الكتاب: تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الحروب الافتراضية الإسرائيلية.
تأليف: رانيا فوزي.
الناشر: دار العربي، ديسمبر 2023م.
الصفحات: 232 صفحة.


متعددة هي الحروب التي خاضتها دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، ما بين الحروب العسكرية، والدينية، والثقافية والتاريخية، اليوم مع دخول تطبيقات الذكاء الاصطناعي دائرة الصراع الإقليمي، دخلت الحرب الإلكترونية المعلوماتية دائرة هذا الصراع؛ لتؤدي دوراً في حسم نتائج المعركة لما لها من ميزة تنافسية.



أوقعت الحروب التقليدية خسائر بشرية، وسياسية، واقتصادية جمة، لكن الحرب المعلوماتية اعتمدت على ائتمان آلة بلا روح أو أخلاق، بجمع المعلومات الاستخباراتية الاستراتيجية، لنشر دعاية أو معلومات خاطئة؛ لإحباط العدو ومؤيديه، عبر تخريب نظم المعلومات، وتعطيل معلومات الخصم، وعملياته المبنية على المعلومات الحية، وشبكات الحاسب الآلي الخاصة به لإحراز السبق، والتقدم على نظمه العسكرية والاقتصادية.

قسمت الكاتبة رانيا فوزي في دراستها الذكاء الاصطناعي في الحروب الافتراضية الإسرائيلية، الحرب المعلوماتية إلى عدة أقسام من بينها الحرب الاستخباراتية، الحرب الإلكترونية، حرب العمليات النفسية، حرب المعلومات الافتراضية، ومجمل تلك الحروب؛ أدت لسباق تسلح بالذكاء الاصطناعي، وعليه تبنت إسرائيل في استراتيجيتها العسكرية إدارة العمليات والحرب النفسية والافتراضية على شبكات التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة اعتماداً على تطبيقاته؛ لضمان موطئ قدم لها ودور ريادي في مجال الحلول الأمنية وفق الهاجس الأمني الذي مازالت تعيشه إسرائيل وتروجه له على مدى عقود من احتلالها لأرض فلسطين.

أحدثت دولة الاحتلال تغيراً دراماتيكيا، بتوظيف الذكاء الاصطناعي في غرف الحرب الافتراضية الإسرائيلية؛ بهدف التنبؤ باندلاع أي مواجهة أو أي ثورات في الإقليم المحيط بها من جهة، واستغلال التقنيات والتكنولوجيا الفائقة في تحليل مجمل البيانات والمعلومات المنشورة على المنصات الاجتماعية لإعادة تشكيل وعي عربي من جهة أخرى، يخدم مصالحها في إثارة القلاقل بين الدول المناوئة لها، دون الكشف عن وقوفها إزاء ذلك، الأمر الذي يندرج في اطار تطوير استراتيجياتها للعمليات النفسية عبر الإعلام الرقمي الذي تسيطر عليه المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، إذ يصعب القول: أن هناك إعلام رقمي حر في دولة الاحتلال، بل هو إعلام عسكري بالدرجة الأولى.

ناقشت الكاتبة في الفصل الأول تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الحروب الإسرائيلية من حيث تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الحرب المعلوماتية، والأبعاد المستقبلية لتوظيف الذكاء الاصطناعي في العمليات العسكرية، وكذلك التهديدات السيبرانية للذكاء الاصطناعي.

كما تطرقت في الفصل الثاني للعمليات النفسية والحرب المعلوماتية الإسرائيلية الذكية، الذي تضمن المعلوماتية الإسرائيلية في القتال حين يدور إعلامياً، والعمليات النفسية واستراتيجية الحروب المعلوماتية المضادة، أما تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الحرب الافتراضية الإسرائيلية فقد خصصت لها فوزي الفصل الثالث، ومما جاء فيه المهام الاستراتيجية للوحدات الافتراضية الإسرائيلية، والمهام الاستراتيجية لوحدات الوعي والتأثير ودورها في العمليات النفسية وهذا ما بدا واضحاً في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، وحتى يومنا هذا، إذ لعب العامل النفسي دوراً خطيراً في حثيات هذه الحرب.

