هل تريد إبطاء فقدان الذاكرة بعد سن الستين؟.. الحل يكمن في فيتامينات
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
أظهرت دراسة نشرت، الخميس، أن تناول "ملتي فيتامين" (مكملات متعدد الفيتامينات) يوميًا قد يبطئ فقدان الذاكرة لدى الأشخاص الذين يبلغون من العمر 60 سنة أو أكثر بنحو عامين، وفقا لما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
وتعد تلك الدراسة الحلقة الثالثة في سلسلة من الأبحاث التي تقيّم تأثيرات تناول "ملتي فيتامين" يوميا على القدرات المعرفية لكبار السن.
وقالت مراجعة منهجية للدراسات الثلاث، إن نتائجها التراكمية كانت متشابهة، إذ أن المجموعة (من الأشخاص) التي تناولت الفيتامينات المتعددة "كانت أصغر بسنتين من ناحية وظائف الذاكرة"، مقارنة بالمجموعة التي تناولت دواءً وهمياً.
وقال شيراج فياس، وهو مدرس في قسم الطب النفسي في مستشفى ماساتشوستس العام، والمؤلف الأول للدراسة الأخيرة، إن التدهور المعرفي يعد من بين أهم المخاوف الصحية بالنسبة لمعظم كبار السن، موضحا أن "المكملات اليومية توفر طريقة سهلة" لإبطائه.
دراسة تربط بين تناول فيتامين د والكالسيوم وزيادة العمر قالت دراسة علمية تم نشرها في دورية طبية إن تناول المكملات الغذائية مثل فيتامين د والكالسيوم يؤدي إلى إطالة العمر.وتعد هذه الدراسات جزءًا من دراسة نتائج مكملات مستخلص الكاكاو الغنية بالفلافانول والفيتامينات المتعددة (COSMOS)، وهي مجموعة أكبر من الأبحاث التي تدرس الآثار الصحية لبعض المكملات الغذائية.
وقد وجدت أحدث دراسة أجريت على 573 فردًا، تحسينات ذات دلالة إحصائية في الذاكرة قصيرة وطويلة المدى. فعلى سبيل المثال، تم إعطاء المشاركين قوائم بالكلمات (بعضها مرتبط وبعضها الآخر غير مرتبط)، وكشفت النتائج أن الأشخاص الذين تناولوا الفيتامينات المتعددة، يستطيعون تذكر كلمات أكثر.
لكن كانت هناك فائدة أقل مما كانت عليه في الدراسة الأولى، بالنسبة لمهام الوظائف التنفيذية، مثل العد التنازلي أو تسمية الحيوانات أو الخضروات في الوقت المناسب، وفق ما أوضحت رئيسة قسم الطب الوقائي في مستشفى "بريغهام أند وومنز"، جوان مانسون.
وأظهرت الدراسة الأولى، التي اختبرت إدراك المشاركين من خلال المقابلات الهاتفية، تأخيرًا قدره 1.8 عامًا في فقدان الذاكرة والشيخوخة المعرفية، في حين وجدت الدراسة الثانية، التي تضمنت تقييمات على شبكة الإنترنت، أن مجموعة الفيتامينات أظهرت ما يقدر بنحو 3.1 سنوات أقل من الشيخوخة المعرفية
دراسة تحذر من تناول الفيتامينات خلال العلاج من سرطان الثدي أشارت دراسة جديدة إلى أن مريضات سرطان الثدي اللائي يستخدمن المكملات الغذائية أثناء فترة العلاج الكيميائي، ربما هن أكثر عرضة لخطر عودة المرض والوفاة.وأظهرت الدراسة الثالثة تأخيرا لمدة عامين في فقدان الذاكرة.
وقالت مانسون إن الدراسة الأولى أظهرت فائدة "كبيرة" في كل من الذاكرة والوظائف التنفيذية في الدماغ، في حين ركزت الدراسة الثانية في المقام الأول على الذاكرة، وليس على الوظائف التنفيذية.
