أقوى الجيوش بالعالم في 2024.. ليس بينها جيش عربي
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
19 يناير، 2024
بغداد/المسلة الحدث: أصدر الموقع الأمريكي Global Fire Power، المتخصص في الشؤون العسكرية، بداية هذه السنة ترتيبه السنوي لأقوى الجيوش في العالم، ومن ذلك تصنيفه لأقوى الجيوش العربية في سنة 2024.
ويأتي هذا التصنيف في وقتٍ تبدو فيه المنطقة العربية أقرب للانفجار، وذلك بسبب تداعيات حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة منذ الـ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقصفها المستمر منذ ذلك الحين لجنوب لبنان، ودخول جماعة أنصار الله الحوثيين على خط الصراع باستهدافهم للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، الأمر الذي أدى إلى عسكرة البحر الأحمر من خلال إرسال الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها لقطعها البحرية لمواجهة هجمات الحوثيين، ناهيك عن الهجمات التي تشنها فصائل المقاومة الإسلامية في العراق على القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، وهي التطورات التي جعلت عدة دول عربية تعلن عن بالغ قلقها على أمنها القومي، فما هو تصنيف أقوى الجيوش العربية في سنة 2024 حسب تصنيف غلوبال فاير باور للجيوش؟
ما هو تصنيف غلوبال فاير باور للجيوش العسكرية؟
منذ عام 2006، دأب الموقع الأمريكي Global Fire Power، على إصدار بيانات تصنيف عام لـ 145 جيشاً حول العالم، ويعتمد التصنيف النهائي على بيانات أكثر من 60 عاملاً يتم فحصها، وتكون الدرجة المثالية لمؤشر الأداء هي 0.
ويعتمد موقع “غلوبال فايرباور” في تصنيفه السنوي للقوى العسكرية عالمياً وإقليمياً أيضاً على جملة من العوامل تشمل الوضع الراهن للقدرات العسكرية والمالية واللوجستية والجغرافية، ويأخذ في الاعتبار حجم البلدان وتقدمها التكنولوجي.
مع ذلك، يشكك البعض بدقة تصنيفاته خاصة أن البيانات العسكرية للدول بعضها سري والإفصاح عنها يخضع لاعتبارات مختلفة.
ما هو ترتيب أقوى الجيوش العربية في سنة 2024؟
نشر موقع Global Fire Power المتخصص في الشؤون العسكرية التصنيف السنوي لأقوى الجيوش في العالم لعام 2023، وتصدرت مصر تصنيف أقوى الجيوش العربية في سنة 2024 تليها كل من السعودية والجزائر.
واحتلت مصر المرتبة الـ15 عالمياً بمؤشر القوة برصيد 0.2283، في حين بلغت ميزانيتها 4.4 مليار دولار، بينما احتلت السعودية المرتبة 23 عالمياً برصيد 0.3235، وبلغت ميزانيتها للإنفاق العسكري 71 مليار دولار وهي الأعلى عربياً، في حين احتل الجيش الجزائري المرتبة الـ26 عالمياً برصيد 0.3589، وبلغت ميزانيته لسنة 2024 نحو 21.6 مليار دولار.
وجاء العراق في المرتبة الرابعة في تصنيف أقوى الجيوش العربية في سنة 2024، بعدما احتل المرتبة 45 عالمياً، وبلغت ميزانية الإنفاق العسكري للعراق خلال سنة 2024، نحو 21.6 مليار دولار.
واحتلت الإمارات المرتبة الخامسة عربياً في تصنيف أقوى الجيوش العربية في سنة 2024 والـ51 عالمياً، ثم جاءت سوريا في المرتبة السادسة عربياً والـ60 عالمياً.
واحتل المغرب المرتبة السابعة عربياً في تصنيف أقوى الجيوش العربية في سنة 2024، تليه قطر ثم تونس والسودان، بينما احتلت الكويت المرتبة الـ11 عربياً، يليها كل من جيوش عُمان، ليبيا، الأردن، اليمن، البحرين، وأخيراً موريتانيا والصومال التي احتلت المرتبة 142 عالمياً، والأخيرة في تصنيف أقوى الجيوش العربية في سنة 2024.
