شعر بدوي عن الأب المتوفي، فالأب هو مصدر الأمان، صاحب القلب الطيب، السند والقدوة وهو الذي يغرس القوة في أبنائه، يلعب الأب دور فعال في تقديم الدعم المالي والعاطفي لأفراد الأسرة، وتوفير الإرشاد والتوجيه.
اقرأ ايضاًشعر عن الأم المتوفيةتكون علاقة الأب مع أطفاله علاقة مميزة وفريدة، وهو يساهم في بناء الهوية والشخصية للأبناء، ويعتبر الأب جزء أساسي من دعم الأم والشراكة في رعاية الأسرة.
في السهوب الواسعة والليالي الساكنة،رحلت روح الأب، كالنجمة المنتهية.
غيابك يا والدي كالصحراء اللامتناهية،أثرك في قلبي يبقى كالأثر في الرمال الناعمة.
كانت عيونك تشبه ليالي الصحراء العميقة،وصوتك كان يملأ الفضاء بأنغام الهمس.
في قلبي ترنيمة حنين تتردد،لأبي الذي رحل وتركنا في وحدتنا الكئيبة.
تسافر روحك كالرياح الجوية بين الجبال،تغمرنا بالحنان والحكايات الجميلة.
ذكرياتك تتسلل إلى أحلامي كالشهاب الساطع،تنير دروب الحياة في ظلام الفقدان.
يا أبي الحبيب في رحيلك أصبحت السماء أكثر جمالاً،والنجوم تتلألأ ببريق الذكريات الجميلة.
فأنت القلب الذي يخفق في داخلي،رغم أنك رحلت، إلا أنك دوماً في قلبي حاضر.
رحم الله أبي وأسكنه فسيح جناته،وألهمنا الصبر والقوة لنواجه الغياب.
فلنحمل شوقنا وحنيننا كأغاني البدو،في كل رملة وصحراء، يبقى ذكراك خالدة.
في عيون الأماني يا بو العيون،تشرق الشمس في دنياك الساكنة.
أبٌ كالجبل، رمز القوة والثبات،يحمل في قلبه وردة الحنان الدافئة.
بيتك كالملاذ، وضحكتك كالأغنية،تملأ الدنيا بالسرور والأفراح.
في درب الحياة، أنت الدليل والسفير،ترسم لنا الطريق بحكمة السير.
يديك تبني جسوراً من الحب والعناية،تربينا على الفضيلة والإخلاص.
عندما يتعثر قلبي، أجد فيك القوة،وعندما ينغمس عقلي في الظلام، أرى في عينيك النور.
أبي الغالي، شموخك كالسماء الصافية،ترتفع في علو السماء بكل فخر.
تكتب أفراح الحياة بأحرف العطاء،وتحمل في كفوفك حكايا العطف والرعاية.
في كل حكاية جميلة، وفي كل زهرة تفتح،أراك يا أبي، بداية كل الخير والأمل.
شكراً لك على الحب الذي لا ينضب،وعلى العطاء الذي يجعل الحياة أجمل.
طوى بعض نفسي إذ طواك
الثّرى عني وذا بعضها الثاني
يفيض به جفني أبي! خانني
فيك الرّدى فتقوضت مقاصير
أحلامي كبيت من التّين وكانت
رياضي حاليات ضواحكا فأقوت
وعفّى زهرها الجزع المضني
وكانت دناني بالسرور مليئة فطاحت
يد عمياء بالخمر والدّنّ فليس سوى طعم
المنّية في فمي، وليس سوى صوت النوادب
في أذني ولا حسن في ناظري وقلّما فتحتهما
من قبل إلاّ على حسن وما صور الأشياء،
بعدك غيرها ولكنّما قد شوّهتها يد الحزن على
منكي تبر الضحى وعقيقه وقلبي في نار،
وعيناي في دجن أبحث الأسى دمعي وأنهيته
دمي وكنت أعدّ الحزن ضربا من الجبن فمستنكر
كيف استحالت بشاشتي كمستنكر في عاصف
رعشة الغضن يقول المعزّي ليس يحدي البكا
الفتى وقول المعزّي لا يفيد ولا يغني شخصت
بروحي حائرا متطلعا إلى ما وراء البحر أأدنو
وأستدني كذات جناح أدرك السيل عشّها فطارت
على روع تحوم على الوكن فواها لو اني في القوم
عندما نظلرت إلى العوّاد تسألهم عنّي ويا ليتما الأرض
انطوى لي بساطها فكنت مع الباكين في ساعة الدفن لعلّي
أفي تلك الأبوّة حقّها وإن كان لا يوفى بكيل ولا وزن
فأعظم مجدي كان أنك لي أب وأكبر فخري كان قولك:
ذا إبني! أقول: لي اني... كي أبرّد لو عتي فيزداد شجوي كلّما قلت :
لو أني! أحتّى وداع الأهل يحرمه الفتى؟ أيا دهر هذا منتهى الحيف
