مرايا مذهلة تظهر في صحراء قطر.. ما سرّها؟
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تُعد الصحراء القطرية موطنًا للكثبان الرملية المتموجة ومنحدرات الحجر الجيري المثيرة، ومؤخرًا أضحت موطنًا لتركيبات فنية تبدو كأنها من عالم آخر.
وعلى بعد حوالي ساعة بالسيارة شمال المنحوتات المتجانسة الضخمة التي قام الفنان الأمريكي ريتشارد سيرا بتركيبها، تفسح التكوينات الصخرية والنباتات الصحراوية المنتشرة في المناظر الطبيعية النائية المجال أمام مجموعة من الهياكل الملتوية المذهلة.
هذه الحلقات القائمة بذاتها والمرايا الزجاجية الفضية هي من أنامل أولافور إلياسون، وهو فنان أيسلندي دنماركي معروف باستكشافه لعلاقة الإنسانية بالطبيعة.
يستخدم العمل الفني المرايا لمحاولة خلق منظور جديد لجزء من البلاد قد يبدو قاحلاً ومهجورا.Credit: Dimitris Sideridisوتم تركيب العمل الفني الذي يحمل عنوان "سفر الظلال في بحر النهار" عام 2022 في شمال غرب قطر. ويتكون من 20 سطحًا دائريًا، وثلاث حلقات منفردة وحلقتين مزدوجتين، موضوعة بحسب محاور نمط متماثل خماسي.
وعن قرب، تبدو الأشكال الهندسية متناغمة مع الأفق اللامتناهي.
وتمزج أسقف المرآة بشكل مرح الحدود بين الأرض الرملية والسماء الشاسعة، بينما يبتكر تفاعل ضوء الشمس مع الظلال المتدفقة عبر العمل الفني صورًا بانورامية متغيرة باستمرار.
إلياسون يقول إنه اندهش من أوجه التشابه بين صحراء قطر وبراري أيسلندا.Credit: Dimitris Sideridisوأوضح إلياسون، الذي يتخذ من مدينتي كوبنهاجن وبرلين مقرا له، أنه انجذب إلى هذه الزاوية النائية في قطر بسبب التشابه المفاجئ بينها وبين تضاريس موطن عائلته الذي تعصف به الرياح في شمال المحيط الأطلسي.
ورغم مظهر الصحراء القاحلة، إلا أن إلياسون أعرب عن اندهاشه لما اكتشفه هناك، وقال لـ CNN: "عندما زرت قطر لأول مرة، أذهلني أنها لا تختلف إلى حد ما عن أيسلندا، التي أعرفها جيداً. إنها تحتوي على هذه المناظر الطبيعية الشاسعة التي تبدو كأنها على أطراف المنطقة الصالحة للسكن".
وتابع: "وبعد استكشافها بشكل وثيق، فإنها تعج بالحياة، ولكن بالنسبة للمُشاهد غير المطّلع، يمكن أن تبدو الصحراء فارغة ومتجانسة".
يقول إلياسون إن عمله يهدف إلى مساعدتنا في الانفصال عن تصورنا القياسي للوقتCredit: Dimitris Sideridisوأشار الفنان الأيسلندي الدنماركي إلى أن عمله الفني الذي يوثّق الأنماط المتكررة للأنهار والكهوف وملاجئ المشي لمسافات طويلة في أيسلندا منحه منظوراً عن قطر أبعده عن ناطحات السحاب الجديدة اللامعة في عاصمتها الدوحة.
وقال إلياسون: "شعرت بالانجذاب الشديد نحو المشهد القطري ونظرت إلى البلاد من خلال عدسات مختلفة، أي التاريخ البيئي والجيولوجي للأرض، الذي يَبرز في تناقض صارخ مع المشاريع المعمارية الجديدة الهائلة".
وأضاف:"أنا مفتون بهذه التناقضات".
يشير إلياسون إلى أن اختيار موقع عمله في زاوية نائية من قطر كان متعمدا للغايةCredit: Dimitris Sideridisورغم أن إلياسون معروف بأعماله الفنية الرائجة مثل مشروعه "Weather Project"، الذي أغرق معرض "Tate Modern" في العاصمة البريطانية لندن بالضوء البرتقالي لشمس عاكسة عملاقة، فإن عمله الفني في قطر يقع في مكان فارغ لدرجة أنه لن يحظى بأعداد الجمهور ذاتها.
