البوابة نيوز:
2024-07-03@04:15:11 GMT

منير أديب يكتب: أمن الملاحة في البحر الأحمر

تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT

فشلت الولايات المتحدة الأمريكية في تأمين الملاحة في البحر الأحمر رغم الضربات التي قامت بشنها على مواقع يمنية في صنعاء والحديدة وتعز وصعدة؛ خاصة وأنّ واشنطن مازالت مصرة على التعامل بنفس سياستها المنحازة لإسرائيل في الحرب الدائرة حاليًا، وهو ما أدى إلى تعقد الوضع الأمني في البحر الأحمر وباب المندب.

واستمرار واشنطن في انحيازها لإسرائيل سوف يُؤدي إلى تعقد أكبر للمشهد الأمني ليس فقط في البحر الأحمر وإنما سوف تمتد ألسنة اللهب إلى دول كثيرة، وبالتالي الحل العملي لتأمين مياه البحر الأحمر هو إعادة التفكير في الحرب العبثية التي مازالت تشنها إسرائيل ضد الفلسطينين، ليس ذلك فقط ولكن التفكير بشكل عملي في إقامة الدولة الفلسطينية.

سقف المطالب العربية بشأن الحق الفلسطيني ارتفع على خلفية الحرب الإسرائيلية الأخيرة إلى ضرورة تنفيذ مسار حل الدولتين من خلال الضغط على تل أبيب، وإلا سوف تنفلت الأمور من عقالها وتبدأ حرب جديدة في المنطقة سوف تتضرر أمريكا من تداعياتها، وهنا سوف تكون هناك ضغوط خشنة في التعامل مع التصور الخاص بإقامة الدولة الفلسطينية.

لا يفهم من هذا السرد تبرير الهجمات الحوثية ولا البحث عن سبب للإعتداء على السفن في المياة الدولية، ولكن قراءة استباقية لأزمة قد تتحول إلى حرب تكون فيها واشنطن طرفًا وهو ما لا تتحمله إسرائيل وبالبطع يؤثر على مصالح أمريكا في منطقة الشرق الأوسط.

بذلت واشنطن جهودًا من أجل إحتواء تطورات الموقف في البحر الأحمر ولكنها فشلت في تحقيق ذلك، سواء بإعلانها في 18 ديسمبر عام 2023 عن تأسيس تحالف عسكري بحري متعدد الجنسيات أو حتى الضربات الأمريكية على المواقع الحوثية في 12 و13 يناير وآخرها الضربة الأمريكية فجر الخميس حيث تم استهداف مواقع يمنية جديدة للمره الرابعة.

ولعل الرئيس الأمريكي جو بادين لخص جدوى الجهود الأمريكية في تأمين البحر الأحمر عندما رد على سؤال يخص وقف الهجمات الحوثية بعد الضربات الأمريكية قائلًا: لن يحدث، إذًا ما هي جدوى هذه الضربات؟ وما هي الخطة البديلة أمام الأمريكان لتأمين السفن الملاحية بداخله؟ وهل واشنطن قادره على تحقيق ذلك؟

لا أعتقد أنّ أمريكا قادرة على تحقيق الهدف من وراء تأمين مياه البحر الأحمر، خاصة وأنها أعلنت على لسان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، باتريك رايدر، أنها لا تسعى إلى الصراع مع إيران أو الحوثي، مؤكدًا في نفس التصريح أنّ الحوثيين يحتفظون بقدرات هجومية، وهو ما يُضعف الموقف الأمريكي ويؤكد ما ذهبنا إليه في رؤية سابقة بأنّ إسرائيل باتت عبئًا على واشنطن.

لا يمكن اختصار تداعيات حرب غزة فيما يجري في البحر الأحمر، ولكن فيما يمكن أنّ يجري ضد المصالح الأمريكية والإسرائيلية في كل دول العالم، الأرض اليابسة والمياه السائلة والفضاء المفتوح، إذَا الحرب لها صور مختلفة وسوف تفتح شهية الرافضون للسياسات الأمريكية مما يُعقد الوضع الأمني وربما ينقلنا إلى حرب عالمية ثالثة سوف تكون واشنطن وتل أبيب أول الخاسرين فيها وسوف يتم تشكيل العالم بعدها، وربما تصعد الصين وروسيا على خلفية هذه الحرب التي بدأت تظهر ملامحها الآن.

على المجتمع الدولي أنّ يحتوي الأزمة في فلسطين حتى لا تتسع رقعة الحرب في دول العالم، الأمر يتعدى فكرة أمن البحر الأحمر إلى الحفاظ على الأمن في المنطقة، وهو ما لم يتحقق إنّ لم يُصبح واقعًا في فلسطين، دوائر متصلة ببعضها، وهو ما ينبغي أنّ تًدركه واشنطن سريعًا وتتعامل معه وفق ما تقتضية الحكمة والواقع.  

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: البحر الاحمر أمن البحر الأحمر 5 غارات استهدفت مواقع الحوثيين الحكومة الشرعية اليمنية الحديدة منير أديب فی البحر الأحمر وهو ما

إقرأ أيضاً:

فورين بوليسي: البحرية الأمريكية فشلت في البحر الأحمر

الثورة نت../

أكدت مجلّة “فورين بوليسي” الأمريكية فشل العمليات البحرية الغربية المكثفة التي استمرت عدة أشهر في وقف هجمات اليمن في البحر الأحمر.

وقالت المجلة: إنه بعد مرور أكثر من ستة أشهر على بدء هجمات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، كان على الشحن العالمي أن “يتعامل ويتصالح” مع الوضع الطبيعي الراهن، إذ “تزداد حالات التأخير والارتباك وارتفاع التكاليف سوءاً”.

