دعوات لضبط النفس وبوادر تهدئة بين إيران وباكستان
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
توالت الدعوات الدولية المطالبة "بضبط النفس" وتجنب التصعيد بعد تبادل إيران وباكستان القصف واستهداف مواقع يقول كل طرف إنها مقرات لجماعات مسلحة تستهدف أراضيه، وسط بوادر للتهدئة من الجانبين.
وأعلنت باكستان -أمس الخميس- تنفيذ ضربات عسكرية "دقيقة" ضد "مخابئ إرهابيين" في محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية، وذلك بعد يوم من هجوم نفذته طهران بصواريخ ومسيرات واستهدف موقعين في باكستان تتهم إيران "جماعة إرهابية" بالنشاط فيهما.
ودعت الأمم المتحدة كلا من إيران وباكستان إلى ضبط النفس، وأكدت ضرورة حل جميع المشاكل بين البلدين بالوسائل السلمية. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن التوتر المتزايد في المنطقة بشكل عام مثير للقلق، وإن الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش مستعد لتقديم الدعم إذا طلب منه ذلك.
وأضاف دوجاريك في مؤتمر صحفي "ندعو إلى أقصى درجات ضبط النفس، ويتعين على إيران وباكستان حل جميع مشاكلهما بالوسائل السلمية والحوار والتعاون"، وشدد على ضرورة أن يكون الحل في إطار مبادئ السيادة وحسن الجوار.
وفي واشنطن، أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي أن الولايات المتحدة "لا تريد تصعيدا في جنوب آسيا وآسيا الوسطى"، وقال إن الإدارة الأميركية "تتابع من كثب" التوتر بين البلدين، وأضاف أمام صحفيين يرافقون الرئيس جو بايدن في الطائرة الرئاسية، "إنهما بلدان مدججان بالسلاح، ومجددا، لا نريد أن نشهد تصعيدا".
من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر "نحن قلقون لتصعيد التوترات في المنطقة ونواصل حض جميع الأطراف على ضبط النفس"، مضيفا "لا نريد تصعيدا ونعتقد أن أي تصعيد لا يمكن تبريره".
عرض وساطةوأعربت الصين عن استعدادها للتوسط بين باكستان وإيران، وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ في مؤتمر صحفي دوري "يأمل الجانب الصيني بشكل صادق أن يكون بإمكان الطرفين التهدئة وممارسة ضبط النفس وتجنّب تصعيد التوتر"، وأضافت "نحن على استعداد للعب دور بنّاء في خفض التصعيد في حال رغب الطرفان بذلك".
وأبدى الاتحاد الأوروبي قلقه العميق إزاء "دوامة العنف في الشرق الأوسط وخارجه"، وقال المتحدث بيتر ستانو إن "هذه الهجمات، بما فيها داخل باكستان والعراق وإيران، تشكل الآن مصدر قلق بالغ للاتحاد الأوروبي لأنها تنتهك سيادة الدول ووحدة أراضيها، ولها أيضا تأثير مزعزع للاستقرار في المنطقة".
من جهتها، حضت روسيا إسلام آباد وطهران على خفض التصعيد، ودعت الخارجية الروسية في بيان الطرفين إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وحل المسائل المستجدة بالسبل السياسية والدبلوماسية حصرا".
وشهدت العلاقات بين باكستان وإيران توترا في الماضي لكن الضربات هي أكبر عملية توغل عبر الحدود في السنوات القليلة الماضية.
وتزيد الضربات العسكرية المتبادلة بين البلدين المخاوف بشأن عدم الاستقرار في المنطقة، لكن أشار الجانبان إلى رغبة في احتواء الموقف، فقد أكدت وزارة الخارجية الإيرانية التزامها بعلاقات حسن الجوار مع باكستان لكنها دعتها إلى منع إقامة "قواعد إرهابية" على أراضيها.
بدورها، قالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان مشابه إن الهدف من تحركها العسكري "كان السعي لتحقيق أمن باكستان ومصالحها الوطنية، وهو أمر بالغ الأهمية ولا يمكن المساس به".
وفي سياق التهدئة، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بعد التحدث مع نظيريه من البلدين إن الطرفين لا يريدان تصعيد التوتر.
وحسب مراقبين، تنشط الجماعتان المسلحتان -المستهدفتان بالقصف- في منطقة تشمل إقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان وإقليم سستان وبلوشستان جنوب شرق إيران. وتشهد المنطقتان اضطرابات، وتعانيان من الفقر إلى حد كبير رغم أنهما تزخران بالمعادن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إیران وباکستان فی المنطقة ضبط النفس
إقرأ أيضاً:
المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي لـ«الاتحاد»: سوريا أمام فرصة تاريخية لإعادة التوحيد والبناء
شعبان بلال (دمشق، القاهرة)
أخبار ذات صلة «اليونيسف»: سوريا من أكثر الأوضاع الإنسانية تعقيداً في العالم الأمم المتحدة: 200 ألف لاجئ سوري عادوا إلى بلادهمأكد المتحدث باسم الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، أنور العنوني، أن هناك فرصة تاريخية لإعادة توحيد سوريا وإعادة بنائها، مشيراً إلى أهمية العملية السياسية الشاملة التي يقودها السوريون والتي تلبي التطلعات المشروعة للشعب، بما يتماشى مع المبادئ الأساسية لقرار مجلس الأمن رقم 2254.
وأوضح العنوني، في تصريح لـ«الاتحاد»، استعداد الاتحاد الأوروبي لدعم سوريا، بشرط التقدم نحو مستقبل سلمي وشامل، وحماية جميع المدنيين دون تمييز.
وقال العنوني إن الاتحاد الأوروبي يواصل الدعوة إلى انتقال سياسي شامل في سوريا، بقيادة وملكية محلية، بدعم من الأمم المتحدة، وضمان حماية ومشاركة جميع السوريين، وأن الاتحاد الأوروبي مستعد للعمل مع الشعب السوري من أجل مستقبل أفضل في منطقة مستقرة.
وفي السياق، أشار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في كلمة ألقاها خلال الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا، إلى وجود العديد من الأسئلة المعقدة المرتبطة بالوضع السوري، محذراً من أن خطر الانقسام لا يزال قائماً في البلاد.
وشدد غوتيريش، في وقت سابق، على أهمية تحقيق انتقال سياسي شامل في سوريا، مؤكداً أن هذه الخطوة أساسية لتخفيف العقوبات المفروضة على البلاد وكسب دعم المجتمع الدولي. وقال غوتيريش: «لطالما كانت سوريا مفترق طرق للحضارات على مدى قرون، لكنها اليوم تقف عند منعطف تاريخي بعد سقوط النظام السابق».
وفي سياق آخر، وقعت القائم بأعمال حاكم مصرف سوريا المركزي، ميساء صابرين، قراراً يقضي بتجميد كل الحسابات المصرفية للشركات والأفراد التابعين لنظام الأسد.
وجاء في القرار أنه «سيتم تجميد كل الحسابات المصرفية للشركات والأفراد العائدة للنظام السابق أو المرتبطة به».
ويقضي القرار أيضاً بـ«تجميد كل الحسابات المصرفية الخاصة بمجموعة القاطرجي والشركات المرتبطة بها، سواء كانت سحوبات نقدية أو تحويلات مصرفية، إلا بموافقة المصرف بتحريك حسابات أي من هذه الجهات».
أمنياً، قتل ثلاثة مدنيين وأُصيب آخران بجروح، إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب، في بادية دير الزور الجنوبية، قرب قرية «كباجب».
وأفاد الدفاع المدني السوري، في بيان، أمس، أن اللغم انفجر بسيارة مدنية، ما أدّى إلى مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة اثنين آخرين.
وأشار الدفاع المدني إلى الانتشار الكبير لمخلفات الحرب والألغام في مناطق دير الزور وباديتها، ما يشكل خطراً دائماً على سلامة السكان المحليين وسبل عيشهم، داعياً إلى تكثيف الجهود لإزالة هذه المخاطر وحماية المدنيين.