لقاءات سعودية أمريكية إسرائيلية لابرام اتفاق إنهاء الحرب في غزة
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
بغداد اليوم - متابعة
كشفت شبكة "أن بي سي نيوز" الأمريكية أن السيناتور الامريكي ليندسي غراهام خاض سلسلة من الاجتماعات "ذات الرهان العالي" مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بهدف إحياء إمكانية التوصل إلى اتفاق بين المملكة وإسرائيل والولايات المتحدة لصياغة إطار لإنهاء الحرب على غزة، وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، وتمهيد الطريق لشكل من أشكال الحكم الذاتي الفلسطيني في قطاع غزة.
وفي تقرير مطول، أشارت "أن بي سي نيوز" إلى أن غراهام وصل إلى السعودية قبل 11 يوماً، لعقد اجتماع في خيمة ضخمة في العلا غرب المملكة. وكان غراهام زار السعودية 3 مرات خلال الـ12 شهراً الماضية، واستبق زيارته الأخيرة للسعودية بزيارة إسرائيل بهدف مناقشة الاتفاق، حيث عقد اجتماعًا مغلقًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 4 يناير/كانون الثاني.
ونقلت الشبكة عن مسؤولين سعوديين وامريكيين وإسرائيليين قولهم إن النقاشات في السعودية تدور حول إطار لإعادة إعمار غزة بدعم من الدول العربية، وتشكيل "قيادة فلسطينية معتدلة في غزة"؛ بالإضافة إلى التصديق على معاهدة دفاع بين الولايات المتحدة والسعودية من شأنها أن توفر تحالفًا ضد إيران، مشيرين إلى أن السعودية تصر على أن تتضمن أي خطة مساراً واقعياً لقيام دولة فلسطينية.
وتساءلت الشبكة عما إذا كانت ستقبل الحكومة الإسرائيلية بإنشاء دولة فلسطينية مقابل معاهدة سلام تدعمها الولايات المتحدة والسعودية.
فوز سياسي محتمل لنتنياهو
وطبقاً لستة أشخاص مطلعين على المحادثات، كما تنقل عنهم "أن بي سي نيوز"، فإن التطبيع مع المملكة العربية السعودية سيُنظر إليه على أنه فوز سياسي محتمل لنتنياهو، على الرغم من رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي والأعضاء المتشددين في ائتلافه اليميني، علناً، فكرة إقامة دولة فلسطينية.
وفي السياق، قال نداف إيال، كاتب عمود في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، إن أي اتفاق للتطبيع مع المملكة العربية السعودية في الوقت الحالي "سيكون بمثابة فوز كبير لنتنياهو سياسياً واستراتيجية خروج".
وقال مستشار أحد أعضاء مجلس الحرب الإسرائيلي، طلب عدم ذكر اسمه، إنه "إذا توصل السعوديون إلى صفقة جيدة لإسرائيل، فبالطبع سنصوت لمصلحتها"، لكن المستشار حذر ومعه مسؤولون إسرائيليون آخرون، في حديثهم لـ"أن بي سي نيوز" من أن الخطوة الامريكية سابقة لأوانها، مشيرين إلى أن الجمهور الإسرائيلي ليس مستعداً لمناقشة ذلك، على أعقاب الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل.
واعتبر مسؤول حكومي إسرائيلي كبير أن "موضوع الدولة الفلسطينية حساس للغاية بحيث لا يمكن التطرق إليه في إسرائيل في الوقت الحالي.. الناس يتحدثون عن الحرب والرهائن، وليس مكافأة الفلسطينيين. ومن غير الواضح أيضًا متى وكيف ستنتهي الحرب".
وتهدف المساعي الامريكية للاتفاق مع السعودية وإسرائيل إلى البناء على اتفاقيات أبراهام التي أقامت علاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان في العام 2020.
وقال مسؤولون إسرائيليون وامريكيون مطلعون على الصفقة إن هناك مساعي لتحقيق الاتفاق خلال وجود الرئيس جو بايدن في منصبه لتأمين أصوات الديمقراطيين للاتفاق الامريكي السعودي، لافتين إلى أن غراهام سيتمكن من الحصول على أصوات الجمهوريين للوصول إلى الـ67 صوتًا اللازمة للتصديق عليها في مجلس الشيوخ.
رؤية إسرائيل لـ"اليوم التالي"
ويتخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حتى الآن موقفاً متشدداً علناً في ما يتعلق بالحرب. وبعد لقائه مع غراهام، كرر أهداف الحرب الإسرائيلية المتمثلة في تدمير حماس، وتحرير الرهائن، وضمان "ألا تصبح غزة تهديداً مرة أخرى". ولم يتطرق نتنياهو إلى الوضع السياسي لغزة بعد الحرب.
