عربي21:
2024-07-06@15:38:38 GMT

مسلسل الإحراجات مستمر

تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT

إن مسلسل الإحراجات لهذه الأمة، بعربها وعجمها، مستمر منذ أحداث غزة التي بدأت بطوفان الأقصى المبارك في السابع من أكتوبر العام الفائت. فمنذ ذلك التاريخ والأمة المسلمة تواجه مشاهد من الإحراج كثيرة، بل لا أظن أن هذا المسلسل له نهاية قريبة.

المشهد الأول أو أولى المشاهد المحرجة هو صمت القبور الذي ساد أجواء الرسميات الإسلامية ومنها العربية، القريبة من غزة والبعيدة، والذي أصاب الذهول كثيراً من دول العالم التي كانت تنتظر موقفاً إسلامياً أو عربياً على وجه التحديد من أحداث غزة، قبل أن تبدي آراءها ومواقفها.

فلما لم تجد موقفاً جلياً واضحاً، بدأت كل دولة ترى الأنسب لمصالحها، سواء مع النظام الفاشي الصهيوني أو الغرب، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، فكانت اليابان الرسمية أوضح الأمثلة على ذلك.
صمت القبور الذي ساد أجواء الرسميات الإسلامية والعربية أصاب الذهول كثيرا من دول العالم التي كانت تنتظر موقفا إسلاميا أو عربيا من أحداث غزة
المشهد الثاني من مشاهد الإحراج ما شاهده العالم وتابعه الخميس الفائت، حين ترافعت جمهورية جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية بدعوى ضد النظام الفاشي الصهيوني، واتهامه بارتكاب جرائم حرب متنوعة، بالإضافة إلى النية الواضحة والعزم على القيام بإبادة جماعية ضد أهالي غزة. وكانت مرافعات فريق جنوب أفريقيا القانوني مصدر إعجاب ملايين حول العالم، وفي الوقت نفسه مصدر إحراج كبير لكل الدول العربية والمسلمة، باعتبار أن مثل هذه المرافعة كان الأجدر أن تقوم بها منظمة التعاون الإسلامي أو أي دولة من دولها الكبيرة ذات التأثير على المستوى العالمي.

لم نجد أحداً من الدول الكبيرة تلك في العالم الإسلامي والعربي. الكل ظل يراقب المشهد الغزاوي ثم بدأ يندد ويشجب ويستنكر، وصار البعض يتنافس مع غيره بالكلمات والتصريحات، دونما أفعال واضحات ملموسات على أرض الواقع أو ذات تأثير على سير الأحداث.

حتى تواترت الأنباء عن عزم دولة غير عربية أو مسلمة في أقصى أفريقيا لرفع دعوى ضد النازية الجديدة المحتلة لفلسطين، بعد أن تخطت كل قواعد الحروب، ودخلت عالم الإبادة وجرائم الحرب، فكان لابد من محاسبتها والتشهير بها أمام أعلى سلطة قضائية دولية.


حملت تلك الراية جنوب أفريقيا، ذات التاريخ النضالي ضد النظام العنصري الذي كان جاثماً على صدرها سنوات طوالا عجافا، وليست مكبلة بقيود غربية أو شرقية كالتي عليها غالبية دول العالم الإسلامي وللأسف.

وبالتالي لجنوب أفريقيا شرعية ومصداقية في القيام بهذا الإجراء، إذ لا يرضيها أن ترى ماضيها يتكرر الآن، لا في فلسطين أو غيرها من بقع جغرافية ما زالت تعاني من أنظمة عنصرية أو استعمارية، فكان موقفها من أنبل وأشرف المواقف على مستوى العالم، وبه أحرجت العرب قبل غيرهم من أمم الأرض.

المشهد الثالث قيام جمهورية ناميبيا الأفريقية أيضاً بالسير على خطى نظيرتها الجنوب أفريقية، لتعلن رفضها وتنديدها واستنكارها قيام ألمانيا بالدخول كطرف ثالث داعم للنازية الصهيونية ضد اتهامات جنوب أفريقيا، وتطالبها بالعدول عن ذلك بل وتقوم بتذكيرها والعالم بماضيها الاستعماري المتوحش حين قامت بارتكاب وتنفيذ إبادة جماعية ضد الشعب الناميبي أوائل القرن الفائت، لتقول لها اليوم بشكل غير مباشر بأن ما تفعلينه يا ألمانيا ودعمك غير المبرر للصهيونية وجرائمها في فلسطين، وصمة عار في جبينك.

لا يعني قيام النازيين بحرق اليهود، أن تظل ألمانيا تشعر بعقدة ذنب إلى ما لا نهاية، وتتودد للصهاينة إلى أجل غير معروف.. أما نقطة الإحراج ها هنا للعرب والمسلمين تكمن في عدم قيام أي دولة عربية أو مسلمة بعمل مماثل لناميبيا، ولو من باب أضعف الإيمان ورفع بعض الحرج عنها، وذلك بإصدار بيان رسمي عبر منظمة التعاون الإسلامي تعلنه أمام العالم برفض موقف ألمانيا السيئ وغير المبرر، والوقوف مع أعداء الإنسانية والحياة.. لكن حتى هذا الإجراء لم يتم !
نقطة الإحراج للعرب والمسلمين تكمن في عدم قيام أي دولة عربية أو مسلمة بعمل مماثل لناميبيا
المشهد الرابع يدور حول عزم خمسين محامياً من جنوب أفريقيا مرة أخرى للقيام بموقف مشرف ونبيل ورافض للظلم، عبر مقاضاة الإدارة الأمريكية والبريطانية بسبب التواطؤ بالجرائم التي ترتكبها الصهيونية في فلسطين. وتهدف مبادرة المحامين الجنوب أفريقيين إلى محاكمة المتواطئين مع الصهاينة في جرائمهم أمام محكمة الجنايات الدولية المتخصصة في محاكمة مجرمي الحرب من الأفراد.

والمثير أو الغريب أن المحامين يقومون بمبادرتهم تلك بالتعاون مع محامين أمريكان وبريطانيين، وكأنما الأمر لا يعني العرب والمسلمين البتة، في مشهد محرج رابع وكأنما لسان حال الأفارقة يقول بأنه لا فائدة تُرجى منكم يا أمة العرب والمسلمين في مثل هذه الأحداث الدامية المهولة.

هكذا تمضي الأيام والأحداث.. فبعد أكثر من مائة يوم على صمود المجاهدين في غزة أمام إجرام ووحشية ونذالة الصهاينة ومن معهم، وبعد تكرار مشاهد الإحراج، ما زالت الكثير من الرسميات العربية والمسلمة في سباتها.

لم يصدر عنها عمل يثير الانتباه، أو يوجع الصهاينة ومن معهم، فلا تجد تفسيراً منطقياً لهذا الخنوع وهذا الخذلان والتهاون من أكثر من خمسين دولة عربية ومسلمة، سوى أن قيوداً غليظة قد تم تكبيلهم بها من لدن أطراف عالمية نافذة.

لاسيما الولايات المتحدة، وأن مصالح أنظمة تلك الدول مرتبطة بمدى توافقها مع رؤى وسياسات الولايات المتحدة أو عموم الغرب، وشخصياً لم أجد أي تفسير مقنع آخر لهذا الخذلان، الذي لن تكون تبعاته سارة وحميدة، وشواهد من التاريخ عديدة تؤكد هذا المعنى، وإن دروس خذلان دويلات الأندلس لبعضهم البعض، ما زالت ماثلة أمامنا وقابلة للتكرار، وظروفنا الحالية مهيأة لذلك المشهد أيما تهيئة.

فاللهم سلم سلم..

الشرق القطرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة جنوب أفريقيا ناميبيا غزة جنوب أفريقيا الاحتلال ناميبيا العدوان مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جنوب أفریقیا

إقرأ أيضاً:

رزان جمّال تواصل تصوير الجزء الثاني من مسلسل The Sandman

 

 

تواصل النجمة رزان جمّال دورها في الجزء الثاني من مسلسل The Sandman، كأول نجمة عربية تنضم إلى عالم DC Comics، بعد نجاح شخصيتها لايتا هول في الجزء الأول والذي تصدر مشاهدات الأعمال التليفزيونية الناطقة بالإنجليزية على منصة نتفليكس وقت عرضه. 

 


مسلسل The Sandman قائم على واحدة من أكثر القصص المصورة مبيعاً وإحدى سلاسل دي سي كوميكس الشهيرة التي تحمل نفس الاسم. وتدور أحداثه في إطار من الخيال العلمي، الذي يمزج بين الأسطورة والتاريخ في جو من الرعب المظلم، حول شخصية Sandman أو "ملك الأحلام" الذي يتم أسره لمدة 105 سنة، وبعد تحرره ينتقل عبر عوالم مختلفة لاستعادة ما سُلب منه وإصلاح الفوضى التي تسبب فيها غيابه. 

