المنتجات النسيجية، وما يترتب على ذلك من إنتاج كميات كبيرة من النفايات".
ويشمل ذلك تقييم معايير مثل تعدّد الاختيار الذي يقدمه بائع التجزئة، ومدى توفر خدمات الإصلاح أو الحوافز التشجيعية للمحافظة على الملابس.
وقد رحب دعاة الحدّ من التبذير بالإجراءات الأوروبية، إلا أنهم أعربوا عن استيائهم من ضعف الأهداف المعلنة.
إذ أوضحت تيريزا مورسن، مسؤولة السياسات في منظمة "أوروبا بلا نفايات" (Zero Waste Europe) ومقرها بروكسل: "قبل عشر سنوات، التزم الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء بأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، والتي تشمل خفض تبذير الغذاء بنسبة 50% عبر سلسلة التوريد بأكملها".
وانتقدت المنظمة إضافة إلى ذلك، غياب إجراءات فعّالة للحد من تبذير الغذاء في مرحلة الإنتاج، مشددةً على أن إحصائيات الاتحاد الأوروبي تكشف عن أن نحو 11% من الأغذية تُبدَّد قبل حتى خروجها من المزارع.
وفيما يتعلق بقطاع النسيج، فلقد رأت مورسن أن الإجراءات المتخذة ما زالت "تحتاج إلى تعزيز ودعم"، مضيفة: "كنا نأمل أن تستفيد الدول الأعضاء من النماذج الناجحة في فرنسا وهولندا، وأن تدعم مسؤولية المنتج الممتدة (EPR) بأهداف محددة لتحقيق اقتصاد دائري فعّال".
Relatedالدنمارك: تطبيق هاتفي جديد لتفادي تبذير الطعامشاهد: ما الذي يمكن أن تفعله الفنادق والمطاعم للحد من هدر الطعام؟لمكافحة هدر الطعام.. المطاعم الإسبانية مطالبة بتقديم علب "دوغي باغ" مجانا لزبائنهامن جانبها، أكدت النائبة البولندية آنا زاليفسكا، من مجموعة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين (ECR)، والتي أشرفت على إقرار التشريع في البرلمان الأوروبي، أنها قد نجحت في حماية المزارعين من أي التزامات تفرض عليهم الحد من تبذير الغذاء.
وقالت زاليفسكا: "تمكّنا من وضع ضوابط عملية وواقعية تتيح للدول الأعضاء تنفيذ سياسات فعّالة للحد من تبذير الغذاء، مع ضمان عدم تأثر القطاع الزراعي سلبًا بهذه الإجراءات".
يُذكر أن هذا الاتفاق يظل مبدئيًا، ويحتاج إلى مصادقة نهائية من وزراء دول التكتل خلال قمة مجلس الاتحاد الأوروبي، وهي خطوة تُعتبر عادةً إجراءً شكليًا.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أيرلندا تواجه تحديات الثورة الرقمية: استهلاك غير مسبوق للطاقة استهلاك اللحوم يتراجع إلى مستوى غير مسبوق في ألمانيا دول الاتحاد الأوروبي تتفق على خفض استهلاك الطاقة بحلول 2030 السياسة الأوروبيةالسلع الاستهلاكيةأوروبا