والغبن! أبي! وإذا ما قلتها فكأنني أنادي وأدعو يا بلادي ويا ركني
لمن يلجأ المكروب بعدك في الحمى فيرجع ريّان المنى ضاحك السنّ؟
خلعت الصبا في حومة المجد ناصعا ونزّه فيك الشيب عن لوثة الأفن
فذهن كنجم الصّيف في أول الدجى ورأى كحدّ السّيف أو ذلك الذهن
وكنت ترى الدنيا بغير بشاشة كأرض بلا مناء وصوت بلا لحن فما
بك من ضرّ لنفسك وحدها وضحكك والإيناس للبحار والخدن جريء
على الباغي، عيوف عن الخنا، سريع إلى الداعي، كريم بلا منّ
وكنت إذا حدّثت حدّث شاعر لبيب دقيق الفهم والذوق والفنّ فما
استشعر المصغي إليك ملالة ولا قلت إلاّ قال من طرب: زدني برغمك
فارقت الربوع ىوإذا على الرغم منّا سوف نلحق بالظعن طريق مشى
فيها الملايين قبلنا من المليك السامي عبده إلى عبده الفنّ نظنّ لنا الدنيا
وما في رحابها وليست لنا إلاّ كما البحر للسفن تروح وتغدو حرّة في
عبابه كما يتهادى ساكن السجن في السجن وزنت بسرّ الموت فلسفة
الورى فشالت وكانت جعجعات بلا طحن فأصدق أهل الأرض معرفة
به كأكثرهم جهلا يرجم بالظّنّ فذا مثل هذا حائر اللبّ عنده وذاك كهذا
ليس منه على أمن فيا لك سفرا لم يزل جدّ غامض على كثرة التفصيل
في الشّرح والمتن أيا رمز لبنان جلالا وهيبة وحصن الوفاء المحصن
في ذلك الحصن ضريحك مهما يستسرّ وبلذة أقمت بها تبني المحامد ما
تبني أحبّ من الأبراج طالت قبابها وأجمل في عينيّ من أجمل المدن
علىذلك القبر السلام فذكره أريج به نفسي عن العطر تستغني
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: الأب شعر عن الأب
إقرأ أيضاً:
ما الذي يحدُثُ في المنطقة العربية؟
عبدالرحمن مراد
تشهد الخارطة السياسية العربية تبدلات وتغيرات جيوسياسية وديمغرافية وبشكل متسارع، ويبدو أن الطوفان الذي انطلقت شرارته في أُكتوبر من عام 2023م سيكون زلزالاً يحدث متغيرات كبيرة في الواقع العربي، وسوف تشهد الخارطة العربية حركة ثورية عميقة تتجاوز كُـلّ ما كان كائناً لترسم واقعاً جديدًا يأتي قبل الاستعداد النفسي والثقافي له.
فما الذي يحدث في المنطقة العربية؟
سؤال لا بُـدَّ أن يحفر في الذاكرة، وهو يبحث عن إجَابَة منذ اندلعت ما يسمى “الربيع العربي”، وثمة ما يماثله من علامات الاستفهام اليوم بعد حركة التبدل التي نشهدها في واقعنا العربي اليوم.
وهل الشعوب هي من يتحكم في المسار الثوري، ومسار الأحداث؟
وإلى أين تتجه سفن المنطقة؟
أصبح الواقع مسؤولاً عن هذه الأسئلة وعن الإجَابَة عليها، وهو في كُـلّ تفاصيله يتحدث عن انحراف في المسارات العامة، الثقافية، والاجتماعية، والسياسية، ويتحدث عن غبن الشعوب، وعن استغفالها؛ فهي خارج سياق الأحداث وفي السياق هي الوقود للحدث، دون أن تصل إلى غاية، أَو تبلغ هدفاً، وكلّ حركة الواقع من حولنا تتحدث عن حركة مضطربة في اليمن، وفي ليبيا، وفي سوريا، وفي العراق، ومعاناة في مصر، وقلق في تونس، ومسار الأحداث يتجه إلى السيطرة على طرق الملاحة، فالقواعد الأمريكية تحط رحالها في البحر الأحمر والبحر العربي، وتسيطر على الجزر ذات الأهميّة الاستراتيجية، وتم انتزاع جزيرة صنافير وجزيرة تيران من السلطة المصرية، والسيطرة على جزيرة ميون وسقطرى، وحنيش الصغرى وحنيش الكبرى، واكتمل المشهد بإحكام السيطرة على خط الملاحة البحري في البحر الأحمر والعربي، ويبدو في المشهد الظاهر أمريكا وأدواتها من العرب، لكن كُـلّ هذا المهاد العسكري تديره المؤسّسة اليهودية التي تحلم بالدولة الموعودة الممتدة من النيل إلى الفرات.