ويمكن الوصول إلى العمل الفني عن طريق القيادة عبر الصحراء الوعرة شمالاً من الدوحة، مروراً بقلعة الزبارة وقرية عين محمد.
ورغم أن الموقع يخلو من المعالم التاريخية المهمة أو السمات الطبوغرافية مثل الجبال أو الوديان، إلا أن إلياسون يرى أن العمل الفني يمكنه أن يساهم في تغيير تصوّرات الزوار عنه.
وأوضح الفنان الأيسلندي الدنماركي أن "العمل الفني بمراياه وبنيته يدعو إلى رؤية المناظر الطبيعية بشكل جديد".
يستخدم العمل الفني بعنوان "الظلال التي تسافر على بحر النهار" المرايا لتفسير المناظر الطبيعية الصحراوية المحيطة به.Credit: Dimitris Sideridisولفت إلياسون إلى أن الهياكل مصممة لجذب الناس والتفاعل مع التركيب وتشجيعهم على التفكير في محيطهم.
وبما أن الجزء السفلي من السطح مغطى بالمرايا، فإن صورة أنصاف الحلقات تتضاعف، مما يصنع وهماً بصرياً يجعل الناظر يراها وكأنها حلقات كاملة. كما تتسبب هذه المرايا للزائرين الذين يقفون تحتها بارتباك لحظي حين ينظرون إلى الأعلى، ويرون صورهم المقلوبة في المرايا.
وأشار الفنان الأيسلندي الدنماركي إلى أن ذلك "يخلق نوعًا من البيئة التي تلتف حولك في كل الاتجاهات عندما تقف بين الهياكل. وتعكس المرايا الأرض بالأسفل، ثم تعكس صورتك داخل هذا المشهد الطبيعي".
وتتضخم أيضا تحركات البشر من خلال الانعكاسات، إذ بينما تتحرك الشمس عبر السماء، تنتقل الظلال عبر الأرض الرملية، وينعكس لون التربة فوق الأشخاص ومن حولهم.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: المناظر الطبیعیة العمل الفنی إلى أن
إقرأ أيضاً:
"أسد أطلس" و"ثعلب صحراء" يصنعان أفراح موناكو
قاد الثنائي الشاب إلياس بن صغير وماغناس أكليوش نادي موناكو للعودة من جديد إلى الأضواء أوروبياً ومحلياً، وسط بعض التشابه بينهما.
سجل الثنائي نفس الأرقام لحد الآن حيث وصل كل منهما للرقم 6 من حيث التسجيل وصناعة الأهداف.
بالنسبة للوافد الجديد لمنتخب المغرب إلياس بن صغير صاحب الـ19 عاماً المولود في مدينة غاسين الفرنسية فإنه شارك في 15 مباراة منها 11 مباراة في الدوري الفرنسي، وسجل فيها 4 أهداف وقدم تمريرتين حاسمتين، كما لعب 4 مباريات في دوري أبطال أوروبا مع نادي الإمارة.
أما ماغناس أكليوش المولود في مدينة ترومبلاي الفرنسية ويبلغ من العمر 22 عاماً فإنه يلعب مع المنتخب الفرنسي لأقل من 23 عاماً، كما أنه كان مرشحاً للالتحاق بالمنتخب الجزائري قبل أن يقرر التريث بخصوص حسب مستقبله مع المنتخب الأول.
وخلال هذا الموسم لعب أكليوش 10 مباريات في الدوري الفرنسي وتمكن من تقديم 3 تمريرات حاسمة، ولكنه تألق أكثر في دوري أبطال أوروبا حيث لعب 4 مباريات، سجل فيها هدفين (منهما هدف أمام برشلونة) وقدم تمريرة حاسمة.
تألق موناكو مع بداية النسخة الجديدة لدوري أبطال أوروبا حيث يحتل المركز الثالث برصيد 10 نقاط بعد 3 انتصارات وتعادل.
ويأتي موناكو في المركز الثاني في الدوري المحلي برصيد 23 نقطة، وبفارق 6 نقاط باريس سان جيرمان حامل اللقب والمتصدر.