بينت الكاتبة في الفصل الرابع كيف وظفت إسرائيل الذباب الالكترونية في الحرب المعلوماتية، والدور الذي قام به الذباب الالكتروني في العمليات النفسية الإسرائيلية عبر الاعلام المرئي والمقروء، خاصة وسائل التواصل الاجتماعي التي سيطرت إسرائيل على محتواها المنشور، وحاربت محتوى الرواية الفلسطينية بشكل ملحوظ، وفق المحددات المقترحة لمواجهة الحرب المعلوماتية الإسرائيلية.

كما أكدت الكاتبة أن فكرة الحرب القائمة على التكنولوجيا ستحل محل القوة البدنية والوجود البشري على الأرض، لكن في بادئ الأمر ستشكل مصدر انزعاج، وحتى معارضة بين أواسط الجيش الإسرائيلي؛ إلا أن العديد من الخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي قد أكدوا في تقديراتهم مع بدأ توظيف التقنيات أن دمج فكرة الذكاء الاصطناعي في الاستراتيجية العسكرية بالجيش ليس بهدف استبدال الجنود في الميدان، إنما من خلال فهم الإمكانات الكامنة فيهم في كفاءة القتال لتحقيق فعالية وكفاءة منقطعة النظير في ساحة المعركة.

ينظر إلى الذكاء الاصطناعي في الجيش الإسرائيلي باعتباره السلاح القادم والأمضى في الحرب الذكية المستقبلية، ذلك بعد أن تم تكييف التقنيات الموجودة في السوق المدنية مع عالم الجيش، ولما تقدمه التقنيات من مساعدات في الأدوار الخطرة التي يؤديها البشر، إلا أن الجمع بين الروبوتات والآلات في مهام تتعلق بالأمن ليس أمراً بسيطاً، بالتالي من الصعب ترك الأمور الأمنية مطلقاً في يد الألة؛ لذلك يتم التحكم في العمليات بشكل جيد وتدريجي حتى بات الجيش الإسرائيلي يتطور أكثر بناءً على استخدام تلك التقنية المتطورة في ميدان الحرب بحسب رأي الكاتبة.

ملامح الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية  مع دمج الذكاء الاصطناعي:

تبنى الجيش الإسرائيلي منذ عام (2018م)، استراتيجية دمج استخدام الذكاء الاصطناعي عبر  فرقه العسكرية، حيث تمر المؤسسة العسكرية بتحول رقمي في التعامل مع الذكاء الاصطناعي في جميع فروعها، ووضع الجيش خطة متعددة المهام لاستخدام الذكاء الاصطناعي، تضمنت الخطة عام(2020م) مرحلة نوعية في التحول الرقمي، الشاملة دفع المعلومات للوحدات الموجودة في الخطوات الأمامية للجيش، وتطوير وحدات جديدة مثل الوحدة متعددة الأبعاد.

لدى الجيش الإسرائيلي استراتيجية "العديد من البيانات وبرامج الذكاء الاصطناعي"، اللذان لهما دور رئيسي في كسب الصراعات بميدان المعركة، ومعالجة الكمية الهائلة من البيانات التي يتم جمعها عبر أجهزة الاستشعار، وتحويلها إلى معلومات واضحة، ويتم تنفيذ الاستراتيجية من خلال قسم ذكاء اصطناعي مركزي، تم إنشاؤه كجزء من التحول الرقمي الشامل للجيش الإسرائيلي الذي دفع به رئيس الأركان الأسبق "أفيف كوخافي"، وتحدد استراتيجية الجيش سيناريوهات متعددة تتضمن استخدام أجهزة استشعار من منصات مختلفة لجمع البيانات بشأن التهديدات المحتملة، وارسال تلك المعلومات إلى الأنظمة التي يمكنها الاستجابة، وتلك المعلومات يتم تجميع بياناتها من الجو والبر والبحر مع دمجها بالذكاء الاصطناعي مما يخلق صورة مشتركة للقوات المسلحة الإسرائيلية.

