الخليج الجديد:
2024-10-06@04:04:22 GMT

الحوكمة والتنمية الاقتصادية

تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT

الحوكمة والتنمية الاقتصادية

الحوكمة والتنمية الاقتصادية

الحوكمة الضعيفة أن تعطّل النمو القائم على القطاع الخاص، على ثلاثة مستويات.

الحوكمة معنية بتحسين الأداء الاقتصادي، وبالتالي المساهمة بشكل فاعل، في نجاح جهود الإصلاح الاقتصادي الخليجية الراهنة.

تم التوسع في قواعد الحوكمة في القطاع العام كإنشاء دواوين الرقابة المالية والإدارية، وعطاءات المناقصات الحكومية، وتشريعات محاربة الفساد، وغيرها.

لتطبيق معايير الحوكمة بشكل يعزز نجاح جهود الإصلاحات الاقتصادية، المطلوب مواصلة تطوير بيئة تشريعية ورقابية متكاملة خاصة بالحوكمة في القطاع العام..

من المهم بناء قدرات مؤسساتية ورقابة قوية على الآليات المعتمدة للتأكد من سلامة التطبيق على أرض الواقع. وتقوية البنية التحتية لحوكمة الشركات بتطوير القوانين وتأسيس نيابات قضائية للبت في القضايا المالية.

* * *

تحتل الحوكمة مركز العصب في برامج الإصلاح الاقتصادي التي تنفذها الحكومات الخليجية في الوقت الراهن، انطلاقاً من رؤى اقتصادية حكيمة تهدف إلى نقل اقتصادات البلدان الخليجية إلى مرحلة أكثر عمقاً وتنوعاً واستدامة.

ومثلما ترتبط الحوكمة على مستوى الاقتصاد الكلي برفع إنتاجية الاقتصاد، وتحسين كفاءة التشغيل والاستثمار الأمثل للموارد المتاحة، فإنها ترتبط على مستوى الاقتصاد الجزئي بتطبيق جملة من المعايير الأخلاقية والمهنية تتعلق بصفة أساسية بالعلاقة بين الشركة وأصحابها، أي مجموعة القواعد والحوافز التي تراقب وتوجه الإدارة إلى تعظيم الربحية وقيمة الشركات في الأجل الطويل، بالنسبة إلى المساهمين.

وفي كلتا المستويين، فإن الحوكمة معنية بتحسين الأداء الاقتصادي، وبالتالي المساهمة بشكل فاعل، في نجاح جهود الإصلاح الاقتصادي الخليجية الراهنة.

ومنذ عام 1997، ومع انفجار الأزمة المالية الآسيوية، أخذ العالم ينظر نظرة جديدة إلى الحوكمة والأزمة المالية المشار إليها، قد يمكن وصفها بأنها كانت أزمة ثقة بالمؤسسات والتشريعات التي تنظم نشاط الأعمال والعلاقات فيما بين منشآت الأعمال والحكومة.

وقد كانت المشاكل العديدة التي برزت إلى المقدمة في أثناء الأزمة تتضمن عمليات ومعاملات الموظفين الداخليين والأقارب والأصدقاء، بين منشآت الأعمال وبين الحكومة، وحصول الشركات على مبالغ هائلة من الديون القصيرة الأجل، في نفس الوقت الذي حرصت فيه على عدم معرفة المساهمين بهذه الأمور، وإخفاء هذه الديون من خلال طرق ونظم محاسبية «مبتكرة»، وما إلى ذلك.

كما أن الأحداث خلال السنوات الماضية ابتداء بفضيحة شركة «إنرون» (Enron)، وما تلا ذلك من سلسلة اكتشافات تلاعب الشركات بقوائمها المالية من بينها تلك المتعلقة بالقطب البارز في «وول ستريت»، برنادر مادوف، أظهرت بوضوح، أهمية حوكمة الشركات حتى في الدول التي كان من المعتاد اعتبارها أسواقاً مالية «قريبة من الكمال».

وبرزت أهمية الحكومة مجدداً، مع ارتباط جانب من أسباب الأزمة العالمية 2008 بالتلاعب ببنود المشتقات المالية نتيجة لضعف الرقابة، وكذلك التلاعب بإظهار الأرباح المحققة من المتاجرة في الاستثمارات للحصول على مكافآت أعلى.

إن للحوكمة الجيدة أهمية بالغة في تحقيق النمو، حيث تشير دراسة قام بها البنك الدولي إلى أنّه لو كانت نوعية الإدارة في منطقة الشرق الأوسط تضاهي النوعية المتوسطة التي تتّسم بها الإدارة في القطاع العام في مجموعة من بلدان جنوب شرق آسيا الناجحة، لكان معدّل نموّها أعلى بنحو نقطة مئوية واحدة سنوياً.