ماذا ينتظر الجيوش العربية في 2024؟
الحرب الإسرائيلية على غزة هي أكبر تهديدٍ للدول العربية، خاصة دول الطوق التي تحيط بالكيان الصهيوني، والتي ارتفعت نسبة نشوب حربٍ بينها وبين إسرائيل.
فسوريا المنهكة في الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من 12 عاماً، لا تزال تتعرض دورياً إلى هجمات إسرائيلية، بينما بات اشتعال حرب بين لبنان وإسرائيل وشيكاً أقرب من أي وقت مضى.
وتجد مصر أقوى الجيوش العربية في سنة 2024 نفسها محاطةً بتهديدات أمنية من كلّ جانب، آخرها الحرب على غزة وخطط الكيان الصهيوني الرامية إلى تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء.
نفس التهديد يلاحق الأردن الذي يسارع الوقت من أجل منع خطة إسرائيل بتهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وزادت الأوضاع في البحر الأحمر من احتمالية تعطيل الاتفاق بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية، الأمر الذي يفتح الباب إلى عودة الصراع بين الطرفين من جديد.
ويتوقع أن يتواصل التسابق في التسلح بين الجزائر والمغرب، القائم على الأزمة الدبلوماسية المستمرة بين البلدين منذ عام 2021، وسط تنامي التهديدات المحيطة بالبلدين من الصحراء الكبرى.
ماذا عن ترتيب أقوى جيوش الدول الإسلامية لعام 2024؟
بإعطاء تصنيف globalfirepower، بعداً أكبر من نطاق الدول العربية ليشمل الدول الإسلامية، نجد أن الجيش التركي يحتل المرتبة الأولى في تصنيف الجيوش الإسلامية، بمعدل أداء بلغ 0.1697 في تصنيف الموقع الأمريكي، محتلاً بذلك المرتبة الثامنة عالمياً في تصنيف أقوى جيوش العالم، ويليه الجيش الباكستاني بمعدل أداء بلغ 0.1711، والذي وضعه في المرتبة التاسعة عالمياً.
ويحتل الجيش الإندونيسي المرتبة الثالثة في تصنيف أقوى الجيوش الإسلامية، بعد أن احتل المرتبة 13 عالمياً، يليه الجيش الإيراني في المرتبة 14 عالمياً، ثم في المرتبة الخامسة إسلامياً نجد الجيش المصري أقوى الجيوش العربية.
أقوى الجيوش في العالم لسنة 2024
أما قائمة 10 جيوش في العالم، فلم يكن بها أي جيش عربي، وتواجد بها فقط الجيشان التركي والباكستاني ممثلان عن العالم الإسلامي.
إذ حافظت الولايات المتحدة الأمريكية على صدارتها بصفتها القوة العسكرية الرائدة في العالم بمؤشر قوة يبلغ 0.0699، وجاءت روسيا في المرتبة الثانية بمؤشر قوة يبلغ 0.0702، في حين احتلت الصين المرتبة الثالثة مؤشر قوة تبلغ 0.0706.
وجاءت الهند في المرتبة الرابعة بمؤشر قوة يبلغ 0.1023، ثم كوريا الجنوبية التي لديها مؤشر الطاقة 0.1416، ثم تمتلك المملكة المتحدة بمؤشر قوة يبلغ 0.1443، ثم اليابان التي حققت مؤشر قوة يبلغ 0.1601.
واحتلت تركيا المرتبة الثامنة، بتحصيلها مؤشر قوة 0.1697 التي دخلت به ترتيب قائمة أقوى 10 جيوش في العالم لهذا العام، بينما احتلت باكستان المرتبة التاسعة بتحقيقها 0.1711 واختتمت إيطاليا القائمة بمؤشر قوة يبلغ 0.1863.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
متى تلامس النكبة «العربية» ضمير الإنسانية؟!
لم تكن الحرب التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلية بدعم غربي على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 حربا عادية، ومتى كانت الحروب حدثا عاديا رغم تحولها إلى الأصل في حياة البشر ولحظات السلام والسلم هي الاستثناء، لكن استثنائية هذه الحرب تنطلق من موقف المجتمع الدولي منها، من حجم وحشيتها، ومن موقفهم جميعا من «الإبادة الجماعية» التي أخذت بعدا دلاليا عاديا لم يعد «مخيفا» أو يستدعي ثورة إنسانية لكرامة الإنسان وما وصل له من مستوى من التحضر والتمدن.
