قلق لبناني من توسعة إسرائيل للحرب... والثنائي الشيعي لن يوفر له الذرائع
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
لا تزال الأوضاع الأمنية على الحدود اللبنانية الجنوبية في واجهة المشهد الداخلي مع تزايد المخاوف من الانزلاق إلى حربٍ موسعة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله الذي أكد بأنه غير معني بالرسائل الأميركية – الأوروبية والتهديدات الإسرائيلية. وشددت مصادر مطلعة على موقفه لـ»البناء» على أنه لن يوقف عملياته العسكرية على طول الجبهة إلا بعد توقف العدوان على غزة وقد أبلغ هذا الموقف لكل من حمل الرسائل والعروض وكان آخرها التي نقلها الموفد الأميركي أموس هوكشتاين.
وقالت مصادر نيابية مواكبة للحراك الدبلوماسي في لبنان لـ«الشرق الأوسط» إن إنهاء الحرب «بدا مهمة شبه مستحيلة في ضوء الشروط المتقابلة»، لافتة إلى أن لبنان أبلغ جميع المسؤولين بأنه ملتزم بتطبيق القرار «1701»، وبضرورة تكثيف الجهود لوقف الحرب في غزة.
ونقلت «رويترز»، الخميس، عن 3 مصادر لبنانية ومسؤول أميركي أن أحد الاقتراحات التي تم طرحها الأسبوع الماضي تقليص الأعمال القتالية عبر الحدود، بالتزامن مع تحرك إسرائيل صوب تنفيذ عمليات أقل كثافة في قطاع غزة. وقال اثنان من المسؤولين اللبنانيين الثلاثة إن اقتراحاً نُقِل أيضاً لـ«حزب الله» بأن يبتعد مقاتلوه لمسافة 7 كيلومترات عن الحدود. وقال المسؤولون اللبنانيون والدبلوماسي إن الحزب رفض الفكرتين، ووصفهما بأنهما غير واقعيتين.
وكتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": لا يخفي مسؤولون في «الثنائي الشيعي» قلقهم من أن تكون إسرائيل بدأت تمهّد لتوسعة الحرب على امتداد الجبهة الشمالية في جنوب لبنان الذي ظهر جلياً للعيان في حجم الغارات التي شنها الطيران الإسرائيلي على وادي السلوقي الواقع على تخوم منطقة جنوب الليطاني والتي بلغت ليل الثلاثاء الماضي نحو 20 غارة، واستمرت على نفس الوتيرة في اليوم الذي يليه، خصوصاً أن الموفدين الأوروبيين الذين يتزاحمون لزيارة بيروت لم يحملوا معهم ما يدعوهم للاطمئنان بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ليس في وارد توسعتها.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مسؤولة في الثنائي الشيعي أن مهمة الموفدين الأوروبيين إلى لبنان تبقى محصورة بإسداء النصائح بطريقة غير مباشرة إلى «حزب الله» بعدم أخذ المبادرة لتوسعة الحرب؛ لأن الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة الأميركية ومعها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على نتنياهو وفريق حربه لم يؤد حتى الساعة إلى إقناعه بعدم الدخول في مغامرة عسكرية يمكن أن تمهد لاشتعال المنطقة في حروب متنقلة.
ولفتت المصادر إلى أن الضغوط على نتنياهو لم تتوقف وما زالت قائمة، وقالت إن الموفدين الأوروبيين يحذّرون من ملاقاته في منتصف الطريق بتوفير الذرائع لتوسعة الحرب امتداداً لتلك الدائرة في قطاع غزة، وهذا ما يلقى استجابة من الثنائي الشيعي، رغم أن تل أبيب تواصل خرقها لقواعد الاشتباك باستهدافها باستمرار لعدد من المناطق الواقعة خارج منطقة جنوب الليطاني.
وفي هذا السياق، قالت مصادر سياسية إن الرئيس بري يطالب في لقاءاته مع الموفدين الأوروبيين بالضغط على إسرائيل لأن قرار الحرب بيدها، وأن وقف العدوان على غزة ينسحب هدوءاً على الجبهة الشمالية، وهذا ما تبين عندما تم التوصل إلى هدنة على الجبهة الغزاوية التي استمرت لأيام وانعكست تلقائياً على جنوب لبنان. وأكدت أن الثنائي الشيعي باقٍ على التزامه بتطبيق القرار الدولي 1701، وأن إسرائيل هي من يعطل تطبيقه.
ورأت المصادر نفسها أن الثنائي الشيعي ينأى بنفسه عن استدراج إسرائيل للانزلاق نحو توسعة الحرب لتشمل الجبهة الشمالية. وقالت إن تواصل معظم دول الاتحاد الأوروبي مع نتنياهو لم يؤدّ إلى انتزاع الضمانات المطلوبة منه بعدم توسعتها، بذريعة أنه يتعرض إلى ضغط من قبل المستوطنين الذين اضطروا لمغادرة المستوطنات الواقعة على امتداد الجبهة الشمالية مع لبنان، وإن كانت لا تستبعد بأنه يستخدم كل أدوات الضغط لعزل المواجهة في الجنوب عن الحرب في غزة.
وأكدت أن الوسيط الأميركي آموس هوكستين لم يوقف وساطته بين لبنان وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق يقضي بتحديد الحدود البرية بين البلدين، وقالت إنه يتريث في مواصلة وساطته إلى حين تبيان ما تقصده تل أبيب ببدء تطبيقها للمرحلة الثالثة من اجتياحها البري لغزة؛ للتأكد من إمكانية الفصل بين الأخيرة وجنوب لبنان، في حال أن الظروف السياسية تسمح له بالمضي في وساطته.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الجبهة الشمالیة الثنائی الشیعی
إقرأ أيضاً:
نائب لبناني: أجواء سلبية حول الاتفاق بعد توجه «هوكستين» إلى إسرائيل
قال النائب ملحم خلف، عضو مجلس النواب اللبناني، إنه من المؤسف القول إن هناك مفاوضات جرت مؤخرا دون علم نائب داخل البرلمان، وهي حالة ليست استثنائية فقط، لكن هي حالة أكثرية النواب.
تسريب بعض النقاط عن طريق الصحفوأضاف «خلف»، خلال مداخلة مع الإعلامي جمال عنايت، ببرنامج «ثم ماذا حدث»، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن المبعوث الأمريكي للبنان، آموس هوكستين، أتى اليوم للبنان لمناقشة ورقة مكتوبة لوقف إطلاق النار في لبنان، وهي ليست ورقة كلامية، وهناك بعض النقاط التي سربت من خلال الصحف، ووصلت بشكل مجتزأ.
الأمور تبدو وكأنها ذاهبة إلى عدم اتفاقولفت إلى أن الأجواء التي صدرت عن هذا النقاش، والتفاوض الذي جرى على مدار يومين، كانت إيجابية، إلى أن غادر المبعوث للبنان، وتوجه إلى إسرائيل، ومن هناك عادت الأجواء ملبدة بسلبية، وكأن الأمور ذاهبة إلى عدم اتفاق، مشددا على أن «العدوان الإسرائيلي يقيم علينا انتهاكات مستمرة، خاصة بقصف المدنيين والأحياء المدنية».