غزة تُغير العالم
خطر الانهيار الجيوسياسي لإسرائيل في ظل انهيار الزعامة الأمريكية أصبح الآن حقيقة واقعة.
تبين أن كلام نتنياهو بأن «الشرق الأوسط سيتغير بعد 7 أكتوبر» كان صحيحا، لكن هذا التغيير جاء على حساب إسرائيل.
التهديد الحقيقي لإسرائيل ليس حماس، بل صعود روسيا وتركيا والصين، مما يقوض الهيمنة الأمريكية بالمنطقة.
سوف تتخلى أمريكا عن إسرائيل بسبب تضرر مصالحها الاستراتيجية، لأن إسرائيل تلحق الآن ضررا كبيرا بهذه المصالح.
كشفت التطورات للعالم أن إسرائيل دولة إرهابية أسوأ من النازيين الذين قتلوا الأطفال والنساء بوحشية. وباتت إسرائيل عبئا استراتيجيا بنظر أمريكا.
بعد حرب غزة، سيشهد العالم كله سقوطا مدويا لزعماء منفصلين عن شعوبهم، يتجاهلون حقائق منطقتهم ويسعون دائما للحصول على مساعدة الغرب.
* * *
مارست إسرائيل الهمجية الأكثر سادية في التاريخ، من خلال تدمير قطاع غزة، ولا شك في أنها تنفذ اليوم تحت شعار «انهيار حماس» المرحلة الأخيرة من سياسة الإبادة الجماعية الممنهجة ضد الفلسطينيين، التي بدأت قبل 100عام عن طريق عصابات «الهاغاناه» و«الإرغون» و«شتيرن» الإرهابية، ثم تحولت إلى إرهاب دولة وحشي في السنوات الـ75 الأخيرة.
أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشن الهجوم العسكري على غزة عقب 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، متعهدا بإنهاء حركة المقاومة الإسلامية، وزعم أنه لن يبقى سوى اسم حماس عندما تنتهي الحرب، لكن هذا العدوان المستمر منذ أكثر من 100 يوم، أظهر أن إسرائيل هي التي تنهار وليس حماس.
وكما قتلت فرنسا 1.5 مليون مدني في الجزائر بين عامي 1954 و1962، فإن إسرائيل ترتكب حاليا خطأ مماثلا في غزة.. وفي النهاية انتصرت الجزائر في الحرب واضطرت فرنسا للانسحاب، ومن المرجح أن تواجه إسرائيل النهاية ذاتها.
لكن بما أن إسرائيل ليس لديها مكان تهرب إليه، فإن الانهيار يبدو أمرا لا مفر منه، وإدراكا للخطر الوشيك، بدأ الصهاينة يحذرون من العواقب، فقد صرح رئيس الشاباك السابق عامي أيالون بأن النهج الأمني القائم على التطهير العرقي لا يمكن أن يحمي إسرائيل.
ويقول المحلل الأمريكي آرون ديفيد ميلر، إن استراتيجية إسرائيل القائمة على فكرة «كلما قتلت أكثر، أصبحت أقوى» قد باءت بالفشل. وكما تؤكد وكالات الاستخبارات الأمريكية فإن حركة حماس آخذة في الصعود ليس فقط في فلسطين، بل أيضا في مختلف أنحاء الشرق الأوسط والعالم.
وأصبح 95% من سكان العالم يقفون إلى جانب الشعب الفلسطيني، وحتى في استطلاعات الرأي السعودية، يريد 90% من المواطنين أن تقطع الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل. ومن المؤكد أن حماس تزداد قوة لأنها تمثل إرادة المقاومة لدى الشعب الفلسطيني. وفي الطرف المقابل، نرى أن هناك نزيفا تواجهه إسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا وكل من يؤيد الإبادة الجماعية.
وتبين أيضا أن كلام نتنياهو بأن «الشرق الأوسط سيتغير بعد 7 أكتوبر» كان صحيحا، لكن هذا التغيير جاء على حساب إسرائيل. وكشفت التطورات للعالم أجمع أن إسرائيل دولة إرهابية أسوأ من النازيين الذين قتلوا الأطفال والنساء بوحشية. ولذلك، باتت إسرائيل تتحول إلى عبء استراتيجي في نظر الولايات المتحدة. وفي هذا الصدد، يقول ديفيد بي غولدمان الكاتب في صحيفة «آسيا تايمز»، إن خطر الانهيار الجيوسياسي لإسرائيل في ظل انهيار الزعامة الأمريكية أصبح الآن حقيقة واقعة.
وحسب غولدمان، فإن التهديد الحقيقي لإسرائيل ليس حماس، بل صعود روسيا وتركيا والصين، وهو ما يقوض الهيمنة الأمريكية في المنطقة. سوف تتخلى الولايات المتحدة عن إسرائيل بسبب تضرر مصالحها الاستراتيجية، لأن إسرائيل تلحق الآن ضررا كبيرا بهذه المصالح.
وتولي الولايات المتحدة أهمية أكبر للعلاقات مع روسيا والصين وتركيا مقارنة بعلاقاتها مع إسرائيل في عالم ما بعد الحرب في أوكرانيا، ونلاحظ أن واشنطن بدأت تقدم تنازلات لهذه الجهات الثلاث، ويظهر ذلك بوضوح خلال المفاوضات مع الصين بشأن تايوان، وروسيا حيال أوكرانيا، ومع تركيا بشأن قضايا الشرق الأوسط.
في المحصلة؛ تكشف لنا الحقائق الإقليمية والعالمية الجديدة التي ظهرت بعد 7 أكتوبر أن المشروع الإسرائيلي أقرب إلى الانهيار من حماس، وبالتالي، فإننا سنشهد تغيرات كبيرة في المنطقة بعد حرب غزة، وهذه المرة سوف يشهد العالم كله السقوط المدوي للزعماء المنفصلين عن شعوبهم، والذين يتجاهلون حقائق منطقتهم ويسعون دائما للحصول على مساعدة الغرب.
*توران قشلاقجي كاتب تركي
المصدر | القدس العربيالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الغرب أمريكا إسرائيل فلسطين غزة المصالح الأمريكية 7 أكتوبر روسيا الصين تركيا التطهير العرقي حرب أوكرانيا الهيمنة الأمريكية الإبادة الجماعية الشرق الأوسط أن إسرائیل
إقرأ أيضاً:
كيف زادت ثروة إيلون ماسك أغنى شخص في العالم بفضل الانتخابات الأمريكية؟
(CNN)-- كانت نتائح الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 بمثابة نعمة لـ"أغنى شخص في العالم"، إيلون ماسك.
فبحسب وكالة بلومبرغ، فإن ماسك أصبح، الجمعة، أكثر ثراء حيث بلغت صافي ثروته رقما قياسيا بلغ 347.8 مليار دولار، وهذا يتفوق على رقمه القياسي السابق الذي سجله في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، عندما تجاوزت صافي ثروة مؤسس شركة تسلا 340 مليار دولار، وفقا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات.
وارتفعت أسهم تسلا منذ الانتخابات الأمريكية بنسبة 3.8٪، الجمعة.
ومنذ يوم الانتخابات في 5 نوفمبر، ارتفع بنحو 40٪ على اعتقاد المستثمرين بأن نفوذ ماسك في إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سيبشر بعصر من إلغاء القيود التنظيمية التي ستفيد الشركة.
ووفقا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات، أصبح ماسك، أكبر مساهم فردي في تسلا، أغنى بنحو 83 مليار دولار منذ يوم الانتخابات.