أسباب تعثر مصر في أول جولتين.. و«الفراعنة» أفضل بدون محمد صلاح؟ (تحليل)

سقط المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، في فخ التعادل بالجولتين الأولى والثانية، أمام كل من موزمبيق وغانا بنفس النتيجة (2-2)، وذلك في بطولة كأس أمم إفريقيا 2023، والمقامة حالياً في دولة كوت ديفوار في الفترة من 13 يناير الجاري وحتى 11 من شهر فبراير المقبل.

وعقب سقوط «الفراعنة» أمس، في فخ التعادل أمام منتخب غانا، تضاربت الآراء حول السبب الحقيقي في تعثر منتخبنا الوطني في أول جولتين، وكذلك ما السبب وراء أفضلية مصر في الشوط الثاني من المواجهة «الثقيلة»، وتحديداً عقب إصابة النجم محمد صلاح وخروجه.

وتقدم «الأسبوع»، في التقرير التالي، تحليل عن أسباب تعثر مصر في أول جولتين، وهل «الفراعنة» بالفعل أفضل بدون محمد صلاح؟.

لماذا تعثرث مصر في أول جولتين؟

دخل منتخب مصر المباراة الأولى في كأس أمم إفريقيا 2023، أمام منافس «سهل» فقط بالأقاويل، دون معرفة أي شئ عن هذا الفريق الذي يُعد مغموراً للكثير من الجماهير والمحللين، لذلك باتت تلك المواجهة سهلة بالنسبة للجماهير المصرية.

ولكن في حقيقة الأمر، أن منتخب موزمبيق خالف التوقعات وظهر بشكل مميز للغاية أمام الفراعنة، ونجح في قلب الطاولة على المنتخب المصري في دقيقتين وسجل هدفين، قبل أن ينجح محمد صلاح وينقذ منتخبنا الوطني من الهزيمة القاسية ويسجل هدفاً في الدقيقة الأخيرة عن طريق ركلة جزاء.

وظهرت في مباراة منتخبنا الأولى أمام موزمبيق العديد من الأخطاء، سواء على مستوى التشكيل واختيارات المدرب روي فيتوريا، أو في توظيف اللاعبين داخل أرضية الملعب، وكذلك أخطاء دفاعية كادت أن تؤدي بنتيج المباراة إلى كارثة حقيقية.

وفشل روي فتوريا في المباراة الأولى أمام موزمبيق، في إيجاد حلول لتعويض غياب اللاعب رقم «10» في منتخب مصر، واعتمد على محمد صلاح في لعب هذه المهمة، وهو ما فشل فيه «مو» لإن خطورته الحقيقة تكمن في مركز الجناح، ومع مشاركة زيزو حاول فيتوريا أن يلعب نجم الزمالك هذا الدور في المواجهة الأولى ولكن ما هو فشل فيه أيضاً، لذلك ظهر «الفراعنة» في المباراة الأولى بدون صانع ألعاب واعتمد طوال أحداث المباراة على الكرات العرضية والطويلة وهو ما منح المنتخب الموزمبيقي الأفضلية.

كما فشل فيتوريا في توظيف محمد النني كلاعب مركز «6» في أرضية الميدان، وهو ما منح منتخب موزمبيق الأفضلية في وسط ملعب المباراة، وجاء منها الهدف الثاني للخصم، لذلك كان لابد من تواجد اللاعب مروان عطية في أرضية الملعب بحكم أنه الأفضل في قائمة الفراعنة للتواجد في هذا المركز والقيام بهذا الدور.

ولكن عند النظر إلى مباراة أمس أمام غانا، تجد أن نفس الأخطاء تكررت دون تعديل أو تدخل من فيتوريا، حيث جاء هدف «البلاك ستارز» الأول من تسديدة قوية من محمد قدوس على مشارف منطة جزاء الفراعنة، وفشل اللاعب محمد النني في القيام بدور اللاعب مركز «6» مجدداً في تلك المواجهة وهو منح النجوم السوداء التقدم في الشوط الأول، كما خاضت مصر المباراة بدون صانع ألعاب واعتمدت على الكرات الطويلة ومع التفوق البدني الواضح للمنتخب الغاني نجح في إيقاف خطورة مصر تماماً في الشوط الأول.

لذلك لابد من التعلم من تلك الأخطاء في الجولة الأخيرة، أمام منتخب كاب فيردي العنيد والقوي، وخوض المواجهة باللاعب رقم «6» ليكون قادر على حسم معركة خط الوسط لصالح منتخب مصر في المواجهة، بالإضافة إلى توظيف لاعب يكون هو المسؤول عن صناعة اللعب سواء عمر مرموش أو تريزيجيه، والذين قدموا مستوى طيباً للغاية في مواجهة الأمس.

هل «الفراعنة» أفضل بدون محمد صلاح؟

وفي مباراة أمس تعرض النجم محمد صلاح لاعب منتخبنا الوطني وفريق ليفربول الإنجليزي، وأحد أفضل لاعبي الساحرة المستديرة في الوقت الراهن للإصابة في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، وظهر المنتخب الوطني بشكل أفضل في شوط المباراة الثاني وتمكن من تسجيل هدفين في مرمى الخصم وكان قريباً من تحقيق الفوز، لذلك يبقى السؤال «المُلح» حالياً، هل بالفعل منتخب مصر أفضل بدون محمد صلاح؟.

ولكن في حقيقة الأمر، أن منتخب مصر عقب خروج محمد صلاح من أرضية ملعب أصبح لا يعتمد على الجهة التي ينشط فيها نجم ليفربول داخل أرضية الملعب، ونوع في الشكل الهجومي بشكل كبير، واعتمد على عمر مرموش بشكل أكبر في الهجوم، ولكن تبقى الجهة اليمنى للمنتخب الغاني ضعيفة للغاية والتي يتواجد فيها اللاعب أودوي صاحب الـ35 عاماً والمحترف بصفوف كلوب بروج البلجيكي، عكس الجبهة اليسرى التي يتواجد فيها مينساه صاحب الـ25 عاماً ويلعب في صفوف أوكسير الفرنسي وكان المسوؤل عن رقابة محمد صلاح.

لذلك ظهر المنتخب الوطني بشكل أفضل في الشوط الثاني، بسبب ضعف الجبهة اليسرى للمنتخب الغاني، والذي نجح عمر مرموش وتريزيجيه في إستعلالها وجاء منها هدفي الفراعنة في الشوط الثاني.

المصدر: الأسبوع