ملك الدانمارك فريدريك العاشر عاش متواريا عن أنظار الصحافة، ورغم ذلك فإنه تمكن من ترسيخ اسمه وحصد شعبية كبيرة بهدوء نتيجة اهتماماته ونشاطاته المختلفة، تولى يوم 14 يناير/كانون الثاني 2024 عرش أحد أقدم الأنظمة الملكية في أوروبا بعد أن أعلنت والدته الملكة مارغريت الثانية تنازلها عنه.
المولد والنشأةولد فريدريك أندريه هنريك كريستيان الملقب بـ"فريدريك العاشر" يوم 26 مايو/أيار 1968 في العاصمة الدانماركية كوبنهاغن، لأم هي ملكة الدانمارك "مارغريت الثانية"، وأب فرنسي دبلوماسي من أسرة نبيلة يدعى هنري دو لابورد دو مونباز.
كان فريدريك خجولا ومتحفظا في صغره، ولم يكن مرتاحا للأضواء من حوله بحسب المختصين في شؤون العائلة الملكية الدانماركية، حتى أن بعضهم قال إنه كان "مراهقا وحيدا ومعذبا"، كما أن التزامات والديه السياسية جعلته يبحث عما يلهيه، فوجد العزاء في حب السيارات السريعة وممارسة الرياضة.
الدراسة والتكوين العلميالتحق فريديرك بمدرسة "كريبس" في كوبنهاغن، ودرس أيضا في مدرسة "روش" في نورماندي شمال فرنسا لفترة وجيزة قبل تخرجه في مدرسة أوريغارد الثانوية بضواحي كوبنهاغن.
تخرج في جامعة "آرهوس" بدرجة الماجستير في العلوم السياسية عام 1995، وبهذا أصبح أول فرد في الأسرة الملكية الدانماركية يحصل على هذه الدرجة.
درس أيضا في جامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأميركية في الفترة ذاتها لمدة عام كامل باسم مستعار هو فريدريك هينريكسن، وفضلا عن اللغة الدانماركية يتحدث الإنجليزية والفرنسية والألمانية.
التجربة العسكرية والدبلوماسيةبدأ فريدريك خدمته العسكرية الواسعة في فوج حرس الحياة التابع للجيش الدانماركي عام 1986، وبعد عامين أصبح قائد فصيل في فوج الحرس الملكي الدانماركي قبل أن يدخل احتياطي الجيش.
كما خدم داخل فروع القوات المسلحة الدانماركية البرية والبحرية والجوية، وشارك في فيلق الضفادع البشرية التابع للبحرية، وكان بين الأربعة الذين نجحوا في اجتياز جل اختباراته من بين نحو 300 مجند عام 1995.
أطلق عليه رفاقه لقب "بينغو" -أي البطريق- بعد أن امتلأت بدلته بالماء واضطر للمشي مثل البطريق، ثم أصبح نقيب احتياط في البحرية والجيش عام 1997.
عمل في البعثة الدانماركية لدى الأمم المتحدة بمدينة نيويورك عام 1994، وسكرتيرا في سفارة بلده بباريس عامي 1998 و1999، بعدها تدرب في مدرسة الطيران وعيّن عام 2000 نقيبا احتياطيا في القوات الجوية، وأكمل تدريبا إضافيا من المستوى الثاني للقادة في كلية الدفاع الملكية الدانماركية عامي 2001 و2002.
وفي عام 2002 أصبح قائدا رئيسيا في الجيش والقوات الجوية وكذلك في البحرية، وعيّن ضابط أركان في قيادة الدفاع بين عامي 2002 و2003، ثم محاضرا في معهد الإستراتيجية في كلية الدفاع الملكية.
وفي أبريل/نيسان 2004 عيّن قائدا برتبة رفيعة في البحرية ومقدما في الجيش وقائد سرب في القوات الجوية، وتمت ترقيته إلى رتبة لواء في البحرية وعميد في الجيش والقوات الجوية في أبريل/نيسان 2015.
ملك الدانمارك فريدريك العاشر وزوجته ماري خلال تسلمه عرش البلاد (غيتي) اهتمامات خارجيةاهتم فريدريك بالسيارات السريعة وممارسة الرياضة، وتعرض لحادث بدراجة نارية وحوادث تزلج أدخلته المستشفى، ولكنه أظهر قوته وقدرته على التحمل من خلال مشاركته في رحلة تزلج بطول 3500 كيلومتر لمدة 4 أشهر عبر غرينلاند عام 2000.
