أردوغان يرشح قوميا تركيا لرئاسة بلدية أنقرة
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم أمس الخميس، أن تورغوت ألتينوك سيمثل حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية المرتقبة في 31 مارس/آذار، في محاولة لاستعادة العاصمة بعدما انتزعتها المعارضة في انتخابات 2019.
ويعتبر تورغوت ألتينوك أحد الشخصيات السياسية البارزة في تركيا، حيث بدأ حياته المهنية محاميا، ومن ثم دخل عالم السياسة عندما تولى رئاسة حزب الحركة القومية في إقليم كيتشيورين.
ومرت مسيرته السياسية بعدة تحولات، حيث انتقل إلى الحزب الحركي، ومن ثم انتقل إلى حزب العدالة والتنمية. وفاز ألتينوك بـ4 فترات رئاسية متتالية في بلدية كيتشيورين.
وسيواجه ممثل حزب العدالة والتنمية (يتزعمه أردوغان)، رئيس البلدية الحالي منصور يافاش، الذي ينتمي إلى حزب الشعب الجمهوري، وهو أحد أكبر أحزاب المعارضة. ويذكر أن ألتينوك ويافاش لديهما تاريخ مشترك، حيث كانا ينتميان إلى حزب الحركة القومية اليميني المتطرف في الماضي قبل أن يتبنى كل منهما اتجاها سياسيا مختلفا.
ويرغب أردوغان في استعادة أهم المدن التركية من حزب الشعب الجمهوري، الذي حقق انتصارا كبيرا في إسطنبول وأنقرة في انتخابات 2019.
واختار أردوغان في وقت سابق هذا الشهر مرشحا جديدا لرئاسة بلدية إسطنبول، وهو مراد كوروم، الذي شغل منصب وزير البيئة سابقا. وسيواجه كوروم رئيس بلدية المدينة الحالي، أكبر إمام أوغلو من حزب الشعب الجمهوري.
ويعتقد معظم المحللين أن فرص أردوغان وحزبه في الفوز هي في اسطنبول أكبر منها في أنقرة، ويأتي ذلك بحسب استطلاعات للرأي تصنف رئيس بلدية العاصمة الحالي بين السياسيين الأكثر شعبية في تركيا.
ويتعين على إمام أوغلو ضمان إعادة فوزه ببلدية إسطنبول للحفاظ على فرصه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، التي يعتزم المشاركة فيها بعد انتهاء فترة رئاسة أردوغان في 2028.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إرهابي مرشح محتمل لرئاسة سوريا
في تطور لافت ومثير للجدل، أعلن أحمد الشرع، المعروف باسم "الجولاني"، قائد جماعة "هيئة تحرير الشام" الإرهابية، عن استعداده للترشح لرئاسة سوريا إذا طلب الشعب السوري أو المقربون منه ذلك. يأتي هذا الإعلان في ظل سجل الجولاني الحافل بالإرهاب، حيث تصدر قائمة المطلوبين دوليًا، بما في ذلك العراق، التي أعلنت صراحة موقفها الرافض لوجوده وأدرجته على قوائم الإرهاب.
المتحدث الرسمي باسم الجيش العراقي، اللواء يحيى رسول، أكد في حوار سابق تم عرضه منذ عدة ايأم أن الجولاني على رأس قائمة المطلوبين للعراق، مشيرًا إلى أن نشاطاته الإرهابية شكلت تهديدًا مباشرًا للمنطقة. موقف العراق هذا يعكس تدهور العلاقات المستقبلية المحتملة بين سوريا ودول الجوار، خاصة مع دول عربية أخرى عانت ويلات الإرهاب لسنوات طويلة.
الإعلان عن نية الجولاني الترشح للرئاسة يثير عدة تساؤلات حول مستقبل سوريا، في ظل احتمالية قيام جماعته بحشد التأييد الشعبي من خلال أساليب معروفة استخدمتها جماعات مسلحة في دول أخرى. تجارب المنطقة مع تلك الجماعات تشير إلى قدرة هذه التنظيمات على استغلال مشاعر الجماهير وتوجيهها لتحقيق أهداف سياسية، مما قد يؤدي إلى تصعيد الأزمة السورية وتعقيد المشهد الداخلي والخارجي.
السؤال الأهم هنا: هل يمكن أن يسمح المجتمع الدولي، ومعه الدول العربية، بمثل هذا السيناريو؟ خاصة وأن الجولاني مدرج على قوائم الإرهاب، مما يعني أن توليه أي منصب رسمي سيضع سوريا في عزلة دولية غير مسبوقة. هذا التطور يعكس حجم التحديات التي تواجه سوريا وشعبها، الذين يقفون أمام مفترق طرق مصيري قد يحدد مستقبلهم لعقود قادمة.
من الواضح أن إعلان الجولاني ليس مجرد حديث عابر، بل هو خطوة محسوبة تهدف لاختبار ردود الفعل محليًا ودوليًا، ويجب التعامل معه بجدية وحذر شديدين.
.........
و هنا يأتى سؤال مهم و ملح :
هل رفع اسم الجولاني من قوائم الإرهاب من الولايات المتحدة الامريكية ،تمهيد لترشحه لرئاسة سوريا؟
في خطوة تحمل الكثير من التساؤلات والإشارات السياسية، يبدو أن الولايات المتحدة تعمل على إعادة ترتيب أوراقها في الملف السوري. من أبرز التطورات الأخيرة هو الحديث عن إمكانية رفع اسم أبو محمد الجولاني، زعيم "هيئة تحرير الشام"، من قوائم الإرهاب. هذه الخطوة تطرح تساؤلات عميقة حول مستقبل سوريا، ودور القوى الدولية في تشكيله.
السؤال المحوري:
هل هذا التحرك يمثل ضوءًا أخضر للجولاني للعب دور سياسي أكبر، وربما الترشح لرئاسة سوريا؟
على المستوى العربي:
ترشح الجولاني، الذي ارتبط اسمه بجماعات مصنفة إرهابية لفترة طويلة، سيشكل صدمة كبيرة للعالم العربي. سوريا، صاحبة الحضارة والتاريخ الممتد، قد تواجه عزلة عربية غير مسبوقة إذا أصبح الجولاني في سدة الحكم. الدول العربية، التي تحاول إعادة سوريا إلى الحاضنة العربية بعد سنوات من الصراع، قد تجد نفسها مضطرة لمراجعة مواقفها بشكل جذري.
على المستوى الشعبي:
الشعب السوري، الذي عانى لسنوات من الحرب والدمار، هل يمكنه تقبل شخصية ارتبطت بمراحل مظلمة من الصراع لتكون ممثلة لطموحاته المستقبلية؟ قبول الجولاني كرئيس قد يبدو مستحيلًا في ظل إرثه السابق، خاصة لدى الشعب الذي يدرك قيمة حضارته وتاريخه.
رفع اسم الجولاني من قوائم الإرهاب قد يعكس نية الولايات المتحدة لإعادة هيكلة المشهد السياسي السوري بما يتماشى مع مصالحها. لكن السؤال الأهم: هل هذه الخطوة ستؤدي إلى استقرار سوريا أم إلى مزيد من الفوضى؟
إن أي تحرك بهذا الاتجاه يجب أن يراعي إرادة الشعب السوري قبل كل شيء. فرض شخصيات بعينها من الخارج على سدة الحكم قد يؤدي إلى تعميق الجراح بدلاً من حلها. سوريا بحاجة إلى قادة يحققون تطلعات الشعب، وليس شخصيات تحمل إرثًا مليئًا بالجدل والانقسامات.