الصراع الإقليمي الذي نلحظ كُـلّ يوم تفاصيله بين السعوديّة وإيران في النشاط العسكري والسياسي، هو في جوهره صراع على الدولة الإقليمية، ومركزية الدولة الإقليمية، لكن الصورة الباطنة لهذا الصراع هو بين “إسرائيل” وإيران في التنافس وليس بين السعوديّة وإيران كما يبدو في ظاهره؛ فحركة التبدلات تقول إن السعوديّة التي تمعن في العداوات لدول الطوق المحيطة بها، لن تكون هي الدولة القادرة على التنافس على مركز الدولة الإقليمية، لعدم قدرتها على التأثير في المسارات بحكم نمو المشاعر السلبية نحوها، عند شعوب دول الطوق الجغرافي، بالإضافة إلى حالة التوحش التي بدت عليها في حربها على اليمن، وغضب الكثير من الفرق والجماعات الدينية منها، وبذلك فهي تزرع لغيرها، وتمهد لفنائها من حَيثُ تظن أنها تحسن صنعاً؛ فحالة الانتقال في نظام الحكم السعوديّ من الأسرية والعشائرية، إلى الجماهيرية بالتركيز على الجيل الجديد محكوم عليها بالفشل؛ فالمستبد الذي يحاول أن يكون شعوبيًّا في الغالب يكون مصيره الفشل ويفقد سلطته، فالمملكة منذ التأسيس تقوم على حالة تناقض وهذا التناقض في التركيب كانت تنظم عقده المؤسّسة الدينية، فالتحول من العصبية العشائرية إلى العصبية الدينية كان سبباً في استقرار المملكة طوال كُـلّ العقود التي مضت، وإعلان الخروج على سلطة المؤسّسة الدينية والحد من دورها وفاعليتها بالانتقال إلى الشعوبية، يفسح المجال لعودة العصبيات العشائرية، وخَاصَّة بعد حركة التوقيف والاعتقالات، وإعلان الإصلاحات الاقتصادية، وتحرير الحياة الاجتماعية، واعتماد سياسة خارجية جديدة في المواجهة، والقيام بتغيير الرؤية الإسلامية في البلاد، وتحجيم دور رجال الدين، وتغيير منظومة الحكم التقليدية، بروح المستبد الذي يريد تجميع خيوط اللعبة السياسية بيده فيفقد كُـلّ شيء بعد ذلك.
تلك المؤشرات تدل على استحالة بقاء المملكة كدولة موحدة وقوية، بل تدل على مؤشرات التفكك والضعف والتلاشي، ومن هنا يصبح الحديث عن مركزية السعوديّة ضرباً من العبث الذي لا طائل منه؛ فتفكيك الدول على أسس عرقية وطائفية وثقافية سيجعل من “إسرائيل” هي الدولة التي تنافس إيران على موقع الدولة الإقليمية وليس السعوديّة التي تذهب اليوم إلى فناء مؤجل؛ بسَببِ غباء قادتها.
فالسعوديّة كما تبدو ليست أكثر من أدَاة أَو آلة تعمل لغيرها فجزيرتا صنافير وتيران لا مصلحة للسعوديّة فيهما ولكن لـ “إسرائيل” مصلحة استراتيجية كبرى فيهما، وإقلاق أمن لبنان ومناصبة حزب الله العداء لا مصلحة مباشرة للسعوديّة في ذلك بل مصلحة مباشرة لـ “إسرائيل”، والاستغراق في استهداف اليمن أرضاً وإنساناً ودولة لا مصلحة للسعوديّة فيه بل لـ “إسرائيل” التي ترغب في فرض الهيمنة على المنطقة وعلى المنافذ البحرية وطرق الملاحة، وأمام حركة التبدلات التي تجري على قدم وساق في المنطقة يجدر بنا الوقوف أمام الظاهرة ليس؛ باعتبَارها ثابتاً لا يمكن تحويله، بل؛ باعتبَار ما يحدث حركة تاريخية تحولية، لا بُـدَّ من التحكم بمسارها حتى نحقّق المصالح المرسلة لشعوبنا، فتفكيك السعوديّة وتحويلها إلى ثلاث دول، أثره على نهضة اليمن أثر إيجابي، لكنه يترك المجال مفتوحاً لـ “إسرائيل” في التمدد.
وفي السياق فقمع السعوديّة للمقاومة التي تناهض مشروع “إسرائيل” لا يصب في مصلحة السعوديّة التي تستهدف في وحدتها الوطنية، وكان الأجدر بالسعوديّة أن تعمل على دفع الضرر الذي يتهدّد وحدتها في قابل الأيّام والسنين وتؤجل المصالح التي تراها في العدوان على اليمن وبعض دول الجوار لها؛ لأَنَّه لن يأتيها ما تخشاه من اليمن أَو من دول الجوار لا في حاضرها ولا في مستقبلها فالمصالح مع اليمن مصالح مشتركة وما يجمع أكثر مما يفرق وكذلك هي مع دول الجوار.
نحن اليوم أمام لحظة تاريخية فارقة إما أن يحقّق العرب والمسلمون وجوداً فاعلاً أَو خضوعاً قد يستمر طويلاً لقوى الشر العالمية ولـ “إسرائيل” وبالتالي تذهب ريحهم ويفشلوا في تحقيق وجودهم على خارطة العالم ونظامه الدولي.