الأخضر يفتح تحقيقاً مع مانشيني و«المستبعدين»
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
لا تزال أزمة روبرت مانشيني المدير الفني للمنتخب السعودي مع اللاعبين المستبعدين تلقي بظلالها على سطح الأحداث في الشارع الكروي، فالبداية كانت بقرار غريب، باستبعاد عدد من نجوم المنتخب من التشكيلة المشاركة بكأس آسيا، أبرز هؤلاء، نجم دفاع نادي النصر سلطان الغنام، وحارس مرمى النصر نواف العقيدي، وقائد المنتخب السعودي ونادي الهلال سلمان الفرج.
بعدها في مؤتمر صحفي قبل لعب أول مباراة أمام المنتخب العماني، خرج المدير الفني بتصريحات قوية أشعلت الأحداث، بعدما أكد أن اللاعبين رفضوا الاستمرار في المنتخب واشترطوا اللعب أساسيا، وبعضهم قال ذلك صراحة، بأنه إن لم يشارك بشكل أساسي فلا يريد البقاء، وتسببت تلك الكلمات في موجة غضب شديدة بين الجميع.
تحقيق موسع
المصادر داخل السعودية تؤكد أن هناك تحقيقا موسعا سيتم فتحه مع اللاعبين المستبعدين لتوضيح مُلابسات الأمر، في ظل أن البعض خرج بكلمات مقتضبة عبر منصات التواصل الاجتماعي، كذب خلالها المدير الفني، وهو ما خلق حالة من الحيرة لدى الجميع، عن سبب هذا التضارب في المعلومات الواردة.
لذلك فالاتحاد السعودي برئاسة ياسر المسحل قرر فتح تحقيق مع اللاعبين لاستقساء حقيقة ما حدث، ومحاولة التوصل إلى المتسبب الحقيقي في تلك الأزمة الكبيرة، وستكون عقوبة المخطئ والمقصر كبيرة، قد تصل في حالة استبعاد اللاعبين نهائيا إذا ما ثبت عليهم تلك الاتهامات، وقد يكون الضحية مانشيني نفسه إذا ما ثبت كذب رواياته كما أكد اللاعبون ووكلاء أعمالهم.
إقالة واردة
ولم تستبعد المصادر إقالة المدير الفني من منصبه إذا ما خسر بطولة كأس آسيا التي يشارك فيها، لا سيما وأن أداء الأخضر في المباراة الأولى أمام المنتخب العماني لم يكن على القدر المطلوب، ولم يرض طموحات الجماهير السعودية الحالمة بمستوى أفضل من ذلك، ولم يرض أيضا بعض المحللين وأساطير الكرة السعودية الذين يتعاطف بعضهم مع اللاعبين ويرفضون اتهامات المدير الفني لهم.
المطلع على تفاصيل الأخضر في المباريات الرسمية يلمس ويشاهد غياب الروح المعنوية لدى المدير الفني، فهو لا يفرح بإحراز الأهداف، ولا ينفعل كما ينفعل أي إيطالي معروف عنه الحماس الشديد والروح القتالية سواء مدرب أو لاعب، ويبدو أن لذلك سبب وهو صافرات الاستهجان التي أطلقتها الجماهير السعودية على المدير الفني في مباراة عمان الأخيرة.
خطأ المترجم
أنباء واردة من السعودية وبدأ يتحدث عنها البعض وهي أن سبب تلك الأزمة هو خطأ المترجم في ترجمة كلام مانشيني للاعبين أو ترجمة كلام اللاعبين إلى مانشيني، وربما يكون مانشيني نفسه فهم الكلام بشكل خاطئ، حيث يؤكد البعض أن المدير الفني الإيطالي ليس قويا في اللغة الإنجليزية، والمترجم المتواجد معه في الجهاز الفني يقوم بالترجمة باللغة الإنجليزية.
الأهم أن الملف الآن لا يزال مفتوحا ولم يتم إغلاقه، وسواء تم إعلان نتائج التحقيقات أم لا –وإن الأقرب الإعلان- فإن الأمر لن يمر مرور الكرام، بسبب الغضب الجماهيري الكبير وانقسامهم بعض الشيء حول المخطئ في هذه القصة، ولكن الاتحاد السعودي يتعامل بشكل حساس مع الموضوع في ظل ارتباط الأخضر بمباريات مهمة في بطولة كأس آسيا.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر كأس آسيا المنتخب السعودي اللاعبين المستبعدين المدیر الفنی مع اللاعبین
إقرأ أيضاً:
السعودية.. الحسرة على «الهجوم الضعيف»!
الدوحة (أ ف ب)
«كم هدف سجلنا؟» مُتحسراً، تساءل أسطورة كرة القدم السعودية ماجد عبد الله، بعد خسارة «الأخضر» أمام إندونيسيا (0-2)، واحتلاله مركزاً رابعاً مخيباً في المجموعة الثالثة ضمن تصفيات كأس العالم 2026، مكتفياً بست نقاط، وثلاثة أهداف فقط بعد مرور ست جولات.
قال ماجد، الهداف التاريخي للمنتخب السعودي (72 هدفاً في 117 مباراة) «بالتأكيد، لدينا مشكلة في المهاجمين، سجل منتخبنا في التصفيات الحالية ثلاثة أهداف فقط، عبر مدافع (حسن قادش مرتين) ولاعب وسط (مصعب الجوير)».
وفيما اقتربت اليابان من التأهل المباشر محلقة بالصدارة بـ 16 نقطة، احتدم الصراع بين المنتخبات الخمسة المتبقية على المركز الثاني المؤهل مباشرة، إذ تتفوق أستراليا الثانية (7) بفارق نقطة فقط عن إندونيسيا، السعودية، البحرين، والصين، ولكل منها 6 نقاط.
