أثارت هجمات إيرانية متكررة تستهدف رجال أعمال أكراد في إقليم كردستان العراق، تساؤلات عدة عن أسباب تعمّد طهران في تتبع هذه الشخصيات الفاعلة في قطاعات الطاقة والعقارات، بالنسبة لأربيل، التي يحكمها الحزب الديمقراطي الكردستاني.

وزعمت إيران في هجوم صاروخي شنته، الاثنين، على مدينة أربيل، أنها دمّرت مركزا للموساد الإسرائيلي، لكن السلطات العراقية في بغداد والإقليم، نفت ذلك بشدة، وأكدت أن القصف استهدف منزلا لرجل الأعمال الكردي، بيشرو دزيي، وقتل هو وأفراد من عائلته.






الهجوم الإيراني الأخير، هو الثاني من نوعه يطال رجل أعمال في الإقليم الكردي شمال العراق، فسبق لإيران أن استهدفت في 13 آذار/ مارس 2022، منزل الشيخ باز كريم البرزنجي، صاحب شركة "كار" المختصة بالغار، لأسباب مشابهة ادعتها طهران في وقتها.

سببان رئيسان


وتعليقا على ذلك، رأى المحلل السياسي العراقي، غانم العابد، أن "استهداف إيران لإقليم كردستان يندرج تحت سببين، أحدهما سياسي والآخر اقتصادي، فالسبب الثاني ظهر جليا في استهداف منزل الشيخ باز كريم البرزنجي، مالك شركة كار للغاز، في آذار/ مارس الماضي".

وأضاف العابد لـ"عربي21" أن "إيران ادعت حينها أن منزل البرزنجي مقر للموساد، لكن السبب، هو أن تركيا سعت للتعاقد مع شركة كار لاستيراد الغاز من إقليم كردستان، بعد انتهاء العقد التركي - الإيراني، الذي كانت مدته 25 عاما، ونفّذت إيران الهجوم حتى تبقى مستحوذة على سوق الغاز بالمنطقة".




ورأى الخبير العراقي أن "إيران توظف الأسباب الاقتصادية والسياسية من أجل إيجاد مبررات لاستهداف إقليم كردستان العراق، كما حصل، الاثنين، مع رجل الأعمال الكردي بيشرو دزيي، وهو مطور عقاري له بصمته في قطاع الاعمار بالإقليم".

ووصف العابد القصف الأخير بأنه "تهرّب إيراني من حالة الانهزامية التي تواجهها، فهي ترفع منذ 40 عاما شعار تحرير القدس، وعندما حانت فرصة المواجهة مع إسرائيل خذلت الشارع الذي يعتقد أنها تحمل لواء التحرير، بل ذهبت لأبعد من ذلك عندما تبرأت من ضلوعها في الحرب".

وتابع: "ثم أتى بعد ذلك التفجير الانتحاري الذي استهدف مدينة كرمان الإيرانية في الثالث من شهر يناير الجاري، وهي الذكرى الرابعة لاغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني بطائرة أمريكية ببغداد".

ولفت إلى أن "عدم قيام إيران بشيء حيال هذا التفجير جعلها في وضع حرج أمام شارعها في داخل وخارج البلاد، لهذا ذهب باتجاه استهداف إقليم كردستان، وبعدها قصفت باكستان".




لكن هذه الهجمات، بحسب العابد، "بدأت ترتد على إيران نفسها، عندما رد الجانب الباكستاني عليها بقصف مماثل، إضافة للموقف العراقي القوي الذي ولّد ارتياحا لدى الشارع، وهذا أحرج إيران بشكل كبير".

وأعرب العابد عن اعتقاده بأن "إيران بدأت تفقد اتزانها، وأن الحجج التي ساقتها في استهداف إقليم كردستان لم تقنع حتى الشارع الداخلي لديها باستثناء بعض المليشيات العقائدية العراقية التي تبنت الرواية الإيرانية".

