بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لا شك أنكم سمعتم بموقف الأردن الداعم لموقف جمهورية جنوب أفريقيا في مقاضاتها لحكومة الاحتلال أمام محكمة العدل الدولي. لكن موقف الأردن اقتصر على (مرافعة خطية) وتصريحات كلامية يراد منها ذر الرماد في العيون، لأنها مصممة للاستهلاك المحلي بهدف إيهام الناس بهذه المواقف الخادعة. فالأردن لم تتقدم رسميا لإعلان تأييدها للدعوى التي أقامتها بريتوريا في لاهاي.
ولم تدرج اسمها في سجلات مسجل الدعاوى التابع للمحكمة، ولم تبلغ سفارتها في هولندا بحضور المرافعات. ولم يقدم وزير خارجيتها أي خطاب رسمي بهذا الشأن. فكل الذي قامت به المملكة عبارة عن كلام عام في الباذنجان. فهي لم تقطع علاقتها بالكيان المحتل. وشوهدت شاحناتها العسكرية وهي تنقل الذخيرة والعتاد إلى مخازن جيش الخياليم دعما لمجرم الحرب نتنياهو. وصدق من قال: (اسمع كلامك اصدقك أشوف عمايلك استعجب). .
ولكي نضع النقاط على الحروف نذكر ان أعضاء برلمان جنوب افريقيا قرروا بالإجماع قطع علاقاتهم مع إسرائيل، وغلق سفارتهم في تل ابيب. .
هذا هو التضامن الحقيقي مع القضية، وهذا هو الإجراء الصحيح في التعامل مع هذا الملف. وهذه هي الرسالة الشفافة في التخاطب مع الشعب الجنوب أفريقي، الذي تعرض لأبشع أساليب الفصل العنصري (الأبارتايد)، تماماً مثل معاناة الشعب الأردني – الفلسطيني في مواجهته لجرائم اسرائيل وانتهاكاتها منذ عام 1948. فقد مارست إسرائيل اسوأ أنواع الفصل العنصري، واسوأ إجراءات إلحصار على غزة، بينما نجد الحكومة الأردنية في طليعة الداعمين لإسرائيل في المرحلة الراهنة. وخير دليل على ذلك قوافل الشاحنات المحملة بالبندورة إلى أسواق تل ابيب باعتراف الصحف العبرية. وكأن الحكومة الأردنية لا تعلم بالحصار المفروض على غزة منذ 16 عاما. .
فرق كبير بين المواقف المشرفة لجمهورية جنوب أفريقيا ومواقف الكذب والتضليل والتدليس التي استعانت بها المملكة الهاشمية لتجميل صورتها المتلونة بألوان التواطؤ والخذلان. .
اما اغرب ما سمعناه في هذا السياق فهو موقف قيس العابدين بن إسعيد من الدعوى المطروحة أمام محكمة العدل الدولية، بقوله: (نحن نرفض الانضمام إلى جمهورية جنوب أفريقيا في موقفها المناوئ لاسرائيل حتى لا يقال ان تونس اعترفت بالكيان الصهيونى). وأعلنت وزارة الخارجية التونسية، أنها: (لن تنضم لأي دعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، لما في ذلك من اعتراف ضمني بهذا الكيان)، لكنها ستقوم بتقديم مرافعات شفاهية مسلوقة على الطريقة الأردنية في اعداد وتقديم قلاية البندورة. .
د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية:
احتجاجات
الانتخابات البرلمانية
الجيش الروسي
الصدر
الكرملين
اوكرانيا
ايران
تشرين
تشكيل الحكومة
تظاهرات ايران
رئيس الوزراء المكلف
روسيا
غضب الشارع
مصطفى الكاظمي
مظاهرات
وقفات
إقرأ أيضاً:
هذا ما يُخيف إسرائيل في جنوب لبنان.. أمرٌ مهم!