وأشارت إلى أنه يأتي ذلك رغم الجهود التي تبذلها القوات البحرية الأمريكية والبريطانية والأوروبية التي كانت موجودة طوال الوقت في محاولة، “من دون جدوى، لتحييد هجمات صنعاء”.

وذكرت المجلة أنّ ظهور القوات البحرية الرائدة في العالم وهي تكافح من أجل إخضاع القوات المسلحة اليمنية يُثير “تساؤلات مؤلمة” بشأن فائدة القوة البحرية وكفاءة القوات البحرية الغربية التي من المفترض أن “تتحمّل العبء في أي مواجهة مستقبلية مع منافس رئيسي مثل الصين”.

ونقلت المجلة عن الخبير البحري في مركز الاستراتيجية والأمن البحري ومعهد السياسة الأمنية في جامعة كيل في ألمانيا، سيباستيان برونز، قوله: إنّ اليمنيين “أثبتوا أنّهم قوة هائلة”.

وأضاف: “إنّها جهة فاعلة غير حكومية تمتلك ترسانة أكبر، وهي قادرة حقاً على التسبب بصداع للتحالف الغربي.. وعندما تواجه القوات البحرية مشكلة في الاستدامة على هذا المستوى، فإنّ الأمر مثير للقلق حقاً”.

وأفادت “فورين بوليسي” بأنه “لم يكن من المتوقع أن تستمر الاضطرابات الناجمة عن هذه العمليات طويلاً، وخصوصاً بعد وصول القوات البحرية الغربية إلى الساحة”.. مشيرةً إلى أنّ أقساط التأمين لشركات الشحن “انخفضت بشكل طفيف” عندما تمّ إعلان الانتشار الأمريكي البريطاني المشترك، كما استقرت تكاليف الشحن في الربيع.

ومع ذلك، وبعد مرور ثمانية أشهر، أصبح انقطاع الشحن فجأة “أسوأ بكثير”.

ووصفت الرسائل العامة للقيادة المركزية الأمريكية بأنّها “قرع طبول” شبه يومي لتقارير عن قيام السفن الأمريكية بضرب الطائرات المسيّرة والصواريخ والسفن السطحية غير المأهولة.

أما اليمنيون، الذين استخدموا الصواريخ المضادة للسفن بشكل كبير، فإنّهم يلجؤون الآن بشكل متزايد إلى الطائرات المسيّرة.

ونتيجةً لذلك، ارتفعت تكاليف حاوية الشحن من نحو 1.600 دولار أو نحو ذلك في المتوسط إلى أكثر من خمسة آلاف دولار، وفقاً لشركة “S&P Global Commodity Insights”.

إلى جانب ذلك، أشارت المجلة إلى أنّ القوات البحرية، للولايات المتحدة وبريطانيا ومجموعة من السفن الأوروبية المتناوبة، تحاول استعادة الشحن الطبيعي منذ بداية هجمات اليمنيين تقريباً “من دون نجاحٍ يُذكر”.

ويتضح من حقيقة أنّ نسب أسعار التأمين التي تغطي السفن المعرضة لخطر الحرب، وبالتحديد تلك التي تعبر عبر الممر الخطير، لا تزال مرتفعةً بنسبة 1000 في المائة تقريباً عن مستويات ما قبل الهجمات.

ورأت “فورين بوليسي” أنّ الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة “لإضعاف” قدرة اليمنيين على استهداف السفن انتهت إلى “لعبة مكلفة”، إذ أثبت اليمنيون أنّهم “أكثر قدرةً على الحركة” مما كان متوقعاً في البداية، وهو ما يجعل “الانتصارات العَرضية”، التي حقّقتها البحرية الأمريكية، مثل تدمير موقع رادار لليمنيين الأسبوع الماضي، “مجرد قطرة في بحر”.

كما أضافت: إنّ عمليات النشر والاعتراضات المستمرة تسبّبت بـ”تآكل” مجلات البحرية الأمريكية.

وقال مساعدو “الكونغرس”: إنّ الولايات المتحدة لا تنتج ما يكفي من صواريخ الدفاع الجوي القياسية التي تستخدمها سفن الحراسة الأمريكية في البحر الأحمر لإسقاط الطائرات المسيّرة والصواريخ اليمنية.

وخلصت المجلة إلى القول: إنّه بحسب النتائج، وحيث تستمر السفن في تحويل مسارها، وتظلّ أقساط التأمين مرتفعة، فإنّ النهج الأمريكي “لم يحقّق” ما كان يهدف إليه.

مقالات مشابهة

  • واشنطن تتحدث عن اصطياد هدفاً حوثياً
  • فورين بوليسي: البحرية الأمريكية فشلت في البحر الأحمر
  • الجيش الأميركي يعلن تدمير رادار حوثي يهدد الملاحة الدولية
  • وسائل إعلام سعودية: واشنطن تتراجع عن خططها في مواجهة الحوثيين
  • تقرير أمريكي يكشف عجز قدرات واشنطن البحرية
  • لم نخض مثلها منذ الحرب العالمية.. قبطان أمريكي يكشف خطورة الوضع بالبحر الأحمر
  • منير أديب يكتب: 30 يونيو.. والحفاظ على الهوية المصرية من التآكل
  • تدمير 3 زوارق مسيّرة لليمنيين في البحر الأحمر
  • تحالف “حارس الأزهار”.. البحر الأحمر ومعركة الملاحة العالمية
  • تحالف حارس الأزهار.. البحر الأحمر ومعركة الملاحة العالمية