اكتشاف علاقة بين الإضاءة الليلية وفقدان البصر
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
اكتشف علماء كلية الطب بجامعة جيجو الوطنية الكورية الجنوبية أن لمستوى الإضاءة الليلية العالي علاقة بتسارع الضمور البقعي المرتبط بالعمر.
وتشير مجلة JAMA Network Open، إلى أن الضمور البقعي هو السبب الرئيسي لفقدان كبار السن حاسة البصر.
ووفقا للمجلة، حلل الباحثون بيانات أكثر من 126 ألف مواطن كوري أعمارهم 50 عاما وأكثر، واكتشفوا أن حوالي 4100 منهم شخصت إصابتهم بالضمور البقعي.
واتضح أن كبار السن المقيمين في أحياء المدينة ذات الإضاءة الليلية الاصطناعية العالية في المناطق المفتوحة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالضمور البقعي بنسبة 2.17 مقارنة بسكان الأحياء التي فيها مستوى الإضاءة الليلة منخفض. أما مقارنة بالأحياء التي مستوى الإضاءة الليلية فيها منخفض جدا، فإن هذا الخطر يرتفع إلى 12 بالمئة.
ووفقا للباحثين، تبين أن العوامل الإضافية - السمنة والتدخين وتناول الكحول - تعزز العلاقة بين الإضاءة الخارجية ليلا والضمور البقعي المرتبط بالعمر.
ويوصي الباحثون المرضى الذين يعانون من هذا المرض بالإقلاع عن التدخين، واتباع نظام غذائي متوازن من الفواكه والخضروات والأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، وارتداء النظارات الشمسية أينما كان ممكنا.
المصدر: لينتا. رو
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: اكتشافات الصحة العامة امراض عيون معلومات عامة
إقرأ أيضاً:
ما علاقة القهوة بالاستعمار ولماذا ترتفع أسعارها في أسواق السلع الأساسية؟
نشرت مجلة "فورين بوليسي" حوارا مع "آدم توز" الكاتب المتخصص في الشأن الاقتصادي تناولت فيه تاريخ القهوة وعلاقتها بالاستعمار والنظام الاقتصادي العالمي؛ حيث شرح كيفية اعتبار القهوة سلعة عالمية وتاريخ استخدامها منذ اكتشافها في إثيوبيا وصولًا إلى انتشارها في أوروبا والشرق الأوسط، ثم انتقالها إلى الأمريكتين في القرن الـ19.
وذكرت المجلة أن سعر رطل من حبوب البن العربي في أسواق السلع العالمية حاليًا هو 3.84 دولارات، وهو أعلى سعر على الإطلاق، مما يفيد منتجي القهوة، لكن قد يؤثر ذلك قريبًا على مستهلكيها عالميًا.
وبسؤاله عما يؤهل القهوة كسلعة عالمية في المقام الأول، أوضح آدم توز أن هناك اعتقاد بأن القهوة اكتُشِفت لأول مرة بواسطة راعٍ في إثيوبيا، واستخدمها الرهبان الصوفيون في اليمن. وأصبحت عنصرًا أساسيًا في الشرق الأوسط وانتشرت إلى الإمبراطورية العثمانية ثم إلى أوروبا في القرن السابع عشر، حيث كانت موضوعًا للجدل الديني. وبحلول القرن السابع عشر، وصلت القهوة إلى إيطاليا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط والهند وجزر الهند الشرقية وأوروبا الغربية. وبدأت المقاهي تفتح أبوابها في لندن في خمسينيات القرن السابع عشر. وقد وصل المقهى إلى الأمريكتين في القرن التاسع عشر.
وأضاف توز أن إنتاج القهوة بالجملة يأتي من خلال الانتشار الخارجي لإنتاج القهوة من القرن الأفريقي، وشرق أفريقيا، إلى جاوة في تسعينيات القرن السابع عشر من قبل المستعمرين الهولنديين، ومن قبل الفرنسيين ثم البرازيل بشكل حاسم، والتي أصبحت بحلول أربعينيات أو خمسينيات القرن التاسع عشر أكبر منتج للقهوة في العالم، حيث مثلت حوالي 40 بالمائة من الإنتاج، ويعود ذلك بسبب اعتماد صناعة القهوة على العبودية.