وإذا كان بابا الفاتيكان فرنسيس قد رأى في مقتل سبعة أخوة في غارة إسرائيلية قسوة مست قلبه عندما قال «أمس، تعرّض أطفال للقصف. هذه قسوة وليست حرباً. أريد أن أقول هذا لأنّه يمس قلبي». وفي الحقيقة فإن الحرب -أي حرب- أكثر فظاعة من أي مستوى من مستويات القسوة؛ لأن دلالتها مهما كانت لا تستطيع توصيف نقل حقيقة ما يحدث في غزة، فما بالك إذا كانت الحرب حرب إبادة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وما بالك إذا كانت هذه الحرب صهيونية/ إيديولوجية ضد مدنيين عُزّل وأطفال لا حول لهم ولا قوة.. رغم ذلك فإن «المجتمع الدولي» لم تمس كل هذه الفظائع قلبه ولم يشعر أن فيها «قسوة».. وهنا تكمن المشكلة، وهذه المشكلة ليست في الحرب نفسها ولا في جرائم الصهيونية فيها ولكن في موقف العالم منها، أو بشكل أكثر دقة وأكثر تحديدا في إنسانية العالم التي لم تُخدش، أو حتى تشعر أنها قد تُخدش رغم أكثر من 45 ألف «قتيل»، ونقول «قتيل» على أمل أن تصل دلالة الكلمة إلى الضمير العالمي وتفهم إذا كان ثمة حاجز دلالية أيديولوجي أمام فهم أو الشعور بدلالة كلمة «شهيد». ورغم أن العدد الحقيقي «للقتلى» أكبر من هذا بكثير نظرا لوجود عشرات الآلاف من المفقودين من بداية الحرب وهم قطعا تحت الأنقاض فإن هذه العدد من «القتلى» كاف حتى يستيقظ ضمير العالم ويشعر بحجم «القسوة» ويقف بشكل حازم أمام مجازر الصهيونية في قطاع غزة وفي عموم فلسطين وفي لبنان وسوريا واليمن.. ولا نتصور أن الصدمة الكافية لصحوة الضمير الإنساني تحتاج إلى أن يتجاوز عدد القتلى حاجز المليون.. وإن كان الأمر كذلك فمن يستطيع الجزم أن أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة هم أحياء بالمعنى المفهوم للحياة في الوقت الحالي! كيف يكون حيا بالمعنى المجرد للكلمة في سياق اللحظة الحالية من لا يجد قطرة ماء ليشرب بالمعنى الحرفي للكلمة، ومن لا يأمن على حياته وحياة أطفاله لدقيقة واحدة، ومن يشعر أن العالم بكل تراكماته الإنسانية قد خذله ولا ينظر له باعتباره إنسانا له كرامة وحقوق!
المشكلة الكبرى الآن تتجاوز «إبادة» الإنسان، رغم جوهريته وقدسيته في كل الشرائع، ولكنها لم تمعنا النظر فيها تتجاوز ذلك بكثير.. ما يحدث في المنطقة يتجاوز القدرة على استيعابه؛ فالعرب مأخوذون، على الأرجح، بتطورات اللحظة وتحولاتها وإلا فإن الجانب الآخر المتمثل في دولة الاحتلال وفي عموم الغرب وفي دول عالمية أخرى شديد الوضوح.. إن الصهيونية تعيد رسم خارطة المنطقة «الشرق الأوسط الجديد» وتعيد احتلالها والسيطرة عليها بشكل مروع، ما يجعل المنطقة تودع عام 2024 بألم يفوق ألم «نكسة» 1967 لو كانوا يعلمون. وعندما يتلاشى هذا الدخان الكثيف فوق المنطقة، ربما حينها، نستطيع استيعاب حجم ما خسرنا، ولن تستطيع حينها دلالة كلمة «نكسة» أو حتى «نكبة» توضيح ما حدث، دع عنك أنها تستطيع ربطنا بالأمل في عبور قادم يعيد ما فقدنا.. أو يقنع العالم أن ما يحدث في غزة لا يخلو من «قسوة» تمس قلب الإنسانية.