كما تعمل نفس مجموعة البيانات من غرفة حرب واحدة، تعطي صورة حقيقة قدر الإمكان، اعتماداً على استخدام الذكاء الاصطناعي في المساعدة على تجنب الأضرار الجانبية؛ بالتالي يسعى الجيش الإسرائيلي من حرب" السيوف الحديدية" على استخدام برنامج الذكاء الاصطناعي  " The Gospel" أن يكون أكثر فعالية وكفاءة، نظراً لقتاله في العديد من الساحات في ظل التحديات الجديدة بتعرضه لهجمات متعددة الجبهات .

الذكاء الاصطناعي وتحسين جمع المعلومات:

تساعد مجالات توظيف إسرائيل للذكاء الاصطناعي في الحروب الحديثة، على تحسين جمع المعلومات الاستخبارية والعمليات المستقلة ودعم اتخاذ القرار، ويقلل التكلفة البشرية الناجمة عن التعمق في العمليات البرية، وزيادة أعداد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي، ويستخدم الجيش الآن نظام توصية بالذكاء الاصطناعي يمكنه معالجة كميات هائلة من البيانات لتحديد أهداف الضربات الجوية، كما يستخدم نموذجا يسمى " Fire Factory "، الذي يعتمد على هذه البيانات حول بنك الأهداف لاقتراح جدول زمني لتنفيذ الضربات، وحساب أحمال الذخيرة، وتحديد الأولويات وتوزيع الأهداف لألاف الطائرات والمسيرات.

وظف الجيش الإسرائيلي منذ وقوع المواجهة العسكرية في 7 من أكتوبر 2023م، استخدامات الذكاء الاصطناعي في عمليات القصف لأكثر من" 15" ألف هدف للمنظمات الفلسطينية في قطاع غزة، وكشف الجيش عن كيفية تنفيذ عملية جمع" مصنع الأهداف"، حيث تم استخدام الأنظمة الأوتوماتيكية لتحليل المواد الاستخباراتية بالذكاء الاصطناعي، والتعاون بين مجموعة واسعة من الأسلحة في الجيش.توضح د. رانيا فوزي أنه خلال عملية " حارس الأسوار" كشف قائد مركز الذكاء الاصطناعي في الوحدة"8200،" كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لكشف قادة خلايا المقاومة الفلسطينية، وتبين أن علم البيانات وأدوات الذكاء الاصطناعي التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي تزيد بشكل كبير من قدراته في العثور على الأشخاص المطلوبين استناداً إلى قائمة الأشخاص المعروفين الذين تم ادخالهم إلى النظام الاستخباراتي.

أدى المزج بين الإنسان والآلة بالوحدة"8200" الإسرائيلية إلى تحديد أماكن تواجد بعض عناصر المنظمات الفلسطينية، ونقل المعلومات الناتجة عن الجهاز الاصطناعي لباحثي قسم الاستخبارات، هذا وينضم النظام الذي تم تطويره في الوحدة"8200 " إلى سلسلة من أنظمة ثورة الذكاء الاصطناعي التي حسنت قدرة الجيش الإسرائيلي على تجريم الأهداف، وتحديد النشطاء الإرهابيين.

استخدامات الذكاء الاصطناعي في حرب طوفان الأقصى:

وظف الجيش الإسرائيلي منذ وقوع المواجهة العسكرية في 7 من أكتوبر 2023م، استخدامات الذكاء الاصطناعي في عمليات القصف لأكثر من" 15" ألف هدف للمنظمات الفلسطينية في قطاع غزة، وكشف الجيش عن كيفية تنفيذ عملية جمع" مصنع الأهداف"، حيث تم استخدام الأنظمة الأوتوماتيكية لتحليل المواد الاستخباراتية بالذكاء الاصطناعي، والتعاون بين مجموعة واسعة من الأسلحة في الجيش.