وأعرب دانييل سيلفربيرغ، وهو كبير الباحثين المشاركين في مركز الأمن الامريكي الجديد عن إحباطه من نتنياهو، وقال: "من وجهة نظر امريكية، فإن موقف بيبي (نتنياهو) محبط حقًا". "يستمر بيبي بالقول علناً وسراً: يداي مقيدتان وائتلافي سوف ينهار إذا فعلت أي شيء مؤيد للسلطة الفلسطينية أو شددت القيود على المستوطنين".
ولا يزال الجناح اليميني في حكومة نتنياهو الائتلافية يعارض بشدة أي مناقشة حول إقامة دولة فلسطينية. وقد ذهب العديد من أعضاء الليكود إلى ما هو أبعد من خطاب نتنياهو.
وتساءل سيلفربيرغ أيضًا عن مدى واقعية توقع مشاركة المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى في إعادة بناء غزة.
وعلى الرغم من كل التحديات، يمكن أن يكون الاتفاق بين الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل جزءًا من استراتيجية الخروج لنتنياهو المحاصر سياسيًا.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي سابق: "إنها استراتيجية الخروج الوحيدة ذات الجاذبية السياسية لبيبي.. وليس من الواضح ما إذا كان ذلك ممكنًا".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: دولة فلسطینیة أن بی سی نیوز إلى أن
إقرأ أيضاً:
السعودية تجدد موقفها بعدم إقامة علاقات مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية
أكدت المملكة العربية السعودية، الأربعاء رفضها إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية مستقلة.
وقالت الخارجية السعودية في بيان لها إن "هذا الموقف الثابت ليس محل تفاوض أو مزايدات"، وأنها أبلغت الإدارة الأمريكية الحالية بذلك.
ويأتي البيان عقب تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، زعم الأول فيها أن "السعودية لا تطالب بدولة فلسطينية مقابل اتفاق سلام مع إسرائيل"، وادعى فيها الثاني أن "التطبيع مع السعودية ليس ممكنا فحسب، بل سيتحقق، وأنا ملتزم بذلك"
وأكدت وزارة الخارجية السعودية، أن "موقف المملكة من قيام الدولة الفلسطينية هو موقف راسخ وثابت ولا يتزعزع، وأن هذا الموقف الثابت ليس محل تفاوض أو مزايدات".
وأضافت أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان "أكد هذا الموقف بشكل واضح وصريح لا يحتمل التأويل بأي حال من الأحوال خلال الخطاب الذي ألقاه في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى بتاريخ 18 سبتمبر(أيلول) 2024".
ولفتت إلى أن ولي العهد السعودي شدد وقتها على أن "المملكة لن تتوقف عن عملها الدؤوب في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وأن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك و أبدى هذا الموقف الراسخ خلال القمة العربية الإسلامية غير العادية المنعقدة في الرياض بتاريخ 11 نوفمبر (تشرين ثان) 2024".
وأكد ولي العهد السعودي في القمة وقتها على "مواصلة الجهود لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 م وعاصمتها القدس الشرقية والمطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وحث المزيد من الدول المحبة للسلام للاعتراف بدولة فلسطين وأهمية حشد المجتمع الدولي لدعم حقوق الشعب الفلسطيني"، بحسب البيان.
وشددت الخارجية السعودية، في البيان ذاته على "ما سبق أن أعلنته من رفضها القاطع المساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة سواء من خلال سياسات الاستيطان الإسرائيلي، أو ضم الأراضي الفلسطينية، أو السعي لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه".
ومنذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي، يجدد ترامب دعوته إلى ترحيل الفلسطينيين قسرا إلى دول مثل مصر والأردن، وهو ما رفضته الدولتان بشدة.
وأكدت الخارجية السعودية، أن "واجب المجتمع الدولي اليوم هو العمل على رفع المعاناة الإنسانية القاسية التي يرزح تحت وطأتها الشعب الفلسطيني الذي سيظل متمسكًا بأرضه ولن يتزحزح عنها"
وشددت على أن "هذا الموقف الثابت ليس محل تفاوض أو مزايدات، وأن السلام الدائم والعادل لا يمكن تحقيقه دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، وهذا ما سبق إيضاحه للإدارة الأمريكية السابقة والإدارة الحالية".
واشترطت السعودية في أكثر من مناسبة، موافقة الحكومة الإسرائيلية على قيام دولة فلسطينية على حدود 1967، مقابل تطبيع العلاقات.