وتظهر الدراسات الهادفة إلى تقييم مناخ الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط، كيف يمكن للحوكمة الضعيفة أن تعطّل النمو القائم على القطاع الخاص، على ثلاثة مستويات:

- الأول في حال كون القواعد التي تنظّم القطاع الخاص إما هي مطبّقة ولكن غير واضحة، وإما لا يمكن توقّعها في أكثر الأحيان.

- الثاني أن الأنظمة والقوانين إما هي مطبّقة حالياً ولكن كثيراً ما تفرض عوائق أمام الدخول إلى السوق والخروج منه.

- أخيراً اتّسام بعض الخدمات العامة المقدمة للقطاع الخاص بالضعف وعدم التطور.

إن أنظمة الحوكمة الجيدة تشجع على المنافسة الجيدة، التي بدورها تساعد الشركات على التركيز على الكفاءة والجودة وتحدّ من التلاعب بالأسعار وتخفض خطر الاستثمارات المضلّلة وتعزّز قدر أكبر من المحاسبة والشفافية في قرارات الشركات وتعزّز حوكمة أفضل للشركات.

ونحن ندرك أن تقدماً حقيقياً حصل في حوكمة الشركات والقطاع العام في دول المجلس مع بدء هذه الدول تعديل القوانين الحالية للشركات وتعزيز آليات المحاسبة وتلبية متطلبات الحوكمة في الشركات.

وإدراكاً منهم لحقيقة أن الحوكمة الجيدة تشكل عاملاً أساسياً في ضمان استدامة النمو والتطور في دول المنطقة، نرى أن صناع القرار بدأوا يمسكون بزمام المبادرة ويلتزمون بتطبيق معايير أكثر أماناً للحوكمة في شركاتهم.

كما تم التوسع في قواعد الحوكمة في القطاع العام مثل إنشاء دواوين الرقابة المالية والإدارية، وعطاءات المناقصات الحكومية، وتشريعات محاربة الفساد، وغيرها.

ولكي يتم تطبيق معايير الحوكمة بشكل أفضل، يعزز من نجاح جهود الإصلاحات الاقتصادية، فان المطلوب مواصلة تطوير بيئة تشريعية ورقابية متكاملة خاصة بالحوكمة في القطاع العام.. أيضاً من المهم بناء قدرات مؤسساتية ورقابة قوية على الآليات المعتمدة للتأكد من سلامة التطبيق على أرض الواقع. وتقوية البنية التحتية لحوكمة الشركات عبر تطوير القوانين وتأسيس نيابات قضائية مختصة للبت في القضايا المالية.

*د. عدنان أحمد يوسف رئيس جمعية مصارف البحرين، رئيس اتحاد المصارف العربية سابقا

المصدر | الخليج

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الحوكمة التنمية الاقتصادية القطاع العام نجاح جهود

إقرأ أيضاً:

خلال تفقده مستشفى الغردقة العام.. فريق الحوكمة والمراجعة يرصد وافعة تقصير

واصلت وزارة الصحة والسكان، تنفيذ المرحلة الثانية من حملة المرور الميداني على المنشآت الطبية في جميع المحافظات، وفقا لتوجيهات الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، بالتواصل المباشر مع المواطنين، ورفع كفاءة المنشآت الطبية، ورصد وعلاج أي قصور في مستوى الخدمة الطبية، لضمان تقديم خدمة صحية ذات جودة.

 وتضمنت المرحلة الثانية من حملة المرور الميداني محافظة البحر الأحمر، من خلال مرور فريق الحوكمة والمراجعة الداخلية، على مستشفى الغردقة العام، وتفقد جميع أقسام المستشفى للتأكد من توافر كافة المستلزمات والاحتياجات، ومدى رضاء المواطنين عن الخدمات المقدمة.

وقال الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إنه أثناء المرور تبين نقص السجلات والنماذج الطبية، وعدم تدوين الملاحظات الكاملة، في الملفات الطبية، وتم التوجيه بالتواصل مع المديرية لإمداد المستشفى بالنواقص من السجلات الطبية، كما تبين عدم تفعيل دور روساء الأقسام واللجان وغياب متابعة التسجيل الطبي، وتم اتخاذ اللازم نحو عمل لجان من المديرية للمتابعة الدائمة للتسجيل الطبي والمرور الدائم على الأقسام.

ولفت «عبدالغفار» إلى أنه بالمرور على مخازن المستلزمات، تلاحظ عدم تطابق العهدة مع السجلات الخاصة بالمخازن، وتم التوجيه بعمل حصر كامل لمخازن المستلزمات، وتم التوصية بتحويل المسئول للشؤون القانونية، للبت في واقعة عدم تطابق العهد بالسجلات، كما رصد الفريق وجود بعض المستلزمات الطبية داخل الدواليب الشخصية، وتم عمل محضر إثبات حالة، والتوصية بالتحقيق في الواقعة.

وتابع «عبدالغفار» أنه تم رصد واقعة تقصير في قسم عناية القلب، وتم تحويل الواقعة للشؤون القانونية، بالمديرية للتحقيق، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المقصرين  بقسم عناية القلب.

وأشار «عبدالغفار» إلى أن الفريق استكمل جولته بالمرور على «وحدة صحة الأسرة بالأحياء» حيث أشاد الفريق بحضور القوى البشرية للوحدة من الفريق الطبي بالكامل، كما أفاد الفريق بوجود مشاكل في البنية التحتية، وتم التوصية بالتواصل مع الإدارة الهندسية بالمديرية لتلافي السلبيات واتخاذ الإجراءات اللازمة.

وأضاف «عبدالغفار» أنه خلال المرور تلاحظ عدم وجود تشكيل محدث للجنة مكافحة العدوى ولجنة الجودة، ووجود نقص في معظم المستلزمات، وتم التواصل مع المديرية لإمداد الوحدة بنواقص المستلزمات، وتشكيل لجنة لمكافحة العدوى وقت المرور، للمتابعة الدائمة، وتم التأكيد على ضرورة توفير المستلزمات بالمخزن، كما قام الفريق أثناء المرور بتدريب أمين المخزن على المعايير المخزنية الأساسية الصحيحة.

وقال «عبدالغفار» إنه أثناء المرور على المعمل تلاحظ وجود عطل بجاز كيمياء الدم، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة نحو نقل الجهاز وإصلاحه، حيث تم التوجيه بضرورة إجراء أعمال الصيانة الدورية للأجهزة في مواعيدها المقررة، كما تلاحظ عم تدوين بيانات المرضى كاملةً بملفات طب الأسرة، وعدم وجود سجل للأمراض المزمنة، وتم التأكيد على التفعيل أثناء المرور.

واستطرد «عبدالغفار» أن الفريق استكمل جولته الميدانية بالمرور على «وحدة صحة الأسرة بالميناء» وتفقد جميع أقسام الوحدة، وتبين وجود قصور في أعمال مكافحة العدوى بقسم الاستقبال، وعيادة الأسنان، ونقص مستلزمات مكافحة العدوى، وتم اتخاذ اللازم بالرجوع إلى المديرية لإمداد الوحدة بنواقص مستلزمات مكافحة العدوى، لتحقيق معايير مكافحة العدوي كاملةً، كما أشاد الفريق بأعمال فريق تنظيم الأسرة لجهودهم المبذولة وتوافر جميع الخدمات والوسائل داخل قسم تنظيم الاسرة.

وتابع «عبدالغفار» أنه تلاحظ عدم وجود غرفة خاصة بالملفات، وعدم فتح ملفات للمرضى، وتم الإفادة انه تم بناء وتجهيز 5 غرف وتخصيص غرفة خاصة بالملفات، والعمل على الانتهاء من توفير المستلزمات، وتم التواصل مع مديرية الصحة لسرعة توفير المستلزمات والتجهيزات لتفعيل الغرفة، وبالاطلاع على إجراءات التسجيل لبعض الملفات الفرعية للعاملين بالوحدة، تلاحظ أنها لا تحتوي على تقارير كفائة الأداء والتقارير السرية، وتم مخاطبة مدير الإدارة، للتنبيه على مسئول شئون العاملين بالوحدة باستكمال الملفات الفرعية.

ولفت «عبدالغفار» إلى أن مرور فريق المراجعة الداخلية والحوكمة، ضم (إدارة الجودة - قطاع العلاجي - إدارة الصيدلة - تنظيم الأسرة - إدارة المشروعات والتجهيزات) وبحضور مديري الإدارات المختلفة بالمديرية، وذلك للوصول إلى خدمة صحية ذات جودة.

مقالات مشابهة

  • وزير المالية وأمين العاصمة يتفقدان مشروع النظافة بالأمانة
  • وزير المالية وأمين العاصمة يتفقدان مشروع النظافة بأمانة العاصمة
  • الصحة: فريق الحوكمة والمراجعة الداخلية يتفقد مستشفى الغردقة العام
  • خلال تفقده مستشفى الغردقة العام.. فريق الحوكمة والمراجعة يرصد وافعة تقصير
  • «الجيل»: العلاقات المصرية الإماراتية نموذج للتكامل الاقتصادي والتنمية
  • المشاط تستعرض آليات وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي لإدماج القطاع الخاص في جهود التنمية
  • وزيرة المالية تؤكد أهمية توطيد العلاقات الاقتصادية الخليجية
  • ورشة عمل لمناقشة التحديات التي تواجه القطاع الخاص
  • العدالة والتنمية تستدعي وزراء المالية والداخلية والتجهيز والفلاحة بخصوص المناطق المتضررة من الفيضانات
  • هيئة الاستثمار: مشروع "مراجعة ديناميكيات الأعمال" أحد ركائز اللشراكة بين مصر ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية