تصاعدت حدة التوتر بين إيران وباكستان عقب توجيه الجيش الباكستاني ضربات استهدفت إقليم سيستان وبلوشستان الإيراني ردا على هجوم صاروخي، شنّته طهران على تنظيم "جيش العدل" في باكستان.

واستدعت إسلام آباد سفيرها من طهران أول أمس الأربعاء، في حين يتبادل البلدان الاتهامات مرارا بالسماح لعناصر مسلحة تنشط من أراضي كل منهما بإطلاق هجمات، لكن نادرا ما تتدخل القوات الحكومية من الجانبين، والضربات الجديدة أكبر عملية توغل عبر الحدود خلال السنوات القليلة الماضية.

ورغم أن العلاقات بين البلدين شابها بعض التوتر في الماضي، فإن هذه الضربات غير مسبوقة، وعلى إثرها يرى بعض المراقبين أن هذا التوتر قد يؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية جديدة، بينما قلل آخرون من هذا الاحتمال.

ويشترك البلدان في حدود برية تقدر بنحو 700 كيلومتر، حيث تقع باكستان إلى الجنوب الشرقي من إيران، وبينما تبلغ مساحة باكستان نحو 800 ألف كيلومتر مربع، فإن مساحة إيران تصل إلى 1.65 مليون كيلومتر مربع.

ومع دخول العلاقات الباكستانية الإيرانية مرحلة من التأزم والتوتر، نرصد في هذا التقرير بعض ملامح القوة للبلدين وترتيبهما على سلم القوى الدولية اقتصاديا وعسكريا وبشريا.

مناورات للجيش الباكستاني (الأوروبية) قوتان إقليميتان

يصنف مراقبون إستراتيجيون وعسكريون البلدين كقوتين إقليميتين كبيرتين، وبحسب موقع (غلوبال فاير باور) الأميركي فإن جيشي البلدين يقعان ضمن أقوى 20 قوة في العالم.

وتُظهِرُ بنود المقارنة التي يعتمدها الموقع العسكري الأميركي أن كلا الجيشين يتفوق أحدهما على الآخر في مجالات دون الأخرى.

وإذ يتفوق الجيش الإيراني في إطار العوامل الطبيعية من موقع جغرافي وموارد طبيعية والموارد المالية، والخدمات اللوجيستية والجغرافيا، فإن الغلبة تظهر للجيش الباكستاني من حيث العامل البشري والعسكري والقوات العسكرية والبرية والجوية.

مناورات للجيش الإيراني (الأوروبية) التصنيف العام:

يحتل الجيش الباكستاني المرتبة الـ9 عالميا من حيث القوة بشكل عام، بينما يحتل الجيش الإيراني المرتبة الـ14.

وتتفوق الباكستانيون في معامِل القوة العام وهو مؤشر يقيس الموارد والنفوذ لتصنيف قوة الدول بشكل عام وتبلغ وفق المقياس العسكري (0.1711)، بينما يبلغ معامل القوة بالنسبة لإيران (0.2269)، ويزداد المعامِل كلما اقترب من الصفر.

وخصصت إيران نحو10 مليار دولار لميزانية الدفاع، في حين تبلغ ميزانية الدفاع في باكستان نحو 6.3 مليارات دولار.

القوة البشرية والمالية

يبلغ عدد سكان باكستان نحو248 مليون نسمة تبلغ القوى العاملة فيها نحو 106 ملايين، في حين يقدر عدد سكان إيران بنحو 88 مليونا منهم نحو 49 مليونا يصنفون قوى عاملة.

ويبلغ عدد أفراد القوات المسلحة الباكستانية حوالي 654 ألفا في الخدمة الفعلية و550 ألفا في قوات الاحتياط إضافة إلى نحو نصف مليون من القوات شبه العسكرية.

وفي إيران تضم القوات النشطة حوالي 610 آلاف فرد في الخدمة الفعلية، وقوات احتياط يقدر عددها بـ350 ألفا، إضافة إلى 220 ألفا يصنفون قوات شبه عسكرية.