 

وتجسد رزان جمّال شخصية لايتا هول، التي ما أن تفيق من حزنها على فقدها لزوجها، حتى تختبر نوعاً آخر من الحزن والفقد، عندما يجبرها ساندمان على التخلي عن طفلها الذي أنجبته من زوجها بعد وفاته، ومن المتوقع المزيد من المفاجآت في الجزء الثاني من المسلسل.
وتشارك رزان في بطولة الجزء الثاني من The Sandman مع توم ستوريدج ,جينا كولمان، وينضم إليهم كل من رويري أوكونور، فريدي فوكس، كليف راسل، لورنس أوفراين، وبطل Game of Thrones جاك جليسون.

كانت رزان قد خطفت قلوب المشاهدين في مصر والعالم العربي في آخر أدوارها السينمائية بتجسيدها لشخصية إيميلي ابنة القاضي الإنجليزي التي تقع في حب المناضل المصري أحمد كيرة، من خلال فيلم كيرة والجن للمخرج مروان حامد، وهو أحد أضخم إنتاجات السينما المصرية، محققاً ثالث أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية، وشاركت رزان في بطولته مع مجموعة كبيرة من النجوم، من بينهم كريم عبد العزيز وأحمد عز وهند صبري، وفازت رزان عن دورها فيه بجائزة أفضل ممثلة في دور مساعد في مهرجان جمعية السينما التاسع والأربعين.

أحدث أعمال رزان جمّال الدرامية مسلسل الثمن الذي عُرض على منصة شاهد محققاً أعلى نسب مشاهدة، ويعد أول مسلسل عربي يتم تقديمه باللغتين البرتغالية والإسبانية، حيث احتل المركز الأول في 65 دولة، ليساهم في تقديم رزان وبناء قاعدة جماهيرية كبيرة لها في الوطن العربي وخارجه. وتجسد فيه رزان دور البطولة أمام باسل خياط، بجانب مشاركتها في الموسم الرمضاني 2023، لأول مرة كضيفة شرف أمام منة شلبي ضمن أبطال مسلسل تغيير جو الذي عُرض على منصة شاهد، إخراج مريم أبو عوف.

ومن الأعمال المنتظر عرضها لـ رزان فيلم أسد أسد، الذي تجسد فيه البطولة النسائية أمام النجم محمد رمضان، والفيلم للمخرج العالمي محمد دياب الذي يشترك في تأليفه مع خالد وشيرين دياب، ويشارك في بطولته أيضاً مجموعة كبيرة من النجوم، من بينهم ماجد الكدواني، خالد الصاوي، شريف سلامة وأحمد عبد الحميد.

وعلى المستوى العالمي، صنعت رزان اسمًا لنفسها في صناعة السينما العالمية بأدوارها المتنوعة في مشاريع فرنسية وبريطانية وأمريكية، ثلاثة منها شاركت في مهرجان كان السينمائي، وهي Cruel Summer لـ كاني ويست، Une Histoire De Fou لـ روبرت غيديغويان، و Carlos للمخرج أوليفييه أساياس، والذي حصل على جائزة الجولدن جلوب في عام 2011. بالإضافة إلى فيلم الأكشن A Walk Among the Tombstones أمام النجم الأيرلندي ليام نيسون، وإخراج وتأليف سكوت فرانك.

مقالات مشابهة

  • جنوب أفريقيا بعد تشكيل الحكومة.. هل ستتغير المواقف؟
  • نيللي كريم تسحر برج إيفل وعدسات الإعلام ترصد المشهد
  • نواب ليبيون يشاركون في نقاشات البرلمان الأفريقي حول الميزانية والتكامل
  • إعلان قرعة التصفيات الأفريقية وإدارة منتخب السودان تؤكد: الحظوظ متساوية
  • رزان جمّال تواصل تصوير الجزء الثاني من مسلسل The Sandman
  • شبانة: كولر "تعلب" والأهلي خالف التوقعات بعد نهائي أفريقيا
  • للحدّ من المجاعة.. البرلمان الأفريقي يقر قانون «الأمن الغذائي»
  • ذياب بن محمد بن زايد: إرث زايد الخير مستمر في العمل الإنساني
  • المشهد المؤلم الذي يتكرر أمام العالم ولا يحرك ساكناً
  • المغرب إلى جانب مصر والجزائر.. كاف يكشف عن التصنيف الرسمي للمنتخبات قبل قرعة تصفيات كان2025