وبحسب الخبير العراقي، فإن "إيران اليوم تتخبط بتصرفاتها، فهي ليست كما كانت سابقا تحسب لكل شيء حسابه، حتى أنها بدأت تفقد حلفائها، لأن حكومة محمد شياع السوداني، التي كذّبت رواية طهران، هي ولدت من الإطار التنسيقي الذي يمثل المعسكر الإيراني في العراق".

مآرب عديدة


وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي من إقليم كردستان العراق، عماد باجلان إنه "بعد تفجيرات كرمان الإيرانية، واستهداف قادة الحشد الشعبي في العراق، باتت إيران في موقف حرج، لذلك حفاظا على ماء الوجه وللتغطية على فشلها ابتكرت أكذوبة استهداف مقر للموساد في أربيل".

وأضاف باجلان لـ"عربي21" أن "العراق ليس لديه سيادة وحدوده مفتوحة لكل من هبّ ودبّ، وأنه أصبح حلبة لتصفية الحسابات، لذلك لا تستطيع إيران أن تجابه إسرائيل ولا الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي تذهب إلى الأخذ بثأرها من العراقيين".

ولفت إلى أن "الجهة الوحيدة في العراق التي تقف ضد إيران في هيمنتها وأجنداتها واملاءاتها هي أربيل، ولهذا اختارت استهداف هذه المدينة دون غيرها، مع رجل أعمال مهم فيها (بيشرو دزيي) لمآرب عديدة منها ما ذكرته آنفا، إضافة إلى ضرب الإقليم اقتصاديا".




وشدد باجلان على أن "طهران لا يروق لها الازدهار والاستقرار الحاصل في إقليم كردستان العراق، لأن هذا الشيء يجعلها في حرج كبير أمام المكون الكردي في إيران، إضافة إلى أن الأخيرة ترى في أربيل عقبة أمام تنفيذ أجنداتها في العراق".

ونفى وزير الخارجية العراقية فؤاد حسين، الثلاثاء، وجود مراكز مرتبطة بالموساد الإسرائيلي في أربيل بإقليم كردستان شمال البلاد، حسبما تحدث لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.

وقال حسين إن "إيران قصفت أربيل لأنها لا تستطيع على الرد أو مواجهة إسرائيل"، مؤكدا أن "الحرس الثوري الإيراني هاجم مبان مدنية في أربيل، وقتلى الهجوم وجرحاه من أكراد العراق، وهذا انتهاك للقانون الدولي".




ولفت الوزير العراقي إلى أن "التوتر بين إسرائيل وإيران يتجسد على الأراضي العراقية، والإيرانيون لا يريدون مهاجمة إسرائيل، أو لا يستطيعون مهاجمتها، لذا يبحثون عن ضحايا حولهم، وبالتالي هاجموا أربيل".

وأكد حسين أن "العراقيين هم من يدفعون ثمن التوتر بين إيران من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى".

وكان الحرس الثوري الإيراني، قد أعلن الاثنين استهداف مواقع كردستان العراق وسوريا بصواريخ باليستية، وصفها بأنها "مراكز تجسس تابعة للموساد الإسرائيلي"، الأمر الذي نفاه العراق جملة وتفصيلا وقدّم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد إيران.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية إيرانية أربيل إقليم كردستان إيران أربيل إقليم كردستان المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إقلیم کردستان العراق فی العراق فی أربیل إلى أن

إقرأ أيضاً:

كردستان العراق.. عطلة مطولة في المناطق المتنازع عليها خلال التعداد

قررت حكومة إقليم كردستان تعطيل الدوام الرسمي لموظفي الخدمة المدنية والعسكرية وطلبة المدارس والجامعات من أهالي المناطق المتنازع عليها القاطنين بإقليم كردستان مدة تسعة أيام ليتسنى لهم المشاركة في التعداد العام للسكان المزمع إجراؤه في الـ 20 و21 من الشهر الحالي.