ورأى نجم النصر السابق والهداف التاريخي للدوري المحلي (189 هدفاً) أن المهاجمين السعوديين لا يلعبون في الدوري، بسبب استقطاب أغلب الأندية لمهاجمين عالميين.
وبموازة الإنفاق الكبير لأندية الدوري وجذبها ،اعتباراً من الموسم قبل الماضي لنجوم عالميين أمثال البرتغالي كريستيانو رونالدو، ثم الفرنسي كريم بنزيمة، والبرازيلي نيمار، اعتبر ماجد، الذي توج هدافاً للدوري 6 مرات، أن «مشكلتنا الأساسية هي عدم مشاركة اللاعبين بشكل أساسي مع أنديتهم».
وبلغ إنفاق الأندية السعودية الصيف الماضي 431 مليون دولار، أي نصف ما أنفقته في صيف 2023 حين صرفت 957 مليون دولار قياسية على انتقالات لاعبين جدد، وفقاً لتقرير نشره الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) مطلع سبتمبر الماضي.
وبينما كان ماجد (65 عاماً) يتحدث تزامناً مع الخسارة ضد إندونيسيا في منتدى مسك العالمي في الرياض، كان نجم «الأخضر» والهلال سابقاً ياسر القحطاني (42 عاماً) يعبّر عن غضبه من الخسارة التاريخية، بحسب وصفه، «لا أملك المفردات المعبرة في مثل هذه اللحظة».
وفي تحليله للمباراة، أضاف أفضل لاعب في آسيا 2007، «لا أعتقد أن أي متشائم يعلم بالكرة السعودية، كان ينتظر اللحظة التي يبحث فيها عن الأخطاء التحكيمية، حتى لو كانت صحيحة، لأن تكون هي العذر، أو القشة التي يتمسك بها للانتصار على المنتخب الإندونيسي المحترم».
وأخفق المنتخب السعودي، الذي أعاد مدربه الجديد القديم الفرنسي هيرفي رينارد لقيادته فنياً خلفاً للإيطالي روبرتو مانشيني، للمباراة الرابعة توالياً في التسجيل.
تأزم موقفه وتضاعف مخاوفه من الفشل في التأهل المباشر إلى البطولة التي من المقرر أن يعلن الفيفا عن إقامتها في السعودية عام 2034 في 11 ديسمبر المقبل، بوصفها المرشح الوحيد.
وكان مانشيني، الذي أقيل بعد التعادل مع البحرين سلباً في أواخر أكتوبر الفائت، قد أضاء بالفعل على مشكلة عدم مشاركة لاعبي المنتخب مع أنديتهم أساسيين، عقب التعادل الافتتاحي مع إندونيسيا في الجولة الأولى، «لدينا 20 لاعباً لا يشاركون في التشكيلة الأساسية لفرقهم، وهذا مشكل حقيقي»!.
لكن المبررات التي ساقها المدرب الإيطالي لا تبدو مقنعة لفؤاد أنور الذي افتتح عداد الأهداف السعودية في كأس العالم في مرمى هولندا في نسخة 1994 عندما بلغت الدور الثاني للمرة الوحيدة «المشكلة الأساسية في المنتخب تفاقمت بسبب التمسك بمانشيني بعد الخروج من كأس آسيا» مطلع العام الحالي، أمام كوريا الجنوبية في ثمن النهائي.
يقول أنور (52 عاماً) لوكالة فرانس برس: «وقع الاختيار على مانشيني، الذي حقق كل شيء قبل قيادته المنتخب السعودي، وصار يطلق تصريحات محبطة عن عدم مشاركة لاعبي المنتخب أساسيين مع أنديتهم، وهو كلام لا أراه منطقياً، لأنه (مانشيني) أغفل أهمية الاحتكاك الذي يحصده اللاعب المحلي من اللعب مع نجوم كبار مثل رونالدو، بنزيمة، الجزائري رياض محرز، وغيرهم».
يضيف نجم فريق الشباب سابقاً «تم اعتماد وجود 8 لاعبين أجانب في كل فريق (مع لاعبين اثنين غير سعوديين من مواليد 2003 فما فوق)، وتبقى 3 محليين، ما يعني أن هناك 54 لاعباً محلياً يشاركون أساسيين مع 18 فريقاً في الدوري».
ويتابع «من بين الـ54 لاعباً أنت تحتاج إلى 25 لاعباً للمنتخب، وهم موجودون، لكن المشكلة التي وقع فيها مانشيني أنه ذهب لاختيار لاعبين احتياطيين بناء على أسمائهم، وعلى الأندية التي يلعبون فيها»، مضيفاً «يجب الاعتماد على اللاعب الذي يلعب ويقدم الفائدة».
واستشهد أنور، بإحراز إسبانيا لبطولة كأس أوروبا الصيف الماضي بمشاركة محدودة جداً للاعبي القطبين ريال مدريد وبرشلونة، مقابل وجود آخرين من أندية أخرى.
وإذ يرى أنور أن الفرصة لا تزال قائمة بقوة للتأهل إلى المونديال، خصوصاً أن نتائج المنتخبات الأخرى لعبت لمصلحة «الأخضر»، تؤكد ضرورة عدم تعليق اعتماد 8 محترفين شماعة لفشل المنتخب.
وأكد أنور أن المهاجمين فراس بريكان (الأهلي)، وسالم الدوسري (الهلال) يلعبان بشكل أساسي مع فريقيهما، ما ينفي فكرة غياب المهاجمين عن مباريات الدوري.
ويبحث المنتخب السعودي، الذي يستضيف الصين في 20 مارس المقبل في الجولة السابعة، عن التأهل السابع لكأس العالم.