أوضحت الكاتبة بأن الجيش الإسرائيلي" أطلق على مصنع الأهداف الذي يضم مئات الجنود النظاميين، والاحتياط ذوي الأدوار المتنوعة في شعبة الاستخبارات " أمان" إلى جانب القدرات النوعية والسيبرانية، والبحثية التي تعمل على جعل انتاج الأهداف على نطاق واسع، بهدف إبطال قدرات المقاومة في قطاع غزة، كما أوضحت شعبة الاستخبارات العسكرية أمان كذلك أن الحاجة العملياتية يتم تحديدها في ساحات القتال، وتترجم إلى جهد واسع النطاق تحت نفس المجموعة مع الجنود الموجودين في القاعدة الواقعة جنوب إسرائيل".

كما قدرت شعبة الاستخبارات الإسرائيلية وفق توظيف الذكاء الاصطناعي أن تصرفات الفصائل بشكل مختلف، أنتجت فرصاً جديدة، يمكن الإشارة إليها بأن حوالي 90% من التهديدات التي تم فحصها، واستبعادها أظهرت في الوقت المناسب لأولئك الذين لا يستخدمونه فعلياً في القتال، وفي ضوء ذلك عملت مديرية الأهداف التابعة لشبعة الاستخبارات منذ عام 2019م، على انتاج الأهداف بشكل روتيني في اطار القتال من خلال التعاون مع مجتمع الاستخبارات وعوامل التخطيط للهجوم في مختلف الفروع العسكرية لإغلاق الدوائر بشكل سريع في الاشتباه بأهداف.

تؤكد د. فوزي أنه لأول مرة يواجه الجيش الإسرائيلي قوة برية مناورة بها العديد من الأهداف الإرهابية التي تم بناؤها وفقاً لخطة العمليات المحدثة إلى جانب مشروع "عمود النار" للوصول الكامل إلى المعلومات الاستخبارية في منطقة مستوى اللواء والفرقة لإغلاق دوائر النار على الفور بمساعدة أنظمة الذكاء الاصطناعي، ففي الغارات الجوية الكبيرة للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة تم مهاجمة العديد من الأهداف تحت الأرض أثناء مهاجمة أهداف علوية، وفي مركز الأهداف يجلس جميع المسؤولين من التطوير والسايبر لأجل أعمال المعالجة، وفك التشفير البصري، والبحث وغير ذلك؛ بحيث يتم تنفيذ جميع المعلومات الاستخباراتية في نفس المكان بعملية عالية الجودة وسريعة.

في سياق هذه الحرب فإن مركز الأهداف لا يتنازل عن جودة الاستخبارات، وينتج أهدافاً لهجمات دقيقة على البنى التحتية المرتبطة بالفصائل الفلسطينية لإلحاق أكبر ضرر بها، وعبر الذكاء الاصطناعي تحاول الاستخبارات الإسرائيلية تحديد مكان الأسرى في غزة، حيث يمكن للنظام تحديد الموقع الجغرافي التقريبي للشخص في غضون ثوان؛ لذلك يحاول خبراء الاستخبارات العثور على هذه الأماكن بالاعتماد على أدلة سياقية مثل: المساجد، أو المتاجر المحلية.

قامت طواقم استخباراتية ببناء قاعدة بيانات تضم حوالي" 1000 "شخص بما في ذلك الرهائن والخاطفين حيث يتلقون مساعدة شخصية ولوجستية من جوجل، شاركوا منصتهم مع مسؤولي الأمن الإسرائيليين الذين سيستخدمونها لتعزيز بحثهم؛ لكنها عملية تستغرق وقتا طويلاً وغير دقيقة.

