الخليج الجديد:
2025-02-15@14:50:44 GMT

غزة تُغير العالم

تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT

غزة تُغير العالم

غزة تُغير العالم

خطر الانهيار الجيوسياسي لإسرائيل في ظل انهيار الزعامة الأمريكية أصبح الآن حقيقة واقعة.

تبين أن كلام نتنياهو بأن «الشرق الأوسط سيتغير بعد 7 أكتوبر» كان صحيحا، لكن هذا التغيير جاء على حساب إسرائيل.

التهديد الحقيقي لإسرائيل ليس حماس، بل صعود روسيا وتركيا والصين، مما يقوض الهيمنة الأمريكية بالمنطقة.

سوف تتخلى أمريكا عن إسرائيل بسبب تضرر مصالحها الاستراتيجية، لأن إسرائيل تلحق الآن ضررا كبيرا بهذه المصالح.

كشفت التطورات للعالم أن إسرائيل دولة إرهابية أسوأ من النازيين الذين قتلوا الأطفال والنساء بوحشية. وباتت إسرائيل عبئا استراتيجيا بنظر أمريكا.

بعد حرب غزة، سيشهد العالم كله سقوطا مدويا لزعماء منفصلين عن شعوبهم، يتجاهلون حقائق منطقتهم ويسعون دائما للحصول على مساعدة الغرب.

* * *

مارست إسرائيل الهمجية الأكثر سادية في التاريخ، من خلال تدمير قطاع غزة، ولا شك في أنها تنفذ اليوم تحت شعار «انهيار حماس» المرحلة الأخيرة من سياسة الإبادة الجماعية الممنهجة ضد الفلسطينيين، التي بدأت قبل 100عام عن طريق عصابات «الهاغاناه» و«الإرغون» و«شتيرن» الإرهابية، ثم تحولت إلى إرهاب دولة وحشي في السنوات الـ75 الأخيرة.

أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشن الهجوم العسكري على غزة عقب 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، متعهدا بإنهاء حركة المقاومة الإسلامية، وزعم أنه لن يبقى سوى اسم حماس عندما تنتهي الحرب، لكن هذا العدوان المستمر منذ أكثر من 100 يوم، أظهر أن إسرائيل هي التي تنهار وليس حماس.

وكما قتلت فرنسا 1.5 مليون مدني في الجزائر بين عامي 1954 و1962، فإن إسرائيل ترتكب حاليا خطأ مماثلا في غزة.. وفي النهاية انتصرت الجزائر في الحرب واضطرت فرنسا للانسحاب، ومن المرجح أن تواجه إسرائيل النهاية ذاتها.

لكن بما أن إسرائيل ليس لديها مكان تهرب إليه، فإن الانهيار يبدو أمرا لا مفر منه، وإدراكا للخطر الوشيك، بدأ الصهاينة يحذرون من العواقب، فقد صرح رئيس الشاباك السابق عامي أيالون بأن النهج الأمني القائم على التطهير العرقي لا يمكن أن يحمي إسرائيل.

ويقول المحلل الأمريكي آرون ديفيد ميلر، إن استراتيجية إسرائيل القائمة على فكرة «كلما قتلت أكثر، أصبحت أقوى» قد باءت بالفشل. وكما تؤكد وكالات الاستخبارات الأمريكية فإن حركة حماس آخذة في الصعود ليس فقط في فلسطين، بل أيضا في مختلف أنحاء الشرق الأوسط والعالم.

وأصبح 95% من سكان العالم يقفون إلى جانب الشعب الفلسطيني، وحتى في استطلاعات الرأي السعودية، يريد 90% من المواطنين أن تقطع الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل. ومن المؤكد أن حماس تزداد قوة لأنها تمثل إرادة المقاومة لدى الشعب الفلسطيني. وفي الطرف المقابل، نرى أن هناك نزيفا تواجهه إسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا وكل من يؤيد الإبادة الجماعية.

وتبين أيضا أن كلام نتنياهو بأن «الشرق الأوسط سيتغير بعد 7 أكتوبر» كان صحيحا، لكن هذا التغيير جاء على حساب إسرائيل. وكشفت التطورات للعالم أجمع أن إسرائيل دولة إرهابية أسوأ من النازيين الذين قتلوا الأطفال والنساء بوحشية. ولذلك، باتت إسرائيل تتحول إلى عبء استراتيجي في نظر الولايات المتحدة. وفي هذا الصدد، يقول ديفيد بي غولدمان الكاتب في صحيفة «آسيا تايمز»، إن خطر الانهيار الجيوسياسي لإسرائيل في ظل انهيار الزعامة الأمريكية أصبح الآن حقيقة واقعة.

