بعد تصريحات نتانياهو.. واشنطن تشدد على موقفها بشأن إقامة دولة فلسطينية
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، الخميس، أن إسرائيل تواجه "تحديات صعبة" في الوقت الحالي، ردا على تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الذي رفض فكرة إقامة دولة فلسطينية، لكنه استدرك قائلا إن حل الدولتين يعد الأمثل أمام المشاكل على المدى القصير والطويل.
وأتت تصريحات ميلر في مؤتمر صحفي ردا على سؤال بشأن تطلعات واشنطن لمستقبل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني والتناقضات التي حملتها تصريحات نتانياهو، الخميس، مع الجهود التي تبذلها إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، في المنطقة.
وأجاب ميلر قائلا: "اسمحوا لي أن أكرر ما قاله الوزير (الأميركي أنتوني بلينكن) عندما كان في المنطقة في الأسبوع الماضي، وهو أن إسرائيل تواجه بعض الخيارات الصعبة للغاية في الأشهر المقبلة. الصراع في غزة سوف ينتهي. سوف ينتهي. وفي نهاية هذا الصراع، سيتعين على شخص ما إعادة بناء غزة. سيتعين على شخص ما أن يحكم غزة. سيتعين على شخص ما توفير الأمن في غزة".
وأضاف "أحد الأشياء التي تمكن الوزير من تحقيقها خلال رحلاته عبر المنطقة الأسبوع الماضي هي التزامات الدول الأخرى في المنطقة بالمشاركة في إعادة إعمار غزة، وأنها ستشارك في المساعدة في إنشاء حكم بقيادة فلسطينية في غزة. لكنهم لن يفعلوا ذلك إلا إذا كان هناك طريق ملموس لإقامة دولة فلسطينية".
واستدرك قائلا: "لكن السؤال في الواقع أكبر من ذلك، لأن السؤال لا يتعلق فقط بمستقبل غزة على المدى القصير، ولكنه يتعلق بكيفية حل هذا التحدي طويل المدى الذي تواجهه إسرائيل، وهو كيف تضمن إسرائيل الأمن الحقيقي لنفسها، وكيف تضمن عدم تكرار (هجوم) 7 أكتوبر مرة أخرى بتاتا. والفرصة التي أمام إسرائيل الآن هي أنه، للمرة الأولى في تاريخها، ترى دول المنطقة مستعدة للتقدم والاندماج بشكل أكبر مع إسرائيل وتقديم ضمانات أمنية حقيقية لإسرائيل. والولايات المتحدة مستعدة للقيام بدورها أيضا، لكن يجب أن يكون لديهم جميعا شريك راغب في الجانب الآخر".
وأكد أنه "سنواصل التأكيد لقيادة إسرائيل وحكومة إسرائيل وشعب إسرائيل على أن هذه هي الفرص المتاحة لهم، وهذه هي التحديات التي يواجهونها، ولكن لا توجد طريقة لحل التحديات طويلة المدى لتوفير الأمن الدائم، ولا توجد وسيلة لحل التحديات قصيرة المدى المتمثلة في إعادة بناء غزة وإقامة الحكم في غزة، وتوفير الأمن لغزة، دون إنشاء دولة فلسطينية".
وأضاف "لذا يبدو أن هذا سيكون محور نقاش مطوَّل.. لقد تحدثنا إليه (نتانياهو) مباشرة والآن نواصل نقاشا علنيا معهم أيضا".
وفي رد على سؤال فيما لو كان نتانياهو يضيع فرصة لتحقيق أمن حقيقي دائم لبلاده، رد ميلر قائلا: "لا أود تشخيص تصريحاته، لكني سأقول التالي: هناك فرصة تاريخية لتتمكن إسرائيل من التعامل مع التحديات التي واجهتها منذ تأسيسها، ونأمل أن تستغل الدولة تلك الفرصة".
وقال نتانياهو في مؤتمر صحفي، الخميس، إنه أبلغ الولايات المتحدة بمعارضته إقامة دولة فلسطينية في إطار أي سيناريو لما بعد الحرب.
وفي مؤتمر صحفي بث على المستوى الوطني تعهد نتانياهو بالمضي قدما في الهجوم حتى تحقق إسرائيل "انتصارا حاسما على حماس".
كما رفض فكرة إقامة دولة فلسطينية، وقال إنه أبلغ واشنطن بموقفه.