وتتضمن مهام مهارات الوظائف التنفيذية في الدماغ، القدرة على البدء بالمهمات، والمحافظة على التركيز، والتحكم في مستوى الانتباه واستدامته، والتخطيط والتنظيم، وتحديد الأهداف، وحل المشكلات، وتنظيم العواطف، ومراقبة السلوك.
وأوضح بول شولتز، أستاذ علم الأعصاب ومدير مركز الاضطرابات العصبية المعرفية في كلية ماكغفرن الطبية في جامعة "يو تي هيلث هيوستن"، إن العديد من المرضى يشعرون بالقلق من الإصابة بمرض الزهايمر.
وأضاف شولتز، الذي لم يشارك في البحث: "بعضهم يخبروني بأنهم سعداء لأنهم غير مصابين بالزهايمر، لكنهم يتساءلون عما إذا كان هناك أي شيء يمكنهم فعله حتى لا يصابوا به".
وتابع: "تشير الدراسة الأخيرة إلى احتمال مثير للاهتمام، وهو أنه يمكن تجنب درجة معينة من الشيخوخة الطبيعية عن طريق مكملات الفيتامينات البسيطة".
وفي هذا الصدد، قالت مانسون: "النتائج مذهلة وقوية في اتساقها، فالدراسات الثلاث تعد مؤشرا قويا على الفوائد الشاملة للفيتامينات المتعددة، للذاكرة ومحاربة الشيخوخة المعرفية".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فقدان الذاکرة
إقرأ أيضاً:
دراسة: الخرف سيصيب اثنين من كل خمسة أمريكيين بحلول عام 2060
كشفت دراسة جديدة أن حالات الإصابة بالخرف بين سكان الولايات المتحدة المسنين ستزداد بشكل كبير خلال العقود القليلة المقبلة، بمعدل إصابة اثنين من كل خمسة أمريكيين بحلول عام 2026.
وتُقدّر الدراسة التي نشرت في مجلة "Nature Medicine"، أن أكثر من 42% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا في الولايات المتحدة، أي حوالي اثنين من كل خمسة أفراد، سيصابون بالخرف في سنوات حياتهم الأخيرة.
ووفقا للدراسة، من المتوقع أن يتضاعف عدد الحالات الجديدة التي يتم تشخيصها بالخرف سنويًا، حيث سيرتفع من حوالي 514,000 حالة في عام 2020 إلى مليون حالة سنويا بحلول عام 2060.
ويرجع الباحثون هذا الارتفاع إلى شيخوخة سكان الولايات المتحدة، خاصة جيل "طفرة المواليد"، الذين ولدوا بين عامي 1946 و1964، ويشكلون حاليا شريحة كبيرة من السكان الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما.
جيل طفرة المواليد وتحولات ديموغرافية
يمثل جيل طفرة المواليد، الذي بلغ تعداده نحو 73 مليون شخص في عام 2020، عاملا رئيسيا في زيادة حالات الخرف. ومن المتوقع أن يصل جميع أفراد هذا الجيل إلى سن 75 عامًا على الأقل بحلول عام 2040، وهو العمر الذي تزداد فيه احتمالات الإصابة بالخرف بشكل كبير.
وتشير الدراسة إلى أن حوالي 17% فقط من حالات الخرف يتم تشخيصها قبل سن 75 عاما، بمتوسط عمر للإصابة يبلغ 81 عاما.
وأبرزت الدراسة "اختلافات مذهلة" في معدلات الإصابة بالخرف حسب العرق. وأشارت إلى أن البالغين السود معرضون لخطر الإصابة بالخرف بنسبة أعلى بكثير من البالغين البيض، كما أن المرض يظهر بينهم في مراحل عمرية أصغر. وتوقعت الدراسة أن تتضاعف حالات التشخيص السنوية بين البالغين السود ثلاث مرات بحلول عام 2060.
