في غمرة الاستحقاقات والاهتمامات التي تشغل اللبنانيين هذه الأيام، سواء على المستوى الأمني حيث لا تزال طبول الحرب تُقرَع على وقع العمليات العسكرية والتهديدات الكلامية المتصاعدة جنوبًا، أو على المستوى السياسي في ظلّ الفراغ المتواصل في سدّة رئاسة الجمهورية، وانعكاساته على كل القطاعات، نجح ما وُصِف بـ"العشاء العائلي" في كليمنصو في خطف الأنظار، فاتحًا الباب أمام سلسلة من علامات الاستفهام، وكذلك التكهّنات.


 
فقد استقطب اللقاء الذي جمع رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" السابق وليد جنبلاط، ورئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، بحضور عائلتي الرجلين، الاهتمام على أكثر من مستوى، ولا سيما أنّه قد يكون الأول من نوعه على هذا المستوى منذ فترة طويلة، وإن تمّ التحضير له بسلسلة لقاءات تمهيديّة، علمًا أنّ البيان الذي صدر بشأنه عن "الاشتراكي" أفرط في "العمومية"، إن جاز التعبير، بإشارته إلى أنّ العشاء العائلي "تناول مختلف الشؤون العامة".
 
وفي حين لم يحدّد البيان "ماهيّة" الشؤون العامة التي تناولها اللقاء، تاركًا المجال للتسريبات الصحافية للتكهّن بها، بين الاستحقاق الرئاسي الذي يهمّ "المردة"، واستحقاق التعيينات العسكرية الذي يشغل "الاشتراكي"، واستحقاق الحرب التي يخشاها جميع اللبنانيين، بقيت الأسئلة مفتوحة على مصراعيها، فهل يؤسس هذا اللقاء للخرق "الموعود" رئاسيًا، وهل يفتح الباب أمام معادلة جديدة، كأن يختار جنبلاط دعم فرنجية، فتختلط كلّ الأوراق الرئاسية؟!
 
"عشاء عائلي"
 
يرفض المحسوبون على كلّ من جنبلاط وفرنجية، والدائرين في فلك حزبيهما، الاستفاضة بالحديث عمّا دار في اللقاء، متمسّكين بالعنوان الذي أعطي له وهو "عشاء عائلي"، ما يضعه في سياق اجتماعيّ بالدرجة الأولى، بدليل الحضور الذي لم يقترض على السياسيين، بل شمل الزوجات والأبناء، وذلك بمعزل عن كل الاستحقاقات السياسية، وإن كان من الطبيعي أن يحضر طيفها بشكل أو بآخر، كما تحضر هذه الأيام اصلاً في كلّ اللقاءات الاجتماعيّة.
 
وفي حين لا يخفى على أحد حجم "الرهانات" التي وُضِعت على هذا اللقاء، والتي صوّرته على أنّه سيكون "فاصلاً" بين مرحلة وأخرى، يقول العارفون إنّ المطلوب "عدم تحميل اللقاء أكثر ممّا يحتمل"، فهو بالصفة "العائلية" التي سيطرت عليه، جاء تتمّة لسلسلة لقاءات عقدت في الآونة الأخيرة بين قيادتي "الاشتراكي" و"المردة"، في سياق التواصل المفتوح من جانب الطرفين أصلاً مع مختلف الأفرقاء، ولو أنّ لكلّ منهما عناوين "منفصلة" يطرحها.
 
بهذا المعنى، يقول العارفون إنّ عشاء كليمنصو يأتي ليؤكد على فكرة "التواصل" هذه، بمعزل عن النتائج المتوخّاة، فرئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" من دعاة الحوار والتواصل، وقد أطلق العديد من المبادرات في الآونة الأخيرة بهذا الخصوص، ومثله رئيس تيار "المردة" يسعى اليوم لإعادة إحياء تواصله مع مختلف القوى السياسية، علمًا أنّه التقى في الأيام الأخيرة قائد الجيش العماد جوزيف عون، وهو اللقاء الذي وُصِف بـ"المعبّر" في بعض الأوساط.
 
هل من انعكاسات على الرئاسة؟
 
إذا كان المطّلعون على أجواء اللقاء يدعون إلى "عدم تحميل" عشاء كليمنصو "أكثر ممّا يحتمل"، فإنّ كثيرين يفهمون هذه "الرسالة" تحديدًا على أنّها تحمل "بُعْدًا رئاسيًا" بالدرجة الأولى، خصوصًا لأولئك الذين كانوا يتوقّعون أن ينتهي اللقاء بـ"انعطافة جنبلاطية" على سبيل المثال لصالح فرنجية، أو الذين رجّحوا الذهاب إلى "مقايضة" بين التعيينات العسكرية ورئاسة الجمهورية، في "سيناريو" قد لا يبدو واقعيًا في الكثير من جوانبه.
 
لكنّ كلّ هذه الاستنتاجات تبدو بعيدة المدى حتى الآن على الأقلّ، وفقًا للعارفين، الذين يؤكدون أنّه لم يكن مُنتظَرًا أصلاً من عشاء كليمنصو أن يغيّر في "التموضع الرئاسي" لأيّ من الطرفين، علمًا أنّ رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" يقول دائمًا إنّ المطلوب تفاهم أشمل على الرئاسة، يجب أن يمرّ بأحد "القطبين المسيحيين"، أي رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أو رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، أو كلَيْهما بطبيعة الحال.
 
