هل كان رامافوزا اخوانچياً ؟
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لا ادري كيف اصبح الانتماء إلى حركة الأخوان المسلمين جريمة يعاقب عليها القانون في معظم البلدان الإسلامية ؟. أنا شخصيا أرى ان الناس احرار في توجهاتهم واختياراتهم الآيديولوجية. لكننا فوجئنا بظهور من يسعى لتشويه صورة رئيس جنوب إفريقيا، ويتهمه بالانتماء الى تلك الحركة بسبب مواقفه الداعمة لسكان غزة، فقال الموالون لنتنياهو: ان اسمه الحقيقي (رامي فوزي) وليس (رامافوزا)، وانه مهاجر سوداني عاش متنقلا بين بريتوريا و مدينة كيبتاون، ثم اقترن بفتاة من قبائل الزولو، فغير اسمه إلى رامافوزا.
لم يكن يتعرض لهذه الحملات لو لم يقف وقفته الإنسانية لنصرة المظلومين، فتوالت عليه الطعنات والوخزات من الأبواق المتباكية على السامية. وكل القصة وما فيها انه كان فارساً شهماً في رفع الحيف عن المضطهدين، وكان وراء تحريك الدعوى القضائية في محكمة العدل الدولية ضد عنصرية نتنياهو، وارتكابه مجازر لا حصر لها في حملات الإبادة الجماعية. .
الحقيقة أننا لم نكن نعرف شيئا عن هذا الرجل حتى جاء اليوم الذي تصدر اسمه نشرات الأخبار في الذود عن حقوق الفلسطينيين متفوقا على معظم الزعماء العرب الذين خذلونا وتآمروا علينا. .
من هنا قررت البحث في سجلاته للوقوف على الحقيقة، فتبين لي انه من مواليد 1952، عمل كرئيس لجنوب إفريقيا منذ عام 2018، ورئيساً للمؤتمر الوطني الأفريقي منذ عام 2017. وكان قبلها ناشطاً مناهضاً للفصل العنصري، وزعيماً نقابياً ورجل أعمال، كما شغل منصب نائب للرئيس جاكوب زوما، ورئيساً للجنة التخطيط الوطنية من 2014 إلى 2018. وسوف يخلد التاريخ اسمه بأحرف من نور. لأنه استطاع وحده ان يجر قوى الشر والظلال والإجرام الى محكمة العدل الدولية. لكن المؤسف له ان الاتهامات التي توالت عليه جاءته من المضخات الإعلامية المرتبطة بالنظام المصري الذي اغلق بوابات معبر رفح، وحرم الأبرياء من الغذاء والدواء، وجاءت من المضخات الإعلامية الداعمة لإسرائيل. .
فالتهكم والسخرية التي نسمعها هذا الأيام من السياسين الاسرائليين ضد محكمة العدل الدولية، وضد السيد رامافوزا تعكس تمسكهم بالنمط الفاشي المتغطرس، ذلك لأنهم يشعرون بالفشل بما اقترفته أيديهم، وكانوا يظنون أنهم سيفلتون من العقاب، وان لا وجود للقانون الدولي. وهذا ما قاله وردده وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، الذي وقفت دولته ضد قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، وسمحت لإسرائيل بارتكاب المزيد من المجازر. .
شيء آخر: الدفاع الذي سمعناه في قاعة المحكمة الدولية يعتبر دفاعاً متزناً متماسكاً معززاً بالإثباتات، وسيكون حكمها ملزماً ضد الطغاة والقتلة والمتطرفين. . فدعهم يقولون ما يشاءون على الفارس (رامافوزا). يكفيه فخرا انه وجه لهم صفعة دولية مدوية أمام شعوب كوكب الأرض. .
نحن متفائلون للغاية بالفوز بقرار إيجابي. قرار يلزم المعتدين بوقف العدوان، ويلزم مصر بفتح بوابات رفح، والسماح بوصول المساعدات. .
ختاماً: لابد من تقديم الشكر والامتنان إلى كل من بوليفيا وبلجيكا وبنغلادش وجزر القمر وجيبوتي والمنظمات التي اختارت الوقوف بثبات في قاعة المحكمة. .
د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
منظمة التعاون الإسلامي ترحب باعتماد الجمعية العامة قرارًا يطلب فتوى من العدل الدولية
المناطق_واس
رحبت منظمة التعاون الإسلامي بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة “طلب فتوى من محكمة العدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل فيما يتعلق بوجود وأنشطة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى والدول الثالثة”، مثمنة جهود مملكة النرويج وجميع الدول التي شاركت في رعاية ودعم مشروع القرار.
أخبار قد تهمك اختتام أعمال الاجتماع الثالث لرؤساء الهيئات الوطنية لتنظيم الأدوية في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي في الرياض 19 ديسمبر 2024 - 11:03 صباحًا منظمة التعاون الإسلامي تشارك في اجتماع التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين في بروكسيل 30 نوفمبر 2024 - 11:44 صباحًا
وأكدت المنظمة أن جميع خطط وتدابير الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك التشريعات التي تؤثر في وجود وعمليات وحصانات الأمم المتحدة وكياناتها وهيئاتها، بما فيها وكالة الأونروا والمنظمات الدولية الأخرى والدول الثالثة في الأرض الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية، تشكل انتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة، ومن شأنها أن تحرم الشعب الفلسطيني من المساعدات الأساسية وتفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها.
كما رحبت المنظمة بتبني الجمعية العامة قرارًا حول “السيادة الدائمة للشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وللسكان العرب في الجولان السوري المحتل على مواردهم الطبيعية”، داعية جميع الدول والمنظمات الدولية، ومنها الأمم المتحدة ووكالاتها وهيئاتها، إلى ضرورة العمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المشروعة بما فيها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف.