يمثل الهجوم الصاروخي الإيراني على باكستان، الثلاثاء، تطورا جديدا في الاضطرابات المتزايدة التي اجتاحت الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب الأكثر دموية على الإطلاق في غزة.

وتعبيرا عن غضبها إزاء ما اعتبرته انتهاكا لأراضيها الوطنية، ردت باكستان، الخميس، مما قد يمهد الطريق لمزيد من التصعيد المحتمل في التوترات بين البلدين.

ما الذي قد يأتي بعد ذلك بالنسبة لإيران وباكستان في ظل هذا الصدام غير المسبوق؟

بحسب مجلة "نيوز ويك"، قال عارف رفيق، رئيس شركة فيزير للاستشارات السياسية والأمنية في الشرق الأوسط وجنوب آسيا ومقرها نيويورك،: "لا يسعى أي من البلدين إلى خوض حرب على حدودهما المشتركة، فهما يواجهان تهديدات ذات حجم استراتيجي أكبر من أماكن أخرى."

وأضاف: "لذلك، لدى كل من إيران وباكستان مصلحة واضحة في إيجاد سقف لهذا الصراع الصغير ومسار نحو وقف التصعيد، ولكن السؤال هو كيف".

مشاكل أمنية متنامية

بالنسبة لإيران يشمل ذلك مقتل القيادي رضى الموسوي في غارة جوية نُسبت على نطاق واسع إلى إسرائيل، ومقتل أفراد عسكريين في هجوم على مركز للشرطة في الشهر نفسه، والهجوم الذي أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه في كرمان، والذي كان أعنف هجوم مسلح في البلاد منذ عام 1979.

قال جواد هيرانيا، مدير دراسات الخليج العربي في مركز الأبحاث العلمية ودراسات الشرق الأوسط الاستراتيجية في طهران: "لقد طالب مشجعو إيران برد قوي على هذه التصرفات من خلال عقد تجمعات مختلفة وكذلك على شبكات التواصل الاجتماعي".

وأضاف أن الهدف الرئيسي الثاني من الضربات الصاروخية التي استهدفت مواقع في العراق وسوريا وباكستان كان موجها إلى الخارج، فالرسالة الأخرى لهذه الهجمات إلى أميركا وإسرائيل هي أن إيران ستتخذ إجراءات رادعة تتناسب مع التهديدات".

كما أوضح مصطفى نجفي، وهو محلل مقيم في طهران متخصص في صراعات الشرق الأوسط، ما اعتبره أهداف إيران الأساسية في الضربات الصاروخية ضد العراق وسوريا وباكستان.

وتشمل هذه بحسب نجفي، "محاربة الإرهاب وإضعاف الجماعات الإرهابية حول حدودها وإزالة التهديدات وتثبيت قدراتها الدفاعية وإرسال رسالة إلى الأعداء الإقليميين والدوليين مثل الولايات المتحدة وإسرائيل بأنها سترد بقوة على أي تهديد".

ماذا عن باكستان؟

أشار هيرانيا إلى أن احتمالات حدوث رد فعل سلبي كبير مرتفعة، خاصة في ضوء القوة العسكرية الباكستانية الكبيرة وموقعها الاستراتيجي في المنطقة.

وقال: "باكستان دولة تمتلك قنبلة نووية ولديها عداوة طويلة الأمد مع الهند، إن أي رسالة ردع من باكستان بشأن الهجمات الإيرانية يمكن أن تكون مؤشراً للهند على رد فعل إسلام آباد".

وبالإضافة إلى المخاوف الأمنية الداخلية والخارجية، فإن باكستان غارقة أيضًا في الإحباط المتزايد بسبب تأجيل الانتخابات بشكل متكرر في وقت يقبع فيه رئيس الوزراء السابق عمران خان، رئيس الحزب الأكثر شعبية في البلاد، خلف القضبان بسبب سلسلة من التهم.

وقال أرهاما صديقة، الباحث في معهد الدراسات الاستراتيجية في إسلام أباد، لمجلة نيوزويك: "بالطبع، مع اقتراب موعد الانتخابات، فإن الأجواء في باكستان مشحونة للغاية في الوقت الحالي، لذا، نعم، كان هناك ضغط لإظهار قوة ردع ذات مصداقية في باكستان، ردا على هذا العمل غير المبرر على الإطلاق من جانب إيران."

ومع ذلك، أكد صديقة أن "إيران وباكستان لا تريدان المزيد من التصعيد وستحاولان الآن حل هذا الأمر عبر الوسائل الدبلوماسية قدر الإمكان".

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات باكستان إيران وباكستان تنظيم داعش إيران الهند الانتخابات إيران باكستان الهند إسرائيل باكستان إيران وباكستان تنظيم داعش إيران الهند الانتخابات أخبار العالم إیران وباکستان الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

ارتفاع أسعار النفط بـ1 بالمائة بسبب المخاطر في الشرق الأوسط

ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 1% الثلاثاء لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ بداية الشهر، مدعومة بعدم الاستقرار في الشرق الأوسط وخطط الصين لتحفيز اقتصادها.

صعدت عقود خام برنت بمقدار 84 سنتًا، أو 1.2%، إلى 71.91 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 09:11 بتوقيت غرينتش، فيما ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنفس المقدار 84 سنتًا، أو 1.2%، لتصل إلى 68.42 دولارًا.

التوترات الجيوسياسية ترفع الأسعار

حصلت أسعار النفط على دعم إضافي بعد تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمواصلة الضربات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن ما لم يوقفوا هجماتهم على السفن في البحر الأحمر. كما صرّح ترامب يوم الاثنين بأنه سيحمل إيران المسؤولية عن أي هجمات ينفذها الحوثيون، الذين تدعمهم طهران.

في الوقت نفسه، قالت السلطات الصحية الفلسطينية إن الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 200 شخص يوم الثلاثاء، في تصعيد جديد بعد أسابيع من المفاوضات الفاشلة لتمديد الهدنة التي أوقفت القتال في يناير.

الاقتصاد الصيني يعزز الطلب على النفط

إلى جانب الضربات الأميركية في اليمن، عززت عدة عوامل أخرى السوق، حيث أشار محللون في بنك ING إلى أن الصين كشفت عن خطط لإنعاش الاستهلاك المحلي، كما جاءت بيانات مبيعات التجزئة واستثمارات الأصول الثابتة أقوى من المتوقع.

وكان مجلس الدولة الصيني قد كشف يوم الأحد عن خطة عمل خاصة لتعزيز الاستهلاك المحلي، تتضمن زيادة الدخل وتقديم إعانات لرعاية الأطفال.

كذلك، أظهرت بيانات رسمية يوم الاثنين أن معالجة النفط الخام في الصين، أكبر مستورد للخام في العالم، ارتفعت بنسبة 2.1% في شهري يناير وفبراير مقارنة بالعام السابق، مدعومة بتشغيل مصفاة جديدة وزيادة السفر خلال عطلة رأس السنة القمرية.

الرسوم الجمركية الأميركية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي

حذرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) يوم الاثنين من أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب ستؤثر سلبًا على النمو في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، مما سيؤدي إلى تراجع الطلب العالمي على الطاقة.

قال روبرت ريني، رئيس استراتيجية السلع والكربون في بنك Westpac: « مع تزايد الإمدادات العالمية واستمرار الرسوم الجمركية والحروب التجارية في التأثير على الطلب العالمي، نعتقد أن الأسعار ستتراجع في النهاية إلى منتصف الستينيات من الدولارات. »

زيادة المعروض العالمي من النفط

فيما يخص المعروض النفطي، كشفت وثيقة لشركة PDVSA الفنزويلية، اطلعت عليها وكالة رويترز يوم الاثنين، أن الشركة وضعت ثلاثة سيناريوهات تشغيلية لمواصلة إنتاج وتصدير النفط من مشروعها المشترك مع « شيفرون » حتى بعد انتهاء ترخيص الشركة الأميركية الشهر المقبل.

محادثات بوتين وترامب بشأن أوكرانيا وتأثيرها على السوق

تتجه الأنظار أيضًا إلى المحادثات المقررة يوم الثلاثاء بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول إنهاء الحرب في أوكرانيا.

ويرى المستثمرون أن أي اتفاق سلام محتمل قد يتضمن تخفيف العقوبات على روسيا، مما يسمح بعودة إمداداتها النفطية إلى الأسواق العالمية، وهو ما قد يضغط على الأسعار.

عن (رويترز) كلمات دلالية أسعار المغرب بترول نفط وقود

مقالات مشابهة

  • بعد الكلام عن إقفالها.. قناة الحرة توضح
  • ترامب: يجب أن تتوقف إيران عن إرسال الدعم للحوثيين فوراً
  • لماذا قصف ترامب الحوثيين فجأة؟
  • أشرف سنجر: الشرق الأوسط لن يُكتب له الاستقرار إلا برحيل نتنياهو
  • الذهب يسجّل أعلى مستوى على الإطلاق مع تصاعد التوتر في الشرق الأوسط
  • كأس السوبر السعودي في الصين
  • ترامب وبوتين يبحثان سبل إنهاء حرب أوكرانيا وتحسين العلاقات الثنائية
  • ارتفاع أسعار النفط بـ1 بالمائة بسبب المخاطر في الشرق الأوسط
  • تركيا: نهج إسرائيل "العدائي" يهدد مستقبل الشرق الأوسط
  • النفط يرتفع بدعم من مخاطر الشرق الأوسط