انعكس التزام فريدريك المتزايد باللياقة البدنية في تطور اهتمامه بالركض، إذ شارك مع أفراد آخرين من العائلة الملكية في السباق السنوي الذي شمل آلاف المواطنين عام 2018، والذي يتم إجراؤه في مواقع مختلفة بجميع أنحاء الدانمارك.
يلتزم فريدريك بشدة بحماية البيئة من التأثيرات الضارة الناجمة عن تغير المناخ، وهو شغوف ومهتم بحماية البيئة من النتائج المدمرة للتغير المناخي، ويعد شغفه هذا -في جزء كبير منه- ثمرة للوعي الذي اكتسبه خلال رحلة إلى القطب الشمالي عام 2009، ومنذ ذلك التاريخ حضر كثيرا من قمم المناخ التي رعتها الأمم المتحدة، وتحدث كثيرا عن الحاجة الملحة إلى مواجهة ظاهرة الانحباس الحراري.
الوظائف والمسؤوليات قائد فصيل في فوج الحرس الملكي الدانماركي عام 1988. سكرتير أول في سفارة بلده بباريس عامي 1998 و1999. نقيب احتياطي في القوات الجوية عام 2000. قائد رئيسي في الجيش والقوات الجوية والبحرية عام 2002. ضابط أركان في قيادة الدفاع عامي 2002 و2003. أدميرال بحري ومقدم في الجيش وقائد سرب بالقوات الجوية عام 2004. ملك الدانمارك وغرينلاند وجزر الفارو بداية من عام 2024. تولي العرشتولى فريدريك عرش الدانمارك خلفا لوالدته الملكة مارغريت الثانية بعد أن أعلنت خلال خطابها التقليدي ليلة رأس السنة 31 ديسمبر/كانون الأول 2023 التنازل عن العرش لابنها وولي عهدها بعد 52 عاما من الحكم.
وقد تجمعت يوم 14 يناير/كانون الثاني 2024 حشود كبيرة في العاصمة كوبنهاغن لمشاهدة الحدث التاريخي، واعتلى فريدريك العرش ليصبح ملكا للدانمارك وغرينلاند وجزر الفارو.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فریدریک العاشر القوات الجویة فی البحریة فی الجیش
إقرأ أيضاً:
الدفاع الأوكرانية تطلب تأجيل قانون التسريح من الجيش.. هل فشلت التعبئة؟
أوكرانيا – ذكرت وسائل إعلام أوكرانية، أن وزارة الدفاع الأوكرانية طلبت من البرلمان تأجيل دراسة مشروع قانون بشأن تسريح الجنود في أثناء الأحكام العرفية حتى 18 مارس المقبل.
وأفادت صحيفة “أوكراينسكايا برافدا”، حسب مصادرها في البرلمان الأوكراني، بأن لجنة الدفاع البرلمانية تلقت رسالة بهذا المعنى من وزير الدفاع الأوكراني رستم عميروف.
وفي الأسبوع الماضي، قال نائب وزير الدفاع الأوكراني إيفان غافريليوك خلال جلسة برلمانية، إن مشروع القانون المتعلق بالتسريح قد تم إعداده، ولكنه لن يقدم إلى البرلمان الأوكراني حتى يتم تشكيل احتياطي من الجنود ليحلوا محل المتواجدين في ساحات القتال، وإلا سيؤدي ذلك إلى “ضياع الدولة”.
وتخضع أوكرانيا منذ 2022 لتعبئة عامة، ويشار إلى أن القانون الحالي بشأن الخدمة العسكرية، لم يحدد مدة الخدمة بالنسبة لأولئك الذين تم تجنيدهم في أثناء الأحكام العرفية، حيث يقوم أقارب الجنود منذ بداية 2023 بتنظيم الوقفات الاحتجاجية والفعاليات للمطالبة بتسريح العسكريين الذين تم تجنيدهم منذ بداية النزاع. وعلى خلفية المشاكل المتعلقة بالتجنيد، أعدت سلطات كييف قانونا يتضمن قواعد جديدة وأكثر صرامة للتعبئة، كما وعدت في مرحلة صياغته بأن تتضمن الوثيقة بنودا بشأن شروط الخدمة وإمكانية تسريح من تم تجنيدهم في بداية النزاع، ومع ذلك لم يتم طرح هذه الأحكام في النص النهائي للقانون، وأعلن رئيس البرلمان الأوكراني رسلان ستيفانتشوك أن “اعتماد القانون المتعلق بالتسريح لم يكن موفقا”.
المصدر: نوفوستي