وربط الباحثون هذه التفاوتات العرقية بالآثار التراكمية للعنصرية البنيوية وعدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر على الأشخاص طوال دورة حياتهم. وأوضحوا أن نقص الوصول إلى التعليم والتغذية قد يؤدي إلى تفاوتات مبكرة في الاحتياطي المعرفي، بينما تؤدي الفجوات في الرعاية الصحية إلى زيادة عوامل الخطر المرتبطة بالخرف في منتصف العمر.
وأظهرت الدراسة أن النساء الأكبر سنا يواجهن خطرا أكبر للإصابة بالخرف مقارنة بالرجال الأكبر سنا، حيث تبلغ نسبة الخطر بين النساء حوالي 48% مقارنة بـ35% بين الرجال. ويُعزى هذا الاختلاف جزئيا إلى أن النساء يميلن إلى العيش لفترات أطول، مما يزيد من احتمالات إصابتهن بالمرض في المراحل المتأخرة من الحياة.
كما أشارت الدراسة إلى أن العوامل الوراثية تلعب دورا كبيرا في خطر الإصابة بالخرف. ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يحملون نسختين من جين APOE - وهو جين يرتبط بنقل الكوليسترول والدهون عبر مجرى الدم - معرضون لخطر الإصابة بالخرف بنسبة 59%، مقارنة بـ48% لمن يحملون نسخة واحدة من الجين و39% لمن لا يحملون أي نسخة منه.
دور نمط الحياة في الحد من المخاطر
رغم أن العمر والعوامل الوراثية هما المحركان الأساسيان للعبء المتزايد للخرف، أكد الباحثون على وجود فرص كبيرة لتقليل هذا العبء من خلال تحسين أنماط الحياة.
وأشارت الدراسة إلى أن إدارة عوامل الخطر مثل الحفاظ على وزن صحي، واتباع نظام غذائي متوازن، والعناية بالصحة العقلية، وعلاج فقدان السمع قد تقلل بشكل كبير من احتمالية الإصابة بالخرف.
وكتب الباحثون: "ربطت بيانات متراكمة من التجارب السريرية بين سلوكيات نمط الحياة الصحية، وإدارة عوامل الخطر الوعائية، وإعادة تأهيل السمع، مع تحسين النتائج المعرفية. ومع ذلك، فإن ما يقرب من 20% فقط من البالغين في الولايات المتحدة يلبون أهداف نمط الحياة والصحة القلبية الوعائية الموصى بها، وحوالي 30% فقط من كبار السن الذين يعانون من فقدان السمع يستخدمون سماعات الأذن".
وفي تموز /يوليو، أدخلت جمعية الزهايمر معايير تشخيص جديدة تعتمد على المؤشرات الحيوية - مثل بروتينات بيتا أميلويد وتاو التي يمكن اكتشافها عبر الاختبارات المعملية أو تصوير الدماغ - بدلاً من اختبارات الذاكرة التقليدية.
يهدف هذا النهج إلى تحسين التشخيص المبكر لمرض الزهايمر، وهو الشكل الأكثر شيوعًا للخرف، وتمكين المرضى من الحصول على علاجات جديدة تهدف إلى إبطاء تقدم المرض.
رغم ذلك، يشير الخبراء إلى أن التجارب السريرية للأدوية الجديدة "تعاني من نقص التنوع العرقي"، مما يجعل من الصعب ضمان فاعلية العلاجات بين الفئات الأكثر عرضة للإصابة.
وشدد الباحثون على الدعوة إلى سياسات تهدف إلى تعزيز الشيخوخة الصحية والحد من عدم المساواة الصحية. وكتبوا: "تسلط هذه النتائج الضوء على الحاجة الملحة إلى سياسات تعزز الوقاية والشيخوخة الصحية، مع التركيز على تحقيق المساواة في الصحة العامة".
وأكدوا أن الوقاية وإدارة عوامل الخطر المرتبطة بنمط الحياة يجب أن تكون أولويات صحية عامة ملحة للحد من العبء الكبير والمتزايد للخرف في الولايات المتحدة خلال العقود القادمة.