دراسة: رغوة مشبعة بأول أكسيد الكربون تظهر قدرة في علاج السرطان
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
قد يتاح مستقبلا لمرضى السرطان شرب رغوة مملوءة بأول أكسيد الكربون لزيادة فعالية علاجاتهم، بعد أن أظهرت تجارب دراسة جديدة فعالية ذلك على الفئران والأنسجة البشرية في المختبر.
واعتمد فريق البحث على ملاحظات غير متوقعة من دراسات سابقة أظهرت أن مرضى السرطان الذين يدخنون يستجيبون أفضل لعلاج يهدف إلى تقييد عملية موت الخلايا تسمى الالتهام الذاتي، وفق النتائج التي نشرت في مجلة "العلوم المتقدمة".
وقال عالم الأورام جيمس بيرن، من كلية كارفر للطب في جامعة آيوا: "عندما نظرنا إلى تلك التجارب، رأينا زيادة في الاستجابة الإجمالية لدى المدخنين الذين تلقوا مثبطات الالتهام الذاتي، مقارنة بالمرضى غير المدخنين، ورأينا أيضا انخفاضا قويا جدا في حجم الورم".
واعتقد فريق البحث أن أول أكسيد الكربون (CO) قد يكون المفتاح، إذ أن المدخنين لديهم المزيد منه في أجسامهم، وقد ثبت أيضا أنه يقلل من الالتهام الذاتي للخلايا.
واعتمادا على ذلك، تم إنشاء رغوة آمنة للشرب مع أول أكسيد الكربون المضاف. وتم إعطاء الرغوة للفئران المصابة بسرطان البنكرياس والبروستاتا، مع علاجا من مثبطات الالتهام الذاتي.
وأدى العلاج المزدوج إلى انخفاض كبير في نمو الورم وتطوره، وهي نتائج واعدة تكررت أيضا إلى حد ما في الخلايا السرطانية البشرية التي زرعها الفريق في المختبر.
يقول بيرن: "المدخنون لديهم مستويات أعلى من أول أكسيد الكربون، وبينما لا نوصي بالتأكيد بالتدخين، فإن هذا يشير إلى أن ارتفاع أول أكسيد الكربون قد يحسن فعالية مثبطات الالتهام الذاتي".
وأضاف "نريد أن نكون قادرين على تسخير هذه الحقيقة ونستغلها في العلاج".
يعتقد الفريق الذي يقف وراء البحث الجديد أنه من المحتمل أن يعمل النهج على أنواع أخرى من السرطانات غير تلك التي تم اختبارها، مما قد يمنح طريقة جديدة وفعالة للحد من انتشار الورم.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: أول أکسید الکربون
إقرأ أيضاً:
ميومبو غابة أفريقية بحجم إندونيسيا تخزن انبعاثات الصين من الكربون
في قلب أفريقيا الجنوبية، حيث تلتقي السافانا بالحياة البرية، تمتد غابات ميومبو الخضراء على قرابة 1.9 مليون كيلومتر مربع عبر 7 دول أفريقية، من تنزانيا وزامبيا، وصولا إلى أنغولا وموزمبيق حيث تلعب دورا مهما في تخزين الكربون، مما يجعلها حليفا حيويا في معركة البشرية ضد التغير المناخي.
وتُعرف غابات ميومبو بكونها أكبر نظام بيئي للغابات الاستوائية الجافة في العالم، وقد سميت كذلك على اسم أشجار ميومبو التي تشبه البلّوط، وتنتشر بكثافة في المنطقة وتتخللها مجموعة متنوعة من الموائل، بما في ذلك نتوءات صخرية ومناطق عشبية واسعة.
ولا تعد غابة ميومبو مطيرة، فهي جافة ومفتوحة نسبيا، حيث تنمو الأشجار السائدة فيها حتى ارتفاع يتراوح بين 10 و20 مترا، وتتساقط أوراقها خلال موسم الجفاف الطويل لتنمو أوراقا جديدة مع هطول الأمطار.
وتعادل مساحتها تقريبا مساحة المكسيك أو إندونيسيا أو دول القرن الأفريقي مجتمعة (الصومال، جيبوتي، إريتريا، إثيوبيا) وتقع معظمها في أنغولا والكونغو الديمقراطية وملاوي وزامبيا وزيمبابوي وتنزانيا وموزمبيق.
وغابات ميومبو نوع خاص من الغابات شبه المتساقطة الأوراق، تهيمن عليها أشجار من الفصيلة البقولية، تغطي المنطقة البيئية مساحة واسعة عبر وسط وجنوب أفريقيا، مما يجعلها أوسع أنواع الغابات الاستوائية الجافة انتشارا في العالم.