وحسب غولدمان، فإن التهديد الحقيقي لإسرائيل ليس حماس، بل صعود روسيا وتركيا والصين، وهو ما يقوض الهيمنة الأمريكية في المنطقة. سوف تتخلى الولايات المتحدة عن إسرائيل بسبب تضرر مصالحها الاستراتيجية، لأن إسرائيل تلحق الآن ضررا كبيرا بهذه المصالح.

وتولي الولايات المتحدة أهمية أكبر للعلاقات مع روسيا والصين وتركيا مقارنة بعلاقاتها مع إسرائيل في عالم ما بعد الحرب في أوكرانيا، ونلاحظ أن واشنطن بدأت تقدم تنازلات لهذه الجهات الثلاث، ويظهر ذلك بوضوح خلال المفاوضات مع الصين بشأن تايوان، وروسيا حيال أوكرانيا، ومع تركيا بشأن قضايا الشرق الأوسط.

في المحصلة؛ تكشف لنا الحقائق الإقليمية والعالمية الجديدة التي ظهرت بعد 7 أكتوبر أن المشروع الإسرائيلي أقرب إلى الانهيار من حماس، وبالتالي، فإننا سنشهد تغيرات كبيرة في المنطقة بعد حرب غزة، وهذه المرة سوف يشهد العالم كله السقوط المدوي للزعماء المنفصلين عن شعوبهم، والذين يتجاهلون حقائق منطقتهم ويسعون دائما للحصول على مساعدة الغرب.

*توران قشلاقجي كاتب تركي

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الغرب أمريكا إسرائيل فلسطين غزة المصالح الأمريكية 7 أكتوبر روسيا الصين تركيا التطهير العرقي حرب أوكرانيا الهيمنة الأمريكية الإبادة الجماعية الشرق الأوسط أن إسرائیل

إقرأ أيضاً:

حماس: لن نقبل بلغة التهديدات الأمريكية والإسرائيلية

قالت حركة حماس إنها تجري اتصالات مع الدول الوسيطة لاستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

جاء ذلك حسبما أفادت قناة “القاهرة الإخبارية” فى نبأ عاجل لها، حيث أكدت أن الوسطاء يبذلون جهودا لإلزام الاحتلال بتنفيذ بنود اتفاق وقف النار في غزة.

وقف إطلاق النار حماس: موقفنا واضح بشأن غزة ولن نقبل لغة التهديداتحماس: وفد برئاسة خليل الحية وصل إلى القاهرة وبدأ لقاءات مع مسؤولين مصريينحماس: وفد برئاسة الحية يصل إلى القاهرة لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النارحماس: عدوان الاحتلال على الضفة الغربية ترجمة لسياسة التهجيرأكسيوس: نتنياهو كشف عن حصول إسرائيل على دعم أمريكي لتدمير حماس

وتابعت حماس أن الاحتلال يتنصل من تنفيذ العديد من بنود اتفاق وقف إطلاق النار وموقفنا واضح ولن نقبل بلغة التهديدات الأمريكية والإسرائيلية.

وأكدت حماس أنه على الاحتلال تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار حتى يتم الإفراج عن المحتجزين.

وطالبت حماس الاحتلال بالالتزام بالبروتوكول الإنساني المتفق عليه.

 
 

مقالات مشابهة

  • المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات: تنحي حماس عن إدارة غزة أمر عقلاني
  • الاستخبارات الأمريكية: إسرائيل تريد ضرب إيران خلال أشهر قليلة
  • هل لا زال الحديث عن سلام دائم في الشرق الأوسط أمرا ممكنا؟ نشطاء من إسرائيل وفلسطين يعتقدون ذلك
  • محامية بالأمن القومى الأمريكى لـ"البوابة نيوز": إسرائيل ناقشت "خطة التهجير" سرًا مع ترامب قبل تنصيبه.. والهجرة لسيناء خط أحمر لن تسمح "القاهرة" بتجاوزه 
  • فيديو.. لماذا اقتحم الاحتلال المكتبة العلمية بالقدس؟
  • بعد بيان الأزهر برفض التهجير .. رسالة قوية من أحمد موسى للسفارة الأمريكية.. فيديو
  • حزب الوعي: عدم حل القضية الفلسطينية سيؤدي لاضطراب الشرق الأوسط
  • قراءة استراتيجية في التحولات الأمريكية إلى قانون الغابة
  • «حماس»: موقفنا واضح ولن نقبل لغة التهديدات الأمريكية والإسرائيلية
  • حماس: لن نقبل بلغة التهديدات الأمريكية والإسرائيلية