النتائج المتحققة من استخدام الذكاء الاصطناعي في الحرب:

مازالت تفاصيل الاستخدام العملياتي للجيش الإسرائيلي عبر الذكاء الاصطناعي محاطة بالسرية إلى حد كبير، لكن شهادات المسؤولين العسكريين تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي اكتسب خبرة كبيرة في التعامل مع الأنظمة خلال العمليات العسكرية التي شنها الجيش على قطاع غزة، قد بدأت تجنى ثمارها في حرب السابع من أكتوبر، ووفقا للأرقام التي نشرها الجيش في نوفمبر الماضي فقد هاجمت إسرائيل" 15 " ألف هدف في قطاع غزة، وهو رقم أعلى بكثير من العمليات العسكرية السابقة.

بناء على ما تقدم يرى محللون أنه عندما يتم السماح بشن غارة على منازل خاصة بأفراد تم تحديدهم على أنهم نشطاء في المقاومة فإن المشرفين على برامج الذكاء الاصطناعي يكون لديهم علم مسبق بشأن عدد المدنيين المتوقع قتلهم.

ووفق تحليل المضمون الإعلامي الذي عرضته د. رانيا في دراستها، بدا أن هناك جهود إسرائيلية حثيثة للتأكيد على دقة الضربات التي أوصى بها بنك أهداف الذكاء الاصطناعي في الحرب، وفق تقارير إعلامية إلا أن هذه المعلومات المنشورة قد تكون نوعاً ما مبالغ فيها لتعزيز صور الجيش الإسرائيلي في الإعلام الدولي، ومحاولة التأكيد أن قدرات الاستهداف بالذكاء الاصطناعي، من شأنها أن تتلافى قدر الإمكان وقوع أي ضرر للمدنيين الذين لا يشاركون في أعمال قتالية، وأنها ماضية في التنقيب على أماكن الرهائن والمخطوفين لدى المقاومة الفلسطينية.

في نهاية دراستها أكدت الكاتبة على أن:

ـ الجيش الإسرائيلي كشف عن الدور الفعال الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في كيفية تنفيذ عملية جمع الأهداف في شعبة الاستخبارات المسمى "مصنع الأهداف".

ـ يحاول الجيش الإسرائيلي التأكيد من خلال تقارير إعلامية دولية على القدرات السيبرانية، والبحثية للأجهزة الاستخباراتية التي تعمل على جعل انتاج الأهداف على نطاق واسع، بهدف ابطال قدرات حركات المقاومة.

ـ أجمع الخبراء أن الاعتماد بصورة  كبيرة على الذكاء الاصطناعي مع الاستعانة بجهود بشرية قد لا يمنع التحيز الآلي؛ لذا يؤكد الجيش الإسرائيلي أن استخدام الذكاء الاصطناعي ينتج توصية للباحث من خلال استخراج سريع، بهدف اجراء تطابق كامل بين توصية الآلة، والتحديد الذي يقوم به الشخص.

ـ يتضح أن دمج الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي في عمليات الجيش الإسرائيلي على المنظمات الفلسطينية، قد ساهمت بشكل كبير في تسريع عملية تحديد الهدف، إلا أن العين البشرية، ستتجاوز الأهداف قبل كل هجوم، بينما لا تحتاج الوقت  الكبير للقضاء عليها.