وتتمتع غابات ميومبو بعدد من الخصائص البيئية الفريدة التي تجعلها مناسبة بشكل خاص للاستخدام المستدام، إذ تتجدد بسرعة كبيرة، وفق ما أثبتته الدراسات.
إعلانكما تتميز بكونها شديدة التحمل للقطع المتكرر، وطالما لم يُمسّ نظام الجذور تحت الأرض، يمكن لبقع صغيرة من الأشجار المقطوعة أن تتعافى تماما في نحو عقدين.
وتُعرف أنواع أشجار ميومبو الرئيسية أيضا باسم "الفطريات الجذرية الخارجية" حيث توجد علاقة تكافلية بين جذور الأشجار والفطريات، مما يُنتج تنوعا هائلا من الفطريات الصالحة للأكل.
وصنفت إحدى الدراسات 77 نوعا من الفطريات الصالحة للأكل في الكونغو الديمقراطية وبوروندي، منها 15 نوعا على الأقل يُؤكل بانتظام، مصدره غابات ميومبو.
ورغم أن غابات ميومبو لا توجد بها نفس الكثافة الكبيرة من الثدييات الموجودة في السافانا الأفريقية الشهيرة، فإنها تتمتع بتنوع بيولوجي غير عادي، كما يقول جيمس دويتش المدير التنفيذي لمؤسسة "أنقذوا الغابات المطيرة".
ويشمل ذلك التنوع البيولوجي نحو 8500 نوع من النباتات، فضلا عن الحيوانات الضخمة الشهيرة مثل الأسود والفهود والكلاب البرية والزرافات، ووحيد القرن الأسود، وبعض أكبر مجموعات الفيلة المتبقية في القارة.
وتلعب هذه الغابات القديمة أيضا دورا قاريا وحتى عالميا، فهي تحمي تجمعات المياه الحيوية، بما في ذلك نهر زامبيزي، وتؤوي بعض الثدييات الكبيرة الأكثر شهرة في العالم، وتخزن كميات كبيرة من الكربون.
كما تشير الدراسات إلى أن غابة ميومبو وغابات "موباني" المتداخلة معها جغرافيا توفر سبل العيش والموارد الأساسية لأكثر من 300 مليون شخص تُقدر قيمتها بحوالي 9 مليارات دولار، بما في ذلك مواد البناء والغذاء والأدوية الطبيعية.
ورغم أهميتها في النظم البيئية، شهدت غابة ميومبو انخفاضا في الغطاء الحرجي بمقدار الثلث تقريبا بين عامي 1980 و2020، حيث تقلصت مساحتها من حوالي 2.7 مليون كيلومتر مربع إلى 1.9 مليون.
إعلانوجاء هذا التدهور الكبير في مساحة الغابة جراء قطع الأشجار للحصول على الأخشاب والفحم، في منطقة تعاني من نقص الطاقة على نطاق واسع، إضافة إلى التعدين، وممارسة الزراعة المتنقلة.
وأفاد تقرير لمنظمة "أنقذوا الغابات المطيرة" بأن شركة "بورتوسيل" البرتغالية لصناعة اللب تسعى لتطهير ما يصل إلى 237 ألف هكتار، بما في ذلك غابات ميومبو في موزمبيق لزراعة أشجار الكينا.
ويقول لوثاندو دزيبا المدير الإقليمي لشرق أفريقيا ومدغشقر وغرب المحيط الهندي -في جمعية الحفاظ على الحياة البرية- إن فقدان هذه الغابات له عواقب وخيمة على المجتمعات الريفية لأنها تعتمد بشكل كبير على المنتجات التي يتم جمعها في منطقة ميومبو.
وتشير دراسة حديثة نشرت في مجلة "اتصالات الأرض والبيئة" إلى أن غابات ميومبو قد تخزن ما يصل إلى 2.2 مرة من الكربون فوق الأرض أكثر مما كان يعتقد سابقا.
واستنتجت الدراسة، وهي الأولى من نوعها، نُشرت في يوليو/تموز 2024، أنّه يُحتمَل أن تحتجز غابة ميومبو أكثر من ضعف كمية الكربون فوق الأرض مقارنة بما كان يُعتقد سابقا.
وحسب التقديرات، يُعادل هذا الفارق 3.7 مليارات طن متري إضافي من الكربون المخزن في جميع أنحاء الغابة، وهي تقريبا أكثر من الكمية التي أطلقتها الصين في الغلاف الجوي عام 2023.
ويهدف "تحالف استعادة ميومبو" -الذي تأسس بين 11 دولة ومنظمات في سبتمبر/أيلول الماضي- إلى وقف التهديدات التي تتعرض لها الغابة ومعالجتها من أجل تعزيز إدارة هذه الغابات وقدرتها القدرة على التكيف مع تغير المناخ وتنمية المجتمع بوصفها خزانا للكربون، وكذلك لأجل إنقاذ حوض نهر زامبيزي.