تحدّث رئيس مستوطنة مرغليوت الإسرائيلية إيتان دافيدي، الإثنين، عن مسألة إعلان تمديد وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حتى يوم 18 شباط المُقبل، وذلك بعد انتهاء مُهلة الـ60 يوماً التي تضمنها الإتفاق يوم أمس الأحد. وفي تصريحٍ له عبر إذاعة "103FM" الإسرائيلية وترجمهُ
"لبنان24"، قال دافيدي إن "إسرائيل لا تتقدّم في أي مكان"، وأضاف: "لقد توصلنا إلى اتفاق لمدة 18 يوماً أخرى.. هذا جيّد، ولكن ماذا سيحدث بعد ذلك؟ لقد رأينا يوم أمس الأحد حشوداً من السكان اللبنانيين توافدوا إلى قراهم وبلداتهم التي يتواجد فيها الجيش الإسرائيلي.. يجب على الأشخاص الذين غادروا القرى أن يكونوا حذرين باعتبار أنهم من حزب
الله وقد ساهموا في بناء البنى التحتية العميقة التابعة للحزب خلال السنوات الماضية". وحذر دافيدي، بحسب مزاعمه، من إعادة تأهيل الحزب بنيته التحتية في جنوب لبنان، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيضعُ إسرائيل أمام يوم 7 تشرين أول جديد، وأضاف: "إن حصل هذا الأمر، فإننا سنكون أمام هجوم أقسى بكثير مما شهدتهُ إسرائيل يوم 7 تشرين الأول 2023 في غزة". كذلك، أعرب دافيدي عن استيائه من موقف تل أبيب تجاه سكان خط النزاع مع لبنان، وأضاف: "الحكومة الإسرائيلية لا تتحدث إلينا ولا أحد يتحدّثُ معنا.. لقد أصبح هناك انقطاع كامل بين سكان شمال إسرائيل والحكومة منذ بداية الحرب التي لم تنتهِ حتى اليوم". مع هذا، فقد زعم دافيدي أن أحداث يوم أمس في جنوب لبنان أثبتت أن الجيش اللبناني لا يملك أي سيطرة، وقال: "ماذا فعل بالأمس؟ لقد سمح للمواطنين باختراق الحواجز حول القرى التي يتواجد فيها الجيش
الإسرائيلي بل واقتادهم إلى الداخل وبعضهم أعضاء في حزب الله". وشكّك دافيدي في استعداد إسرائيل للعودة إلى القتال عندما ينتهكُ "حزب الله" وقف إطلاق النار، وأضاف: "في العام الأول أو العامين الأولين، سننعم بالسلام، وسندخل في حالة من النشوة. أما بعد ذلك وعند حصول انتهاكات، هل سنقول إننا نريد كسر السلام؟". وختم: "ستحل علينا العطلات وستكون هناك سياحة.. نحن مدمنون على السلام، لكن علينا أن نستخلص النتائج ونقول للمواطنين إننا في خطر حقيقي". من ناحيتها، قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن أحداث جنوب لبنان هي اختبار لما ستشهده الحدود الشمالية مع إسرائيل وعما إذا كان الجيش اللبناني سينجح في السيطرة على أنشطة "حزب الله"، وأضافت: "في الوقت نفسه، فإن تلك الأحداث هي اختبار للجيش الإسرائيلي حول كيفية تعامله مع تهديدات حزب الله وعن طريقته للرد على الانتهاكات". بدوره، يقول الباحث الإسرائيلي تال باري إنَّ "حزب الله" يقف وراء محاولات السكان العودة إلى قرى جنوب لبنان"، مشيراً إلى أنّ "حزب الله مهتم بإحداث احتكاك بين المواطنين والجيش الإسرائيلي". وزعم باري أن "حزب الله" يسعى لترسيخ نفسه مجدداً على أنه المدافع عن المواطنين اللبنانيين، وذلك لتعزيز معادلته المركزية "جيش - شعب – مقاومة". إلى ذلك، فقد حذر معهد "ألما" الإسرائيليّ للدراسات الأمنية من أنّ "الأحداث التي شوهد فيها مواطنون وهم يلوحون بأعلام حزب الله وصور أمين عام حزب الله السابق حسن نصرالله، تُستخدم أيضاً لتعزيز صورة النصر التي يسعى التنظيم إلى تقديمها للرأي العام في الداخل اللبناني"، وأضاف: "علاوة على ذلك، فإنه يجب التحذير أيضاً من إمكانية استخدام الأحداث كمنصة لنشاط عسكري مخطط له أو عرضي ضد قوات الجيش الإسرائيلي". المصدر: ترجمة "لبنان 24"