وأضاف نتانياهو في المؤتمر الصحفي "في أي ترتيب مستقبلي تحتاج إسرائيل إلى السيطرة الأمنية على جميع الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن"، وأضاف "يجب أن يكون رئيس الوزراء قادرا على قول 'لا' لأصدقائنا".
وأكد المتحدث باسم الأمن القومي للبيت الأبيض، جون كيربي، أنه "من الواضح أننا نرى الأمر بشكل مختلف" ،
وقال كيربي إن بايدن "لن يتوقف عن العمل" نحو حل الدولتين.
وأتت تصريحات نتانياهو بعد يوم واحد فقط من تأكيد وزير الخارجية الأميركي، بلينكن، أن إسرائيل لن تتمتع أبدا "بأمن حقيقي" دون طريق واضح نحو الاستقلال الفلسطيني.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن البيت الأبيض أيضا أن هذا هو "الوقت المناسب" لإسرائيل لخفض كثافة هجومها العسكري المدمر في غزة.
واندلعت الحرب بعد هجوم غير مسبوق شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، أدى إلى مقتل نحو 1140 شخصا، غالبيتهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، بحسب تعداد فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية إسرائيلية.
في المقابل، أعلنت إسرائيل الحرب بهدف "القضاء على حماس"، وشنت غارات جوية مدمرة على قطاع غزة ترافقت بتدخل بري واسع النطاق بدأ 27 أكتوبر، مما أسفر عن وقوع 24448 قتيلا غالبيتهم من النساء والأطفال، حسب آخر حصيلة لوزارة الصحة في غزة.
وسحبت إسرائيل الآلاف من جنودها في قطاع غزة، بعد ضغوط من الولايات المتحدة تهدف إلى الانتقال إلى مرحلة أكثر دقة" في الحرب التي تشنها ضد حركة حماس.
وتواصل الولايات المتحدة ضغوطها على إسرائيل من أجل تقليل أعداد الضحايا المدنيين، في ظل الحصيلة الهائلة للقتلى الفلسطينيين، وأغلبهم من النساء والأطفال.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: إقامة دولة فلسطینیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
كيف أربكت تصريحات ترامب عن تهجير الغزيين واشنطن؟
واشنطن- أثارت تصريحات الرئيس دونالد ترامب بشأن مستقبل قطاع غزة وفكرة ترحيل سكانه، التي أطلقها للمرة الأولى خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالبيت الأبيض الشهر الماضي، كثيرا من الغموض والاندهاش بين مختلف دوائر العاصمة الأميركية.
فبعد أن طالب ترامب بترحيل أكثر من مليوني شخص يمثلون سكان القطاع حتى يتم إعادة إعماره في فترة قد تصل إلى 15 عاما، عاد بنفسه لينكر، أول أمس الأربعاء، أثناء زيارة رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن للبيت الأبيض، وجود أي نية أميركية لتهجير سكان غزة خارج أراضيهم.
وقال ترامب "لن يُطرد أي فلسطيني من قطاع غزة"، وأضاف أن واشنطن تعمل "بجد" بالتنسيق مع إسرائيل للتوصل إلى حل للوضع في غزة. وهو موقف مغاير لما كرره خلال الأسابيع الستة الأخيرة من ضرورة مغادرة الفلسطينيين قطاع غزة.
ولخصت صحيفة نيويورك تايمز طريقة ترامب في إدارته الثانية، وذكرت أنه يعتمد على التناقض كتكتيك سياسي، وهو ما يسمح له بإصدار تصريحات متناقضة، وتقديم روايات متضاربة لإرباك خصومه، مما يجعل من الصعب تحديد مواقفه الحقيقية.
وفيما يتعلق بموقفه من قطاع غزة، ذكرت الصحيفة أن تصريحات ترامب متغيرة، فقد أعلن عن نيته السيطرة عليها، وتهجير الفلسطينيين وإعادة بنائها كـ"ريفييرا الشرق الأوسط"، لكنه تراجع لاحقا وادعى أنها مجرد "توصية". وبعد ذلك قال لن يُطرد أي فلسطيني من قطاع غزة.
إعلان ترامب مع وضد التهجيرمن جهته، قال السفير السابق فريدريك هوف، والخبير بالمجلس الأطلسي والأستاذ بجامعة بارد، للجزيرة نت "من وجهة نظري، فإن تعليقات الرئيس ترامب الأخيرة حول المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة تمثل تغييرا في السياسة الأميركية، لأن هذه السياسة لم تشمل أبدا الترحيل القسري (الطرد) للمدنيين".