عمومًا، يقول العارفون إنّ اللقاء بين جنبلاط وفرنجية يمكن "البناء عليه"، على مستوى الاستحقاق الرئاسي وعلى مستوى غيره من الاستحقاقات التي نوقشت فيه بطبيعة الحال، ولكنّه لا يمكن أن يشكّل "الحلّ"، أو حتى "المدخل إليه"، فالمطلوب هو تفاهم وطنيّ وشامل، لا يزال عصيًا، مع "مراوحة" مواقف مختلف الأفرقاء مكانها، بما فيها تلك التي لا تزال رافضة لمبدأ الحوار، على الرغم من كلّ شيء.
 
قد تكون "العِبْرة" من اللقاء بين جنبلاط وفرنجية في تكريس مبدأ الحوار والتواصل بين اللبنانيين بالدرجة الأولى، تواصلٌ لا يزال "مقطوعًا" بين شرائح واسعة لأسباب غير مفهومة، فيما البلاد لا تعيش على وقع فراغ رئاسي تخطّى عامًا وشهرين، بل تقف على حافة "حرب حقيقية" من دون حدّ أدنى من "الحصانة الذاتية"، التي تتطلب وحدة وطنية، ولو بالحدّ الأدنى، فهل يتلقّف الجميع الرسالة، أم أنّ المراوحة ستبقى الغالبة؟!
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

في لقاء جماهيري.. محافظ القليوبية يبحث شكاوي وطلبات مواطني شبرا الخيمة وقليوب

عقد المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، اليوم الثلاثاء، اللقاء الجماهيري بمدينة شبرا الخيمة لتلقي شكاوى وطلبات المواطنين بمدن شبرا الخيمة وقليوب والقناطر الخيرية والعمل على وضع الحلول المناسبة لها، بالتنسيق مع الجهات المعنية، تنفيذا لإستراتيجية التواصل والتفاعل المباشر مع المواطنين.

واستمع المحافظ خلال اللقاء إلى شكاوى وطلبات عدد كبير من المواطنين والتي تركزت حول عدة قضايا، أبرزها إيجاد فرص عمل وتوصيل مياه الشرب والصرف الصحي لبعض المناطق وشكاوي من منظومة القمامة والاشغالات وانهاء تراخيص او انهاء اجراءات للتصالح والتقنين.

ووجه المحافظ الجهات المعنية بسرعة دراسة هذه الطلبات واتخاذ الإجراءات اللازمة لحلها، مؤكداً على أهمية تلبية احتياجات المواطنين وتوفير الخدمات الأساسية لهم.

كما شدد المحافظ على أهمية التنسيق بين مختلف الأجهزة التنفيذية بالمحافظة لضمان سرعة ودقة تنفيذ توجيهاته، كما تمت الاستجابة للعديد من الطلبات التي تقدم بها المواطنون، فيما أحيلت بعض الطلبات الأخرى إلى جهات الاختصاص للدراسة والعرض على  المحافظ بشكل فوري.

والتقي المحافظ بعدد من المواطنين والمواطنات من ذوى الهمم الذين يحتاجون الى فرص عمل وعلى الفور تم التنسيق مع مديرية العمل حيث تم توفير عدد 10 فرص عمل لهم بالقطاع واستمع عطية باهتمام بالغ إلى جميع المشكلات، ووعد باتخاذ الإجراءات اللازمة لحل المشكلات المطروحة في أسرع وقت ممكن، كما استمع لعدد من الحالات الإنسانية، وكلف وكيل وزارة التضامن، بتقديم الخدمات والمساعدات اللازمة ودراسة كافة المشكلات وصرف (إعانات مالية عاجلة وعربات طعام متنقله) وإدراج الحالات الإنسانية المستحقة عقب إجراء بحوث اجتماعية لضمان تحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، مؤكداً أن خدمة المواطن وتلبية احتياجاته هي أولوية قصوى، وتنوعت طلبات المواطنين بتوفير فرص عمل ورصف شوارع وتوفير عربات طعام متنقلة.

وأعرب الأهالي عن سعادتهم بالاستجابة الفورية لمشاكلهم، وتوجهوا بالشكر للمحافظ على اهتمامه وحرصه على الاستجابة لمطالبهم، ووجه محافظ القليوبية إدارة خدمة المواطنين بمتابعة وتنفيذ الحلول المتفق عليها خلال اللقاء المفتوح، لضمان الالتزام وسرعة التنفيذ لما تقرر خلال اللقاء، مؤكدًا أن الجهاز التنفيذي بأكمله حريص على تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بالعمل المتواصل لتحسين مستوى وجودة حياة المواطنين والتعامل مع مشاكلهم عن قرب.

مقالات مشابهة

  • لقاء مجمع للشباب المتميزين في الأنشطة الشبابية والرياضية بأسوان
  • حمّاد يستقبل رئيس غينيا بيساو في بنغازي ويؤكد متانة العلاقات الثنائية
  • وزير المالية في لقاء مع بعثة الاتحاد الأوروبي.. ضرورة رفع كامل العقوبات عن سوريا
  • جلالة السلطان وأمير قطر يعقدان لقاءً أخويًا بقصر البركة
  • زوجة أحمد الشرع في أول ظهور علني: ما الذي قاله عنها؟ (صورة)
  • تفاصيل لقاء كهنة ألماظة ومدينة الشروق ومدينة نصر
  • لقاء توعوي لدعم الإبداع والابتكار في جنوب الباطنة
  • لقاء يناقش توصيات الملتقى الاستثماري القطري العماني
  • لقاء جماهيري لمحافظ القليوبية بمدينة شبرا الخيمة لبحث مشاكل المواطنين
  • في لقاء جماهيري.. محافظ القليوبية يبحث شكاوي وطلبات مواطني شبرا الخيمة وقليوب