وأفاد توز أن حوالي 1.5 مليون عبد كانوا يشاركون في إنتاج القهوة البرازيلية بحلول النصف الأول من القرن التاسع عشر. وعندما تم حظر تجارة الرقيق الأجنبية، استمرت المزارع البرازيلية في استخدام العمالة المستعبدة من السكان المحليين حتى تم إلغاء العبودية أخيرًا في البرازيل في سنة 1888.
وأشار توز إلى أن البرازيل لا تزال أكبر منتج للقهوة بنسبة 37 بالمائة، تليها فيتنام بنسبة 17 بالمائة. بينما تمثل كولومبيا وإندونيسيا 7-8 بالمائة لكل منهما، وإثيوبيا، موطن القهوة الأصلي، لا تمثل سوى 4 بالمائة. وهذه مسألة كبيرة حاليًا مع الاتحاد الأوروبي، حيث أن إنتاج القهوة في إثيوبيا يتم على نطاق صغير بواسطة الفلاحين، والاتحاد الأوروبي يفرض قوانين استخدام الأراضي التي تمثل عبئًا عليهم.
وبسؤال توز عن كيفية تفاعل كبار مشتري القهوة مثل ستاربكس مع سوق القهوة وإذا ما كنت تتمتع بنفوذ على مورديها، قال توز إن ستاربكس تشتري القهوة من 400,000 مزارع في أكثر من 30 دولة، مما يبرز التفاوت الكبير في الحجم والقوة بينها وبين مورديها. لذلك، تعد القهوة التجارية العادلة خيارًا جيدًا لمن يهتم بالعدالة العالمية، حيث يمكن لاختيارات المستهلكين في الأسواق الغنية أن تُحدث فرقاً للمزارعين.
وأضاف توز أن كبار التجار اعتمدوا على العقود ذات الأسعار الثابتة لفترات طويلة، وهي وسيلة لحماية أنفسهم من تقلبات المستقبل. بالطبع، يكمن الخطر في انخفاض الأسعار مما يعني أنهم سيدفعون أكثر من اللازم. ولكن إذا تم اختيار العقود طويلة الأجل ذات الأسعار الثابتة وتغيرت الأسعار، يتعين عليهم تقديم ضمانات لأنهم يكونون معرضين للمخاطر. والبنوك التي تسمح لهم بإجراء المعاملات المستقبلية ترغب في التأكد من قدرتهم على تغطية هذه المخاطر، مما يجعل هذه العملية مكلفة بحد ذاتها.
وتسعى ستاربكس إلى تقليص برنامج التحوط الخاص بها، ما يعكس استعدادها لتحمل مخاطر أكبر في سوق القهوة، رغم أنها ليست اللاعب المهيمن فيه. وجزء من إستراتيجيتها يعتمد على تخزين كميات كبيرة من القهوة الفعلية، بدلاً من الاعتماد على العقود المالية. وتمتلك الشركة حاليًا مخزونًا بقيمة 920 مليون دولار من القهوة الخضراء والمحمصة لتوفير مرونة في مواجهة تقلبات السوق.
وأوضح توز أن ارتفاع الأسعار يُعد إيجابيًا لمزارعي القهوة، لكنه يشكل تحديًا للتجار الصغار في سلسلة التوريد، حيث يعاني المصدّرون من ضغوط مالية ويضطرون للاقتراض لدفع مستحقات المزارعين دون ضمان استرداد التكاليف. ورغم الضغوط، فإن أكبر لاعب في السوق، بما في ذلك ستاربكس، لا يسيطر سوى على 3 بالمئة من إجمالي السوق، مما يبرز أهمية إدارة المخاطر والتوريد في هذا القطاع المعقد.
وبسؤال توز عما إذا كان إرث الاستعمار لا يزال حاضرًا في تجارة القهوة اليوم، أشار إلى أن الاقتصاد العالمي ككل لا يزال يعكس بشكل كبير ملامح الحقبة الاستعمارية. فالدول الأكثر ثراءً كانت تاريخيًا قوى إمبريالية، بينما لا تزال الدول الأفقر تعاني تبعات السياسات الاستعمارية.
