الجزيرة:
2025-03-03@22:50:05 GMT

مفرج عنهم من مخيم طولكرم: شتموا أمهاتنا وعذبونا

تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT

مفرج عنهم من مخيم طولكرم: شتموا أمهاتنا وعذبونا

طولكرم- في ساحة زراعية واسعة ظهر رجال يخرجون من بناية سكنية عالية على شكل مجموعات، فيما تظهر على عدد منهم آثار الضرب والتعذيب، إنهم ثلة من شباب مخيم طولكرم سمحت قوات الاحتلال الإسرائيلي لهم بمغادرة البناية التي احتجزتهم فيها لأكثر من 48 ساعة، للتحقيق معهم عقب مداهمة منازلهم واعتقالهم خلال العملية العسكرية الواسعة التي تنفذها على مخيمات مدينة طولكرم شمال غرب الضفة الغربية منذ فجر أول أمس الأربعاء.

يقول الشاب الثلاثيني هيثم غانم إن قوة من جنود الاحتلال داهمت منزله في مخيم طولكرم، واعتدت عليه بالضرب المبرح، قبل أن تكبل يديه وتعصب عينيه وتقتاده إلى بناية في ضاحية شويكة المحاذية للمخيم.

ويضيف "دخل عدد من جنود الاحتلال إلى منزلي وبدؤوا بسؤالي عن أحد المقاومين رغم نفيي معرفته، ضربوني بقوة وأعادوا السؤال مرات ومرات، قلت لهم: نحن لا نعرف أين يوجد هؤلاء المقاومون، ومع ذلك اعتقلوني أمام أسرتي وجروني إلى مركتبهم العسكرية، ونزعوا عني لباسي الشتوي، ثم أعطاني أحدهم كنزة حمراء وأمرني بارتدائها".

مجموعة كبيرة من الشباب الذين تم اعتقالهم والتحقيق معهم لساعات بعد السماح لهم بالخروج من نقطة التحقيق الميداني في طولكرم (الجزيرة)

ومثل هيثم احتجزت قوات الاحتلال المئات من سكان المخيم في بناية سكنية بعد أن أفرغت سكانها منها وحولتها إلى نقطة احتجاز وتحقيق.

ويصف هيثم ساعات التحقيق القاسية التي عاشوها، والمعاملة الوحشية التي تعرضوا لها من جنود الاحتلال بالقول "عندها سمحوا لي بالمغادرة، كان يوجد في البناية قرابة 300 شخص لا يزالون رهن الاعتقال، حققوا مع الكل، والسؤال الأبرز كان عن شباب المقاومة وعن أي معلومة قد توصلهم إليهم، مرت ساعات طويلة علينا ونحن نتعرض للإهانة والشتائم، شتموا أمهاتنا بألفاظ نابية جدا، وضربونا بأرجلهم، تعرضت للكماتهم لأكثر من مرة على وجهي".

وبحسب تقديرات نادي الأسير الفلسطيني، فإن قرابة 500 شخص قد جرى اعتقالهم ونقلهم من داخل مخيم طولكرم إلى نقطة التحقيق الميداني في ضاحية شويكة بمدينة جنين.

وذكر النادي في بيان أن قوات الاحتلال احتجزت أهالي المخيم لساعات طويلة في ظروف مذلة وتمس الكرامة الإنسانية، وأنها اشترطت على من أفرج عنهم عدم العودة إلى المخيم حتى صباح الجمعة، فيما يؤكد شهود عيان أن عمليات التحقيق مستمرة في منازل الأهالي التي يقتحمها جنود الاحتلال.

أحد الشبان المفرج عنهم بعد تعرضه للضرب المبرح خلال اعتقاله حيث تضرر عنقه واحتاج للنقل إلى المستشفى (الجزيرة) ضرب وإهانات

بدوره، يقول محمود مصيلح (36 عاما) إن الجنود اقتحموا منزله بحدود الساعة العاشرة من مساء الأربعاء بطريقة أرعبت أطفاله، وجمعوا هويات الرجال في المنزل، وبعد أن دققوا في هويته وعلموا أنه يعمل في أحد الأجهزة الأمنية الفلسطينية سألوه عن سلاحه، فقال لهم إنه تركه داخل مقر عمله.

ويتابع مصيلح أن الجنود اعتقلوه معصوب العينين مع أشقائه، وفي نقطة التحقيق الميداني في البناية السكينة قاموا بفصل الشباب بحسب أعمارهم، حيث تم وضع من تقل أعمارهم عن 35 عاما في شقة ومن يزيدون على 35 عاما في شقة أخرى.

ويؤكد الشاهد ذاته أن قوات الاحتلال تشدد في التحقيق على الشبان الأقل عمرا، حيث يتم ضربهم بعنف وإهانتهم وإبقاؤهم رهن الاحتجاز لمدة أطول.

وكانت طواقم الإسعاف تقدم إسعافات أولية للمفرج عنهم ممن تعرضوا للضرب والتنكيل في الساحة، فيما احتاج شاب للنقل بواسطة حمالة الإسعاف بعد تضرر عنقه وأضلاع ظهره من شدة الضرب الذي تعرض له من قبل الجنود.

وقال شاب آخر ظهر جرح كبير على جبينه إن جنديا إسرائيليا استمر في ضرب رأسه بباب حديدي قبيل اعتقاله من منزله في إحدى حارات المخيم.

وأظهرت مقاطع مصورة اعتقال عدد كبير من الشبان في أحد شوارع المخيم واقتيادهم معصوبي الأعين إلى نقطة التحقيق الميداني.

أسلوب الإغراء

من جهته، أفاد أبو أحمد -وهو أحد المفرج عنهم- بأن قوات الاحتلال حاولت استخدام أسلوب الإغراء بتسهيل الحصول على عمل وتحسين الحياة للشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و20 عاما "حاولوا من خلال التحقيق إقناع الذين تقل أعمارهم عن 20 عاما بتوفير تصاريح عمل لهم، وتسهيل دخولهم إلى أراضي الـ48 للعمل وتقديم المساعدات لهم في حال تعاونوا مع الاحتلال وقدموا معلومات عن المقاومين".

وأضاف "كان نصيب أصحاب الأعمار الأكبر من سن 20 عاما الضرب الوحشي والإهانات الكبيرة، حيث كان جنود الاحتلال يعتدون علينا بالضرب بأعقاب البنادق والأرجل، وفي بعض الأحيان قام الجنود بالبصاق على وجه المعتقلين، وقبل الإفراج عنا قام الجنود برشنا بمسيل الدموع، ثم أخبرونا أنه لا يمكننا العودة إلى المخيم قبل انسحاب آليات الاحتلال منه".

ووصف أبو أحمد ساعات الاعتقال الطويلة بالصعبة، حيث تعرض جميع المعتقلين لتعصيب الأعين لفترة طويلة، فيما بقيت أيديهم مقيدة، ومنعوا من الشرب أو حتى دخول الحمام، واستمر احتجاز عدد كبير من الشبان لمدة تقارب الـ48 ساعة قبل الإفراج عنهم والاشتراط عليهم بعدم العودة إلى منازلهم في مخيم طولكرم حتى صباح الجمعة.

وتركز التحقيق مع الأهالي على أماكن وجود المقاومين وانتشارهم وأماكن زرع العبوات الناسفة في الشوارع.

وكانت قوات كبيرة من جنود وآليات الاحتلال الإسرائيلي مصحوبة بالجرافات العسكرية اقتحمت مخيم طولكرم فجر أول أمس الأربعاء في عملية عسكرية واسعة استمرت يومين قصفت خلالها طائرة مسيرة إسرائيلية 4 شبان فلسطينيين في عمق المخيم فاستشهدوا، وقتل قناص إسرائيلي شابا آخر ومنعت سيارات الإسعاف من الوصول إليه، وبعد تأكد الجنود من استشهاده تم ربطه بحبل والتنكيل بجثمانه.

ودمرت جرافات الاحتلال شوارع المخيم وأحدثت دمارا كبيرا في البنية التحتية والمباني والمنازل، قبل أن يعلن عن انسحابها فجر اليوم الجمعة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قوات الاحتلال جنود الاحتلال مخیم طولکرم من جنود

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم ومخيميها وسط تهجير قسري وحرق للمنازل

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ34 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم الــ21، تزامنا مع دخول شهر رمضان المبارك، وصعدت من عمليات التهجير القسري للفلسطينيين بعد إجبارهم على ترك منازلهم تحت تهديد السلاح.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا، اليوم السبت، بأن قوات الاحتلال، أجبرت الليلة الماضية الفلسطينيين على إخلاء منازلهم في حارة جبل النصر في مخيم نور شمس شرق طولكرم، في ظل الحصار المشدد المفروض عليه، وسط مداهمتها للمنازل وتخريب محتوياتها، وتحويل بعضها لثكنات عسكرية، واستخدامها كمواقع للقناصة والمراقبة، وشوهد عدد من الفلسطينيين من الرجال والنساء والأطفال، يحملون بعضا من حاجياتهم وهم يغادرون المخيم مشيا على الأقدام، في أجواء البرد القارس تزامنا مع إطلاق جنود الاحتلال للأعيرة النارية بكثافة لإرهابهم.

وأضافت الوكالة أن قوات الاحتلال أحرقت منازل في حارة المنشية، ما أدى إلى اشتعال النيران داخلها، وسط دمار كبير وكامل في البنية التحتية، وتدمير للطرق والممتلكات العامة والخاصة.

وشهد المخيم منذ اليوم الأول للعدوان الاسرائيلي حركة نزوح كبيرة بين سكانه من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، تركزت في حارات: المنشية، والمسلخ، وجبلي النصر والصالحين، حيث فاق عددهم الـ5500 نازح، توجهوا إلى مراكز إيواء ومنازل أقاربهم في المدينة وضواحيها وريفها.

وكانت قوات الاحتلال قد أخطرت قبل أيام، بهدم 11 منزلا في مخيم نور شمس خلال الأيام المقبلة، بذريعة شق طريق يبدأ من ساحة المخيم باتجاه حارة المنشية.

وفي السياق، دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى المدينة وباتجاه مخيمي طولكرم ونور شمس، وجابت الشوارع والحارات، وتمركزت على طول شارع نابلس الرابط بين المخيمين، في الوقت الذي ما زالت تستولي على مبانٍ سكنية في الشارع المذكور، وتحولها لثكنات عسكرية، وتنشر القناصة داخلها.

وما زال الاحتلال يفرض حصارا مشددا على المخيمين، ويمنع الدخول إليهما أو الخروج منهما، وينشر فرق المشاة في محيطهما وداخل الحارات والأزقة، وسط مداهمته للمنازل وتخريبها، وتدمير محتوياتها وإخضاع من يتواجد بداخلها من المواطنين للاستجواب.

وخلال العدوان المتواصل على المدينة ومخيميها، ألحقت قوات الاحتلال دمارا كبيرا وكاملا، في البنية التحتية من شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والاتصالات، ما أدى إلى انقطاع الخدمات الأساسية عن كامل المخيمين، وفاقم من معاناة الفلسطينيين الذين ما زالوا في منازلهم.

كما خلفت الجرافات العسكرية دمارا كبيرا وغير مسبوق في الطرق والأحياء السكنية، إضافة إلى تدمير الممتلكات من منازل ومحال تجارية بشكل كامل وجزئي، وآخرها هدم 26 بناية بشكل كامل في مخيم طولكرم، فيما استشهد 13 فلسطينيا بينهم طفل وسيدتان إحداهما حاملا في الشهر الثامن.

ووسط استمرار الحصار المشدد على المخيمين، تستمر مناشدات الفلسطينيين الذين ما زالوا في منازلهم ويعيشون ظروفا صعبة وقاسية، لتأمين وصول مستلزماتهم الأساسية من طعام وماء وأدوية وحليب أطفال، والعمل على إصلاح شبكتي المياه والكهرباء، في الوقت الذي يعيق فيه الاحتلال ويمنع عمل طواقم الإغاثة خلال محاولتها إيصال المواد الأساسية الضرورية لهم.

وفجر اليوم اعتقلت قوات الاحتلال الشاب تيسير محمود الحجار بعد مداهمة منزله في الحي الشرقي لمدينة طولكرم، وتخريب محتوياته، كما اعتقلت أحمد القاروط من منزله في الحي الغربي للمدينة.

كما تواصل قوات الاحتلال إغلاق بوابة حاجز جبارة عند المدخل الجنوبي لمدينة طولكرم لليوم الـ22 على التوالي، وعزل المدينة عن قرى وبلدات الكفريات، وباقي محافظات الضفة.

اقرأ أيضاًالاحتلال الإسرائيلي يقتحم مدينة سلفيت وبلدتي قراوة بني حسان وسلوان

مماطلة متعمدة.. الاحتلال الإسرائيلي يرفض الإفراج عن الأسرى

استشهاد فلسطينية برصاص الاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي يحرق منازل للفلسطينيين في نور شمس ويواصل عدوانه على طولكرم
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل هدم المنازل في مخيم نور شمس شرق طولكرم
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على مخيمي مدينة طولكرم ونور شمس
  • هدم وتهجير.. الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها
  • "الاحتلال الإسرائيلي" يهدم منازل الفلسطينيين في مخيم نور شمس بطولكرم ويجبرهم على النزوح
  • الاحتلال يهدم منازل الفلسطينيين في مخيم نور شمس بطولكرم ويجبرهم على النزوح
  • العدوان الصهيوني على طولكرم ومخيمها يتواصل لليوم الـ34 على التوالي
  • الاحتلال الإسرائيلى يواصل عدوانه على طولكرم وسط تهجير قسرى وحرق للمنازل
  • الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم ومخيميها وسط تهجير قسري وحرق للمنازل