واعتبر السفير هوف أن "تعليقات ترامب الأولية حول نقل سكان قطاع غزة، وسيطرة الولايات المتحدة على القطاع عكست اعتقاده بأن المدنيين سيرحبون بفرصة الانتقال نظرا للدمار الهائل ووجود الذخائر غير المنفجرة. من هنا أنا أشك في أنه تصور يوما أن يسير مليونا شخص خارج غزة ضد رغبتهم وإرادتهم".
واختلف البروفيسور أسامة خليل، رئيس برنامج العلاقات الدولية بجامعة سيراكوس، بولاية نيويورك، مع الطرح السابق، وقال للجزيرة نت إن "تصريحات الرئيس ترامب لا تعكس تغييرا في سياسة إدارته. إذ لا تزال إدارة ترامب متحالفة مع مشروع إسرائيل الكبرى الذي سيشمل ضم الضفة الغربية وغزة".
وبدلا من طرد الفلسطينيين من غزة بالقوة، يضيف خليل، ستراهن إسرائيل والولايات المتحدة على الموت، بسبب المرض والجوع لتقليص حجم السكان. وستمنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية للقطاع وتعطل جهود إعادة الإعمار حتى تصبح الحياة صعبة للغاية ويعتقد الفلسطينيون حينها أن المستقبل غير ممكن، على حد تعبيره.
ورأى خليل أن الهدف المنشود سيتمثل بتشجيع الفلسطينيين على مغادرة غزة طوعا لتسهيل ضم إسرائيل واستيطانها لها.
تسوية جديدة
وتجري حاليا جولة مفاوضات بوساطة قطرية ومصرية وأميركية مع حركة حماس بشأن اتفاق جديد ليحل محل المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار التي ترفض إسرائيل البدء بها.
وتطالب تل أبيب، ومن ورائها واشنطن، بتمديد مرحلة الاتفاق الأولى حتى منتصف الشهر المقبل مقابل استكمال الإفراج عن كل المحتجزين البالغ عددهم 59 شخصا من بينهم ما يقرب من 24 شخصا حيا.
إعلانوتزعم إسرائيل أن الطرفين لم يتوصلا إلى مرحلة ثانية من الهدنة بسبب رفض حركة حماس الالتزام بنزع السلاح الذي تراه تل أبيب وواشنطن شرطا أساسيا لأي تسوية طويلة الأجل.
وفي هذا السياق، أشار خبير الشؤون الدولية ولفغانغ بوستزتاي، في حديثه مع الجزيرة نت إلى أن "زيارة المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف سعت إلى زيادة الضغط على حماس لإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين من خلال الدول العربية، وخاصة مصر وقطر والسعودية. كما عززت خطة ترامب لإعادة إعمار غزة".
واعتبر بوستزتاي أن إدارة ترامب تشترط ضرورة إخراج حركة حماس من قطاع غزة لاعتماد أي خطط لإعادة الإعمار، وأضاف "لا تشمل الخطة العربية لإعادة إعمار غزة بعد الحرب إخراج حماس من قطاع غزة. ومن وجهة النظر الأميركية، هذا شرط مسبق لأي تسوية دائمة. في الواقع، لا تذكر الخطة العربية وجود جماعات مسلحة متعددة في غزة والتحديات التي تشكلها. بشكل عام، هذا شيء لا يمكن أن تقبل به واشنطن".
خطة مصرمن جانبه، نشر المجلس الأطلسي بواشنطن على موقعه الإلكتروني مقالة للأكاديمي أحمد نبيل، المحاضر بمركز دراسات السلام والصراع في جامعة واين ستيت بولاية ميشيغان، طالب فيها إدارة ترامب "بتبني خطة غزة المصرية، كونها أفضل فرصة له لتأمين السلم". واعتبر نبيل أن على ترامب أن "يلقي نظرة فاحصة على الخطة العربية كنقطة انطلاق للمفاوضات، حيث لا توجد خطة واقعية أخرى مطروحة على الطاولة".
وكان البيت الأبيض قد سارع بعد ساعات فقط من كشف مصر عن خطتها لإعادة إعمار غزة برفضها.
وجاء في بيان لبراين هيوز، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، أنها "لا تعالج حقيقة أن غزة غير صالحة للسكن حاليا". لكن بعد أيام، بدا أن المبعوث الرئاسي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيفن وايتكوف يتراجع عن هذا الرفض، قائلا إن الخطة الجديدة هي "خطوة أولى تعكس حسن النية من المصريين".
إعلان