تزامنا مع حرب "طوفان الأقصى" توقعت الكاتبة أن تشهد الأيام مزيداً من التوتر مع استمرار القصف الإسرائيلي العنيف الذي ركز على المناطق الجنوبية التي اعتبرتها إسرائيل مناطق آمنة وحددتها كمراكز للإيواء، فالأسلوب المتبع في استهداف الجيش الإسرائيلي في حربه على القطاع يتم باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

إن انضمام الذكاء الاصطناعي للحرب واستخدم الجيش الإسرائيلي نظام توصية بالذكاء الاصطناعي مكنها معالجة كميات هائلة من البيانات لتحديد أهداف للضربات الجوية، وفي اطار توسيع العملية البرية، تم فتح مجمعات خلفية جديدة للفرق التي تناور في تجريم أهداف البنية التحتية والغايات في الوقت الحقيقي هذا إلى جانب إمكانية وصول الأنظمة الذكيرة بما فيها نظام الذكاء الاصطناعي إلى المستوى الذي يمتد حتى وحدات الاستخبارات المختلفة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب الكتاب الذكاء الاصطناعي الاحتلال الفلسطيني الحرب احتلال فلسطين كتاب حرب ذكاء اصطناعي كتب كتب كتب كتب كتب كتب أفكار أفكار أفكار سياسة من هنا وهناك أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تطبیقات الذکاء الاصطناعی فی الذکاء الاصطناعی فی الحرب استخدام الذکاء الاصطناعی الاصطناعی فی الحروب الجیش الإسرائیلی من بالذکاء الاصطناعی شعبة الاستخبارات حرب المعلومات فی العملیات من البیانات فی قطاع غزة من أکتوبر العدید من من خلال إلا أن

إقرأ أيضاً:

موظفو البنوك.. أين أنتم من الذكاء الاصطناعي؟

 

مؤيد الزعبي

رغم أنَّ قطاع البنوك واحدٌ من أكثر القطاعات حساسية في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لما يترتب على ذلك من مخاطر عديدة، إلّا أنه في الوقت نفسه، يُعد قطاع البنوك واحدًا من أكثر القطاعات استثمارًا في التكنولوجيا واستخداماتها لتطوير بيئة العمل داخل القطاع نفسه أو حتى فيما يتعلق بتحسين تجربة المستخدمين وتعاملاتهم وخدمتهم بشكل أفضل وأسرع.

ووفقًا لدراسة أجرتها شركة "ماكينزي" بعنوان "لماذا تفشل أغلب عمليات التحول إلى الخدمات المصرفية الرقمية، وكيفية قلب الاحتمالات"، فإنَّ إنتاجية البنوك الكبيرة كانت أقل بنسبة 40% من البنوك الرقمية. وهنا نتحدث عن البنوك الرقمية، ولك أن تتخيل عزيزي القارئ كيف يكون الحال مع البنوك الذكية أو بنوك الذكاء الاصطناعي. وفي المقابل كيف سيؤثر هذا الأمر على موظفي قطاع البنوك؛ سواء من حيث طريقة عملهم أو حتى فرصهم المستقبلية والمخاطر التي تهدد وظائفهم، هذا هو ما سوف أتناوله معك ها هنا من خلال هذا الطرح.

تُشير الدراسات إلى أنه منذ عام 2013 وحتى عام 2022، زادت البنوك إنفاقها على التكنولوجيا بنسبة 38% لدعم الاحتياجات الرقمية المتطورة للعملاء، وفي بيئة حياة دخلها الذكاء الاصطناعي بشكل لافت خلال السنوات القليلة الماضية فكان لا بُد للبنوك من إدخال هذه التقنيات في صلب عملياتها التشغيلية وأيضًا إدراجها في عمليات تحسين تجربة العملاء. وقد حدث بالفعل في أن شهدنا تطورًا كبيرًا في التطبيقات الرقمية الخاصة بالبنوك، من خلال تحسينات ملحوظة في واجهة المستخدم، وأيضًا من خلال الخدمات التي يمكن للعمل الوصول إليها من خلال هذه التطبيقات مباشرة دون تدخل موظفي البنوك إلا في بعض الحالات.

