رد المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي على ما وصفه "حملة سياسية واعلامية على الحكومة وعلى دولة الرئيس شخصيا على خلفية الموقف الذي أعلنه في مجلس الوزراء. وتراوحت الاتهامات كالعادة بين تجيير الخيار الاستراتيجي للدولة لاطراف داخلية وخارجية، او الحديث عن انقلاب على إتفاق الطائف أو رهن لبنان لمحاور خارجية ، وما شابه ذلك من اتهامات أيضا".



واعتبر ان " مطلقي هذه الحملة تجاهلوا مسألة أساسية وهي أن الموقف المعلن لدولة الرئيس كان أبلغه لجميع المعنيين خلال الاتصالات واللقاءات الديبلوماسية والسياسية التي أجراها منذ اليوم الاول للعدوان الاسرائيلي، وطالب الدول الفاعلة والمؤثرة بالضغط على اسرائيل لوقف عدوانها على غزة والتوصل الى وقف اطلاق النار، ومن ثم العودة الى البحث في الحل السياسي الذي تقوم ركيزته الاولى على حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية ،وهو موقف ومطلب عربي موحّد. وأضاف ان ميقاتي "يطالب الاطراف المعنية بهذه الحملة بتقديم حلول عملية لما يحصل بدل الاكتفاء بالانتقاد، والرهان على متغيرات ما، او رهانات خاطئة.ويدعو جميع القيادات اللبنانية الى التضامن في هذه المرحلة الدقيقة والابتعاد عن الانقسامات والخلافات المزمنة التي لا طائل منها .كما يدعو من ينتقدون عمل الحكومة وسعيها الدؤوب لتسيير امور الدولة والمواطنين، رغم الظروف الصعبة، الى القيام بواجبهم الاساسي في انتخاب رئيس جديد للبلاد، ليكون انتخابه مدخلا حقيقيا الى المعالجات الجذرية المطلوبة.".

وكتبت سابين عويس في" النهار": لا يبدو الرجل مرتاحاً للتفسيرات التي أعطيت لكلامه، على ما ينقل عنه زواره. وهو في رأيه، لم يغير في مواقفه منذ بداية الحرب. وتزايد الانتقادات لكلامه الأخير في مجلس الوزراء دفعه إلى اصدار رد مسهب بالتواريخ والمحطات يذكّر فيه بتسلسل تلك المواقف وثباتها، لا سيما لجهة تعبيره الدائم عن خشيته من فوضى امنية ليس فقط في لبنان بل في المنطقة في حال عدم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وان وقف النار يكتسب اهمية للانطلاق في حل مستدام ومنصف بالطرق الديبلوماسية بعيداً من المعارك. كما انه حرص في آخر اطلالاته الاعلامية من دافوس على توضيح موقفه بقوله انه كان دائماً يسعى من اجل اعتماد الحل الديبلوماسي، مستنداً إلى ما سمعه من الامين العام لـ"حزب الله" عن وجود فرصة لايجاد حل للاستقرار في الجنوب. ويجدد ميقاتي دائماً التأكيد على التزام لبنان بالقرارات الدولية، لكنه لا يغفل القول بأن وقف اطلاق النار في غزة هو حجر الزاوية لبداية كل الحوارات، اي بما يعني ان لا حل أو حوار في الشأن اللبناني قبل وقف النار في غزة، أي لا يزال الملف اللبناني مرتبطاً بالحل في غزة، ليعود فيستطرد بأن لبنان يجب ان يكون بعيداً من اي صراع وان قرار السلم في يد الدولة اللبنانية والحرب خسارة للجميع. واذا كان ميقاتي خلص في رده إلى ان مواقفه تندرج في سياق موقف متكامل واضح المقصد والرؤية، واي اجتزاء او تشويه له لا يلغي الحقيقة الثابتة بأن مدخل الحل لكل أزمات المنطقة هو في ارساء الحل العادل للقضية الفلسطينية، فإن الاوساط ترى في هذا الموقف ان ميقاتي يحاول ان يجمع ما بين ما يريده "الحزب" ويرفضه جزء واسع من اللبنانيين، وبين ما يرضي الغرب لجهة النأي عن الصراع والتزام القرارات الدولية، رغم تعذّر الجمع بين الأمرين في المرحلة التي بلغتها الحرب والانغماس الكامل لـ"الحزب" فيها.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

حول الحل السلمي والسياسي الشامل (11- 15)

صديق الزيلعي

تعرض الحل السياسي كمنهج لمشاكل بلادنا لتشويه كبير، وصار، مجرد، طرحه او الحديث عنه بمثابة خيانة لشعبنا وثورته. وكثرت الاوصاف التي تطلق على كل من يبحث بجد لمخرج من الازمات المتراكمة والعداوات الاثنية والمناطقة، والحروب الأهلية المستمرة والخراب الاقتصادي الشامل. والاحتقان الحالي، غير المسبوق، يهدد بمالات كارثية على بلادنا وعلى شعبنا. هذا الوضع يستدعي التفكير العقلاني، والنظر للإطار الأكبر وعدم الانشغال بالتفاصيل الصغيرة. واقع الحال يقول انه لا منتصر في الحرب. ويصبح التحدي الأساسي امامنا استمرار الحرب أم البحث عن حل سلمي.
جاء في بيان للحزب بتاريخ 6 مارس 1999 عن الحلول السلمية ما يلي:
" اننا نرحب باي جهد مخلص وحقيقي، داخلي أو خارجي، للبحث عن حلول سلمية لمشاكل بلادنا. فلسنا دعاة حرب او دمار والجبهة الإسلامية هي التي سدت كل السبل السلمية امام شعبنا للتعبير عن ارادته بالوسائل الديمقراطية. وانطلاقا من هذا نؤكد ترحيبنا بمسعى القيادة الليبية لإيجاد مخرج سلمي لازمة بلادنا. غير ان الحد الأدنى المطلوب لتحقيق تسوية سلمية عادلة في السودان، والذي توحدت حوله كافة فصائل التجمع بالإجماع، هو قرارات هيئة قيادة التجمع الصادر في مارس 1998 والتي تنص على:
(1) معالجة المشكل السوداني بصورة شاملة ورفض الصلح بين النظام والمعارضة.
(2) انهاء الحرب الاهلية وفق المبادئ التي تم التراضي عليها في مؤتمر القضايا المصيرية.
(3) إرساء حكم ديمقراطي تعددي بالمعني المتعارف عليه للديمقراطية.
(4) الالتزام الكامل بكافة مواثيق حقوق الانسان الدولية والإقليمية
(5) إقامة لا مركزية حقيقية تنهي عبرها هيمنة المركز على الأقاليم وتوزع السلطة والثروة توزيعا عادلا
(6) عدم قيام أحزاب سياسية على أساس ديني او عرقي
(7) الاحتكام للشعب (الانتخابات، حق تقرير المصير) في ظل رقابة إقليمية ودولية.
(8) تفكيك كل مؤسسات القمع والهيمنة وإلغاء جميع المراسيم والقوانين التي تمكن ذلك
(9) محاسبة كل من اقترف جرما في حق الشعب والمواطنين خاصة جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الانسان"
وواصل الحزب نفس الطرح العقلاني الذي لا يضع العصاة في التروس. أصدر الحزب بيانا بتاريخ 11 نوفمبر 1999 تحت عنوان: " مبادئ الحل السياسي السامل والموقف التفاوضي للتجمع" جاء فيه:
" نؤكد قناعتنا بان الحل السياسي الشامل يدخل أيضا ضمن الخط الاستراتيجي للتجمع، لكن ضمن موقعه الصحيح بالنسبة لأولويات تكتيكات العمل المعارض، بحيث يأتي هذا الحل تتويجا لخط هجومي متصاعد قوامه دعم توجهات الانتفاضة في الداخل وتصعيد الحل العسكري في الخارج.
هنا لا زلنا عند قناعتنا بان هدف النظام من حماسه الراهن للمبادرات بان هدف النظام من حماسه السلمية، ودعواته السابقة المباشرة وغير المباشرة، للحوار هو كسب الوقت لدرء المقاومة الصاعدة ضده وابعاد شبح الانتفاضة وشبح المحاسبة على جرائمه الفظيعة، وتجميل صورته امام الراي العام العالمي والإقليمي لكسر طوق العزلة الخانقة التي سببتها سياساته ومخططاته المغامرة كما يطمح أيضا في شق التجمع الوطني الديمقراطي واستجابة أطراف منه الي جانبه.
من جانبنا نعتمد الحل السياسي كخيار مثله مثل خياري الانتفاضة والعمل المسلح، كل مقومات العمل النضالي ويمكن ان تشارك فيه أوسع القوى السياسية والشعبية وتخوض به معارك تؤدي، وفق شروط معينة، الى تحقيق اهداف مؤقتة أو بعيدة المدى، تكتيكية أو استراتيجية. هذا يتطلب الوضوح الكامل والحاسم في تحديد الأهداف، وقد أعلن التجمع أكثر من مرة انه يقبل الخيار السياسي لا بهدف العودة لما قبل 30 يونيو أو تغيير إدارة بإدارة أو التصالح مع النظام أو ترقيعه وتصليحه، وانما بهدف تفكيك نظام الجبهة الانقلابي وتصفيته واستعادة الديمقراطية وفتح الطريق للتصدي لجذور أزمتنا الوطنية الممتدة منذ الاستقلال وبناء السودان الجديد الموحد المزدهر الذي نطمح اليه. وبغير ذلك لن يكون الخيار السياسي سوى مساومة تخون تضحيات شعبنا ومصيرها الفشل ومزبلة التاريخ."
هذ الطرح ينبي على المنهج الماركسي بالتزام التحليل الملموس للواقع الملموس.

siddigelzailaee@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • حول الحل السلمي والسياسي الشامل (11- 15)
  • الانتقالي يلوح بالاعتراف بالحوثي كـ”سلطة أمر واقع” ويرفض مرجعيات الحل الثلاث
  • السودان بين الرهانات الداخلية والدولية
  • الدمام.. فعالية توعوية تكشف مخاطر العادات الغذائية الخاطئة على الجهاز الهضمي
  • ميقاتي للاريجاني: لعدم اتخاذ مواقف تولّد حساسيات لدى أي فريق من اللبنانيين
  • ميقاتي: أولويتنا وقف العدوان على لبنان وتطبيق القرار 1701
  • ميقاتي: أولويتنا وقف العدوان على لبنان ودعم الوحدة الوطنية
  • ميقاتي استقبل لاريجاني: المطلوب دعم لبنان لجهة تطبيق القرار 1701 وعدم اتخاذ مواقف تولّد حساسيات
  • الابعاد الاستراتيجية لإستهداف حاملة الطائرات لينكولن وسقوط الرهانات الامريكية
  • المهرة .. حملة إلكترونية تذكّر بجريمة “الأنفاق” التي ارتكبتها القوات السعودية بحق المعتصمين