وجاء في قرار صادر من حكومة إقليم كردستان، الخميس، "تقرر بتعطيل الدوام الرسمي اعتباراً من 15 حتى 23 من الشهر الجاري، وذلك لسكان المناطق الكردستانية خارج إدارة الإقليم. ويشمل القرار الهيئات والدوائر والمؤسسات غير المنتظمة في وزارة، وذلك في إطار الاستعدادات لإجراء التعداد السكاني.

ودعت حكومة الإقليم المنظمات ومؤسسات القطاع الخاص أيضا الى تقديم التسهيلات لموظفيها من سكان مناطق المادة 140 خلال هذه الفترة، وذلك لتمكينهم من المشاركة في عملية التعداد السكاني.

ويندرج هذا القرار في إطار تشجيع المواطنين الكرد على التواجد في يوم الإحصاء بمناطقهم الأصلية في كركوك وباقي المناطق المتنازع عليها. 

وحث وزير التخطيط في حكومة إقليم كردستان دارا رشيد في مؤتمر صحفي عقده، الخميس، جميع سكان مناطق المادة 140 للتواجد في مناطقهم قبل تاريخ 20 نوفمبر الجاري بغية استعادة حقوقهم كسكان أصليين لتلك المناطق.

كما أطلق ناشطون كرد حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي للمشاركة في التعداد السكاني عبر هاشتاك "كلنا سنكون في كركوك"، بهدف إعادة سكان كركوك المقيمين في باقي محافظات إقليم كردستان إلى مدينتهم الأصلية في يوم التعداد حتى لا يحرموا من هذا الاستحقاق وللحفاظ على هوية مدينتهم. 

وكان مجلس الوزراء العراقي قد قرر أن تجري هيئة الإحصاء الاتحادية بالتعاون مع هيئة إحصاء إقليم كردستان ووزارة الداخلية الاتحادية، مقارنة لجداول البيانات مع نتائج التعداد في سجلات وزارة الداخلية، تعداد عام 1957 وتحديثاته. سجلات وزارة التجارة وبيانات وزارة الهجرة والمهجرين.

وتضمنت القرارات أيضا، الالتزام بتنظيم جداول إحصائية حول أعداد المرحلين والوافدين والنازحين في المناطق المتنازع عليها والمحافظات الأخرى حسب الوثائق الرسمية.

و"المناطق المتنازع عليها" مصطلح دستوري يشير إلى محافظات كركوك ومناطق سهل نينوى في محافظة نينوى ومناطق في محافظة ديالى، وهي مناطق مختلطة يسكنها عرب، وأكراد، وتركمان، ومسيحيون. 

وحالت الخلافات السياسية دون تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي منذ سنوات، والتي تنص أولى فقراتها على تطبيع الأوضاع في تلك المناطق ومن ثم إجراء إحصاء عام فيها، يليها إجراء استفتاء بشأن تحديد تابعيتها.
 

مقالات مشابهة

  • كردستان العراق.. عطلة مطولة في المناطق المتنازع عليها خلال التعداد
  • بمشاركة إقليم كوردستان.. منتدى وشيك في روما لتعزيز التعاون بين العراق وإيطاليا
  • داخلية إقليم كردستان العراق تحذر من انتشار ظاهرة “دخيلة وغريبة”
  • بوادر اتفاق لاستئناف تصدير نفط إقليم كردستان العراق
  • السوداني يزور أربيل.. هل تنجح الحكومة الاتحادية في رأب الصدع داخل البيت الكردي؟
  • وزير النفط يستقبل اللجنة المالية النيابية لبحث استئناف تصدير النفط من إقليم كردستان
  • السوداني يصل السليمانية ضمن زيارته إلى إقليم كردستان العراق
  • العراق.. زيارة هامة لرئيس الوزراء إلى إقليم كردستان
  • ما الذي نعرفه عن المقاتلات الأمريكية التي تقصف الحوثيين لأول مرة؟
  • «زايد الإنسانية» توزع «حقيبة الشتاء» في إقليم كردستان العراق