الذكاء الاصطناعي قادم لا محال في قطاع البنوك، أولًا: لأن البنوك تستهدف الربحية في المقام الأول؛ إذ يُشير تقرير منشور في موقع "Financial News London" إلى أن تبنِّي الذكاء الاصطناعي يُمكن أن يضيف 170 مليار دولار إلى أرباح البنوك في السنوات الخمس المقبلة، مع توقعات بزيادة الأرباح إلى ما يقرب من 1.992 مليار دولار بحلول عام 2028، وعين البنوك جميعها على هذه الأرباح. وثانيًا: لأن البنوك لن تدخر أي فرصة من شأنها تحسين وتسريع تجربة العملاء. وثالثًا: لأن المخاطر التي سيخلقها دخول الذكاء الاصطناعي لحياتنا تحتاج لذكاء اصطناعي قادر على مواجهتها. ونتحدث هنا عن الأمن الإلكتروني والاحتيال وما شابه ذلك من مخاطر رقمية. ففي الوقت الذي تعمل فيه أنظمة الذكاء الاصطناعي من محاكاة الأصوات وتقليدها وما سيُسببه ذلك من إرباك لمقدمي الخدمات المصرفية عبر الهاتف، إلّا أنه في الوقت نفسه، سيُقدِّم الذكاء الاصطناعي حلًا لمثل هذه المشاكل، كما إن أنظمة الذكاء الاصطناعي ستُقلِّل من عمليات جرائم غسيل الأموال أو انتحال الهوية أو التحويلات المزيفة أو السرقة الإلكترونية.

ربما لاحظنا جميعًا السرعة الكبيرة التي حدثت في عمليات التحويلات المالية والتي باتت مؤتمتة بالكامل من خلال أنظمة تكنولوجية لا يمكننا القول إنها تعمل بالذكاء الاصطناعي؛ لأن هذه العمليات يمكن إدراجها ضمن الأتمتة الإلكترونية المتطورة، وليس لها علاقة بالذكاء الاصطناعي. لكن سنجد أن الذكاء الاصطناعي سيقوم بتسريع بعض العمليات المُعقَّدة في هذا الجانب، مثل التحويلات المالية بين الشركات أو حتى التحويلات الدولية، والتي كانت تحتاج لبعض الأيام لمعالجتها والتأكد منها إلى حين إتمامها. والذكاء الاصطناعي سيؤدي دورًا كبيرًا في تسريع هذه العملية لما له من قدرات فائقة في تحليل البيانات والتأكد من صحتها.

وتُعد خدمة العملاء أو الرد على استفسارات أو تنفيذ متطلباتهم المالية من أكثر المهام التي سيدخلها الذكاء الاصطناعي، وسيسطر عليها في السنوات المقبلة. فعلى سبيل المثال: رُوبوت الدردشة "Watsonx Assistant" الذي طورته شركة "IBM، وهو عبارة عن روبوت محادثة يقدم المساعدة للخدمات المصرفية مدعوم بالذكاء الاصطناعي، سنجده يلبي احتياجات المؤسسات المالية بشكل فعّال في الرد على استفسارات العملاء، وتسجيل شكاويهم وتنفيذ طلباتهم وتقديم المساعدة في الوصول لبياناتهم المصرفية. وكل هذا دون تدخل بشري، إلّا أن الشركة المُطوِّرة تقول إن نظامها يُشبه البشر في طريقة الرد والتحدث، ونحن ما زلنا في بداية الأمر؛ إذ ستشهد هذه الخدمات تطورًا كبيرًا قد يتسبب في إلغاء أي وظيفة متعلقة بخدمة العملاء في قطاع البنوك في السنواتر المقبلة.

وأحد أكبر فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي، هو تحسين عملية اتخاذ القرار المتعلقة بتقييم الائتمان والإقراض والاستثمار، والذكاء الاصطناعي وقدراته في الاستفادة من الكم الهائل من البيانات التي تولدها المؤسسات المالية سيُعزز عمليات اتخاذ القرار؛ سواءً بالنسبة للموظفين العاملين في البنوك من عمليات الموافقة على القروض والائتمان، أو حتى تحسين اتخاذ القرار بالنسبة للخدمات المؤتمتة والرقمية؛ حيث سيُوفِّر الذكاء الاصطناعي القدرة على تقييم المخاطر الائتمانية وبنفس الوقت سيكون قادرًا بنفسه على اتخاذ القرار للموافقة أو الرفض لأي عملية ائتمانية دون الرجوع للبشر.