يبلغ الدين الخارجي لباكستان نحو 110 مليارات دولار، وهو أكبر بكثير من دين إيران البالغ فقط 8 مليارات، بينما يبلغ الاحتياطي الأجنبي في باكستان 22.8 مليار دولار، مقابل 127 مليارا لإيران.

القوة الجوية

بلغ إجمالي عدد الطائرات لدى باكستان 1434 طائرة، منها 387 طائرة مقاتلة بما في ذلك مقاتلات إف-16، و60 طائرة مخصصة للنقل الجوي، و352 طائرة مروحية منها 57 للمهام القتالية، و25 طائرة للمهام الخاصة.

أما إيران فتمتلك 551 طائرة، منها 186 مقاتلة، و86 مخصصة للنقل الجوي، كما تمتلك إيران 129 هليكوبتر، منها 13 مقاتلة، إضافة إلى 10 طائرات للمهام الخاصة.

كما تمتلك إيران ترسانة كاملة من الطائرات دون طيار، ولدى الحرس الثوري الإيراني وحدة للهجوم الإلكتروني معروفة بأنها مسؤولة عن العديد من الهجمات في الخارج.

القوة البرية الدبابات: تمتلك باكستان 3,742 مقابل 1996 لإيران. المركبات المدرعة: 50523 لباكستان، مقابل 65,765 لإيران. المدفعية ذاتية الدفع: 752 لباكستان، و580 لإيران. المدفعية المسحوبة: 3,238 لباكستان، و2,050 لإيران. راجمات صواريخ متنقلة: 602 لباكستان مقابل 775 لإيران.

 القوة البحرية:

يبلغ قوام قوة الأسطول البحري لباكستان 114 قطعة بحرية، مقابل 101 قطعة بحرية في الأسطول الإيراني، وفي حين تمتلك باكستان مدمرتان فإن أسطول إيران يخلو من هذه القطع تماما.

وعند الحديث عن الغواصات نجد أن الكفة تميل لإيران التي تمتلك 19 قطعة منها، بينما تمتلك باكستان 8 فقط.

أما باقي القطع فهي على النحو التالي:

الفرقاطات: 9 لباكستان مقابل 7 لدى إيران. الطرّادات البحرية: 7 لباكستان مقابل 6 لدى إيران. سفن الدوريات: 69 لباكستان مقابل21 لدى إيران. كاسحات الألغام: 3 لباكستان مقابل 1 لدى إيران.

وعلى العموم تعتبر القوة البحرية للبلدين متواضعة مقارنة بدول أخرى، وكلتاهما لا تمتلك حاملات طائرات.

الخدمات اللوجيستية تمتلك باكستان 151 مطارا مقابل 319 في إيران. السفن التجارية: باكستان 58، إيران 942. الموانئ والمحطات الطرفية: باكستان 2، إيران 4. القوى العاملة في الخدمات اللوجيستية: باكستان 73 مليونا، إيران 28.6 مليونا. الموارد الطبيعية: إنتاج النفط: باكستان 101 ألف برميل، إيران 3.5 ملايين. احتياطيات النفط المؤكدة: باكستان نصف مليار برميل، إيران 210 مليارات. إنتاج الغاز الطبيعي: باكستان 38 مليار برميل، إيران 237.5 مليارا. احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة: باكستان 592 مليار برميل، إيران 34 تريليونا. إنتاج الفحم: باكستان 4.9 ملايين برميل، إيران 2.8 مليون.

وفي الختام، تجدر الإشارة إلى أن باكستان هي إحدى الدول الـ9 التي تمتلك أسلحة نووية، حيث بدأت بتطويرها في 1972، بينما لا تمتلك إيران أي أسلحة نووية، وتحرص دائما على التأكيد أن تخصيبها لليورانيوم هو لأغراض مدنية سلمية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: باکستان نحو فی حین

إقرأ أيضاً:

أثرياء وادي السيليكون يملكون ثروة تفوق أموال نصف سكانه بـ15 مرة

كشفت صحيفة لوموند الفرنسية -في تقرير نشرته مؤخرًا- عن تزايد غير مسبوق في تركّز الثروة داخل وادي السيليكون، حيث يمتلك أغنى 9 مليارديرات في المنطقة ما يعادل 15 ضعف ما يملكه نصف سكانها مجتمعين.

واستندت الصحيفة في تقريرها إلى "مؤشر وادي السيليكون" الذي تصدره سنويًا منظمة "جوينت فينتشر سيليكون فالي" وهي جهة بحثية معنية بتحليل الظروف الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة منذ عام 1995.

وأثناء عرضه للنتائج في 7 مارس/آذار الجاري، حذّر مدير المنظمة راسل هانكوك من اتساع فجوة الثروة بشكل "مزعزع للاستقرار" مؤكدًا أن الفجوة الحالية تُنذر ببوادر ثورة اجتماعية.

أرقام صادمة للثروة والتفاوت

وبحسب المؤشر، تحتضن المنطقة التي تمتد بين سان فرانسيسكو وسان خوسيه، نحو 56 مليارديرًا و145 ألف مليونير.

ويستحوذ 1% فقط من السكان -حوالي 9 آلاف أسرة- على 42% من إجمالي الثروة، بما يعادل 421 مليار دولار، كما يملك 10% من السكان 71% من الثروة الجماعية، بزيادة نقطة واحدة مقارنة بعام 2023.

ويتصدر قائمة الأثرياء مارك زوكربيرغ، مؤسس "ميتا" إلى جانب لورين باول جوبز (وريثة مؤسس آبل) ومؤسسي "غوغل" لاري بيج وسيرجي برين، فضلًا عن جينسن هوانغ الرئيس التنفيذي لـ"إنفيديا" وإريك شميدت المدير التنفيذي السابق لغوغل، وجان كوم مؤسس واتساب، وروبرت بيرا مؤسس "يوبيكويتي نيتووركس" وجورج روبرتس وهو ممّول معروف.

المنطقة التي تمتد بين سان فرانسيسكو وسان خوسيه تضم 56 مليارديرًا و145 ألف مليونير (شترستوك) نصف السكان يعانون

ورغم متوسط دخل سنوي مرتفع يصل إلى 157.1 ألف دولار للفرد، وهو ضعف المتوسط الوطني، فإن 30% من الأسر في وادي السيليكون لا تزال تعتمد على المساعدات الخارجية.

إعلان

وتعيش 10.1% من العائلات بأقل من 5 آلاف دولار سنويًا، في وقت يواجه 37% من الأطفال خطر انعدام الأمن الغذائي. كما تضم المنطقة 12.5 ألف مشرد، دون احتساب نحو 8 آلاف آخرين في مدينة سان فرانسيسكو.

اقتصاد متباطئ ونموذج لا يخدم الجميع

ويقول "جوينت فينتشر سيليكون فالي" إن النظرية التقليدية التي تفترض أن "المدّ الاقتصادي المرتفع يرفع جميع القوارب" لم تعد تنطبق على وادي السيليكون، حيث تقتصر استفادة النمو على القلة. ويُعزى ذلك إلى طبيعة اقتصاد التكنولوجيا، الذي يعتمد على رأس المال الاستثماري وليس على الرواتب.

وأشار التقرير إلى تباطؤ في سوق العمل، إذ وفّرت شركات التكنولوجيا 75 ألف وظيفة بين 2020 و2022، لكنها سرعان ما ألغت أكثر من 80 ألف وظيفة بين عامي 2023 و2024.

ويضيف هانكوك أن "التركيز انتقل من النمو السريع إلى الكفاءة" وهو ما أدّى إلى أرباح كبيرة، لكنه أيضًا كبَح نمو المنطقة.

وقد أثّرت التغيرات الاقتصادية بشكل خاص على مدينة سان فرانسيسكو، التي فقدت حوالي 39.6 ألف وظيفة خلال عامي 2023 و2024.

كما لا تزال نسبة العمل عن بعد مرتفعة مقارنة ببقية الولايات الأميركية، حيث يبقى مكتب من كل 5 مكاتب شاغرًا، في ظاهرة تُذكّر بأزمة فقاعة الإنترنت مطلع الألفية.

الهجرة تحافظ على الكتلة السكانية

وتوقف نزف السكان في وادي السيليكون بفضل تدفق أعداد كبيرة من العمال الأجانب، حيث يشكّل الأجانب 66% من موظفي قطاع التكنولوجيا. ووفقًا للتقرير، فإن 23% من حاملي الشهادات الجامعية من الهند، و18% من الصين، و17% فقط وُلدوا في ولاية كاليفورنيا.

ويمثل المهاجرون 41% من سكان وادي السيليكون، مقابل 27% في كاليفورنيا عمومًا، و14% في عموم الولايات المتحدة، مما يؤكد -بحسب هانكوك – أن "المنطقة ظاهرة عالمية بُنيت على عقول من جميع أنحاء العالم".

المهاجرون يمثلون 41% من سكان وادي السيليكون مقابل 14% في عموم الولايات المتحدة (غيتي) براءات اختراع واستثمارات

ورغم تباطؤ النمو، لا يزال وادي السيليكون يتصدر في الابتكار، مع تسجيل 23.6 ألف براءة اختراع عام 2024، واستقطاب استثمارات رأسمالية بلغت 69 مليار دولار، منها 22 مليارًا في مجال الذكاء الاصطناعي.

إعلان

ومع ذلك، يشير التقرير إلى بداية تراجع الهيمنة لصالح مراكز تكنولوجية ناشئة حول العالم.

توسع نحو ولايات أخرى

وتعاني الشركات من أزمة إسكان حادة بسبب ارتفاع الأسعار، حيث ارتفع السعر الوسيط للمنازل بنسبة 53% في عقد واحد ليصل إلى 1.9 مليون دولار.

ونتيجة لذلك، تتوسع كبرى الشركات إلى مدن أخرى مثل أوستن في تكساس وسياتل، حيث ارتفعت نسب التوظيف بنسبة 11% و15% على التوالي.

كما حصلت أوستن على 2781 تصريح بناء لكل 100 ألف نسمة خلال الفترة ما بين يناير/كانون الثاني 2023 ونوفمبر/تشرين الثاني 2024، أي 5 أضعاف سان خوسيه، و10 أضعاف سان فرانسيسكو، مما يشير إلى توجّه واضح للشركات نحو بيئات أكثر دعمًا للنمو العقاري.

وبينما تسعى حكومة كاليفورنيا إلى فرض خطط بناء جديدة، لا تزال البلديات مترددة في التنفيذ، مما قد يهدد مستقبل النمو في وادي السيليكون.

مقالات مشابهة

  • إيران: حرس الثورة الإيراني يحتجزُ ناقلتي نفط أجنبيتين في الخليج
  • الحرس الثوري الإيراني يرد على تهديد ترامب بعمل عسكري ضد طهران
  • مدرب الهلال السوداني: الأهلي أقوى فريق في أفريقيا
  • عاجل | المرشد الإيراني: الولايات المتحدة والكيان الصهيوني يهددان بمهاجمة إيران لكنهما سيتلقيان ردا قويا
  • إيران تهدد باستهداف قاعدة أمريكية حال تعرضها لهجوم عسكري
  • قرينة السفير التركي: مصر تمتلك تاريخا لا مثيل له.. وأدعو الجميع لاكتشاف جمالها
  • ترامب يهدد إيران بعمل عسكري ويفكر في فرض رسوم على مشتري نفطها
  • خبير عسكري: ترامب يحضر أدوات الردع لإيران عبر ساحة اليمن
  • أثرياء وادي السيليكون يملكون ثروة تفوق أموال نصف سكانه بـ15 مرة
  • مصطفى حجي: تريم شخصيته أقوى من بلان