ومع ذلك، فإن بعض القطاعات تمكنت من تجاوز هذا التأثير، مثل انتشار الهواتف المحمولة في إفريقيا جنوب الصحراء، رغم التحديات الاقتصادية في المنطقة. لكن في مجالات أخرى، لا يزال التفاوت واضحًا، لا سيما في المعدات الرأسمالية الأساسية وأنماط الاستهلاك، حيث تُعد القهوة مثالًا رئيسيًا على ذلك، إذ يظهر تأثير الاستعمار بشكل أساسي في العادات الاستهلاكية المرتبطة بها، وفقا لتوز.
على سبيل المثال، تسجل دول شمال أوروبا معدلات استهلاك قهوة مرتفعة، حيث تحتل فنلندا المرتبة الأولى عالميًا بمعدل 26 رطلاً للفرد سنويًا، أي نصف رطل أسبوعيًا لكل شخص، وهو مستوى استهلاك غير عادي. بينما تأتي البرازيل في المرتبة 14 بمعدل 13 رطلاً للفرد، رغم كونها من أكبر الدول المنتجة، وتحتل الولايات المتحدة المرتبة 25 بمعدل 9 أرطال.
وتابع توز أن الاتجاه الأبرز حاليا هو التوسع السريع في سوق القهوة الصينية، حيث أصبحت القهوة رمزًا للمكانة الاجتماعية بين الشباب، إلى جانب مشروب الشاي الفقاعي. رغم أن معدل الاستهلاك السنوي للفرد في الصين لا يزال منخفضًا عند نصف رطل، إلا أنه في المدن الكبرى يرتفع بشكل ملحوظ، مما يجعل الصين سوقًا واعدة لشركات القهوة العالمية. وقد أدى ذلك إلى استثمارات ضخمة تهدف لبناء سلاسل مقاهٍ تضاهي ستاربكس في نفوذها، مما يبرز الفرص الهائلة في هذا السوق سريع النمو.
وعند سؤاله عن علاقة القهوة بصعود الليبرالية السياسية في الغرب كما كتب الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس، أوضح توز أن هذا يعتمد على أطروحته الكلاسيكية التحول البنيوي للفضاء العام. بالنسبة لهابرماس، كان هذا بمثابة تطوير مهم للحجة الماركسية، حيث سعى لإثبات أن الرأسمالية الحديثة تحمل وعودًا بخطاب ديمقراطي مفتوح، لكنها تفشل في تحقيقه.
ويرى هابرماس أن الرأسمالية المبكرة، من خلال تجارة القهوة، ساهمت في خلق مساحات جديدة للنقاش العام، تجسدت في المقاهي التي انتشرت في لندن منذ منتصف القرن السابع عشر. وكانت هذه أماكن يمكن للناس فيها شرب مشروب محفّز دون التأثير الذي يسببه الكحول، مما وفر بيئة جديدة للاجتماع والتفاعل. في هذه المقاهي، كان الأرستقراطيون يختلطون مع الطبقة التجارية الصاعدة، مما جعلها، وفقًا لهابرماس، عنصرًا محوريًا في نشوء المجال العام الحديث.
بحلول العقد الأول من القرن الثامن عشر، انتشرت أكثر من 3,000 مقهى في بريطانيا، ما أثار قلق الحكومة البريطانية. في سنة 1675، أصدر الملك تشارلز الثاني مرسوما يحظر النقاشات المعارضة في المقاهي، وهو قرار لم يكن بلا مبرر، حيث لعبت المقاهي دورًا محوريًا في الصراع بين بريطانيا ومستعمراتها في أمريكا بعد مئة سنة.
وكان الشاي والضرائب المفروضة عليه من العوامل الرئيسية التي أثارت غضب المستعمرين في نيو إنجلاند ضد لندن. وفي رد فعل على ذلك، أعلن الكونغرس القاري القهوة كمشروب وطني لأمريكا بديلًا عن الشاي البريطاني.
وفي مدن مثل فيلادلفيا وبوسطن وويليامز بيرغ، أصبحت المقاهي مراكز للنشاط السياسي خلال القرن الثامن عشر، وهي نفس الوظيفة التي لعبتها المقاهي أيضًا في الثورة الفرنسية بعد بضع عقود.
واختتم توز حديثه بالإشارة إلى أن القهوة ترتبط ارتباطا وثيقا بتاريخ الولايات المتحدة الاستعماري والثوري، حيث كانت جزءا أساسيا من المشهد السياسي في تلك الحقبة، ما جعل لها دورا بارزا في تاريخ الثورات الليبرالية في القرن الثامن عشر.