البوابة نيوز:
2025-03-16@20:46:11 GMT

منير أديب يكتب: أمن الملاحة في البحر الأحمر

تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT

فشلت الولايات المتحدة الأمريكية في تأمين الملاحة في البحر الأحمر رغم الضربات التي قامت بشنها على مواقع يمنية في صنعاء والحديدة وتعز وصعدة؛ خاصة وأنّ واشنطن مازالت مصرة على التعامل بنفس سياستها المنحازة لإسرائيل في الحرب الدائرة حاليًا، وهو ما أدى إلى تعقد الوضع الأمني في البحر الأحمر وباب المندب.

واستمرار واشنطن في انحيازها لإسرائيل سوف يُؤدي إلى تعقد أكبر للمشهد الأمني ليس فقط في البحر الأحمر وإنما سوف تمتد ألسنة اللهب إلى دول كثيرة، وبالتالي الحل العملي لتأمين مياه البحر الأحمر هو إعادة التفكير في الحرب العبثية التي مازالت تشنها إسرائيل ضد الفلسطينين، ليس ذلك فقط ولكن التفكير بشكل عملي في إقامة الدولة الفلسطينية.

سقف المطالب العربية بشأن الحق الفلسطيني ارتفع على خلفية الحرب الإسرائيلية الأخيرة إلى ضرورة تنفيذ مسار حل الدولتين من خلال الضغط على تل أبيب، وإلا سوف تنفلت الأمور من عقالها وتبدأ حرب جديدة في المنطقة سوف تتضرر أمريكا من تداعياتها، وهنا سوف تكون هناك ضغوط خشنة في التعامل مع التصور الخاص بإقامة الدولة الفلسطينية.

لا يفهم من هذا السرد تبرير الهجمات الحوثية ولا البحث عن سبب للإعتداء على السفن في المياة الدولية، ولكن قراءة استباقية لأزمة قد تتحول إلى حرب تكون فيها واشنطن طرفًا وهو ما لا تتحمله إسرائيل وبالبطع يؤثر على مصالح أمريكا في منطقة الشرق الأوسط.

بذلت واشنطن جهودًا من أجل إحتواء تطورات الموقف في البحر الأحمر ولكنها فشلت في تحقيق ذلك، سواء بإعلانها في 18 ديسمبر عام 2023 عن تأسيس تحالف عسكري بحري متعدد الجنسيات أو حتى الضربات الأمريكية على المواقع الحوثية في 12 و13 يناير وآخرها الضربة الأمريكية فجر الخميس حيث تم استهداف مواقع يمنية جديدة للمره الرابعة.

ولعل الرئيس الأمريكي جو بادين لخص جدوى الجهود الأمريكية في تأمين البحر الأحمر عندما رد على سؤال يخص وقف الهجمات الحوثية بعد الضربات الأمريكية قائلًا: لن يحدث، إذًا ما هي جدوى هذه الضربات؟ وما هي الخطة البديلة أمام الأمريكان لتأمين السفن الملاحية بداخله؟ وهل واشنطن قادره على تحقيق ذلك؟

لا أعتقد أنّ أمريكا قادرة على تحقيق الهدف من وراء تأمين مياه البحر الأحمر، خاصة وأنها أعلنت على لسان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، باتريك رايدر، أنها لا تسعى إلى الصراع مع إيران أو الحوثي، مؤكدًا في نفس التصريح أنّ الحوثيين يحتفظون بقدرات هجومية، وهو ما يُضعف الموقف الأمريكي ويؤكد ما ذهبنا إليه في رؤية سابقة بأنّ إسرائيل باتت عبئًا على واشنطن.

لا يمكن اختصار تداعيات حرب غزة فيما يجري في البحر الأحمر، ولكن فيما يمكن أنّ يجري ضد المصالح الأمريكية والإسرائيلية في كل دول العالم، الأرض اليابسة والمياه السائلة والفضاء المفتوح، إذَا الحرب لها صور مختلفة وسوف تفتح شهية الرافضون للسياسات الأمريكية مما يُعقد الوضع الأمني وربما ينقلنا إلى حرب عالمية ثالثة سوف تكون واشنطن وتل أبيب أول الخاسرين فيها وسوف يتم تشكيل العالم بعدها، وربما تصعد الصين وروسيا على خلفية هذه الحرب التي بدأت تظهر ملامحها الآن.

على المجتمع الدولي أنّ يحتوي الأزمة في فلسطين حتى لا تتسع رقعة الحرب في دول العالم، الأمر يتعدى فكرة أمن البحر الأحمر إلى الحفاظ على الأمن في المنطقة، وهو ما لم يتحقق إنّ لم يُصبح واقعًا في فلسطين، دوائر متصلة ببعضها، وهو ما ينبغي أنّ تًدركه واشنطن سريعًا وتتعامل معه وفق ما تقتضية الحكمة والواقع.  

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: البحر الاحمر أمن البحر الأحمر 5 غارات استهدفت مواقع الحوثيين الحكومة الشرعية اليمنية الحديدة منير أديب فی البحر الأحمر وهو ما

إقرأ أيضاً:

واشنطن تتوعد الحوثيين بعد تكبدها خسائر فادحة جراء الهجمات على سفنها

وكالات

كشف البيت الأبيض، فجر اليوم الأحد، عن حجم الخسائر التي تكبدتها الولايات المتحدة جراء الهجمات المتكررة التي شنتها ميليشيا الحوثي على السفن الحربية والتجارية الأمريكية.

وأكد في بيان رسمي أن هذه الهجمات المستمرة شكلت تهديدًا مباشرًا للأمن الاقتصادي والوطني الأمريكي، مشددًا على أن “الوقت قد حان لوضع حدٍّ لهذه الاعتداءات”.

وأوضح البيان أن الولايات المتحدة لن تسمح لأي جماعة إرهابية بتهديد حرية الملاحة في الممرات البحرية الدولية.

وكشف عن أن الحوثيين نفذوا منذ عام 2023 نحو 174 هجومًا استهدف السفن الحربية الأمريكية، و145 هجومًا آخر طال السفن التجارية، ما تسبب في خسائر اقتصادية عالمية كبيرة.

وأشار البيان إلى أن هجمات الحوثيين أجبرت السفن التجارية الأمريكية على تجنب عبور البحر الأحمر وقناة السويس وخليج عدن لأكثر من عام، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف النقل البحري.

كما كشف عن أن تكلفة الوقود زادت بنحو مليون دولار إضافي لكل رحلة، بسبب اضطرار السفن لسلك طرق أطول، وهو ما انعكس على ارتفاع معدل التضخم العالمي للسلع الاستهلاكية بنسبة تتراوح بين 0.6% و0.7% خلال عام 2024.

وأضاف البيت الأبيض أن تداعيات هذه الهجمات لم تقتصر على أمريكا وحدها، بل امتدت إلى بريطانيا والاتحاد الأوروبي، حيث اضطرت 75% من السفن المرتبطة بأمريكا وبريطانيا إلى تغيير مسارها والالتفاف حول قارة إفريقيا بدلًا من العبور عبر البحر الأحمر.

كما تأثرت حركة التجارة الأوروبية، حيث تم إعادة توجيه 60% من السفن المرتبطة بالاتحاد الأوروبي إلى مسارات بديلة بعيدًا عن مناطق التوتر.

وفي سياق متصل، أكدت القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم” أن العمليات العسكرية ضد الحوثيين مستمرة، مشيرةً إلى أن واشنطن شنت عشرات الغارات منذ مساء السبت، مستهدفة مواقع تابعة للحوثيين في عدة محافظات يمنية.

وشملت الضربات الجوية مواقع في صنعاء وصعدة، قبل أن تتوسع لتطال ذمار والبيضاء وحجة، وهي مناطق استراتيجية تتصل مباشرة بالحديدة، التي تعد مركزًا رئيسيًا للهجمات الحوثية على خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر.


إقرأ أيضًا

البيت الأبيض يعلن إدراج الحوثيين على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية ⁧‫

مقالات مشابهة

  • الحوثيون: الضربات الأمريكية لن تمنعنا من استهداف السفن الإسرائيلية
  • واشنطن تتوعد الحوثيين بعد تكبدها خسائر فادحة جراء الهجمات على سفنها
  • الضربات الأمريكية على الحوثيين في اليمن: رسائل متعددة وسيناريوهات مفتوحة
  • الحوثيون يتوعدون: الهجمات الأمريكية لن تردعنا وسنواصل دعم غزة
  • بيان عاجل من الحوثيين بعد القصف الأمريكي على اليمن
  • ناطق الحوثيين: الغارات الأمريكية الأخيرة عودة لعسكرة البحر الأحمر
  • رئيس الوفد الوطني المفاوض: الغارات الأمريكية عودة لعسكرة البحر الأحمر وذلك هو التهديد الفعلي للملاحة الدولية
  • مصرع 9 مدنيين وإصابة آخرين في الغارات الأمريكية على صنعاء
  • ترامب يهدد إيران ويعلن بدء ضربات "حاسمة" ضد الحوثيين
  • ترامب يعلن بدء الضربات الأمريكية على الحوثيين في اليمن