أيضًا الذكاء الاصطناعي قادرٌ على فتح وإغلاق الحسابات، وقد لاحظنا إدراج العديد من البنوك لمثل هذه الخدمات ضمن خدماتها المصرفية الرقمية. كما يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يتنبأ ما إذا كان العملاء الأفراد أو الشركات على وشك إلغاء حساباتهم بناء على سجلاتهم البنكية، مثل عدد مرات تسجيل الدخول أو إيداع الأموال، وبالتالي يُمكن للبنوك تفادي هذا الأمر من خلال تقديم بعض العروض للعملاء، أو حتى تقديم بعض التحسينات في تجربتهم الشخصية. ومن هنا تأتي أهمية الذكاء الاصطناعي في أن يقدم للعملاء تجربة شخصية بناءً على متطلباته ومتغيراته الشخصية، ولهذا سنجد في قادم الوقت خدمات أكثر شخصية تقدمها البنوك لعملائها، مثل بطاقة ائتمانية تناسب العميل نفسه وحده، أو نوع حساب مناسب له بشكل أكبر، أو تسهيلات في عمليات الدفع تناسب ظروفه المالية أو حتى تناسب طبيعة عمله.

الخلاصة.. أن قطاع البنوك سيشهد طفرة كبيرة في عملية التحوُّل التشغيلي والخدمي مع دخول الذكاء الاصطناعي، وسنجد وظائفَ تنتهي مثل وظائف خدمة العملاء، ووظائف متعلقة بالتحليل الائتماني ومكافحة الاحتيال، أو حتى بعض وظائف المبيعات والتسويق، إلّا أن الذكاء الاصطناعي سيخلق وظائف جديدة في قطاع البنوك، مثل مُبرمِج ذكاء اصطناعي أو مُتخصص أمن سيبراني أو مدير أنظمة الذكاء الاصطناعي. وعلى جانب آخر، ستُوفِّر البنوك خدمات "أكثر ملاءمة شخصية" لعملائها، تتناسب معهم ومع طبيعة أعمالهم الشخصية أو التجارية، ولكن ينبغي الانتباه إلى أنَّ الخطأ في برمجة الذكاء الاصطناعي قد يُسبب كارثة في المستقبل، ولهذا ما نُبرمِجه اليوم وما نُدخله في بيئة أعمالنا هو ما سيُحدد شكل تواجدنا المستقبلي كمؤسسات بنكية، وما نتعلمه اليوم ونُطوِّرُه من مهارات، سيُحدد ما إذا كُنا سنخسر وظائفنا أم سنُطوِّرُها كأفراد وعاملين في قطاع البنوك.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • د. ندى عصام تكتب: العبادات في عصر الذكاء الاصطناعي
  • موظفو البنوك.. أين أنتم من الذكاء الاصطناعي؟
  • بمعدل واحد كل ساعة..أونروا: الجيش الإسرائيلي قتل 14500 طفل في غزة
  • شواطئ.. لماذا تتحارب الأمم؟ (1)
  • خيارات نتنياهو لمواصلة الحروب العدوانية
  • صلاح يجيب عن سؤال التجديد بكلمة واحدة
  • كيف يستغل نتنياهو الحرب للبقاء في السلطة؟| أستاذ علوم سياسية يجيب
  • حوار مع صديقي ال ChatGPT الحلقة (71)
  • تسييس الجيش الإسرائيلي لتعميق هيمنة الفاشية
  • وزير الخارجية الأمريكي يشيد بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي